سوريا بعد مؤتمر جنيف

مجاهد ديرانية

15 فائدة

في دراسة إستراتيجية عن الصراع في سوريا

استمعت اليوم إلى محاضرة بعنوان "سوريا بعد مؤتمر جنيف: التصعيد والتشظّي"، قدمها المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن في السابع والعشرين من آذار الماضي، وجدت فيها عدداً من الآراء والاستنتاجات القيّمة، أسردها هنا مختصَرة بلا تعليق:

-1-

وضع مؤتمر جنيف نهايةً للوهم القائل بأن المشكلة السورية الآخذة بالتدهور يمكن أن تُحَلّ سياسياً. بعد جنيف انتقلت الجهود الدبلوماسية إلى غرفة الإنعاش، ولا يبدو أنها ستخرج منها في أي وقت قريب.

-2-

ازداد الدعم الروسي للنظام كثيراً بعد الصفقة الكيماوية التي كانت انتصاراً للنظام، فمقابل تسليم مخزونه الكيماوي منحَته روسيا الأسلحةَ وقطع الغيار التي يحتاج إليها حاجة حقيقية للاستمرار في القتال.

-3-

حجم الدعم الإيراني للنظام هائل، وقد أثّر في الصراع وأسهم في تغيير الواقع العسكري على الأرض، وهو يشمل المالَ والسلاح والخبراء والاستشارات والدعم الإستراتيجي.

-4-

السياسة الأميركية الخاصة بسوريا مرهونةٌ بسياستها مع إيران، وقد صار الدور الذي تلعبه إيران في سوريا عاملاً أساسياً في تحديد المعايير الأميركية في التعامل مع الملف السوري.

-5-

كان أداء المعارضة في جنيف ممتازاً مقارَنةً بأداء النظام السيّئ، لكنه لم يقدم فائدة حقيقية لأن المؤتمر كله كان منقطع الصلة بالعناصر المؤثرة في ديناميكية الصراع على الأرض.

-6-

تركزت إستراتيجية النظام خلال عام 2013 على هدف محدد: أن يصل إلى موعد الانتخابات وهو متفوق على المعارضة، لأنه اعتبرها رمزاً على امتلاكه الشرعيةَ والقوة.

-7-

لا يهتم النظام أبداً بأن يبدو "صالحاً" لأن حلفاءه لا يهتمون بذلك. بالمقابل فإن الغرب يضغط على المعارضة لتظهر بصورة "الطرف الصالح" وإلا فإنها لن تحصل على الدعم والسلاح.

-8-

إن التحكم في تدفق السلاح من الخارج لن يضعف قدرة الثوار على الاستمرار في القتال، لأنهم يعتمدون على أسلحة خفيفة ومتوسطة يحصلون على القدر الأوفر منها ممّا يغنمونه من النظام.

-9-

على الثوار أن يتحرّروا من الوهم القائل بأن الحصول على سلاح نوعي سيحسم الصراع لصالحهم، فليس هو العامل الجوهري في المعركة، بل هو قدرتهم على تبنّي إستراتيجية عسكرية وسياسية ناضجة.

-10-

اعتمد النظام سياسةَ تدمير المناطق السكنية لأنه لا يهتم بالسكان بل بالأراضي، وفي الحقيقة فإن الأفضل له أن يسيطر على مناطق خالية، لذلك فإنه يرحب بنزوح المدنيين وانتقالهم إلى مناطق ودول أخرى.

-11-

ليست المأساة الإنسانية في سوريا عَرَضاً من أعراض الحرب كما يظن كثير من الغربيين، وإنما هي إستراتيجية يتعمّدها النظام لينقل عبء العناية بالسكان إلى المعارضة المحدودة الموارد والمثقَلة أصلاً بالأحمال.

-12-

أدرك النظام منذ أواخر 2012 أنه لا يستطيع السيطرة على سوريا كلها فركّز على المناطق الإستراتيجية، ولكنه استمر بالقتال في المناطق الأخرى ليشتت قوات المعارضة ويبعدها عن مناطق سيطرته.

-13-

ينبغي أن لا نُخدَع بالانتعاش الظاهري للنظام، فإنه قد فقدَ تماسكه ولم يعد قادراً على القتال كجيش تقليدي، ولكي يحافظ على نفسه وينجح في البقاء فقد اضطُرّ إلى التحوّل إلى "تجمع ميليشيات".

-14-

تحوّلُ النظام إلى تجمع مليشيات أفاده على المدى القصير، ولكنه خطير جداً لأنه صنع لاعبين محليين لهم مصالحهم وحساباتهم الخاصة، وقد بات تحكّم النظام بهذه المليشيات المتعددة أكثرَ صعوبة مع مرور الوقت.

-15-

رغم فائدة هذا التحول على المدى القصير فإن ضرره كبير على المدى المتوسط والطويل، لأن نظاماً يتكون من تجمع ميليشيات سيفشل بالانسجام عسكرياً وسياسياً ولن يستطيع الاستمرار بالمحافظة على التماسك.