موسكو.. واللغة الجديدة
م. هشام نجار
مدير المشاريع الهندسية لإدارة الصحة في نيويورك
أعزائي القراء ..
منذ بداية الثورة وحتى عام 2014 تقريبا كان كل شيئ عن سوريا نستقبله عن طريق الشيوعي القديم صاحب اللغة الخشبية المتشنجة كوجهه الرفيق لافروف..ففي كل صباح ومع صياح الديك كان له تصريحا ناريا وفي كل مساء ومع تفقيس بيضة دجاجة كان له تصريحا ثانياً .
اليوم، وتحديدا ومنذ عدة شهور كانت تصريحات الروس منخفضة بل كانت تبث فقط لإثبات مقولة نحن هنا.
فماذا حصل؟
للجواب على هذا السؤال أقول وبإعتقادي ان هناك اتفاقا سريا عقد بين الولايات المتحدة وروسيا يتضمن تأجير القرار في سوريا خلال المدة الماضية لروسيا واعطي لها كرت بلانش تفعل بالسوريين ما تشاء لقاء تثبيت الأسد وعصابته مع مكياج امريكي الغاية منه خديعة الشعب السوري.
اذن المؤامرة الغربية الروسية ومن هذا المنظور والذي اعتقد بواقعيته هو ما كان قائما.
ما كان بالأمس ومازال واقعا باستعمال كل الإبتكارات الروسية الايرانية الاسدية من الذبح والقتل والتدمير والتهجير والاختفاء الممنهج بسجون المخابرات، اليوم وبكل صفاقة تريد امريكا منا ان نمحو ذاكرتنا منه قبل ان تدخل على الخط بخجل الفتاة العذراء إسماً الملطخ شرفها فعلاً لتضع بعض لمساتها على القضية السورية.
الإنتصارات على الارض هي اليوم من يتكلم.
ففكي الكماشة الشمالي والجنوبي يعملان بتناغم رائع وحتى ريف حمص الشمالي صار داخل الكماشة. و دي ميستورا والذي لعب مع الأسد وإيران لفترة طويلة ولصالحهما لقاء معلوم مناسب بدأ يسحب تصريحاته السابقة ويتحفنا مكرها بتصريحات جديدة.
الروس يقولون اليوم:
طيب ياسيدي نقبل ان نناقش وضع الاسد بس عطونا بديل...
طيب ياسيدي خلونا نبحث الخروج الآمن للاسد وزبانيته...
طيب ياسيدي نريد ضمانات لبقاء المؤسسات...
لغة فجة ولكن فيها تنازل قهري عن سياستهم القاتلة وما رحيل دفعة هامة من الخبراء العسكريين من مطار اللاذقية مع عوائلهم الا دليلا على انتهاء دورهم.ولكن ليس بدون ثمن فتفعيل تهريج جديد في مناورات بحرية مع السيسي هو نوع من التحالف السمج والذي لا يقبضه احد وهو نوع من تبادل الادوار وعقود اجارات جديدة ومن السخرية ان هذه المناورات السخيفة لا احد يعرف لمن هي موجهة.؟ وان كنت اعتقد جازما ان الحكام يستعينون بالغرباء لتخويف شعوبهم ثم الإجهاز عليهم.
وكذلك عودة الحوار مع دول الخليج لبحث عرض سابق تقدم به في حينه الامير بندر بن سلطان بضخ مليارات الدولارات في الخزينة الروسية لقاء شراء خردة من روسيا .يعاد بحثه اليوم بعد ان تكبروا عليه بالامس..
كلمة (طيب ياسيدي) التي بدأ الروس يلفظوها.. جوابها اليوم بيد السوريين فهم قادرون على حل المرحلة الانتقالية بتسليم القيادة لفترة ستة اشهر لمن لم تتلطخ يديه بالدماء ثم بعد ذلك وتدريجيا سينتقلون للحالة الديموقراطية المستقرة.
والخروج الآمن نقول لهم إتفقوا مع شركائكم الأمريكان وإحملوا صاحبكم معكم واسكنوه حتى في مراحيض الكرملين فليس الآن وقت المحاسبة. ولكن سيصبح لها الاولية لاحقا عندما تنضم سوريا الجديدة للمحكمة الجنائية فيومها سيحضره السوريون ولو هرب الى زحل فلن نسمح بضياع دم طفل او رجل او امرأة هباءا كرمال عيون المجتمع الدولي المتآمر.
اما المحافظة على مؤسسات الدولة فهذا امر سوري بحت يبحثه السوريون فيما بينهم مع تكرار ان مؤسسة الجيش الحالية وعصابات المخابرات هم خارج مفهوم المؤسسات بل هم عرضة للمحاسبة القانونية.
روسيا لم يعد يهمها الأسد الضعيف المنهك وهي التي راهنت عليه طويلا فخاب ظنها في مقدرته وقدرته على كسر ارادة الشعب السوري رغم اخذه بنصائحهم وخبراتهم في قهر الشعوب .
وايران مهما ارتفع صوتها فالفصل النهائي بيد حليفها الروس.
امريكا تدخل اليوم من البواية الخلفية لسوريا ولكنها مرصودة من الشعب السوري..
وروسيا تخرج من طاقة دورة المياه مع بعض المكاسب لذر الرماد بالعيون..وايران سيبقى صوتها مجعجعا.. ولكن الثوار قادرون على خنقه.
هذا صيف مرتفع حرارته ...
ولكن ارتفاع حرارته كان بسبب انتصارات الثوار على الارض .
فكلما توسع الإنتصار
كلما ملك الشعب القرار..
مع تحياتي