علماء الأزهر بين الدعوة والتنوير ، وبين التزوير والتكفير؟!
علماء الأزهر بين الدعوة والتنوير،
وبين التزوير والتكفير؟!
يحيى بشير حاج يحيى
فوجئ الكثيرون بما أعلنه مايسمى مجلس علماء الشريعة على لسان أحمد كريمة : خروج الإخوان المسلمين عن الملة والطريقة الحنفية والإسلام ؟!
والسؤال : هل أصبح الأزهر في عهد العسكر مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع ، والمخابرات الحربية ؟!
سيبقى للأزهر مكانته في نفوس المسلمين على الرغم من توريطه في لوثة التكفير ، التي تضرب أطنابها اليوم في عقول سفهاء الأحلام ، ممٓن لا ضابط لهم من علم أو معرفة !؟
( كان الإمام الشهيد حسن البنا حريصاً على أن تكون حِباله موصولة بعلماء الأزهر ، وكان على علاقة طيبة بعدد كبير منهم ، وسمعته يقول في حفل أقيم في مدينة طنطا ، حضره كبار العلماء من المعهد الأحمدي الأزهري : أنتم - معشر العلماء- الجيش الرسمي العامل للإسلام ، ونحن من ورائكم الجيش الاحتياطي !! .
** وهذا بطبيعة الحال لا ينطبق على بعض المؤسسات التي باعت دينها بدنياها ، أو بدنيا الآخرين ، وأصبحت بوقاً للطواغيت ، وسيفاً يشهرونه في وجوه العاملين الصادقين للإسلام ، فهؤلاء لا يُجامٓلون ولا يُهادٓنون ولاكرامة !؟ ويجب تعريتهم على حقيقتهم أمام شعوبهم ، حتى يحذروا شرهم ؟!
كما يجب التفرقة بين أولياء الطاغوت الذين أصبحوا آلات في يديه ، أو أحذية في قدميه ، وبين المستضعٓفين الذين يكرهون الطاغوت ، ولكنهم جبنوا عن مقاومته ضعفاً وخوفاً . فهم وإن صمتوا عن كلمة الحق لم يتورطوا في النطق بكلمة الباطل . فهؤلاء ينبغي تقدير ظروفهم وإعانتهم على التحرر من الضعف والخوف !
لهذا كان من المبادئ الأولية لإصلاح المؤسسة الدينية : أن يكون لها استقلالها العلمي والإداري والمالي ، وأن تعو د الأوقاف المغتٓصبة من هذه المؤسسات إليها ، ويكون لها حرية التصرف فيها ، وبهذا يعود ماقاله بعض الأمراءعن سِرّ قوة الإمام الحسن البصري : { احتجنا إلى دينه ، واستغنى عن دنيانا } .
ولكن المشكلة أن يغدو عالِم الدين مجرد موظف في دولة ، لا تحتاج هي إلى دينه ، ولا يستغني هو عن دنياها !!
** أوليات الحركة الأسلامية في المرحلة القادمة - الدكتور يوسف القرضاوي
الطبعة الأولى - ١٩٩١ - مكتبة وهبة بالقاهرة