المال والإعلام من أسلحة حزب الله التي بدأت تتهاوى

المال والإعلام من أسلحة حزب الله

التي بدأت تتهاوى

حسان القطب

إن حزب الله هو جزء اساسي من منظومة إيران في منطقة الشرق الأوسط.. لذا فهو يخضع بالكامل لتوجيهات وإرشادات بل لإدارة القيادة الإيرانية في كافة مواقفه وقراراته الاستراتيجية، مثال على ذلك التدخل في الحرب السورية، مساعدة القوى البحرينية المعارضة واليمنية كذلك (الحراك الجنوبي والحوثيين)، إطلاق المواقف والحملات الإعلامية على دول الخليج او غيرها، تعطيل الانتخابات الرئاسية او تسيهل إجرائها وكذلك تشكيل الحكومة من عدمه وغيرها من القضايا الكبرى، ولا يترك لقيادة حزب الله في هذا الجانب سوى المناورة وإطلاق المواقف الإعلامية والتصريحات العالية النبرة... لأن إيران وقيادتها تستثمر هذا الواقع المتوتر والمتفجر في مفاوضاتها مع دول الغرب حول ملفها النووي، وللضغط على الدول الربية والغربية الحريصة على استقرار لبنان لفتح نافذة حوار معها والتفاوض على بعض مطالبها ولكن على حساب الشعب اللبناني ومستقبله واستقراره....

لذلك لا يمكن مناقشة حزب الله في مواقفه والحوار معه على اساس انه تنظيم مستقل يملك قراره او انه يستطيع فعلاً بلوغ نقطة التفاهم مع الشركاء في الوطن..؟؟ هذا لأن دوره يتجاوز حدود الوطن..؟؟؟ وقراراته الكبرى تتخذ من طهران عاصمة إيران..؟؟ فالشركاء الحقيقيين او القيادة الحقيقية هي مكان آخر لا علاقة لها بمصالح اللبنانيين..؟؟ وهذه القيادة الإيرانية ترى لبنان على أنه ساحة صراع سياسي وامني وإعلامي..؟؟ وليس وطناً وكياناً يعيش فيه طوائف وكيانات واعراق مختلفة..؟؟ تسعى للاستقرار وبناء وطن آمن..؟

لإدارة هذا المشروع كان لا بد من وجود ادوات تتطلب تمويلأً.. من هنا كان تركيز القيادة الإيرانية على بناء وتأسيس مؤسسات مالية وإعلامية وكيانات سياسية او دينية وحتى جمعيات متعددة الأسماء والأهداف في بيئة حزب الله وفي المجتمعات الأخرى التي لا ترى نفسها جزءاً من هذه اللعبة الخطيرة... ولكن كان لا بد من زرعها ورعايتها لتكون أداة دعم لهذا المشروع ولإخفاء الفكر الطائفي والمذهبي عن هذا المشروع... لأن انفضاح أهداف هذا المشروع الحقيقية تهدد استمراره ونجاحه وتمدده وانتشاره..

بدات إيران بتامين الدعم المالي والإعلامي عبر حزب الله لهذه المجموعات والبيئات التابعة لها في مجتمعاتنا والتي لا هدف لها ولا دور سوى مديح وتبجيل حزب الله ودوره ومقاومته، وتبرير سياساته ومواقفه وسقطاته واخطائه..؟؟ وإبعاد شبهة الطائفية والمذهبية عن مشروعه الخاضع للرعاية الإيرانية...؟؟

وليس صعباً او مستحيلاً متابعة الدعم المالي الذي تتسلمه هذه المجموعات سواء في ملاحظة طريقة عيشها وبذخها او في مكاتبها وتسليحها وإمكانياتها التي تتباهى بها امام الجميع على انها من نتاج الرعاية الإيرانية لها، مكافأةً على دورها ولانخراطها في خدمة هذا المشروع.. ولكن تمت الملاحظة اخيراً ان جفافاً بدا يضرب مسار التمويل هذا وقلة ذات اليد بدات تظهر على هذه المجموعات واربابها ومن يسير خلفها وبدا التذمر يتسرب من خلف ابواب مكاتبها وعلى لسان من كان يستفيد من هذا المال الذي تم حرمان الشعب الإيراني منه لينفق على خدمة مشروع سياسي وامني توسعي فما السبب:

- "الاستثمار في الازمات": هذه القراءة الإيرانية لسلطة المال التي تفيد بان حجم التمدد المؤيد للدولة الإيراني ومشروعها في الدول المحيطة بالجمهورية الإيرانية ومدى انتشار القلق والفوضى في هذه الدول في الوقت عينه (اليمن، البحرين، العراق، سوريا، لبنان، وغيرها) سوف يخدم استقرار إيران ومستقبلها ويعطيها الفرصة والقدرة على انتاج قنبلة نووية تحمي الجمهورية وتجعل منها دولة ذات حضور وقوة إقليمية إن لم يكن دولية... ولكن حجم الصراعات وطبيعة الحروب في هذه الدول التي ذكرناها استنزفت الكثير من المال الإيراني النظيف وتسببت بحرمان القوى والمجموعات اللبنانية الجائعة دائماً لهذا المال من الاستفادة منه.. فالأولوية هي لمناطق الصراع الساخنة ولتحقيق الانتصار لخدة استقرار محور طهران – بغداد – دمشق ومن ثم بيروت التي تعتبر تحت السيطرة والهيمنة الإيرانية بوجود ميليشيا حزب الله وحركة امل المنتشرة بقوة برعاية رسمية....

- "نتائج وتداعيات حرب تموز عام 2006"، " إن طريقة تعاطي دول الغرب والدول العربية مع ما ادت إليه هذه الحرب شجعت إيران على الانفاق في لبنان لخدمة مشروعها، وأعطتها الفرصة لتمويل حزب الله ومن معه من المجموعات وزيادة قدراته العسكرية...لأن هذه الدول التفتت لبناء ما هدمته الآلة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة من بنى تحتية ومساكن ومؤسسات وغيرها، وحينها استفاد حزب الله من هذه المساعدات ايضاً إلى جانب ما يتسلمه من إيران بشكل خاص... في حين ان إيران اهتمت بإعادة بناء القوة العسكرية لحزب الله ومن معه...مستفيدةً من عدم وضوح الرؤية لدى هذه الدول وغياب استراتيجية واقعية وموضوعية لحفظ لبنان واستقراره.... ولكن بعد ان استيقظ الغرب والعرب على هذا الواقع المرير، ومع استلام نجيب ميقاتي للسلطة برعاية حزب الله وإدارته، تم حرمان لبنان من المساعدات والمعونات، فأصبح لبنان برمته عبئاً مالياً على إيران.. وهي إذ تستطيع تمويل حزب الله وحركته وجمهوره، فإنها لا تستطيع بل لا تريد تمويل الجمهوية اللبنانية برمتها فكانت الاستقالة... وتشكيل حكومة جديدة على امل ان يتغير شيء في العلاقات الدولية نحو لبنان وان يعود الاستقرر المالي إليه من جديد، ولما لم تظهر أي إشارة إيجابية بهذا الاتجاه، كانت الانتفاضة النقابية المبرمجة من قبل حزب الله ونبيه بري لدفع وإجبار المجتمع الدولي على تمويل لبنان ودعمه مالياً لحفظ استقراه وإلا..؟؟؟ الفوضى الاجتماعية والإقتصادية..؟؟؟ 

- قامت إيران بمساعدة حزب الله على بناء منظومات اقتصادية وشبكات مالية محلية ودولية لتأمين التمويل والدعم لتخفيف العبء عن كاهل الخزينة الإيرانية التي تتعرض لعقوبات اقتصادية قاسية من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي وتورطها في دعم الارهاب، خاصةً بعد تزايد المتطلبات المالية لحزب الله مع توسيع شبكاته الاعلامية ومنظوماته المؤيدة خارج بيئته ومجتمع حضانته.. ولكن هذا التوسع وارتفاع حجم المتطلبات المالية وضرورة إجراء عمليات تمويل وتحويل مالي كشف هذه المنظومات المالية للمجتمع الدولي، بل ومع توسع إدارتها دخل إليها اجواء الفساد المالي الذي أضاع الكثير من هذا المال وترك تأثيراً سلبياً على اداء حزب الله وسمعته الدينية وبنيته التنظيمية المنضبطة... مما اضعف قدراته وهز ثقة جمهوره بمصداقيته وشفافيته...؟

