الجالية الإسلامية في مصر!

صار المسلمون في مصر مجرد جالية مستباحة . الكنيسة صاحبة الوطن والقرار!

في الثمانينيات وما بعدها تولى وزارة التربية والتعليم وزراء من التنظيم الطليعي الذي أسسه البكباشي في الستينيات ليكون عينه السرّية ، وظهيره الخلفي الذي يتحرك للمساندة عند تمرد أية جهة في الدولة ضده، ويبلغ عن المعارضين والرافضين . كان معظم أعضائه من الشيوعيين الذين قرَّبهم النظام العسكري ، وهم بالضرورة معادون للإسلام والمسلمين، ويسميهم الناس " كتاب التقارير".

بعض الوزراء من هذا التنظيم أفسد التعليم ، وأربك الناس ، بين حذف السنة السادسة الابتدائية بحجة التوفير المالي ، وإعادتها بعد أن استبان فشل الحذف . ثم رافق هذا على مستوى المراحل جميعا ؛ تعديل المناهج وتغييرها. ونال اللغة العربية قسط كبير من الاضطراب والتدهور إزاء اللغات الأجنبية . أما التربية الإسلامية فقد صارت يتيما على مائدة اللئام ، لا مكان لها ولا اعتبار ، لا تدرس ولا تضاف إلى المجموع ، فلقيت إهمالا من التلميذ والمدرس والأسرة جميعا !

كانت هناك ظاهرة ملفتة في خضم هذا التنكيل بالإسلام ؛ وهي أن المدارس الجديدة وخاصة ما كان يطلق عليه مدارس المنحة الألمانية تبنى بدون مساجد مخالفة للعادة . الكنيسة تقوم بمهمة التربية الطائفية وتُحفّظ أبناءها الإنجيل بوصفها حاضنة اجتماعية ومنصة حكم موازية للسلطة العامة.

كنا في الزمن القديم نجد في كل مدرسة صغيرة أو كبيرة مسجدا للصلاة يتناسب مع حجمها . بمساعدة التنظيم الطليعي وصبيانه تجرأت السلطة العسكرية وحذفت المسجد من التعليم ، وامتد الأمر إلى الجامعات حيث رأى رؤساء الجامعات المنتمون إلى التنظيم إغلاق مساجد الكليات والاكتفاء بمسجد واحد يتم إغلاقه بعد الصلاة مباشرة ، وهو ما يرضي الحكام العسكريين. فالمسجد عدو الحكم العسكري ، وإغلاق المساجد واقتحامها عسكريا أمر عادي للغاية ، وتحديد الخطبة وإلقاؤها مكتوبة وفقا لأوامر المستشارين العسكريين بوزارة الأوقاف مسألة مألوفة .. بالطبع لا تجرؤ السلطة العسكرية على الاقتراب من الكنيسة أو فرض موعظة يلقيها الكاهن ، بل لا تقدر على إغلاق الكنيسة المفتوحة على مدار اليوم والليلة دقيقة واحدة!

في الغرب الصليبي يقيّدون عمل المساجد ويغلقون بعضها تحت دعاوي قانونية ، ولكن الأمر في الدول التي كانت إسلامية أصعب من ذلك . فالمسلمون الأغلبية في هذه الدول لا حقوق لهم يُقتلون ويُعتقلون ويُطاردون وتُصادر أموالهم عن طريق السادة الوكلاء، يُمنعون من التعبير عن شعائرهم ومشاعرهم الإسلامية تحت لافتة مقاومة الإرهاب والتطرف والتشدد! لم يصل المسلمون في هذه الدول إلى مستوى الجالية التي لها حقوق . إنهم أقل من الجاليات ، ونحن حين نشير إلى الجالية الإسلامية في مصر ، فهذا من باب التقريب ، لأن الحقيقة مرة بل شديدة المرارة !

تصور مثلا تلك الحملة الضارية التي صاحبت صورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لمدير مدرسة خاصة في الفيوم يؤمّ تلاميذها في صلاة الجماعة ..

عينك لا ترى إلا النور ..

هبّ الشيوعيون والليبراليون والطائفيون من خدام البيادة لشيطنة المدرسة ومديرها وتجريم صلاة الجماعة في المدرسة .. صحف الانقلاب ومواقعه ، مواقع النصارى والمتنصّرين ، فضائيات رجال الأعمال الموالين للانقلاب ، كلها اهتمت بصلاة الجماعة واستنكرت أن يضيّع مدير المدرسة وقت التعليم لحساب الصلاة مع أن الصلاة كانت في الفسحة اليومية التي تكون عادة مع صلاة الظهر!

