الوزير الفنان

والردح بأموال الكادحين !

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

أن يكون النظام البوليسي الفاشي مصرا على إهدار أموال الدولة من أجل ترشيح الوزير الفنان كاتب التقارير الحرام ضد الطلاب والمبعوثين في فرنسا ، ليفوز بمنصب اليونسكو الذي لن يقدم ولن يؤخر بالنسبة للوطن التعيس المحتاج إلى الحرية والكرامة والعدل ؛ فهذا شأنه لأن أحدا لا يحاسبه ، فهو يتصرف في مصر وكأنها عزبة مستباحة ومملوكة للمسئولين على مستوياتهم المتعددة ، يفعلون بها ما يريدون ، ولو كان ذلك ضد الإرادة الشعبية وضد متطلبات الواقع !

ولكن الذي يعنينا الآن بعد أن رفضت الصين الشعبية وفرنسا أن تعلنا عن مساندتهما للفنان كاتب التقارير ، ومحطم الكرامة الوطنية على أبواب الغزاة القتلة اليهود في تل أبيب ، وتقديم التنازلات المخزية لهم ، وترميم آثارهم اليهودية في القاهرة جلبا لتعاطفهم ومؤازرتهم في اليونسكو المستحيل إن شاء الله ؛ هو ما تقوم به جريدته غير الغراء ، مع جرائد أخرى ينفق عليها الشعب التعيس من أموال الكادحين والفقراء والمطحونين ؛ بالردح لصفوة العلماء والفضلاء والمثقفين الذين لم يدخلوا حظيرة الوزير ، ولم يتناولوا العلف المسموم الذي يقدمه للمربوطين في أوتادها ..

تصور جريدة ينفق الشعب المصري على طبعها ومكافأة كتابها وتغطية خسائرها المتصاعدة ؛ تصف الصفوة غير الحظائرية بمصاصي الدماء والجهلاء الذين يخوضون معارك قذرة ! والسبب في هذا الردح المستنير (؟)أن الصفوة تتعرض للمزور البذيء بالكشف والفضح ليكون عبرة لغيرة ممن يحاربون الدين ويستولون على جوائز الأمة بالغش والتدليس ودون مؤهلات بحثية حقيقية تؤهلهم لهذا الاستيلاء الرخيص الذي يساعدهم عليه وزير فاسد مفسد ، آثر اليهود الغزاة القتلة على إسلامه وقومه ووطنه !

والمفارقة أن الحظائريين في جريدة الوزير لا يخجلون من أنفسهم حين يفرشون الملاية للشرفاء ، ثم يتحدثون عن أدب الاختلاف ، ويضربون أمثلة في غير محلها لتسويغ الردح المستنير(؟) من قبيل أن الذين اشتبكوا مع طه حسين لم يشككوا في مؤهلاته ؟وأن التاريخ حفظ لنا معارك فكرية يمكن وصفها بالنظيفة ، ولم يستخدم الخصوم فيها أسلحة محظورة ؟، ونسي الحظائر يون في غمرة ردحهم المستنير (؟) أنهم يصمون كل شريف بالظلامية والسلفية والأصولية والرجعية والبداوة والوهابية والعمالة للنفط ، دون أن يملكوا الجرأة على وصفهم بالإسلام ، الذي صار هدفهم الأعلى ، أملا في إقصائه، وإلغائه واستئصاله ، حتى يتحقق لهم انتصار العلمانية التي يرونها المنقذ من الضلال !

من قال لكم يا أهل الحظيرة إن الشعب المصري يريد العلمانية بعد أن رأى تطبيقها في تركيا دولة الخلافة الإسلامية ؛ يعني إلغاء الإسلام واستئصاله لدرجة محاكمة نائب في البرلمان التركي نسي وقال في إحدى مداخلاته: إن شاء الله ؟ العلمانية الأتاتوركية تعني أن لا يقول المسلم يا رب ، وأن يكف عن ارتياد المساجد ، وأن تخلع المرأة الحجاب ، وأن يتعامل بالربا ، وأن ينسى القرآن ، وأن لا يتكلم العربية .. فهل ترون الشعب المصري يوافق على ذلك يا أيها الحظائريون ؟

لماذا تكفرون كل من يدافع عن الإسلام وتصفونه بالمتأسلم ودعيّ الدين ووكيل الله على الأرض ؟ وفي الوقت ذاته تجأرون ليل نهار بأن الناس تكفركم ، وأن الصفوة غير الحظائرية لا هم لها إلا التكفير ؟

تأمل ما قالته جريدة أدبية حكومية على لسان طائفي متعصب هجاء للمسلمين ودينهم ، ودفاعا عن المزور البذيء الذي لا يوفر دينا ولا قيمة ولا خلقا . يقول المتعصب الطائفي الذي يتمرغ في دولارات الدولة الحاضنة والقوية والداعمة  :

