غزة الصمود.. تفضح الوجوه

علاء الدين العرابي

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

في مشهد العدوان على غزة قرأنا ما يلي .....          

كتبت نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية :

"كتر خيرك يا نتانياهو، ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس، أس الفساد والخيانة والعمالة الإخوانية"

نشرت قناة سي بي سي  على صفحتها على فيس بوك خبرا عن أن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تغير على 12 هدفا إرهابيا في غزة الليلة الماضية"، في إشارة لمواقع تابعة للمقاومة قصفتها الطائرات الإسرائيلية.

صرح أحد لواءات الجيش المصري السابق  : أنه يرحب بأي احتلال إسرائيلي لغزة ففي كل الأحوال سيكون أفضل من حكم حركة حماس التي تقصف إسرائيل بالصواريخ ليلا ونهارا وتحرم الشعب الإسرائيلي من الإحساس بالأمن

صرح أحد المحسوبين على النخبة قال :  أن وضع غزة تحت الاحتلال الصهيوني أفضل من وضعها وهي محررة 

إلى هنا نعتبر أن هذا صوت الإعلام وصوت النخبة ، فماذا عن الصوت الرسمي ....

صرح المتحدث الرسمي للخارجية المصرية أن عدوان إسرائيل السافر على غزة هو حالة عنف متبادل

وقد صادق على هذا الموقف تصريحات العدو الصهيوني ...

فقد صرحت صحيفة " جيروزاليم بوست " الإسرائيلية إن مصر تدين اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة ، وتعلن رفضها ظاهريا للحرب ، إلا أنها في الحقيقة قد تكون راضية عن إلحاق الضرر بالحركة الإسلامية حماس

كما صرح تسيفي ميزال السفير الإسرائيلي السابق لدي مصر  : " مصر ليست في عجلة من أمرها لتشهد نهاية النزاع القائم ، ولا أعتقد أن المصريين يذرفون الدموع عندما تهاجم اسرائيل حماس

هذا هو موقف الإعلام المصري والنخبة ، وهذا هو الموقف الرسمي الذي عبر عنه المتحدث باسم الخارجية من عدوان العدو الصهيوني على غزة

هذا الموقف المتردي الذي جعل كاتبا بقامة  فهمي هويدي يصف ما يحدث بالصدمة قال :

" الصدمة في حياد مصر الرسمية ، وفي صمت الكثيرين من عناصر النخبة المصرية لا تكاد تصدق ، كما يصدمنا أيضا أن بين الأخيرين من بشرنا قبل عدة أشهر بعودة عبد الناصر وزمانه "

وأقول أن هذه ليست بالصدمة  لأن هؤلاء الإعلاميين والنخبيويون قد مثلوا معسكر النقاق في الانقلاب على ثورة 25 يناير ، ومن تبعهم في ذلك إما منافق أو كاره للإسلام

 فلو تفرسنا في وجوه هؤلاء لوجدناها هي هي نفس الوجوه التي نافقت ثورة 25 يناير ، ثم انقلبت عليها بعد ذلك بشكل سافر ، فأرجو ألا ننزعج كثيرا ونحن نرى هذه الوجوه بارزة في مشهد غزة اليوم ، بعد أن ظهرت في مشهد الثورة المضادة بالأمس ، فهذه الوجوه متكررة عبر التاريخ ، وهي نفسها وجوه النفاق التي لم يخلوا منها أي مجتمع

ونقول لهؤلاء ....

أن محاولة تغيير الوعي المصري عبر إعلام غير مسئول في قضية محورية كقضية فلسطين ، واعتبار حماس هي العدو الاستراتيجي بدلا من العدو الصهيوني ، مع أن حماس أحد الفصائل المقاومة وليست الفصيل المقاوم الوحيد ، وأرجو ألا ننسى أن حماس مسلمون  ، كما أن كثيرا من أهل غزة ليسوا من حماس ، أقول أن هذه  المحاولة هي محاولة يائسة لأن قضية فلسطين مرتبطة بالأقصى الشريف والقدس وهي القضية المحورية المحفورة في وجدان المصريين

ونقول لهؤلاء الإعلاميين والنخبويون ....

 سوف ينتهي بكم المطاف إلى ما يمكن أن نسميه " صناديق القمامة الثقافية "  ولا نقول "مزبلة التاريخ " لأنه ليس لكم فعل في التاريخ ، ولكنكم أدوات فاسدة ملوثة من أدوات أصحاب القرار  الذين سوف يٌلقَون حتما في مزبلة التاريخ كأمثال ابن العلقمي ذلك الوزير الخائن الذي باع بغداد للتتار ، من أجل حلم بالسلطة ، وهذا هو باب الخيانة عبر تاريخنا فأحلامهم أسقطت أمة

وللمخدوعين بهؤلاء نقول ...

احذروا أن تكونوا ضمن معسكر النفاق

واقرءوا معي هذا الكلام الخطير للعلامة أحمد شاكر :

" ألا فليعلم كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض : أنه إذا تعاون مع أعداء الإسلام بأي نوع من التعاون أو سالمهم فلم يحاربهم بما استطاع ، فضلا عن أن ينصرهم بالقول ، أو بالعمل على إخوانهم في الدين ، إنه إن فعل شيئا من ذلك ثم صلى فصلاته باطلة ، أو تطهر بوضوء أو غسل أو تيمم فطهوره باطل ، أو صام فرضا أو نفلا فصومه باطل  ، أو حج فحجه باطل أو أدى زكاة مفروضة ، أو أخرج صدقة تطوعا فزكاته باطلة مردودة عليه ، أو تعبد لربه بأي عبادة فعبادته باطلة مردودة عليه ، ليس له في شيء من ذلك أجر بل عليه فيه الإثم والوزر "

وهذا رأي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام العشرة : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين "
بقى أن نقول : أن عدوان العدو الصهيوني على غزة يذكرنا بغزوة أحد وهي الغزوة التي فضحت المنافقين ، ولقد فضحت غزة الصامدة كثير من وجوه النفاق.