آية الله العظمى هتلر يظهر من جديد
آية الله العظمى هتلر يظهر من جديد
أحمد الجمال الحموي
ظنّ هتلر زعيم ألمانية في منتصف القرن الماضي أنه بلغ من القوة ما يمكنه من اجتياح أوروبة وإخضاعها ثم ينطلق منها بعد ذلك إلى بقية دول العالم , وذلك الظن أرداه .
إن الغرور قاتل , وقد سيطر على هتلر غرور مبعثه ومنبعه امتلاك القوة مع الشعور بتفوق العرق الذي ينتمي إليه ودونية الأعراق الأخرى فكان من نتيجة غروره دمار ألمانية و كثير من مدن القارة الأوروبية , وإزهاق ملايين الأرواح البشرية وفساد عريض وشر مستطير .
ولم يكن هتلر بدعا من المغرورين فقد حصل هذا في التاريخ أكثر من مرة . لكن كان مصير الشعوب التي تغتر بقوتها وتدفعها الحماقة إلى العمل بمقتضى هذا الشعور العقاب الموجع الذي يصل إلى الاستئصال أحيانا.
لقد أخبرنا القرآن العظيم عن شعوب تملكها هذا الشعور وعن حكام فاسدين مفسدين سيطر عليهم الغرور والكبر فكانت العاقبة وخيمة وأدركتهم سنة الله التي لا تتخلف لكن إنما يدرك حتمية السنن الإلهية مؤمن بالله وبكتابه أما غيره فهو من النوع الذي قال القرآن عنهم لهم قلوب لا يفقهون بها
غير أن القرآن الكريم ما استقصى ذكر جميع الشعوب والحكام المغرورين فلم يغادر منهم أحدا بل عرض نماذج صارخة وأخبرنا عن أقوام أقرب إلى المخاطبين وأدعى إلى الإعتبار ومن تلك النماذج قوم عاد الذين قال الله تعالى فيهم " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون "
كذلك كان حال فرعون وقومه فقد أصابهم هذا الوباء وسرى فيهم هذا الداء داء الغرور والكبر ، قال تعالى : " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين" وقال عز قائل : "واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يُرجعون"القصص39
فلننظر ماذا كان مصير هؤلاء المتكبرين قال تعالى يخبرنا بمصير قوم عاد : " فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون " فصلت 16
وأما مصير فرعون فقد أخبرنا الله عنه في سورة القصص فقال : " وأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار يوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين " القصص40-42
ومن الأقوام الذين عوقبوا قوم صالح ، قال تعالى : " وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون " فصلت 17
إن المشكلة تكمن في أن بعض عميان القلوب لا يعتبرون ولا يتعظون ولا يتذكرون أن الله لهم بالمرصاد . فهذه ايران بآياتها العظمى وغير العظمى تسير مسرعة إلى حتفها متبعة سبيل الهالكين من أمثال قوم عاد وفرعون وثمود والنازيين بعد أن انتفخت بغرور القوة وسكرت بالأتباع الذين تحركهم مثل الدمى لزرع الفتن ونشر الفساد.وبرهان ذلك أنك حيثما نظرت فوجدت اضطرابا وفوضى وقتلا ودمارا لا بدّ أن تكون إيران وراءه تخطط له وتموله وتصنعه
انظر إلى اليمن ثم إلى المنطقة الشرقية من السعودية ثم إلى البحرين ثم العراق ثم الكويت ثم سوريا ولبنان تجد أن مصائب هذه الدول إنما هو من تدبير إيران وتنفيذ أدواتها الشيطانية وأذرعها الأخطبوطية .
لكن هل آيات إيران يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم أقوياء إلى درجة يعجز معها العالم بشرقه وغربه عن وضع حد لفتنهم وإفسادهم وإنني لا اظن ذلك ، على الرغم من أن إعلامهم الكاذب وكل إعلام يغذونه بأموالهم وأفكارهم يسعى ليل نهار أن يصور إيران بصورة الدولة التي لا تقهر . وعلى كل حال فإن دول الغرب بما لديها من أجهزة أمنية عريقة تعرف الحقيقة ولا يخدعها هذا الدجل . وأنى لإيران أن تصبح بهذه القوة في سنين معدودة بعد أن خرجت من حربها الظالمة مع العراق بقيادة البطل صدام حسين رحمه الله تعالى ذليلة مقهورة . وهي الآن تقدم نفسها وكأنها سبقت دول الغرب قوة وتسليحا .
لقد سيطرت أوهام القوة على إيران وأذنابها فاندفعوا يتطاولون على المسلمين ويخرجون خبيئة نفوسهم الخبيثة ، وماكان لهذه البذاءة أن تظهر وهذا السفه أن يطفو كما يطفو الغائط على ماء البحر لولا خيانة بعض حكام الأمة وجبن بعضهم الآخر وتخاذله ، وصمت الشعوب العربية والإسلامية .
من حماقة الروافض اليوم أنهم يتكلمون عن مقدساتهم ، وهم بهذا يعلنون من غير شعور أنهم ليسوا مسلمين وأن مقدساتهم غير مقدساتنا . وقد نسي هؤلاء أن مقدساتنا هي مقدسات الأمة كلها مسلمين وغير مسلمين لكنها غير مقدسة عندهم فقط وهذا ما يدفعهم إلى التصريح بأنهم سيعتدون عليها إذا مست مقدساتهم .
غير أن التاريخ لم يسجل واقعة واحدة اعتدى فيها المسلمون على قبور آل البيت أئمة وغير أئمة يل إن المسلمين لم يعتدوا يوما على قبور اليهود والنصارى فما بالك بقبور آل البيت الذين هم منا ونحن منهم وإن تمسح المجوس الروافض بهم زورا وبهتانا وهيهات أن يكون للمجوس انتماء إلى آل البيت العرب الهاشميين .
ما كنا نظن أن الحماقة والعداوة تهبط بالروافض إلى هذا الدرك فما إن صارت لهم بعض القوة حتى طاشت البقية الباقية من عقولهم فأخرجوا ما في أجوافهم من حقد وقذارة ظهرت في تصريحات بعض المعممين وبعض العسكريين فهذا قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني يقول " إذا مسستم مقدساتنا في العراق سأصلي المغرب في البقيع وفي الفجر سأعلق راية يا حسين على الكعبة " فهل الأمة الإسلامية ستترك هذا الأحمق وتقف متفرجة مكتوفة الأيدي . وهذا مثال واحد على السفه ، فهناك من المعممين من يدعو إلى ذبح المسلمين وإبادتهم ويقول إن هذا العصر عصر الشيعة فهم أقوياء ولا يغلبهم أحد لكن أما علم هؤلاء جميعا أن المسلمين أحرص على مقدساتهم من الروافض على مقابرهم وقد آتانا الله من القوة ما نستطيع به رد العدوان ودحر المعتدين .
لقد انطبق عليهم قول الله تعالى "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
ولئن كان آياتهم لا يرتضون هذا الهراء فلماذا يخرسون ويصمتون . أليس في هذا دلالة واضحة على أن قلوبهم تنطوي على نفس الحقد والعداوة والضلال ونقول لهم هل الكعبة ليست مقدسة عندكم . ثم ألستم تأتون قبور آل البيت تطلبون منها النصرة والحماية والرزق والشفاء فكيف تصبح بين عشية وضحاها ضعيفة محتاجة إلى حمايتكم . ألستم تزعمون أ ن لكل إمام من أئمتكم ولاية كونية يتصرف بمقتضاها في ذرات الكون أفيعجز الأئمة عن حماية المقدسات وهم القادرون على التصرف في الكون كما تزعمون .
إن نازية هتلر وتكبر قوم عاد وفرعون وثمود تتجلى واضحة في ايات طهران الذين يسعون إلى السيطرة وإلى إقامة دولة باطنية ترفضها المنطقة كلها بعد أن أدركت أمتنا خطورة المشروع الصفوي المجوسي بما رأينا من فعل إيران وأدواتها في أمتنا وخاصة في سوريا والعراق ولن تتخلف سنة الله وسيحيق بإيران ما حاق بأمثالها من المغرورين المتكبرين . وها هي إيران تتهاوى وتستنزف اقتصاديا وعسكريا وبشريا وتتفسخ بشريا . ولربما رأى العالم قريبا ثورات المضطهدين من الشعوب الإيرانية المسحوقة .
تابع يا آية الله هتلر سيرك إلى حتفك وانتظر مصير المفسدين المتكبرين بغير حق " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
أحمد الجمال الحموي
نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا
عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين