في الحروب المعاصرة لا أشهر حرماً، ولا شيء ممنوعاً ولا محرماً
كانت الحرب على أشدها، والقصف يتتابع على الدولة الأفغانية الغلبانة، التي بدأت المرحلة الأولى من قصفها منذ عام 1979م، ودام ذلك حتى جاءت لحظة الصفر؛ لإتمام قصفها على يد الأنجلو سكسون، زرق العيون، سود القلوب، حمر الأنياب!
ولم يثن (الإرادة الدولية، والقوانين الأممية الحرة المنصفة العادلة الديمقراطية) أن تشعل الأرض الأفغانية بالقنابل الذكية، والقذائف الألف رطل، والارتدادية، حتى في الشهر المبارك، فقد أعلنت واشنطن ولندن - من خلال مستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس - أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح لنفسها بوقف الحرب على أفغانستان خلال شهر رمضان.
وأعلنت الست رُزّة، أو ليدي كوندي، أو حظابط رايس، كما يطلق عليها المستعين بالله - يوم الخميس 1/11/2001م- في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة ترى أنه ينبغي مهاجمة أعدائها بحزم حتى سقوطهم؛ ولذا فإن الحملة العسكرية لن تتوقف في رمضان ولا غيره.
رغم أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول قد أكد لفرانس برس بأن رمضان سيشكل مرحلة حساسة بالنسبة للرأي العام الإسلامي، الذي لا رأي له، ولا إحساس عنده، ولا نخوة.
ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ولا يستأمرون وهم شهودُ
من جهة أخرى رفض 373 من أعضاء مجلس العموم البريطاني، المحترمين للأديان والقيم، وزعيمهم بلير- خليفة جون ميجور الذي تكلم عن الأخلاق البريطانية النبيلة- يوم الخميس 1/11/2001م المذكرة التي تقدم بها أعضاء من حزب العمال الحاكم في بريطانيا يطالبون فيها بوقف العمليات العسكرية خلال شهر رمضان المبارك، واعتباره هدنة، ووافق على وقف الهدنة 13 عضواً فقط، وامتنع الليبراليون الديموقراطيون، والمحافظون، عن التصويت.
وأعلن أحد أشد أنصار الهدنة (إيقاف القصف) اللورد جورج جالواي- المدافع عن العرب، والأغير عليهم من كل قادتهم الأشاوس، وبرلمانييهم، ودبلوماسييهم قاطبة، هداه الله للإسلام– الذي اتهم فيما بعد بمحاباة صدام، واعتبر شخصاً غير مرغوب في دخوله مصر بشكل رسمي يوم 8 /1 /2010م- أن ثمة هوة شاسعة بين مجلس العموم وباقي البلاد، وندد باستخدام القنابل الانشطارية، معتبراً أنها أسوأ من الألغام المضادة للأفراد".
وكانت بعض الدول الإسلامية قد طالبت بالانتهاء من الحملة العسكرية قبل شهر رمضان المبارك والذي يبدأ في منتصف نوفمبر 2001م تقريباً، حيث أعلن الرئيس الباكستاني الغيور
الشهم (برواز) مشرَّف معارضته لاستمرار عمليات القصف على أفغانستان خلال رمضان، إذ إنها (يا حرام) ستعزز المعارضة ضد العمليات الأميركية في بلاده.
وطالبت الست ميجاواطي، بنت عدو الإسلام سوكارنو الواطي، ورئيسة إندونيسيا، كبرى الدول الإسلامية في العالم الخميس 1/11/2001م بوقف الغارات خلال رمضان، ورأت في خطاب انتقدت فيه بشدة الولايات المتحدة أن واشنطن لم تقدم إثباتات كافية تبرر شن هذه الهجمات التي تقتل المدنيين الأبرياء.
على كل حال فإن الحروب المعاصرة رحيمة غاية الرحمة، فهي تقضي على الأخضر واليابس/ المتحرك والساكن/ الحيوان والنبات والجماد/ تحرق وتدك وتفتت وتشطر/ وتسرق الثروات/ وتحمل ما تستطيع عبر أسراب جوية متتابعة، وتنشر الأهوال والرعب، وتقوم بالمجازر، والتطهير العرقي، والمقابر الجماعية، واغتصاب النساء والرجال والأولاد، وتمثل بالأعضاء بشكل بشع.. ولكن:
بالقانون/ وبالأصول/ ووفق الشرعية الدولية/ وبمنتهى الأخلاقية والنبل.. وبمباركة حماة السلام: مجلس الأمن، والأمم المتحدة (علينا) ومنظمات حقوق الإنسان، والقوانين الاستثنائية!
مش فاكرين غزة؟ أذكركم إذن!
وسوم: العدد 673