وقفات مهمة ومفصلية في مسار سيناريوهات لا تبشّر بالخير في انتظار سورية!
وقفات مهمة ومفصلية في مسار
سيناريوهات لا تبشّر بالخير في انتظار سورية!
د. بسام ضويحي
بسم الله الرحمن الرحيم
النصر والخير قادم بإذن الله تعالى وهذه التحليلات والمقالات المسيّسة والرخيصة التي ترمي إلى إحباط الثورة والثوار الذين ما زالوا يحاولون الأخذ بأسباب النصر، وأولها الإعتماد على الله وعلى الذات وعلى الشعب الثائر الأبيّ الذي ما فتىء ينادي (ما لنا غيرك يا الله ).
أما ما تم طرحه على وسائل الإعلام تحت عنوان (سيناريوهات لا تبشِّـر بالخير في انتظار سورية ) فهذه سيناريوهات عَمِل على فبركتها وإنتاجها السيد روبيرت فورد ومن لف لفه من يهود وصليبيين صهاينة، ورافضة عرب وفرس، فما زادت شعبنا وأهلنا في سورية إلا إصراراً لاستعادة حريته وكرامته المستباحة، وعلى الرغم من مرور أربعة أعوام ومحترفو الإجرام – قتلة الشعب السوري- يتفننون في إقامة الهولكوستات المخفية والعلنية في حق أطفال ونساء وشعب سورية المجاهد على مرأى ومسمع من العالم كله، ولا أحد يتحرك أو يبادر لإيقاف هذه الجرائم التي صنفتها المنظمات الحقوقية والإنسانية أنها جرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق المدنيين والأطفال، وما استخدام الأسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق وغيرها واستخدام القنابل العنقودية والفراغية والنابالم وصواريخ سكود والبراميل المتفجرة والتصفيات الجماعية .
ما هي إلا سياسات النظام المتبعة يومياً بحق المدنيين حيث (نشرت وكالة الأناضول التركية وثائق وصور تعذيب لسوريين أظهرت بعد التدقيق، أن الضحايا تعرضوا للتعذيب الشنيع وهم موثوقو الأيدي والأرجل، مع وجود حالات خنق متعمد، بواسطة أسلاك أو حبال وكان قد كلّف أحد العناصر الذين خدموا على مدار 13 عاماً في سلك الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، بالتقاط صور الأشخاص الذين يتم إحضارهم أمواتاً إلى المستشفيات العسكرية التابعة للنظام السوري، طيلة فترة الحرب الأهلية التي تدور رحاها في عموم البلاد،
انظر الرابط http://almashhad-alyemeni.com/news34116.html )
فهذه الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ما كان لها أن تتم دون ضوء أخضر ومباركة من أمريكا أم الحرية وأوروبا صاحبة القيم والحضارة والمدافعة عن الديمقراطية، فكل هؤلاء هالهم صمود هذا الشعب الأبي حيث كانوا يتوقعون أن يتم تركيع وكسر إرادة الشعب السوري وإنهاء ثورته قبل نهاية 2012 ، وبالتالي إرهاب الشعوب العربية والإسلامية التي تتوق إلى الحرية والكرامة لتبقى ذليلة خانعة راضية بحياة العبودية التي رفضها الشعب السوري بقولته الشهيرة (الموت ولا المذلة)، فهذه الثورة التي انطلقت منادية بالحرية والكرامة لكل مكونات الشعب السوري الذي لم يعرف الفرز الطائفي والتطرف قبل حكم العصابة الأسدية الفارسية التي عملت على اختلاق موضوع الأقليات لتمكن لإيران (غير المتطرفة ) بإقامة مشروعها الفارسي الشيعي الصفوي الشعوبي في أرض الشام المباركة وعلى أشلاء وجماجم أطفالها، وهذا ليس تقوُّلاً على تجار المبادىء والحروب، فاقرؤوا مذكرات بول بريمر “عام قضيته في العراق” حيث يقول مخاطباً قادة الشيعة مثل الدكتورالجعفري والسيستاني ومحمد بحر العلوم وموفق الربيعي في أكثر من موضع في مذكراته (نأمل أن يتعاون القادة المسؤولون في الطائفة الشيعية مع هذا المسعى – العملية السياسية السريعة – ولاشك في أن ارتكاب الشيعة اليوم الخطأ نفسه الذي ارتكبوه في عام 1920 – عدم تعاونهم مع الانجليز- يعد مأساة) ص 108. وكذلك يجب أن لا ننسى أو يغيب عن بالنا أن السيد روبرت فورد كان مهندس تمكين الشيعة في العراق حيث كان قنصلاً لأمريكا في العراق أثناء وجود السيد بريمر.