فما هي أهم العمليات والمؤسسات المالية التي تم توقيفها بعد كشفها او فضحها:

- أعلنت تركيا في نهاية تموز (يوليو) عام 2009، الكشف عن شاحنة تحمل من الذهب والعملة الصعبة بقيمة 5. 18 مليار دولار في طريقها من إيران إلى لبنان. وفي وقت لاحق نسبت وسائل إعلام تركية تصريحات لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يحمد فيها الله لحصول تركيا على هذا المبلغ في ذروة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم. وأفادت مواقع ايرانية على الانترنت ومنها موقع "بيك نت" الالكتروني أن تركيا حولت الذهب والأموال الايرانية المذكورة الى المصرف المركزي التركي. وجاء في تقرير بهذا الشأن أن الحمولة كانت تحملها شاحنة ترانزيت من إيران عبر الأراضي التركية الى سوريا ثم لبنان، ولكن قبيل خروجها من الأراضي التركية استطاعت الجمارك التركية الكشف عنها والقاء القبض على سائق الشاحنة ويدعى "اسماعيل صفاريان" ويحمل جواز سفر إيراني، حيث بث التلفزيون التركي صورة الجواز حسب ما جاء في التقرير. ومما تردد على هذا الصعيد أن الاموال المذكورة كانت قد تستخدم لتأسيس مصرف مشترك "ايراني - لبناني" بإشراف مشترك من قبل الحرس الثوري، وبالتعاون مع حزب الله للاستفادة منها في كسر الحصار الاقتصادي المفروض على إيران. ويشير الموقع أن والد سائق الشاحنة واسمه عباس يحتمل أن يكون من قادة الحرس الثوري، فحسب جواز سفر السائق اسماعيل صفاريان أنه من مواليد 1958. وتؤكد تقارير تركية أنه كان يحمل معه 7.5 مليارات دولار امريكي و20 طنا من سبائك الذهب والتي في مجموعها تقدر بقيمة 18.5 مليارات دولار أمريكي، وأن الحمولة تم كشفها في السابع من اكتوبر 2008 وظل الخبر قيد الكتمان.

- عام 2009، تم اعتقال صلاح عزالدين احد أهم المقربين من حزب الله والبعض يعتبره الحافظة المالية لحزب الله بعد اتهامه باختلاس مبالغ مالية طائلة وتحدثت بعض المصادر حينها عن مبلغ يقدر 206 مليار دولار، مع ان حجم الدعاوى التي واجهته لم يتجاوز 200 مليون دولار.. واستطاع حزب الله ضبط الجمهور الغاضب بعد وعود مغرية وتوزيع استمارات لتحديد المبالغ الضائعة.. ولم يعد احد يسمع شيئاً عن هذه القضية حتى خرج صلاح عزالدين من السجن… "هذا مع العلم ان الذي اطلق سراحه هو مختلس أموال اتهمه القضاء اللبناني في أيلول 2009 بارتكاب جرائم الإفلاس الاحتيالي، وابتزاز أموال المودعين لديه بواسطة المناورات الاحتيالية، وإيهام الناس بالأرباح الطائلة، مما مكنه حسب الحكم لاحقاً ” من اختلاس أموالهم وتبديدها بحجة استثمار هذه الأموال في مشاريع تجارية واستثمارية رابحة، وإعطائهم شيكات مصرفية من دون مؤونة”... وقد كتب الصحافي علي العاملي على موقع جنوبية إضافةً إلى ما ورد ما يلي: (يتحدّث الناس هنا في الضاحية الجنوبية عن صفقة بدأت قبل تسليم عزالدين الى المباحث الجنائية منذ أكثر من أربع سنوات، فصلاح عز الدين وهو المصاهر للسيد حسن نصر الله عبر ابنة خالته، والذي تجمعه علاقة قرابة بالوزير محمد فنيش وكذلك مع عدد كبير من قيادات الحزب، أبرم معه تلك الصفقه التي قضت باستعادة مسؤولي حزب الله لأموالهم التي كانوا أودعوها بشركاته، ومنها ما قيل أنها تابعه لصناديق الحزب الماليّة وتدخل ضمن أصوله جرى التكتم عن حجمها، وبعد استخلاص تلك الأموال منه جرى تسليمه لأجهزة الدولة على أن يقضي أقل فترة ممكنة من محكوميّته في السجن ويطلق سراحه بعدها حتى وان لم تسوّ قضايا بقيّة المودعين، الذين كانوا يمنون أنفسهم ويطالبون باستعادة عشرين بالمئة من ودائعهم التي خسروها. أهلا وسهلا بالمختلسين وباللصوص من “شقراء” الى “ديرقانون” الى “الضاحية الجنوبيّة”، والرحمة كل الرحمة على شهدائها الأبرار، هكذا كنا وهكذا سوف نبقى، منا من يموت ويضحي بنفسه في سبيل دينه ووطنه وجماعته، ومنا من ينتهز ويقتنص تلك الانتصارات لينصب ويحتال ويملأ جيوبه باسم “أشرف الناس”، ما كان صلاح عزالدين أوّل النصابين باسم المقاومة ولن يكون الأخير…هذا هو تاريخنا…فاشهدوا)....

- هذا العام أعلنت الشرطة الأسترالية مؤخراً عن تفكيك شبكة واسعة لتبييض الأموال لها امتدادات في نحو 20 بلداً ويعود جزء من أموالها لمصلحة "حزب الله" اللبناني. كما صادرت الشرطة كميات من المخدرات وأصولاً بقيمة 580 مليون دولار أسترالي (510 ملايين دولار أمريكي) بينها 26 مليون دولار أسترالي نقداً، وذلك خلال عملية استمرت عاماً وحملت اسم "ايليغو" وفق ما أفادت اللجنة الأسترالية لمكافحة الجريمة. وبحسب وسائل الإعلام التابعة لمجموعة "فيرفاكس" فإن أفراد العصابات اعتمدوا على العمليات التي أجراها أجانب مقيمون في أستراليا وحصلوا على الأموال المرسلة من عائلاتهم في الخارج لاستبدالها بأموال "وسخة" تديرها أنشطة إجرامية. وأحد هذه المكاتب له حضور كبير في آسيا والشرق الأوسط "ويحول جزءاً من الأموال المبيضة لحساب حزب الله اللبناني" وفق "فيرفاكس". وتحظر السلطات الأسترالية أي أنشطة ل"حزب الله" على أراضيها...

- عام 2011...أعلنت مديرة إدارة مكافحة المخدرات ميشيل ليونارث ومدعي عام مكافحة جنوب نيويورك بريت بهارارا عن رفع دعوى مدنية ضد غسيل الأموال وشكوى من خسائر ترتبت بنتيجة خطة دولية واسعة مزعومة بعد قيام مؤسسات مالية لبنانية بينها بنك وشركتا صرافة مرتبطة بحزب الله باستخدام النظام المالي الاميركي لتبييض أموال المخدرات المهربة وغيرها من النشاطات الاجرامية عبر غرب افريقيا وأعادتها الى لبنان. وكجزء من الخطة تم تحويل أموال من لبنان الى الولايات المتحدة لشراء سيارات مستعملة ومن ثم شحنها الى غرب افريقيا. وهذه الأموال النقدية التي كانت تجمع من مبيعات السيارات مع أموال تهريب المخدرات. كانت تحول لاحقاً الى لبنان عبر أقنية غسيل الأموال الخاضعة لإشراف حزب الله… وقد حصل الحزب على كميات ضخمة من هذه الأموال وهو حزب اعتبرته وزارة الخارجية الاميركية منظمة إرهابية أجنبية عام 1997.