خدام البيادة يعتقدون أن الجالية الإسلامية في مصر لا يحق لها أن تصلي الظهر في المدرسة . هل رأيت الذين استقبلوا قائد الانقلاب في الأمم المتحدة وهم الشعب الأصلي الذي يصلي في الكنائس وليس المساجد؟ أما سمعتم أن برلمان الدم قد شرع الأبواب على مصاريعها لبناء الكنائس في كل مكان وبالتليفون كما قال أحد الكهنة؟ اما عرفتم أن كل من يعبر عن إسلامه صار إخوانيا أي إرهابيا كما يقول قانون العسكر ؟ القوم لا يعنيهم انهيار التعليم ولكن تزعجهم صلاة الجماعة في المدرسة !

قالت جيهان صفوت رءوف سيدة مصر الأولى سابقا. إنه لا تجوز المصالحة مع الإخوان- تقصد الإسلام - لأن أيديهم تقطر دما ! ولكنها تروج للسلام والصلح مع اليهود الغزاة لأنهم ظرفاء ولا يقتلون أحدا ولا يهزمون جيوشا ولا يأسرون أحرارا، وتمتدح اتفاقيات الإذعان في كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو !

نصف الشعب المصري يجب قتله وحبسه ومطاردته وبناء مزيد من السجون التي تستوعب عشرات الألوف  لأنه مسلم أو جالية مسلمة تستحق السحق .. هذا مضمون كلام السيدة جيهان حرم الرئيس الراحل أنور السادات .

الأستاذ أحمد عبد التواب وهو شيوعي ذو لحية أقام مناحة بسبب صلاة الجماعة في المدرسة الخاصة بالفيوم ، وترك مشكلات مصر الحادة من هجرة تؤدي إلى غرق المئات ، واختفاء السلع ، وارتفاع الدولار ، وتفاقم الديون ، وتوقف المصانع ، وضياع مياه النيل بسبب سد النهضة ، وتدهور التعليم العام والجامعي ، وفشل الإدارة الانقلابية الذريع في كل المجالات ، والإعدامات الميدانية ، وفقدان الأمن ، وانتشار جرائم السرقة والنصب والاحتيال ، وانشغل بصلاة الجماعة التي يقوم بها طلاب الجالية الإسلامية في مصر الإسلامية سابقا !

الأستاذ يوسف الحسيني الشيوعي سليل الأسرة الشيوعية التي هي ابنة مخلصة لرائد التنظيمات الشيوعية في مصر – أعني الخائن اليهودي هنري كورييل - انزعج ، وخصص برنامجه التلفزيوني ليصبّ غضبه على المدرسة الخاصة ومديرها؛ لأن صلاة الجماعة أقيمت في باحتها ، وتجاهل الأخ يوسف مشكلات البلد وهي كثيرة وخطيرة ، وانشغل بالخطر الأعظم الذي يقلق الشيوعيين وهنري كورييل والحكم العسكري ؛ وهو صلاة الجماعة ! يا حسرة على العباد !

الأستاذ وائل الإبراشي خصص أيضا برنامجه الشهير ليستطلع الآراء حول صلاة الجماعة ، وتبارى المتهمون بالدفاع عن جريمتهم الكبرى وهي الصلاة في باحة المدرسة ، وأقسموا على كل المقدسات أنهم ليسوا إخوانا ولا متطرفين ولا يؤيدون داعش ، وأنهم مسالمون ، ويعدون أنفسهم من الجالية الإسلامية المستباحة في مصر ويحترمون القانون والدستور ، وهناك شاهد يؤكد ذلك كان يصلي بجوار مدير المدرسة بدرجة عميد شرطة .. وأعلنوا أخيرا أن الجالية الإسلامية في مصر  ستأخذ بنصيحة الشاعر المصري ابن البواب :

يهود هذا الزمان قد بلغوا      غاية آمالهم وقد ملكوا

العز فيهم والمال عندهم      ومنهم المستشار والملكُ

يا أهل مصر لقد نصحتُ لكم    تهوَّدوا، قد تهوَّدَ الفلكُ!

تهوّدوا = تنصّروا

ما رأي من ينكر وجود حرب على الإسلام في مصر ؟

الله مولانا . اللهم فرّج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم ! 

وسوم: العدد 690