همسة مجهورة .. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
تحية طيبة مباركة ، ونسأل الله للقائكم في الأردن الشقيق التوفيق إلى ما فيه خير أمتكم وأوطانكم وشعوبكم ..
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
لا يخفى على عاقل مبصر ، عظم التحديات التي تواجهها قمتكم ، تحديات بعضها هو بعض إصر عقود مضت ، وبعضها غارق بدماء الأبرياء النازفة في العراق وسورية واليمن ، وبعضها يتهدد بمكر ولؤم الوجود المستقبلي لهذه الأمة ، في هويتها وثقافتها ، في كل أقطارها قريبها وبعيدها ، كبيرها وصغيرها . تحديات يمثلها دعاة فتنة ولا يبالون تبعاتها وتداعياتها . في موقف ضنك حرج لا ينفع فيه غير الحكمة والعزم والحزم ، وأنتم بما تحملتم وحُملتم ، أهلٌ بتوفيق الله لكل خير ترجوه منكم أمتكم وشعوبكم ...
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
يزيّن البعض لمؤتمركم وللقائكم سياسات التواري والمهادنة والاستسلام والتعايش مع أقانيم الشر ، ومجرمي الحرب ، في العراق وسورية واليمن ، وأنتم خير من يعلم ويقدّر أن مشروع أهل البغي والاستكبار، إن تمت مهادنته ، فلن يتوقف عند العراق وسورية واليمن ، وإنما هو مشروع ممتد ما بعده مرسوم ومقرر ومقدر؛ وما أيسر على العاقل أن يقدر بعلم ويقين ما يكون بعده ، وأي الأقطار ستتناولها الفتنة بعد العراق وسورية واليمن ؛ إن تم لأعداء الله والناس ما به يحلمون...
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
إن المقاومين الصادقين في العراق وسورية واليمن ، لا يدافعون عن قضاياهم ولاعن أوطانهم فقط ، وإنما يدافعون عن وجود أمة ، وعن هويتها ، وعن بقائها ؛ وإن انتصار هؤلاء المقاومين هو نصر لكل الأمة. وإن انكسارهم بخذلانهم ، لا قدر الله ، سوف يعني بكل تأكيد ، أن تستعد أقطار جديدة إلى معركة خاسرة جديدة ، في قطر من أقطارها جديد ، ستدب إليه عقارب الفتنة ، وترفع رؤوسها فيه أفاعيه .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
( ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ) حكمة ماضية يهديها إلى قمتكم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
لا ننهي إليكم جديدا حين نقول : إن الغلاة المتطرفين بين ظهراني هذه الأمة ، هم أدوات أصحاب المشروعات الاستئصالية الدولية والإقليمية ، هم الذين أسسوا لفكر الغلاة ، واستنبتوا تنظيماتهم ، وغذّوا وجودهم ، وما زالوا يتمسكون بهم كذريعة لاستهداف هذه الأمة بكل وسائل الحرب والتدمير . ولا بد أن يكون لهذه الأمة مشروعها المتميز في حرب الغلو وأهله . لا بد أن يكون للقمة العربية مشروعها بخصوصيته ومداخله ومخارجه ، التي تقطع الطريق على العابثين بأمن هذه الأمة ، وتهدي المضلل من شبابها سواء السبيل ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
ما يكون لقمتكم هذه ، التي تلتقي في عصر تداعت فيه الأمم على أمتكم ، أن تمر كقمم سبقتها ..
وستبقى دماء الأبرياء المسفوكة بعدوان وظلم في العراق والشام واليمن ، تضج على مائدة لقائكم . وإن الأمة اليوم تتطلع إلى (قادة اللحظة) الذين يتحلون مع الحكمة والبصيرة بالحزم والعزم . يتلقون راية المجد بيمين ويخوضون معاركه بيقين .
نسأل الله سبحانه أن ييسركم للخير ، وأن يعزم لكم على الرشد ، وأن يجعل في لقائكم الخير والبر والمعروف ...
وسوم: العدد 713