- 8 نيسان 2014، ذكرت وكالة "رويترز" أن ألمانيا أعلنت انها حظرت جمعية "أيتام لبنان" ولفت وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الى ان سبب الحظر تقديم الجمعية دعماً مادياً بملايين الدولارات لمؤسسة "الشهيد"، التابعة ل"حزب الله". وقامت الشرطة بتفتيش مكاتب الجمعية 19 مقراً في مقاطعات بادن - فورتمبرغ وبرلين وبريمين وسكسونيا السفلى وشمال الراين ويستفاليا وراينلاندفالتس. ولم تلق الشرطة القبض على أي من أعضاء الجمعية. وقالت نائبة وزير الداخلية اميلي هابر، إن "عناصر الشرطة صادروا 40 صندوقا من الادلة، بما فيها منشورات دعائية ل"حزب الله"، وكيلوغرامات عدة من العملة الذهبية وحسابين مصرفيين يحويان نحو 65 الف أورو (90 الف دولار)" وأجهزة كمبيوتر. ولفتت الى أن "الجمعية تضم نحو 80 عضواً في المانيا وجمعت منذ 2007 قرابة 3.3 مليون أورو (4.5 مليون دولار) لمؤسسة "الشهيد"...

نكتفي بهذه الوقائع للدلالة على حجم التمويل وضخامته بالنسبة لحزب مهمته الدفاع عن لبنان ضد المحتل كما يروج في حين ان حجم التمويل وطرقه تتنافى ودوره المعلن ومع المباديء الدينية والقوانين المحلية والدولية وحتى مع المفاهيم الإنسانية الي ترفض التهريب والترويج للمخدرات واستعمالها... وغير ذلك من اساليب التحايل والالتفاف على قوانين الدول المضيفة للمغتربية أو حتى قوانين جمهورية لبنان التي لن نتوقف عما يجري على أراضيها من عمليات سرقة وخطف وزراعة مخدرات وترويجها وصناعة حبوب الكبتاغون ومحاولة تصديرها لدول الخليج العربي بهدف إفسادها والقضاء على مستقبل شبابها بعد إغراقهم بتعاطي حبوب الهلوسة هذه...؟؟؟

ما كانت تداعيات هذه الحملة المنهجية التي طالت المؤسسات المالية على حزب الله ومن معه من مجموعات تابعة وخاضعة لسياساته مع تقلص قدرة إيران على دعم حزب الله نتيجة التورط في الحروب العبثية في دول الجوار او بسبب العقوبات الاقتصادية القاسية التي تم فرضها على إيران.؟؟ .. :

- بدأت تظهر علامات التراجع والتقهقر على المؤسسات الإعلامية التي يدعمها حزب الله خاصةً تلك التي لا تحمل اسمه أو شعاراته بل تروج لسياساته من خارج الإطار الرسمي لحزب الله، فبدأ صرف الموظفين وتضاءلت التغطية الإعلامية وضعفت القدرة على استخدام أقلام ذات سمعة عالية للترويج لسياسات إيران وحزب الله، كما ان الحملة الدعائية لجذب جمهور المشاهدين او القراء لمتابعة هذ المحطات او الصحف قد هبط بشكل ملحوظ وبعض الموظفين يتحدث عن فترات طويلة بل اشهر من الحرمان المالي، مما يدفعه للاستقالة او الانتقال إلى محطات أخرى او صحف منافسة..؟؟

- أبلغ كافة من يتعاطى مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني ويحظى برعايته وعنايته وتمويله ويخضع لاشرافه بان التمويل قد تم تخفيضة للنصف..؟؟ أي 50%..؟؟ وتمت المباشرة بتطبيق هذه الخطة المالية المتقشفة منذ أشهر... وهذا التخفيض يتعلق بالنفقات والرواتب على حدٍ سواء..ويشمل كافة القوى في مختلف المناطق اللبنانية دون استثناء...؟؟؟

