العمليات الانتحارية

الشيخ حسن عبد الحميد

            ( ولقد كرمنا بني آدم ) 

الإنسان خَلقُ الله 

وضع الإله روحه فلا تسلب إلا بحق ،

 كرم الله ابن آدم فلا تمس روحه إلا باذن إلهي 

أي الحياة هبة من الله لايمسها إلا الواهب 

الله سبحانه وتعالى وصف عباده 

( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) 

وهذا الحق واضح المعالم : 

١ /  نفس بنفس ، القاتل يقتل بالأمر الالهي 

٢ /  الزاني المحصن أي المتزوج ، هدم بيتا فيجب أن يرجم بحجارة هذا البيت ،

البنت إذا عثرت وخدعها ذئب بشري لاتقتل ولا تذبح دفاعا عن الشرف ؟؟ 

أبدا ، عقوبتها : جلد مائة جلدة ، وقاتل ومجرم من يقتل أخته إذا انزلقت دفاعا عن الشرف ؟؟

أما الصبي إذا زنى فالأمر هين !!!

شاب واشتهى ؟؟؟ 

هذا منطق الغرب والشرق 

أما الإسلام فالزاني له عقابه المحدد باعتراف وحكم قضاء 

٣ /  ثم الردة وهي خروج على النظام الاجتماعي للأمة 

نحن الآن بحاجة إلى غربلة وإلى تغيير في الهوية عند بند الديانة ؟؟ 

لايكتب كلمة ( مسلم ) إلا من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ورسولا ، إيمانا صادقا 

أما من يؤمن بالشيوعية نظاما وعقيدة ، ويرى الإسلام رجعية وتخلفا فليس ( مسلما ) ولو كان اسمه محمد أو أحمد 

الإسلام ليس تراث يورث ؟؟

 الإسلام عقيدة وتشريع ، 

والإيمان قناعة وتصديق 

الذين يقومون بالعمليات الانتحارية في غير أرض العدو ، ويعتبرون الناس ذباب يرش ب ( د، د، ت ) مجرمون !!!

جريمة أن تقعد على قبر ؟؟

 قم إذا مرت بك جنازة احتراما للانسانية ، فعل هذا محمد عليه السلام 

العملية الانتحارية تجعل ابن آدم قطعا ممزقة يموت فيها مار بالصدفة في مكان التفجير ، يموت أبرياء ، وتهدم بيوت ، وترمل نساء ، وتيتم أطفال ، وكل هذا هذا جريمة في حق الانسانية ، وهو حرام ، حرام ، حرام 

مجرم من يتحدى الإله الخالق من يفجر نفسه بسيارة أو عربة ؟؟ 

أنت تقاتل فما شأن الأبرياء ، ماشأن الأطفال ، ما شأن النساء ؟؟؟

جريمة كبرى ؟؟ 

والسكوت عليها جريمة أكبر ؟؟؟ 

العمليات الانتحارية الغير منضبطة بضوابط الشرع مرفوضة شرعا وعقلا ؟؟ 

وصانعوها ليسوا أبطالا بل مجرمين ، وليسوا شهداء بل مجرمون كرسيهم محجوز في جهنم 

 وأول مايقضى فيه يوم القيامة في الدماء ، وحرمة الدم كحرمة الكعبة المشرفة ، 

يوم القيامة يمسك المقتول بالقاتل قائلا : يارب سل هذا فيم قتلني ؟؟

إن الذي يفجر نفسه ويقتل غيره بتفجيره ذهب إلى الله مغضوبا عليه ، ملعونا في الأرض وفي السماء 

في الحروب الإسلامية لم يكن هناك انتحار أو انتحاريين بل محاربين 

الصديق يعلنها على المنبر ( لا تقتلوا طفلا ، ولاشيخا ، ولا امرأة ، ولا راهبا .... 

