حول مقتل خمسين طفلا سوريا في ست وثلاتين ساعة

حول مقتل خمسين طفلا سوريا

في ست وثلاتين ساعة

الإرهاب السني القبيح والإرهاب الطائفي الجميل ..!!

زهير سالم*

[email protected]

في كل كبير مفبرك أو مفتعل أو صغير منفوخ فيه أو مضخم يجد المجتمع الدولي ، وماكينته الإعلامية الضخمة ، وصانعو السياسة وقادة الرأي فيه، شغلا عن حرب الإبادة البشعة التي يقودها بشار الأسد وشركاؤه وداعموه في العالم والمنطقة ضد الإنسان والحضارة في سورية ..

نيران حروب ونزاعات تُشعل في المنطقة، وقضايا شاذة وفاقعة تثار ، وعناوين غريبة عجيبة يزج بها في المشهد ؛ كل أولئك يصطنع غبارا أو عجاجا او نقعا يراد منه التغطية على الجريمة المحورية الحقيقية المتمثلة في حرب الإبادة التي يديرها بشار الأسد وداعموه على الشعب السوري قتلا واعتقالا وتهجيرا وتدميرا ..

مسئولون إيرانيون كبار من وزن ( روحاني ) و( ظريف ) يطيب لهم ، في نوبة الصرع الأمريكية بهوس الحرب على ( الإسلام ) تحت عنوان الحرب على ( الإرهاب ) ، أن يرددوا الحديث عن ( الإرهاب السني ) عارضين خدماتهم وخبراتهم وقدراتهم واستعداداتهم بجذل وطيب نفس كبيرين .

خمنئي وروحاوني وحسن نصر الله وبشار الأسد ووليد المعلم كلهم يعبرون عن استعداد بغبطة غامرة ليكونوا جنودا تحت إمرة ( الشيطان الأكبر )، وزعيم الاستكبار العالمي ، في إعلان الحرب على (الإرهاب السني ) الذي يشخصونه اليوم على الأرض السورية والعراقية على السواء .

وفي حالة من عمى الألوان التي تعاني منها الحكومات المهووسة في عدواتها للإسلام والمسلمين ؛ ينجح هؤلاء الإرهابيون القتلة الطائفيون في تنفيذ جرائمهم وإدارة معاركهم ، وطحن مخالفيهم العقائديين والمذهبيين .

يأبى علينا ديننا كما تأبى علينا مدنيتنا أن نواجه الحديث عن الإرهاب الإسلامي بالحديث عن الإرهاب المسيحي ، الذي يمارسه بشر عنصريون المسيح  عليه السلام من مسيحيتهم بريء . ويأبى علينا ديننا كما تأبى علينا مدنيتنا أن نواجه الحديث عن ( الإرهاب السني ) التي باتت تدور على ألسنة المسئولين الإيرانيين بالحديث عن ( الإرهاب الشيعي ) الذي يمارسه من يمارسه بنفسية حاقدة مريضة ، أئمة آل بيت النبوة منه ومن أتباعه بريئون .

إن (الإرهاب ) الحقيقي الذي يستحق أن تجتمع الأمم والشعوب وكل المتحضرين والمتمدنين والمتدينين ، على أي دين ، في العالم على حربه  هو ما يمارسه بشار الأسد وداعموه الروس والإيرانيون ضد إنسانية الإنسان في سورية وفي العراق .

إن السكوت على الجريمة ، والتغاضي عنها ، هو الذي يدفع هؤلاء الإرهابيين المجرمين إلى الإمعان فيها ، والتفنن الكريه في تنفيذ فصولها . فمنذ أيام قليلة أكد تقرير تحقيق أممي : إنه ما زال هناك بشر يُفرمون تحت التعذيب في الزنازين الطائفية ولا نريد أن نقول ( الشيعية ) في سورية ، ومر الخبر كأنه ذباب دفعه قادة العالم عن وجوههم هكذا  . وأكد  لهم التقرير الذي كتبه محققوهم إن بشار الأسد وداعميه الطائفيين قد استخدموا الغاز الكيماوي ( الكلور ) ثماني مرات في سورية بعد استخدامهم السارين في الحادي والعشرين من آب ( اغسطس ) ضد مدنيين أبرياء ،  فمر الخبر على أسماع أدعياء الإنسانية الداعين إلى الحرب على الإرهاب ،  وكأنه ذباب مرّ قبل وجوههم فأشاحوا عنه يمينا أو شمالا ..

واليوم ووكالات الأخبار تتناقل أن طيران الإرهابي الأول في العالم يقتل في سورية ، وفي محافظتي الشمال حلب وإدلب ، قريبا من خمسين طفلا خلال ست وثلاثين ساعة  فقط ..ويمرّ الخبر ، ولا أحد يبالي ، ولا أحد حتى يريد أن يستنكر ..

فقتل الأطفال ليس إرهابا عندما يكونون سوريين . هذا هو الإفك الذي يريدنا أوباما أن نصدقه هو ويدعونا للاشتراك في الحرب على الإرهاب .

وهذا هو البهتان الذي يلقيه على العالم أتباع ( الولي الفقيه ) وهم يتحدثون عن الإرهاب ( السني ) مزخرفين ومجملين وجه إرهابهم ( الطائفي ) الذي يزعمون أنه إرهاب جميل ..

المشكلة الحقيقة : أن أوباما وأولاند وكاميرون وميركل يرددون بعد سماعهم الدعوى : آمن ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية