من محمد الزعبي إلى السيد حسن نصر الله
السلام على من اتبع الهدى وبعد،
أحب أن اذكر السيد حسن نصر الله بداية إلى أن علاقة من يخاطبك بحزب البعث العربي الاشتراكي تعود إلى عام ١٩٤٧ أي إلى عام تأسيس الحزب وليس إلى فترة الاستيلاء عليه من قبل اللجنة العسكرية البعثية المعروفة، عام 1963 والتي استولت عليها بدورها المجموعة العسكرية العلوية عام 1970، بقيادة وزير الدفاع يومها ( سيسي سوريا ) حافظ الأسد ، أي بعد هزيمة حرب حزيران عام 1967 ، وذلك من أجل التغطية على دوره ودورهم ( عساكره ) المشبوه في تلك الحرب ، ولا سيما في بلاغ سقوط القنيطرة رقم 66 المعروف . أي بتعبير آخر أن عمر علاقة من يخاطبك الآن بحزب البعث ، أكبر من عمر من ترى عيونك اليوم نجاحه ( المزعوم ) لفترة رئاسية ثالثة ، ولا ترى جرائمه وجرائم أبيه من قبله ، تلك الجرائم التي أتت على الأخضر واليابس ، وعلى الزرع والضرع ، وعلى البشر والحجر في سورية ، التي أطلقت أنت عليها ذات يوم ــ وهذا مع الأسف الشديد ــ ( سورية الأسد !! ) .
ولعلمك يا شيخ حسن أنني قد زرت الأستاذ الكبير المرحوم زكي الارسوزي في المستشفى قبل وفاته ومعي صديقان آخران ، وكان ذلك بعيد هزيمة حرب 1967 ، وكان مما قاله لنا رحمه الله : لقد نصحت العلويين الحاكمين بالاستقالة وترك السلطة بما أنهم قد جاؤوا إلى السلطة لتحرير فلسطين ثم فشلوا. وهنا سألته : وهل تعتقد يا أستاذ أن العلويين هم الحاكمون الآن ؟، أجابني رحمه الله :" نعم " إن من يحكم سورية الآن هم العلويون . أرأيت يا شيخ حسن ، لقد أوهموا الرجل الطيب ، الفيلسوف الأخلاقي ، القومي العربي الحقيقي ، الذي ربما تعرفه جيدا ، بأنهم ( جماعتك ) إنما جاؤوا إلى السلطة من أجل تحرير فلسطين ، أبعد هذا الكذب كذب؟!!. لقد رمتنا بدائها ولم تنسل بعد يا شيخ حسن.
لقد سمعتك يوم امس ياشيخ حسن وأنت تمجد مجرم الحرب بشار الأسد ، بمناسبة ما رغبت أنت أن تعتبره فوزا بسباعية رئاسية جديدة . تذكرت مواقفك ياشيخ عام ٢٠٠٦ ، و٢٠٠٣ و٢٠١٢ و ٢٠١٤ ، والتي كانت ثالثة الأثافي فيها تصريحاتك الأخيرة حول مسرحية الانتخابات الرئاسية في سورية ، فلم أجد غير " جرثومة الطائفية " تفسيرا لتلك المواقف . إن من زرع جرثومة الطائفية في بلادنا هم من يرقصون اليوم على نغمات تصريحاتك، احتفالا بنجاح عميلهم، أملا وطمعا في إطالة هذه الحرب ، باعتبارها بنظرهم حرب " بطيخ يكسر بعضه ". أخشى ياشيخ حسن ، أن يكون دورك في لعبة الأمم التي تدور هذه الأيام في و حول سورية ، والتي أخذت أبعادها الدولية والإقليمية تتضح وتتوضح يوماً بعد يوم ، هو نفس دور حافظ وبشار ، أي الدور الي تضرب جذوره المشبوهة في ، ما وراء حيفا ، وربما في ، ما وراء الوراء ؟!. وهو دور لاأرغبه لك ولا لحزبك ولا لطائفتك .
يمكن لعائلة الأسد ياشيخ حسن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنها لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت . عد إلى دينك وعروبتك ياشيخ حسن ، هو أقرب للتقوى ، وهو أقرب للحق ، والحق أحق أن يتبع . أسحب قواتك من سوريا ، وضعها في مكانها الصحيح الذي تعرفه أنت جيداً ، وبغير هذا تأكد أنك تسير في الاتجاه المعاكس ، لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولإبنه الحسين . ألا هل بلّغت اللهم اشهد .
ومرة أخرى السلام على من اتبع الهدى وآمن بالحق.