زمن الاغتيالات والقتل الحكومي !
هوامش على جدران الانقلاب – 46
أ.د. حلمي محمد القاعود
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى. وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ")طه : 124 – 127) .
لمسة فرح
فريق الجزائر لكرة القدم الذي يلعب في المونديال بالبرازيل ؛ أدخل الفرحة إلى قلوب ملايين العرب في كل مكان حين هزم كوريا الجنوبية 4/2 ، وحين قهر روسيا بوتين، المستبد، عدو الإسلام ، وتعادل معها 1/1 وصعد إلى دور الستة عشر .. أيا كانت النتائج بعدئذ ؛ فقد شعر العرب والمسلمون أنهم أمة واحدة ، وأنهم أقوى من حكوماتهم المستبدة الفاشية سواء كان يمثلها حزب فرنسا أو حزب أميركا أو حزب روسيا . المسلمون – إن شاء الله - قادمون !
الاغتيال الرسمي !
طالب الشيوعي الحكومي الانقلابي على سالم الشرطة المصرية بتشكيل مجموعات سرية لاغتيال المعارضين للانقلاب . علي سالم حاصل على جائزة جامعة بن جوريون الصهيونية لدوره في التطبيع مع الكيان الصهيوني. وقد زار تل أبيب مرات عديدة كتب عنها في مجلات الحكومة وصحفها وكوفئ عليها مكافآت سخية .
أستاذ فلسفة شبه شيوعي دعا إلى قتل أطفال الشوارع اقتداء بالتجربة البرازيلية حيث قامت الشرطة هناك بقتل الأطفال المشردين ، مثلما يقتل عسكرنا الكلاب الضالة ، وبذلك تخلصت من مشكلة مزمنة ،وقد احتج سفير البرازيل على تلك الاهانة !
وزير الري الانقلابي قال إن سارى عسكر قائد الانقلاب أمره بقتل كل من يتعرض لحملات الإزالة على النيل التي تقوم بها أجهزة وزارته !
المصريون صاروا بلا ثمن ولا قيمة ولا كرامة خاصة بعد أن قام الانقلاب بقتل بضعة آلاف في رابعة وأخواتها ، وأحرق جثثهم وجرفها باللودرات لتدفن في مكان مجهول في الصحراء . الشيوعيون وأشباههم في بلادنا يمشون على خطا العسكر بعد أن باركوا مجزرة رابعة وأخواتها . ما رأيكم في نضال الرفاق يا نور عينينا ؟
تبرعوا يامسلمون !
يحكى عن الكاتب البريطانى روبــــرت_فيسك في تحليله لتنازل ساري عسكر بونابرته فرنساوية عن 21 الف جنيه نصف راتبه ؛ أنه ذكر أن فخامته يتقاضى بدل ملابس شهريا يقدر بالألاف ورابطة عنقه ثمنها 2000 دولار ويتقاضى بدل سفر في الزيارة الواحده ما يزيد عن 2 مليون جنيه إلى جانب مصاريف و تكاليف رحلته وإقامته ، وأنه سيتقاضى أجرا عن الوقت الإضافي أضعاف أضعاف مرتبه ، كما سيتقاضي حوافز و مكافأت تصرف للرؤساء عشرات المرات في السنة الواحدة ومع كل سفرية أو إتفاقية أو مكالمة تلفونية ، و مبارك كان أكثرهم حرصا على أخذ كل مستحقاته وساري عسكر كذلك . لقد تنازل عن بعض الآلاف ليحصل على ملايين . وإصراره على السلطة سيحطم آمال بلد بأكملها ، ومصر لن تتحرك أبدا للأمام مادام العسكر على رأس قيادتها .تبرعوا يامسلمون لإنقاذ مصر . إحنا جدعان قوي !
الثوار مؤدبون!
منع الانقلاب العسكري الدموي الفاشي إذاعة مسلسل "أهل إسكندرية" على قنوات التلفزيون ، وأكد الخبر مؤلف المسلسل الانقلابي بلال فضل في بيان مؤدب مهذب يخلو من كلمة واحدة تهين ساري عسكر او حكومته أو مسئولي التلفزيون ، على عكس اللغة الوقحة السافلة التي كان - ومازال - يتناول بها الرئيس المسلم محمد مرسي – فك الله أسره!