أما ما صدر من تصريحات من القادة والآيات الصفوية الفارسية فهو كثير وبمتناول الجميع، نكتفي بنقل نموذجين، الأول ديني عقائدي والآخر عسكري استراتيجي، حيث نقلت وسائل الإعلام ومنها العربية في 15 فبراير 2013 ما قاله رجل الدين الشيعي الفارسي مهدي طائب: ( إن سورية هي المحافظة 35 من جمهورية إيران وهي أهم من الأهواز وإذا خسرناها فسنخسر طهران)، وبعد تأكيده على أهمية سورية الاستراتيجية بالنسبة لطهران انتقل في الحديث إلى ضرورة دعم النظام السوري في إدارة حرب المدن قائلاً: (النظام السوري يمتلك جيشاً، ولكن يفتقر إلى إمكانية إدارة الحرب في المدن السورية لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن.. قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة لتستلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري). أما ماقاله الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري ونقلته العربية نت يوم 6 مايو 2014 أن بشار الأسد يقاتل نيابة عن إيران، وتحدث عن تشكيل “حزب الله سورية” الذي وصفه بـ”حزب الله الثاني” بعد حزب الله اللبناني، قائلاً: “بعون الله استطاع الإيرانيون تكوين حزب الله الثاني في سورية.”
وكان همداني وهو قائد سابق لـ “فيلق محمد رسول الله” أعرب عن رضاه إزاء الوضع في سورية، زاعماً أن حكومة بشار الأسد تعيش ظروفاً أفضل مقارنة بمعارضيه، وشدد على أن إيران تقاتل اليوم في سورية دفاعاً عن مصلحة ثورتها، معتبراً أن أهمية هذه الحرب لا تقل عن أهمية الحرب العراقية الإيرانية، وكشف عن أن 130 ألف مقاتل من قوات الباسيج المدربة تستعد للذهاب إلى سوريا.”
كل هذا يتم بالتنسيق التام مع الكيان الصهيوني من جهة، وإيران وعصابات المالكي وداعش وحالش وغيرهم من جهة أخرى، وبغطاء أممي لخلط الأوراق حتى أصبحت الحرب الدائرة حرباً ضروساً، حيث أن النظام قد قُتل من خيرة أركانه ورجاله وجنده وبالتحديد من مدن وقرى الساحل السوري ما تجاوز عدده عن سبعين ألف قتيل، أضف إلى ذلك قتلى حزب الله والتشكيلات الشيعية العراقية واليمنية وغيرها . (انظرإلى صفحات النعي والتعزية الخاصة بهم وموقع كلنا شركاء) لترى صور قتلاهم، فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون.
فنسألكم بالله أن تحصنوا أنفسكم وشعبكم من هذه الحروب النفسية وأن توجهوا تفكيركم وجهدكم للعمل على توحيد وفرز صفوف المجاهدين ومن ثم كيف يجب أن ندعمهم ونكون معهم ومع أهلنا في الداخل السوري جنباً إلى جنب، فالطريق طويل والتحدي كبير وقبل كل هذا وذاك نتّجه بصدق وإخلاص لله الواحد الأحد ونصطلح معه صلحاً صادقاً نقياً شفافاً كما يليق بعهد بين خالق ومخلوق وليسأل كلٌّ منا نفسه أين أنا من هذه الثورة المباركة ؟؟؟وماهو الواجب علي ؟؟؟وماذا قدمت ؟؟ وهل ما قمت به من جهد وعمل كان لله ؟؟ وهل هذا حقاً ما أستطيع تقديمه مقارنة بما يضحي به أهلي وشعبي ؟؟ وهل ما سأجده عند ربي شاهد لي أم عليّ ؟ .
هذه وقفات مهمة ومفصلية في مسار سيناريوهات لا تبشر بالخير في انتظار سورية.
مرفق رابط سيناريوهات مثبطة لا تبشر بالخير:
http://www.swissinfo.ch/ara/i.html?cid=38429602&ref=iPhone&chan=eMail