قلق من حرب تشمل العالم وبوتين مجرم حرب
برلين /12/10/2016/ اعتبر وزير الدولة لشئون المهام الخاصة ومدير دائرة المستشارية الالمانية بيتر آلتماير الوضع السياسي والامني في المانيا واوروبا والشرق الاوسط برمته خطير ينذر بوقوع حرب حقيقية .
وأوضح ألتماير بمحاضرة ألقاها بدعوة من الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة برلين ، ان سوريا لم تعد مسرحا للحرب بين السعودية ومعها قطر وتركيا وبين ايران كما كان معتقدا بل حرب بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا هذه الحرب التي تعتبر محدودة فوق ارض سوريا فانها ستمتد لتصبح اقليمية ودولية بتوسعتها الى اوروبا معتبرا اسباب عدم انتهاء الازمة السورية وانهاء مأساة الشعب السوري والتدخل الروسي لحماية بشار اسد بدعم من ايران الى انهيار السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ، فمنذ توسعة الاتحاد بدول شرق اوروبا عام 2004 لم يعد هناك سياسة خارجية حازمة للاتحاد الاوروبي جراء وقوف بعض دول الشرق الاوروبي العضوة بالاتحاد الى جانب روسيا وبالتالي جراء بروز نجم الاحزاب القومية فيها وإعادة صيغة سياسة خارجية جديدة للاوروبيين اصبح ضرورة ملحة فاوروبا كان عليها المساهمة بدراسة الملف السوري والانصات لمطالب الشعب السوري واخذ مبادرة انهاء ماساته من روسيا والولايات المتحدة الامريكية فعدم المبالاة بالعنف الذي يستخدمه نظام اسد ضد السوريين وتدمير المدن والقتل ادى الى تدفق مخيف للاجئين على المانيا واوروبا . لقد أثبتت الازمة المالية لليونان وعدم مساهمة اوروبيي الشرق الاعضاء بالاتحاد الاوروبي التضافر مع جهود المانيا وفرنسا وغيرها لانقاذ اليونان ماليا وعدم استقبال لاجئين بحجة القلق من الارهاب والتغير السكاني ان السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي اصبحت هشة للغاية الامر الذي ساهم الى حد كبير استغلال موسكو تضعضع الاوروبيين التدخل في اوكرانيا وسلخ شبه جزيرة القرم عن تلك الدولة ودعم انفصاليي الشرق الاوكراني عن اوكرانيا المركزية . وأكد آلتماير الحاجة ملحة لقيام دفاع اوروبي قوي اضافة الى سياسة خارجية ناضجة قوية للاوروبيين حتى يثبتوا وجودهم على مسرح السياسة الدولية وخاصة بالامم المتحدة ومجلس امنها ، صحيح ان بريطانيا وفرنسا عضوان دائمان بمجلس الامن الا ان ذلك يعني انهما يمثلان الاتحاد الاوروبي ولذلك فقيام الاوروبيين بدور رائد لانهاء النزاعات المسلحة في العالم وخاصة في سوريا والشرق الاوسط يعيد للاوروبيين ثقة شعوب العالم بهم على حد قوله .
ووزير الدولة لشئون المهام الخاصة ومدير المستشارية الالمانية المسئول عن اعمال المخابرات الخارجية آلتماير يملك حظا وافرا لاستلام منصب المستشارية الالمانية اذا ما اعلنت المستشارة انجيلا ميركيل استقالتها من منصبها او اعلانها خلال مؤتمر الحزب المسيحي الديموقراطي القادم عدم رغبتها بالترشح مرة اخرى لمنصب المستشارية بانتخابات عام 2017 المقبل .
وعلى الصعيد نفسه فقد ارتفعت نبرة المطالبة لدى بعض السياسيين في المانيا باجراء عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا جراء جرائمها التي ترتكبها في سوريا ، فالحزب الديموقراطي الاشتراكي يعتقد صعوبة اتخاذ اجراءات اقتصادية جديدة جراء رفض الدول الشرقية الاوروبية العضوة بالاتحاد الاوروبي ، بينما يعارض التحالف اليساري / الشيوعي / اي عقوبة اقتصادية ضد موسكو بل ويطالب بالغاء العقوبات المفروضة عليها جراء تدخلها بالشرق الاوكراني ، ويدعم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بشكل غير مباشر المطالبة بعقوبات اقتصادية جديدة ضد فلاديمير بوتين الذي وصفته زعيمة كتلة الخضر بالبرلمان الالماني كاترين ايكهرادت بمجرم حرب يجب تقديمه مع بشار اسد وزعماء ميليشيات ايرانية ولبنانية الى محكمة الجزاء الدولية .
وأعلن مسئول شئون العلاقات الخارجية لدى كتلة المسيحيين الديموقراطيين رودريش كيزيفيتر انه لا بد من اتخاذ عقوبات جديدة ضد روسيا متوقعا موافقة اكثر دول الاتحاد الاوروبي على ذلك ومعارضة دول اوروبية شرقية عضوة بالاتحاد مثل هنغاريا والتشيك وبولندا لا يعتبر شاذا فهذه الدول لم تتضامن مع الاوروبيين بسياستهم الخارجية بشكل مرضي عدا عن ذلك فالدول المذكورة لها علاقات مع نظام سوريا قبل انهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا ولا ينظرون بشكل جدي الى قرارات الاتحاد الاوروبي بشأن حقوق الانسان .
وعزا كيزنفيتر تشديد العقوبات الاقتصادية ضد الكرملين الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتقيد باتفاقيات مينسك / روسيا البيضاء / الخاصة بوقف اطلاق النار بالشرق الاوكراني وتدخله في سوريا الى جانب اسد وتدمير طائراته الحربية مدينة حلب وغيرها من المدن السورية دليل قوي على ضرورة ردع سياسته العدوانية ضد الشعبين السوري والاوكراني وإشعاله حرب جديدة في العالم جراء سياسته العشوائية التي ينتهجها ضد اوروبا ، فاعلانه الغاء اتلاف النفايات النووية ونشر قواعد صواريخ جديدة وتهديده دول البلطيق امر كاف لاتخاذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد بوتين وحكومته .
واعرب كيزنفيتر مع زعيمة كتلة الخضر ايكهاردت ونائبة رئيس البرلمان الالماني كلاوديا روت بندوة بالبرلمان الالماني عن قلقهم ازاء دعم بوتين والكرملين للاحزاب القومية في اوروبا ولاسيما الحزب البديل لالمانيا من خلال تأسيسهم لمنتدى الحوار مع الاجيال ، هذا المنتدى لذي يتخذ من برلين مقرا له ، يريد من خلاله فرض هيمنته السياسية القومية على الالمان والاوروبيين وسياسة حازمة لمواجهة غطرسة الكرملين اصبح مجديا وضرورة ملحة .
نائبة رئيس البرلمان روت رأت بالغاء مدينة حلب من الوجود امام سمع وبصر العالم امر مخز للغاية وعار على الانسانية جمعاء وخاصة مجلس الامن الدولي ومنظمة الامم المتحدة مشيرة الى ضرورة دعوة مسئولة شئون السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي موغيريني الدعوة الى اجتماع استثنائي لزعماء الاتحاء ووزراء خارجية ودفاع الاوروبيين للبحث في كيفية مواجهة الغطرسة الروسية اوروبا بحاجة ماسة الى سياسة خارجية قوية بدل الركون الى الولايات المتحدة الامريكية التي يهمها الحفاظ على مصالحها في اوروبا والشرق الاوسط .
وسوم: العدد 690