قمة وخز الضمير ببرلين
برلين /18/11/2016عقدت بالعاصمة برلين هذا اليوم الجمعة 18 تشرين ثان / نوفمبر قمة اووربية مصغرة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي وصل الى برلين قبل يوم أمس الاربعاء 16 الشهر الجاريبرلين والتقى يوم امس الخميس المستشارة انجيلا ميركيل والتقى هذا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي ورئيسا وزراء ايطاليا واسبانيا ماتيو رونزي ومريانو رجوي .
مشاركة اوباما بالقمة الاوروبية المصغرة هي وداعية لزعماء دول الاتحاد الاوروبي التي تعتبر بلادهم القوة الرئيسية بدول الاتحاد واوروبا ، الا ان القمة كانت قمة وخز ضمير ، ان كان الاوروبيون يشعرون بوخز الضمير ، فالرئيس الامريكي باراك اوباما استطاع بشكل ارادي سحب المبادرات الاوروبية لانهاء الحرب في سوريا بجميع السبل التي كانت متاحة ولا سيما التدخل العسكري ضد بشار اسد ، فقد كانت ضمن مقترحات ومطالب اعضاء بالبرلمان الالماني والاوروبي التدخل عسكريا ضد بشار اسد على غرار التدخل العسكري ضد صربيا اثناء حرب الكوسوفو عام 1999 ، الا انه جراء التدخل الايراني والروسي في سوريا الى جانب بشار اسد والاتفاق السري الذي تم في فيينا بين وزيري الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الخارجية الايراني السابق متقي شهر بانهاء ملف ايران النووي سلميا والتوقيع على الاتفاقية علنا تحت رعاية الامم المتحدة بعيد استلام وزير الخارجية الايراني الحالي جواد ظريف تم وضع جميع مقترحات التدخل العسكري ضد اسد بأحد ادراج السياسة الامريكية والايرانية المنسية الى اجل غير مسمى ، تلك الاتفاقية اتلتي من بنودها السرية عدم وضع اي عوائق تحول دون تنفيذ ايران اطماعها في سوريا واليمن والعراق ودول الخليج .
وعلى حسب راي رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر ورئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / الالماني / ايلمار بروك فان قمة برلين كانت عبارة عن احتساء القهوة والشاي وليست بقمة يخروج منها بمقررات .
بارك اوباما الذي تقاعس عن اتخاذ سياسة حاسمة لانهاء نظام بشار اسد وزعماء دول الاتحاد الاوروبيين الذين شاركوا بالقمة المصغرة اثبتوا عجزهم وتبعيتهم للادارة الامريكية التي لم تكن صادقة بسياستها مع السوريين اضافة الى دعمها ايران ببسط سياستها بالعراق الذي اصبح دولة عنصرية ، فالركون الى لقاءات تجري بين الحين والاخر بين وزيري الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف لانهاء معاناة السوريين سياسيا دليل واضح على ان السياسة الخارجية لاوروبا فقدت بريقها والحل الوحيد لانهاء القتل وابادة الشعب وتدمير مدنه وقراه ووقف التهجير حملة عسكرية باتفاق اوروبي اسلامي على حد تأكيد اكثر خبراء الشرق الاوسط .
رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي ايلمار بروك وصف القمة بوخز الضمير الى فشل الاوروبيين بانهاء ازمة اوكرانيا وفشلهم باثبات قوتهم السياسية لموسكو ، فربما يسفر عن اجتماع برلين اتفاق تصحيح وجه واشنطن والاوروبيين امام الشعب السوري والعراقي والاوروبي .
ولم يتخذ زعماء الدول االذين شاركوا بمؤتمر برلين هذا اليوم سياسة قوية لمواجهة غطرسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتأديب بشار اسد بعيد المنال وهو ما اكدته المستشارة انجيلا ميركيل بعد انتهاء المؤتمر ، فهي اعلنت انهم لم يتطرقوا الى معاقبة فلاديمير بوتين اقتصاديا وانما تطرقوا الى اتخاذ السبل الكفيلة لايصال المساعدات الانسانية الى السوريين المحاصرين بمدنهم واقناع بوتين بوقف اطلاق النار في حلب وعدم تدميره المستشفيات والمدارس والسعي لانهاء ماساة الشعب السوري بتعاون بوتين مع المجتمع الدولي .
القمة الاوروبية الامريكية المصغرة كانت بالفعل لقاء وداع فاوباما سيترك البيت الابيض نهاية عام 2016 الحالي وربما تعلن المستشارة ميركيل في وقت لاحق من شهر كانون اول /اديسمبر امام مؤتمر الحزب المسيحي الديموقراطي عزوفها عن خوض انتخابات عام 2017 المقبل وربما يستلم وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير الذي يسعى لوقف اطلاق النار في سوريا منصب رئاسة الدولة الالمانية الامر الذي يعني ان انه لن يمارس اي تأثير سياسي على السياسة الخارجية لالمانيا واوروبا والرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب عنصري ولا يهمه ماساة الشعوب ولن يستطيع اعادة القوة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة الامريكية التي فقدتها منذ اكثر من عشرين عاما فتهديدياته ضد اوروبا والمسلمين ققاعات هوائية والمعروف بان الكلب الذي يعوي كثيرا لا يضر.
وسوم: العدد 695