أيها الفارون من جحيم الموت في سورية .. إلى نعيم جنة الغرب الموهومة !!!
ألا تملهوا ... ألا تفكروا ...
إلى أين تسوقون أنفسكم .. ونساءكم .. وأطفالكم .. وتضحون بأرواحكم .. وأموالكم في سبيل المجهول .. راكضين وراء السراب .. وراء الوهم .. وراء الخيال !!!
كيف تقبلون أن تركبوا قوارب مطاطية .. أو قوارب صيد متهالكة .. وتخوضون فيها عباب البحر .. وتصارعون أمواجه المتلاطمة ؟؟؟!!!
وتدفعون أجرة هذه المغامرة .. والمخاطرة .. أربعة آلاف يورو أو أكثر أو أقل .. للأسرة الواحدة – حسبما ذكر والد الطفل عيلان الذي انتشرت صورته أخيراً على صفحات الشبكة الإجتماعية - ؟؟؟!!!
ألا يكفي هذا المبلغ الضخم لأن يعيش هو وزوجته وأطفاله الثلاثة عاماً كاملاً في أمان وسلام في بلدات صغيرة قرب الحدود السورية التركية ...حتى ولو لم يعمل أي شيء .. بدلاً من خسارة زوجته وأطفاله وماله ؟؟؟!!!
أيها الفارون إلى المجهول .. إلى السراب !!!
كيف ترضون لأنفسكم .. ولعقولكم أن يضحك عليكم أراذل الناس .. مافيات النصب .. والجريمة .. فيسلبونكم أموالكم .. ويضعونكم في سيارة ثلاجة مخصصة لنقل لحوم الحيوانات المذبوحة .. وليس فيها منفذ للهواء .. فتموتون خلال دقائق معدودة !!!
في سبيل من .. تقتلون أنفسكم ؟؟؟!!!
أيها الفارون إلى الأوهام .. إلى الخيال . . إلى الأحلام .. إلى جنة الكفار !!!
لا تفرحوا بالترحيب .. والإستقبال الحسن الذي يلاقيكم به الأوروبيون !!!
ولا تغرنكم إبتساماتهم الحلوة .. والتسهيلات التي يقدمونها لكم .. ولا دموع التماسيح التي تذرفها السنيورة ميركل !!!
لماذا لم تذرف دموعها على مئات الضحايا ، الذين يتساقطون يومياً تحت براميل الموت . . ومنذ أربع سنوات ؟؟؟!!!
ولماذا لم تعمل .. وتستخدم قوتها السياسية والإقتصادية لوقف القتل في سورية ؟؟؟!!!
ضحكت عليكم .. فانطلقتم أيها المساكين .. البؤساء .. البلهاء .. تمجدونها .. وتهتفون بإسمها .. وتصرخون كالسكارى .. أنكم تحبونها !!!
ولكنهم لا يحبونكم .. ولا يشفقون عليكم ....ولا يهمهم أمركم ..
من أنتم حتى يهتموا بكم ؟؟؟!!!
إنهم ينظرون إليكم من علٍ .. إنكم من ذرية محمد صلى الله عليه وسلم الذي يسخرون منه .. ويستهزؤون به بتصويره بأشكال فكاهية ..
إنهم يضحكون عليكم .. ليخرجوكم من دياركم .. ويسلموها إلى المحتل الإيراني .. والمليشيات الشيعية .. وليخرجوكم من دينكم .. ويتخذونكم عبيداً لهم .. ثم يأتي جيل أحفادكم .. فيتنصروا ويكونوا أعداءً لكم وللمسلمين .
أنسيتم مذابح إخوانكم المسلمين في سربينيتسيا في البوسنة قبل عشرين سنة ؟؟؟!!!
وقبلها مذابح المسلمين في يوغسلافيا على يد تيتو الشيوعي الأحمر قبل سبعين سنة تقريباً ؟؟؟!!!
أيها الفارون من الموت العزيز .. إلى الموت الدنيء .. الخسيس !!!
أيها الهاربون من الشهادة في سبيل الله .. والفوز بالجنة .. إلى الإنتحار في سبيل حطام دنيا موهومة !!!
أيها المولون أدباركم عن قتال أعدائكم .. الذين جاؤوا إليكم من كل فج عميق ..
ليحتلوا دياركم .. ويسفكوا دماءكم .. ويسرقوا أموالكم .. ويزهقوا أرواحكم ..
وييتموا أطفالكم .. ويرملوا نساءكم .. ويغتصبوا أعراضكم .
كيف تتركوهم يدنسوا أرضكم .. وهم جاؤوا ليضحوا بأرواحهم في سبيل الطاغوت !!!
بينما تضنون بأرواحهم للدفاع عن أهلكم وأعراضكم ودياركم ..
وتبذلون أرواحكم رخيصة في سبيل خيالات .. وأوهام !!!
ماذا لو اشتريتم بهذه الأموال الطائلة التي دفعتموها إلى اللصوص .. المهربين .. أسلحة .. وقاتلتم أنتم ونساؤكم وأطفالكم الغزاة المجرمين ؟؟؟!!!
ماذا لو قتل كل واحد منكم .. واحداً فقط من الغزاة المجرمين .. ثم مات .. لكان من الفائزين .. وكُتب إسمه في سجل الخالدين .. بدلاً من الموت في أعماق البحار .. أو في بطون الأسماك .. أو في الشاحنات .. ويُكتب إسمه في سجل المتولين عن الزحف .. المغضوب عليهم ؟؟؟!!!
كما قال تعالى :
وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍۢ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفًۭا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍۢ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَىٰهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ الأنفال آية 16
أيها الزاحفون نحو أوربا الصليبية .. التاركون دياركم لأخس .. وأقذر المخلوقات ليعيثوا فيها فساداً !!!
علام .. لم يحدثنا التاريخ .. أن فيتنامياً واحداً ترك شعبه ودياره .. وولى هارباً نحو الغرب .. لينجو بنفسه ومعه زوجته وأطفاله من قصف الطائرات الأمريكية ، التي كانت تزرع الموت .. والخراب .. والدمار .. في فيتنام الشمالية ..كما تزرع الآن طائرات الأسد .. الموت .. والدمار .. في الأراضي المحررة من سورية ؟؟؟!!!
بل التاريخ يقول :
كان الثوار الفيتناميون يقاتلون بكل شراسة وقوة .. ومقاومة رهيبة .. وكلهم على قلب رجل واحد ..بالرغم من أنهم وثنيون .. شيوعيون ..
بل وصبروا كلهم على تحمل الموت الزؤام .. والجوع والحرمان مدة تسعة عشر عاماً دون كلل .. ولا ملل حتى أجبروا القوات الأمريكية التي بلغ تعدادها أكثر من نصف مليون جندي .. على الإنسحاب .. وأنفها ممرغ في التراب ؟؟؟!!!
وانتصر الشعب الفيتنامي على الغزاة الأمريكيين المجرمين .. بعد أن قدموا مليونين قتيل .. وعدة ملايين جرحى ...
فعلام إذن .. يهرب كثير من الشباب السوريين القادرين على حمل السلاح .. والقتال .. إلى بلاد الذل والهوان .. بلاد الفرنجة .. حالمين بالجنة الكاذبة .. وتاركين الجنة الحقيقية ؟؟؟!!!
وسوم: العدد 632