- الأسباب المعلنة لهذا التخفيض والحسم الضخم هي ان بعض هذه المجموعات لم تستطع تأمين مقاتلين للمشاركة في الحرب السورية إلى جانب حزب الله... ثم إن حجم الخسائر في صفوف مقاتلي حزب الله مرتفع إلى جانب تكاليف معالجة آلاف الجرحى مما يزيد من العبء المالي على قيادة حزب الله ويجعل هذه القيادة محرجة امام عناصرها ومحازبيها وجمهورها الذي يطالبها باستخدام هؤلاء في معركة الحفاظ على النظام السوري، والتضحية بعناصرها تماماً كما يفعل عناصر حزب الله... وإلا فإن هذ المجموعات وقادتها إنما يستفيدون من مال حزب الله وإيران ويحرمونه لجمهور حزب الله دون وجه حق ودون تقديم مقابل... ولا يكفي ان يأتي معمم على شاشة تلفزيون ليطلق تصاريح مؤيدة ويتقاضى آلاف الدولارات شهرياً ثم لا يستطيع تامين عنصر واحد للمشاركة في الحرب على الشعب السوري...

- تتحدث بعض هذه القيادات المستاءة بل وبعض العناصر التي كانت تتقاضى رواتب من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني بأن عليها التزامات مالية بناءً على ما كانت تتقاضاه من قبل حزب الله شهرياً والان هي في ورطة مالية بالغة فلا هي قادرة على الايفاء بالتزاماتها ولا هي تستطيع الترويج لسياسات حزب الله كما كانت تفعل في السابق.. وترد بعض قيادات حزب الله على هذا الكلام والتساؤل في مجالسها الخاصة بان بعض من كان يتمول من حزب الله لخدمة مشروع حزب الله قد اساء التصرف وقد اضاع على حزب الله وقيادته مبالغ طائلة حتى ان بعضهم قد اشترى املاك خاصة وعقارات من منازل واراضي بهذا المال ولم يستثمره ابداً في خدمة هذا المشروع ولا حتى في الانفاق على عناصره في حال وجودها...؟؟؟؟ أي ان قيادة حزب الله قد كانت ضحية مجموعات متزلفة وصولية وانتهازية بكل معنى الكلمة... والأزمة المالية التي يعاني منها حزب الله اليوم قد كشفت هذا الواقع وهذه الحقيقة التي كانت غائبة او انها كنت نتيجة تواطؤ بين اطراف من حزب الله ومن قبل قادة تلك المجموعات...؟؟؟ وهذا ما سوف يكشفه تحقيق داخلي يجريه حزب الله..؟؟

إن الحرب السورية وتلك التي تجري في العراق واليمن وإصرار إيران عبر حزب الله على وضع يدها على مؤسسات الدولة اللبنانية قد كشفت حقيقة المشروع الإيراني ودور حزب الله المحوري والأساسي فيه مما جعله مكشوفاً ليس امام منافسيه او خصومه بل حتى اما من يؤيده لتنكشف سياساته بكل تفاصيلها عن عمق ارتباطه بالسياسة الإيرانية وخدمة توجهاتها وعن ضعف بنيته المالية وفساد مؤسساته، وقصة صلاح عزالدين هي واحدة من تلك القصص التي تم كشفها لضخامة حجمها ولكن هناك الكثير من الأزمات المالية والاختلاسات التي لا يتم الحديث عنها بعد ان يتم لفلفتها وتغييبها عن الرأي العام اللبناني...وهنا علينا انتظار ما سيكون عليه موقف من اعتاد العيش بترف مدعوماً من المال الإيراني بعد ان تم حجبه عنه جزئياً الآن.. وسوف يتم منعه عنه كلياً لاحقاً... واول هذه البوادر هو بداية ضعف وتهاوي المؤسسات المالية الرديفة لحزب الله وتضعضع المجموعات التابعة لحزب الله في البيئات غير الحاضنة لحزب الله والمشروع الإيراني...وبدا القلق يصيب الدول في مختلف انحاءالعالم التي تستضيف من هو من بيئة حزب الله الحاضنة او انه يتعامل مع أي مؤسسة مالية تابعة او مرتبطة بحزب الله....