الكاتب الانقلابي علاء الأسواني أعلن انسحابه من الكتابة في صحيفة" المصري اليوم " الانقلابية بدعوى أن المجال لم يعد مفتوحا إلا للمديح ( مديح الانقلاب ) والرأي الواحد والصوت الواحد ، ثم ولى الأدبار على الخطوط الفرنسية ليستقر في باريس!
عدد من امناء الشرطة ضربوا صحفيين وإداريين بجريدة الوطن الانقلابية التي يرأس تحريرها الانقلابي مجدي الجلاد . وقعت الحادثة بسبب اعتراض أمين شرطة علي وقوف سيارة صحفية من الوطن في الشارع . لم يتقبل أمين الشرطة عتاب الصحفية وتدخل زملائها فاستدعى رفاقه في الكمين وكانت علقة ساخنة لأبواق الانقلاب!
لوحظ أن الثوار في هذه الحالات لم يرفعوا صوتهم بالاحتجاج أو الشتائم او السباب كما كانوا يفعلون في عهد الزعيم مرسي . لقد كانوا في غاية الأدب والتهذيب والرقة وهم يعرضون ما يتعرضون له على يد الانقلاب العسكري الدموي الفاشي الذي أيدوه وصعدوا جنازير دباباته وسجدوا له من دون الله وشطبوا من قاموسهم كلمات مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة والشفافية ..إلخ ، وصار حرصهم على الملايين والألوف أهم من الثورة وحكاياتها المزعجة ولكن العسكر لا يحرصون! وبكرة تشوفوا مصر !
الهيافة والخيابة
حكومة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي ، جندت أبواقها وصحفها وإعلامها ووزراءها وشرطتها وجيشها للقضاء على ملصق " هل صليت على النبي محمد اليوم ؟" ولأنها تعمل بالمثل العامي الشهير " علمني الخيابة يابا قاله تعالى في الهايفة واتصدر" ؛ فقد تحولت المسألة إلى اهتمام شعبي عارم يؤيد الملصق ، ويدعو إلى الصلاة على النبي ، ويتحول الملصق إلى رايات ولافتات يرفعها الشعب وهو يتظاهر ضد الانقلاب في المظاهرات اليومية ، وقد تداول رواد موقعى "تويتر"و"فيس بوك" مؤخرا صورة لملصق "هل صليت على النبى محمد اليوم" على زجاج إحدى سيارات الميكروباص وضعها السائق ومعها الغرامة التي فرضتها السلطة الانقلابية الفاشية حيث وضع أسفل الملصق ورقة مالية بقيمة 50 جنيها!
عرفتم كيف يفكر الانقلابيون الدمويون الفاشيون ؟ مصر قد الدنيا !
لمسة حزن!
فرعون وهامان وجنودهما رأوا أن أساتذة الجامعات لا يحسنون اختيار قياداتهم في رئاسة الجامعة وعمادة الكليات ؛ وبالتبعية رئاسة الأقسام ، فقرروا أن يقوموا بالنيابة عنهم بالواجب . بالطبع أستاذ الجامعة الذي حصل في الثانوية على مجموع كبير ربما يتجاوز مائة في المائة ( بالمستوى الرفيع ) وقضى زهرة شبابه في البحث والدرس والقراءة والمقارنة والتجريب لا يملك شرف اختيار رئيسه الجامعي ، وهو ما يملكه مخبر أمن الدولة وأمين الشرطة والضابط الصغير!
حزني كبير على حركة9 مارس ومناضليها وثوار حقوق الإنسان وسدنة المجتمع المدني وكل من كانوا يهتفون باستقلال الجامعة في الزمن السحيق ويهينون الرئيس الشرعي محمد مرسي – فك الله أسره! لما ذا وضعتم ألسنتكم تحت البيادة وسكنتم مساكن الذين ظلموا؟ احنا جدعان قوي !