 'في عصور الجهل والظلام وهي عصور ما تزال قائمة في عقول البعض في يومنا هذا - كانوا يسحقون ويصلبون الكفار من كل ملة ودين، والكفار هم من يخالفونك في المعتقد وكل من لا يؤمنون بالإله الذي تؤمن به أنت وبنفس الطريقة والأسلوب بل والكلمات التي تؤمن بها أنت، إن التكفير هو أحد مظاهر حالة الهياج الديني المرضي الحادة المصابة بها مجتمعاتنا، ولا يوجد مجتمع آخر متحضر اليوم يضيع وقتا في قضايا تكفير وهجوم ودفاع في أمور تتعلق بمعتقدات وأديان، وحدها مصر والمجتمعات العربية تستهلك نفسها في مثل هذه الأمور التي لا تفيد الإنسان أقل فائدة بعد أن أصبح التدين الجماعي العلني لديها حالة نفسية مرضية مستفحلة تتطلب علاجا سريعا، لقد غرقت المؤسسات الحكومية والمدنية والسياسية والتعليمية والإعلامية في مصر في مستنقع أصبح فيه التدين جزءا من منظومة الفساد والعبث والعشوائية والبلطجية والفهلوة وعدم العمل وتدني الإنتاج وعدم الإحساس بالمسؤولية والمحاسبة على الخطأ وقد تحول أغلبية الناس إلى دراويش لا يفعلون بل ينفعلون ويفعل بهم يقبلون الظلم والفساد والعبث والاستهتار بمفاهيم الاتكال على الله والرضا والصبر الجميل ويرتكبون كل إثم تحت غطاء من الورع الزائد والتقوى المفتعلة، وقد منحوا عقولهم عطلة طويلة وسلموا أمورهم للفتاوى التي تحكم خطواتهم وخلجاتهم، وبهذا كله تتحول مصر الحضارة إلى مجتمع فاشل خامل تضر به العشوائية والتسيب ومآله هو ومجتمعات عربية كثيرة تحذو حذوه ".

الطائفي المتعصب يرى أن نترك من يهينون الإسلام ويزورونه  ويرونه دينا وضعيا ، وينسى أن قومه لا يكفون ليل نهار عن محاولات التنصير وضم المجرمين والهاربين من أحكام قضائية والذين يعانون من أمراض نفسية والشواذ والباحثين عن المتعة إلى النصرانية نكاية في الإسلام وأهله ، ويرى أن التدين أو الإسلام صار مستنقعا ، وصار عنصرا من عناصر منظومة الفساد التي تحكم الوطن التعيس مثل العبث  والعشوائية والبلطجة والفهلوة والدروشة والتواكل ، ويرى أن نتخلى عن ديننا لكي نتقدم . أرأيتم وقاحة أشد من هذه الوقاحة؟ أرأيتم كيف يخاطبنا أهل الردح المستنير (؟) على صفحات جرائد مدعومة من عرق الشعب الفقير ؟ ولأن الأمر ليس حالة خاصة بأهل الحظيرة فإن الردح المستنير يتواصل مع الجريدة الطائفية الناطقة باسم الكنيسة  التي لا تريد للإسلام أثرا في الوطن التعيس ، يتهم طائفي متعصب آخر على صفحات الجريدة الطائفية المسلمين والقنوات الإسلامية بالتعصب ،  ويرى أن هذه القنوات يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة لأسباب لا علاقة لها بالدين لا من بعيد أو قريب، ويتحدث الطائفي المتعصب عما يسميه أعواد الثقاب التي تنهمر عليهم كل لحظة من وسائل الإعلام وخطباء التعصب ووكلاء الكراهية .. باختصار يريد الطائفي المتعصب أن نطلّق الإسلام ثلاثا ، كي تزدهر الوحدة الوطنية ويعم التنوير ، ويحدث التقدم المنشود ، ولم يقل السيد الطائفي إن كنيسته تقود تمردا بشعا لتمزيق الوطن وتخريبه وتدميره بحجة أن المسلمين غزاة وبدو وصحراويون ولغتهم العربية لغة دخيلة ، ويجب أن يخرج المسلمون من مصر حتى يتحقق استقلال النصارى وحريتهم .

هل ترى فارقا بين ما يقوله أهل الحظيرة ومن بينهم المزور البذيء وبين ما يقوله الطائفيون المتمردون كراهية للإسلام وسعيا لإقصائه وإلغائه واستئصاله؟

وهل ترى فارقا بين انبطاح الوزير الفنان أمام الغزاة اليهود القتلة وبين ما يريده المجرمون الصهاينة من الإسلام وأهله ؟

ألا ترى أن الردح المستنير(؟) جزء من الحملة على الإسلام ؟ وأن أهل الحظيرة مجرد دمى تنفذ مخططا بشعا ضد دين الأمة بلا ضمير ولا خلق ولا قانون؟

على كل حال ؛ سوف ينتصر الإسلام على الحظيرة والمقيمين فيها ورعاتها ، ولن يحصدوا إلا خرط القتاد بإذنه تعالى !