من الأندلس إلى سوريا
معتز فيصل
لا أدري لماذا لا يريد الكثيرون أن يفهموا أن المخطط في سوريا هو تفريغها نهائيا من السنة.
لا أدري لماذا يتعامى الكثيرون عن هذه الحقيقة التي أصبحت تفقأ العيون لوضوحها ويصرون على خوض معارك جانبية بدل المعركة الأصلية الحقيقية الوحيدة على الأرض.
لا أدري لماذا لا يقوم علماء سوريا ومشايخها بروابطهم ومجالسهم سواء منهم الموالين أو المعارضين بالحديث عن هذا الموضوع علناً وكشفه للناس وتوضيح الأساليب المتبعة في هذا المجال وشرح الجريمة الكبيرة التي ترتكب بحق شعبنا وأمتنا ووطننا.
ما حصل حتى اليوم فقط يحتاج لمليارات الدولارات ولعشرات السنين لإعادة تصحيحه على أرض الواقع. مليون شيعي مجنس جديد في سوريا، تعويض أهالي ريف دمشق عن بيوتهم بواحد بالمائة من سعرها، الاستيلاء على البيوت الفارغة بواسطة القانون الجديد، شراء الأراضي والبيوت من قبل الإيرانيين وعملائهم في مناطق تمتد من دمشق إلى حمص إلى الساحل، تفريغ حمص من السنة ومنع عودتهم إليها بشتى الوسائل، والباقي يتبع.
أمام السنة في سوريا حلان: الرحيل أو التشيع. في أفضل الأحوال قد يسمح لهم بالبقاء في منطقة حلب وأدلب والجزيرة ولكن بشرط أن تتحول هذه المناطق إلى مناطق صومالية، يعني حروب لا تنتهي بين داعش ومهابيل الدولة الإسلامية الوهمية وبين العرب والأكراد وبقايا الجيش الحر والكتائب المسلحة على اختلاف أنواعها وألوانها.
الاستثناء الوحيد هو حدود فلسطين يعني محافظتي درعا والسويداء، حيث ستؤمن هذه المناطق بطريقة مختلفة لا ندري شكلها الحالي وسيكون للأردن والسعودية الدور الأكبر في إعادة تشكيلها.
القضية ليست قضية تقسيم بل إعادة تشكيل التركيبة السكانية كاملة. حتى حلم الدولة السنية في الشمال لم يعد وارداً للأسف.
يا أهل سوريا لم تعد الثورة ثورة حرية وكرامة وعزة فقط، فقد تحولت إلى صراع وجود حقيقي، وإني أناشدكم الله والدين والعروبة والوطن والمقدسات وكل ما تؤمنون به أن تتوحدوا وأن تتفقوا وأن تعوا الوضع الحقيقي وأن تكفوا عن إلهاء أنفسكم بالأعمال الوهمية والإغاثية والعسكرية المحلية المحدودة وأن تضعوا مخططاً واضحاً بديلاً عن المخطط الإيراني الإسرائيلي النصيري الذي صار في حيز التنفيذ وأنتم مازلتم في طور تدمير دبابة وتفجير حاجز وقتل شبيح.
أناشد المثقفين وأدعياء الثقافة والكتاب والناشطين في الداخل والخارج واليمين واليسار وكل سوري يؤمن بسوريا الوطن أن يصحو وينظر ويتدبر قبل أن يفوت الأوان فقد فات نصف الأوان أو أكثر.
مرة أخرى النداء الأخير للمجلس الإسلامي السوري وروابط العلماء و الدعاة: سترون أولادكم أو أحفادكم قريباً في مجالس التطبير أو في جيش حزب الله السوري وعندها على الدنيا السلام ولن تفيدكم الزعامات ولا الخلافات ولا الإغاثات ولا الإعانات ولا فتاوى الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل وستسألون عما كنتم تعملون.
إلى كل من يرفع بالإسلام رأساً في سوريا ومازال يقف مع المجرم الأكبر رغباً أو رهباً: لقد كان مسلموا الأندلس أكثر ذكاءً وحنكةً منك ومن أبيك ومن مشايخك ومن علمائك وها أنت اليوم تقرأ عن مصيرهم الأسود بعد أن رضوا بالاستسلام والفرقة والاستبدال بحجة المداهنة والمسايرة والصبر والمصابرة.
سوريا: الاتحاد وتوحيد الجهود أو الفناء.