تقاربوا وتفاهموا بسرعة
من خلال متابعتي للأحداث وللمكونات الدينية في الخليج والجزيرة العربية، فإنني أدعو الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلى تقريب وجهات النظر بين المكونات الدينية والذي جل خلافاتهم تنحصر في بعض الأمور الفرعية، والاختلاف في بعض المفاهيم والوسائل، التي بإمكان العقلاء من علماء كل التيارات ،
الاجتماع ووضع الحلول لها،فالأمر يحتاج إلى سرعة التحرك فالخطر القادم سيطال الجميع، وسيندم الجميع حيث لا ينفع الندم،وفي نفس الوقت أوجه النداء لكل التيارات الإسلامية المعتدلة، بسرعة التقارب وإذابة جليد الخلافات المصطنعة،كما أكرر دعوتي لدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية حامية وممثل أهل السنة، إلى احتواء التجمع اليمني للإصلاح الذي يعد أكبر مكون سني مترابط ومنظم في الجزيرة العربية،
وإلى مساعدته والتحاور معه، ووضع ضوابط عمل مشتركة، والاستماع إلى مواقفه في القضايا المصيرية للمنطقة،
وتوجيهه ومحاورتة فيما يرى خلافا لقناعات الإجماع، وعدم شيطنته وتركه خارج المنظومة الخليجية فمن خلال متابعتي والتحاور مع بعض قياداته رأيت كثير من وجهات النظر المتقاربة وصحة ما يحمله من منهج وسطي معتدل، وأفكار تخدم وتنمي العمل الإسلامي،
أقولها بصوت عالي لا تتركوا الإصلاح اليمني، ولا تتخلوا عنه، فبضعفه يختل العمل الإسلامي لأهل السنة، ويستفيد أعدائنا من خلافاتنا. وأدعو إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح،
الى اظهار مرونة في مواقفهم وإبداء حسن نية ليطمئن اليكم الجميع، ولن يأتي ذلك إلا من خلال النقاش والحوار مع كل التيارات الإسلامية في المنطقة، وكذلك النخب السياسية والإعلامية، اننا نقدر انشغالكم بجبهات القتال وايضاعدم تفهم الحكومات في المنطقة ومعرفتكم عن قرب، فقد حصل تشويه لدوركم في الماضي ونقل صورة مخالفة عنكم تماما، فهل انتم قادرين على إظهار أنفسكم وعرض ما لديكم؟ وهل حكوماتنا الموقرة وبعض الجماعات المختلفة معكم قادرة على استيعابكم
(وأعني باستيعابكم العمل معافي ميدان واحد والتقرب منكم ووضع ارضية صلبة للعمل لكبح أطماع المد الفارسي الشيعي في المنطقة)؟
اننا في انتظار هذه اللحظة الفارقة في تاريخنا المعاصر بأسرع وقت فالاحداث تتسارع والاعداء يخططون ونحن مع الأسف نتباعد، لكن املي بالله كبير، ثم بملك الحزم الملك سلمان وكل إخوانه من الأمراء والملوك والعلماء والمخلصين والمثقفين والاعلاميين في الخليج والجزيرة العربية بالمبادرة بسرعة توحيد الجهود .
د /عبدالله بن مصلح الجبيل
باحث سعودي في شئون الجماعات الاسلامية
وسوم: العدد 686