الرئيس عباس وتسريبات الإعلام الإسرائيلي عن الإستقالة من الرئاسة
تقدير موقف :
علاء الريماوي : مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي
كثر في الإعلام الإسرائيلي مؤخرا ، الحديث عن إستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من منصبه، برغم نفي الجانب الفلسطيني هذا التوجه .
في رصد أجراه مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي حول مصدرالخبر " تبين أن المصدر ، جهات فلسطينية، سربت الخبر لوسائل إعلامية إسرائيلية، تعاطت معها بشكل واسع، مما أوجد ردود أفعال جاءت على النحو الآتي " .
أولا : المؤسسة الإسرائيلية الرسمية .
أ . المستوى السياسي : إبتعدت الجهات الرسمية الإسرائيلية التعليق على التسريبات، وإكتفت بعض المصادر المجهلة، التأكيد على حرص إسرائيل على التنسيق مع الرئيس عباس .
ب : المستوى الأمني الإسرائيلي : أعقب الحديث عن إستقالة الرئيس عباس، إمتداح المستوى الأمني الإسرئيلي، دور السلطة الأمني ، وركز على منهجية الرئيس المعتدلة، التي تسببت في منع إنتفاضة بالضفة الغربية، ومنع إنتشار المجموعات المسلحة .
تقديرات الأمن الإسرائيلي حول إستقالة الرئيس عباس ، تؤكد على أن كافة المعطيات على الأرض، لا تشير إلى الإستقالته في هذه المرحلة من منصب الرئاسة .
ثانيا الإعلام الإسرائيلي : أثار الإعلام الإسرائيلي مسألة إستقالة الرئيس الفلسطيني من خلال الزوايا الآتية .
أولا : السبب وراء الحديث عن الإستقالة، يرجع إلى محاولة السلطة الفلسطينية الضغط على نتنياهو ، في ظل جمود الحالة السياسية القائم .
ثانيا : الإعلام اليساري يرى بأن الرئيس عباس يفكر جديا في الإستقالة، لكن الظروف المحيطة بالبديل ، والتنافس الداخلي ، تجعل الرئيس عباس مكبل في خطواته .
ثالثا : العوامل المؤثرة في الإستقالة، تحتاج إلى بيئة، عربية، وقبول دولي لم يتوفر بعد لمثل هذه خطوة .
رابعا : فتح لديها معضلة (إسمها حماس ) لا يمكن في ظل تماسك الأخيرة ، أن تنتقل لتنافس محموم ، معالمة واضحة (دحلان من جهة، وتيارات الضفة من جهة أخرى ) .
رؤية المركز حول الإستقالة .
يرى المركز أن البنية العامة للسلطة الفلسطينية وفتح، وإرتباط ذلك بعوامل مختلفة ، لا زال يؤجل التغيير في المناصب القيادة ، وهذا للأسباب الآتية .
أولا : عدم إستقرار مؤسسات فتح على رؤية واضحة في مسألة البديل، خاصة المقربين من الرئيس عباس .
ثانيا : التناقض الكبير على الساحة العربية، في تقييمها ، من المؤهل لقايادة فتح، في ظل فرز المحاور حتى الداعمة لحركة فتح .
ثالثا : قناعة الأطراف الدولية، أن الحالة القائمة مستقرة بالحد الادني، الأمر الذي يعزز تأجيل الإرباك في هذه المسالة .
رابعا : نمو تيارات لدى فتح، يقود كل منها، شخص قيادي ، يطمح أن يكون الرئيس القادم، الأمر الذي سيسهم في في زيادة خلافات لم يحن بعد إنجارها .
خامسا : خشية تيار الضفة في فتح من حضور، دحلان، وخشية دحلان من حضور تيار الأمن في الضفة الغربية ، الأمر الذي قد يدفع لتفاهمات قادمة برعايات خارجية، قبل حسم البديل .
سادسا : أبرز الأسماء لبديل الرئاسة، لا يعني دائما إمتلاك القوة، أو التحكم بمصادر المال، بل إن الشخص القادم سيكون الأضعف، في ظل تصارع الكبار .
سابعا : حماس تعد اللاعب الرئيس في حسم ما هو قادم، سواء شاركت، أوإبتعدت، عارضت، أو وافقت، لأسباب أهمها إمتلاك غزة .
الخلاصة : الرئيس عباس ماض في تقلد مناصبه ، الرؤية العامة و اللإستقرار(من وجهة نظر الداعمين ) تدفع بهذا التوجه، بالإضافة لحالة فتح المربكة .
لكن يظل للعوامل الخارجية، مناط حسم تقلب معها الحسابات المنطقية، (منها السلامة والصحة )
وسوم: العدد 629