الحرب أخلاق ، والحرب شرف 

اما الانتحاريات فهي جرائم ترتكب باسم الدفاع عن قضية 

القصف المجنون والغازات السامة والسيارات الملغومة جريمة في حق الانسانية والبشر ؟؟

نعم هناك مغامرات شجاعية فرد يدخل وينغمس في الأعداء فيقتل ويقتل وهي حوادث فردية لا تطال الأبرياء ولا المارة 

العمل الانتخاري صنع جبناء مسؤوليته يوم القيامة كبيرة ؟؟؟

حرب دون إنذار جريمة ، 

وقصف بدون إعلام جريمة ،

 وسيأتي يوم يحاسب فيه المجرمون : 

في الأموال من أين لك هذا ؟؟؟ 

وفي الدماء لم قتلت هذا ؟؟؟؟

الإسلام لايعرف العمليات الانتحارية المدمرة ؟؟؟

ناس في الحدائق للنزهة يأتيهم الموت من كل مكان ؟؟؟

هذا اجرام ، اجرام ، اجرام  ؟؟؟ 

وحرام ، حرام ، حرام ؟؟

هذا رأيّ إن يكن حقا فمن الله ، وإن يكن باطلا فمني ومن الشيطان 

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين 

صلوا على من قال ( من أصبح منكم آمنا في سربه ،معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ) رواه البخاري 

والله سبحانه يمتن على عباده ( أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ) 

ومن صفات عباد الرحمن ( ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ٦٨ ) الفرقان 

ومن قتل في التفجير لم يقتل بحق ، ودمه في رقبة المفجر 

ولو مات فإلى لعنة الله ، وهو في جثى جهنم إن شاء الله 

وإنا لله وإنا اليه راجعون 

( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ٢٧ ياويلتي ليتني لم اتخذ فلانا ( قائدا زعيما ) خليلا ٢٨ لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا ٢٩) الفرقان 

والله أكبر والموت في سبيل الله اسمى الأماني ، كرروا ( في سبيل الله )  

وأخيرا استنكر باسمي كعضو في رابطة العلماء السوريين والمجلس السوري ورابطة أدباء الشام 

نستنكر وبقوة التفجير الانتحاري الإرهابي الذي وقع في أنقرة ، وقتل فيه عشرات الأبرياء في حديقة عامة ، وفاعلوه مجرمون قاتلهم الله ونكس رايتهم ،

 الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى ، ولاحول ولاقوة إلا بالله

أما العمليات الاستشهادية :

فقد اختلف الفقهاء فيها فمنهم من قال 

أنها لاتجوز لأنها قتل للنفس ( الشيخ صالح الفوزان )

ومنهم من قال العمليات الانتخارية في الزمن الحاضر كلها غير مشروعة ( الشيخ الالباني ) 

وقولهم : 

العمليات الانتحارية قتل للنفس بغير حق وصاحبها ليس بشهيد ، العمليات الانتحارية محرمة والفاعل لها قاتل لنفسه ( الشيخ ابن عثيمين ) 

أما الشيخ سلمان العودة فقد استخرج من كلام الفقهاء بعد أن أوردها 

( أنه يجوز القيام بعملية انتحارية بشروط :

1 - أن تكون لإعلاء كلمة الله 

2 - أن تكون نكاية بالعدو بقتل أو جرح أو هزيمة 

3 - أن تكون ضدالكفار الذين أعلنوا الحرب على المسلمين ، والكفار أنواع منهم المحارب ومنهم الذمي ومنهم المعاهد ومنهم المستأنس ، وليس الكفر مبيحا لقتلهم بالاطلاق 

4 - أن تكون في بلادهم إذا أراد المسلمون مقاومة العدو وطرده منها كاليهود في فلسطين ، والروس في الشيشان ممن يمكن تنفيذ هذه العمليات ضدهم 

فمن يقوم بهذه العمليات وفق الشروط المعتبرة شرعا فهو بإذن الله شهيد إذا صحت نيته ، ويجوز الصرف على هذه العمليات من بيت المال ، أو من الزكاة لأنها في سبيل الله ، والاجتهاد في هذا الباب وارد وهو عرضة للخطأ والصواب 

والله أعلم ) سلمان العودة 

أما العلامة الشيخ يوسف القرضاوي فيقول : 

العمليات الاستشهادية ( ضد اليهود ) من أعظم أنواع الجهاد ، وأكد أن تفجير المجاهدين أنفسهم ضد المحتليين ( كالروس واليهود) تعد مقاومة شرعية 

وهي أبعد ماتكون عن الانتحار ، وشددّ حفظه الله على أنها ( فدائية بطولية استشهادية ) فالفدائي يقدم نفسه ضحية من أجل دينه وأمته ، ويقاتل أعداء الله بسلاح جديد .

كان ذلك ردا على ماصرح به مفتي السعودية آل الشيخ الذي اعتبرها من قتل النفس وليست من  الجهاد في سبيل الله

والاجتهاد في هذا الباب وارد ، وهو عرضة للصواب والخطأ والله أعلم 

والله أكبر ولله الحمد