شبح المتشيع المصري حسن شحاته يعود من جديد...
مصطفي زهران *
"....بعد طول غياب يعود الي الاضواء مره أخري حسن شحاته ,خطيب كوبري الجامعه الأسبق والضيف الكريم علي شاشات التلفاز المصريه حيث كان يلقي دروسه الدينيه من خلال برنامج "اسماء الله الحسني"لشهير خلال فترة التسعينات ,واستطاع ان يسلب قلوب العوام بقوة حديثه الهادئ والجذاب ,ولكنه مالبث وان تم اقصائه من الخطابه من المسجد ذاته وتبعه التلفاز علي اثر خطبا وأحاديث تضمنت التشكيك في بعض الصحابه والغمز واللمز في نساء النبي ,وتبع ذلك إعلانه الصريح بتشيعه وانتمائه للعقيده الجعفريه.
هذه المره يظهر شحاته في مشهد مختلف حيث يتم الإعلان من قبل سلطات الأمن المصريه في اوائل شهر يوليو 2009م عن نبأ إعتقاله علي خلفيه اتهامات وجهت له وثلاثمائه وسته اخرون , بتهمه اقامه تنظيم شيعي يهدف الي زعزعه الأمن القومي المصري ,وإزدراء الأديان.
شحاته الذي فتحت له طهران ابوابها عقب تشيعه واعلانه صراحه انتمائه لعقيده الجعفريه الاثني عشريه, التي تنتمي اليها الدوله الايرانيه مما اتاحت له السفر مرتين في عام 2008م ,ومن هناك شهد المسلمون في كل مكان , خطبه واحاديثه التي كانت تتوافد عليها المئات والألوف من الإيرانيين والعرب الشيعه لسماعها, والتي كانت تدور في فلك التشكيك والإزدراء من بعض الصحابه والطعن في السيده عائشه زوجه النبي محمد "ص" والتأكيد علي نظريه ولايه الفقيه , والتي كانت تنال استحسان المستمع في الحوزات الإيرانيه في قم وماعداها,و لعبت وسائل الإعلام مثل اليوتيوب دورا هاما في ذلك,حيث عرضت له مدائح في ال البيت توازيا مع سب وقذف في السيده عائشه والعشره المبشرون بالجنه الذين نال منهم نيله غادره ووصفهم بالمبشرون بالنار والمدلسين.
يأتي ظهور شبح حسن شحاته مره اخري الي الساحه السياسيه والدينيه المصريه ليؤكد المخاوف والهواجس التي تملأ قلوب الحكومات العربيه من مبدأ تصدير الثوره الإيرانيه للخارج ,وهو ماكان سببا في العلاقه الفاتره منذ قيام الثوره الإيرانيه في 1979م إلي الان والتي كانت تعرف بثوره الخميني ,والخشيه من المد الأصولي الشيعي الذي تساوره الأحلام بعوده مصر إلي فاطميتها القديمه.
القبض علي شحاته ورفاقه يأتي متزامنا مع القبض علي شبكه حزب الله التي تم اعتقالها مؤخرا في اوائل شهر ابريل 2009م بقياده اللبناني سامي شهاب ,والتي اتهمتها الحكومه المصريه بمحاولاتها بالقيام لتنفيذ اعتداءات داخل الأراض المصريه واستهداف السفن الأجنبيه بقناه السويس.
لم تقف الوكاله الشيعيه للأنباء العالميه موقف المتفرج عندما اعتقل احد اكبر رموز التشيع في مصر فسارعت بإصدار اعلانا علي موقعها الإلكتروني تحت عنوان "انقذوا شيعه مصر","
من لشيعه مصر"...,مما يعكس حجم تدويل القضيه من قبل الشيعه في المنطقه.وعمق الروابط بين ممن يسمون بالشيعه في مصر والدوله الإيرانيه,مما يعمق المخاوف لدي الشارع المصري من قرب الظهور الحقيقي والعلني لجماعات الشيعه التي تتخفي وراء الكثير من الحركات الصوفيه المتشره بالملايين في مصر والتي ينكر اتباعها بين الفينه والأخري وجود فعلي للشيعه بينهم.
وحتي الان لم يتم حصر العدد الحقيقي لعدد الشيعه في مصر ,فوفقا لتقرير الحاله الدينيه للخارجيه الامريكيه يقدر عدد الشيعه في مصر ب750الف شخص ,إلا انه لم يتم الحصر الفعلي والدقيق نظرا لمبدأ التقيه التي ينتهجها الشيعه في كل مكان فهم يقومون بطقوسهم في الغالب في الخفاء او متسترين في ثياب الصوفيه ,ويظهرون في الموالد وحفلات الإنشاد الديني الصوفي المنتشره في جنوب مصر والوجه القبلي.
الامر الذي يقودنا الي طرح تساؤلات عده ,هل يتحول حسن شحاته الي رمز ديني شيعي يقود حركه المحرومون الشيعه علي غرار باقر الصدر في لبنان في منتصف الثمانينات ,ويضع بيده اول لبنات الوجود الشيعي علي الساحه المصريه التي لم تعرف الا المذاهب الاربعه عقيده وفقها.
وهل سنجد من يتحدث عن مايسمي بالأقليه الشيعيه في مصر علي غرار الأقليه الشيعيه في المملكه العربيه السعوديه ,ونري مطالبات بعد ذلك من قبل الكونجرس الأمريكي وجماعات حقوق الانسان للسلطات المصريه لمنح الشيعه في مصر حق بناء الحسينيات والزوايا الخاصه بهم لنري بعد ذلك نموذجا مشابها لتوغل الدوله الإيرانيه كما هو الحال في سوريا ,ومن ثم نجد مناصرين لهم من فقهاء المال والسلطه علي غرار مفتي سوريا احمد حسون الذي أصبح يتحدث عن كربلاء وما يسمي بمظلوميه اهل البيت اكثر من الشيعه انفسهم,
ان لم تعي مصر حكومه وشعبا بمثل هذه الأخطار ,ويقف الشعب المصري بأكمله سدا منيعا لمثل هذه الأفكار التي لاتبقي ولا تذر,ستتحول مصر لأنموذجا أخر لمثل مايحدث في العراق,وألا نترك لشبح حسن شحاته ورفاقه ان يؤرقوا مضاجع المصريين ,وأحلامهم في الوحده ونبذ الفرقه.
*كاتب مصري وإعلامي بوكالة الأخبار العربية القاهرة
0020106988149