هل دخل الجميع عنق الزجاجة؟
أعزائي القراء..
يبدو ان بوتين قد تم توربطه بإستلام ملف تقسيم المنطقة بنفسه بالاتفاق مع الكيان الاسرائيلي وإكتفاء الجانب الامريكي بدور حكم المبارة في هذه اللعبة الخطرة .
فالخطة الاولى والمسماة" إسرائيل - كردستان سوريا" وتطويرها لربطها بالبحر الأبيض المتوسط صارت مكشوفة بحيث يكون للروس موطئ قدم على (الساحل الكردستاني) حسب تفكيرهم ومخططهم.
وبقية الخطة والتي تلي خطة الأكراد هي تثبيت كيان للعلويين و يبدو أن التكوين الأكبر من جسم هذا الكيان سيكون في لبنان حيث هناك خطر محدق على شعب طرابلس من تهجيرهم لاحقا إلى الداخل السوري للملمة الكيان العلوي وإعطائهم ميناء طرابلس كإمتياز قد يكون بديلا عن حمص ومن يتابع خط هجرة العلوبين مؤخرا يجد أن وجهة معظمهم إلى جبل محسن تلك المستعمرة التي لم تكن موجودة أصلا قبل دخول جيش الاسد الى لبنان في سبعينات القرن الماضي وبالتالي سيكون للروس سطوة مضاعفة على الساحل السوري من خلال مينائين أحدهما كردي والآخر علوي وقد يستولوا على أحد المينائين ويساوموا على الآخر .
الدور الامريكي لم يستطع الإستمرار بالمخطط أعلاه لأسباب تتعلق بعلاقة تركيا مع حلف الاطلسي والصداقة الظاهرية مع دول الخليج. فآثرت ترك تنفيذ المخطط للأصدقاء الروس بالتفاهم مع الكيان الاسرائيلي.
التمدد الذي حصل البارحة في جبل التركمان كانت عملية تمهيدية لجس نبض رد فعل الاتراك.حيث كانت تصريحاتهم السابقة تصب في التشدد ولكن دونما اثر فعلي على الارض وذلك بسبب المثبط الأمريكي.
الأتراك كانوا يراقبون جيدا توزيع الأدوار بين إسرائيل والروس والايرانيين، وكذلك كانوا يراقبون التمدد الروسي التدريجي في المناطق الساخنة .حيث كانت الخط الروسية مع الإيرانيين تشير إلى التركيز على حلب لجلب الثوار بمعظم قواتهم لجبهة حلب الجنوبية بينما المعركة الأساسية تجري على تخوم تركيا في جبل الاكراد وجبل التركمان.
وحصل ما لا يتوقعه الروس والأمريكان معا.. فقد نفذ الأتراك قواعد الإشتباك بعد ان نفذ صبرهم.
إن إسقاط طائرة مقاتله حديثة تعتبر ضربة قاسية موجهة لسﻻح الطيران الروسي وهيبته إضافة إلى التشدد التركي من أن تمدد المنطقة الآمنة قد تشمل المنطقة الساحلية الشمالية الغربية السورية لقطع الطريق على المخطط الروسي الإسرائيلي.
اليوم نحن في مرحلة التجاذبات والتشدد الإعلامي .. وقد وصل الأمر الى العقدة النهائية من مخطط التجزئة. فلم يعد لتركيا مجاﻻ للإنتظار .
فأمريكا لايؤمن جانبها. و
الأتراك مصممون مهما كان الموقف الأميركي على منع التمدد الروسي لدعم الإنفصال.
السعوديون والقطريون رصدوا دعما ماديا وعسكريا لتركيا وللثوار فهم الجانب الأقوى على الأرض لان معركتهم معركة مبدأ ومصير
الجميع اليوم محشور في عنق الزجاجة
والخروج منها بشكل فوضوي سيؤدي إلى كسر هذا العنق وبالتالي سيحدث جروحا دامية للجميع
الكرة في مرمى الروس .
والحكم الأمريكي عليه مسؤولية كبرى إذا استمر في التحكم في سير المباراة دون وضع حد لنهايتها العادلة .
حالة تأهب لم تظهر بعد على العلن...
وعليه إن لم توضع خطة جدية وفورية ومقبولة للشعب السوري أولا وآخرا تستند على انهاء دور رموز النظام الأسدي من رأسه حتى قدميه من اجل تأمين خروج سليم للجميع من عنق الزجاجة واحدا بعد الآخر، فالخطر سيكون وشيكا.. ان لم يتخل الروس عن حماقاتهم.
وسوم: العدد 644