مأساة حلب
اثبتت حكومة المهندس ” عماد خميس ” فشلها الذريع بأحتواء ازمات مدينة حلب الخدمية حيث بات المواطن الحلبي يعيش على وعود فارغة من الوزرات كافة .
فمنذ تحرير مدينة حلب بدماء الجيش العربي السوري الذي بذل الغالي و النفيس لتحيا مدينة حلب و الوفود الوزارية تتوافد الى المدينة التي احس ابنائها باليتم اول يوم من ايام عيد الفطر السعيد ، فحلب المدينة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية وهي معدومة الخدمات و كل اسبوع تتفشى بها ظاهرة جديدة و ازمة تجرح كيان و قلب عشاقها .
فمن المياه تبدأ معاناة ابناء هذه المدينة الذين استبشروا خيراً بتحرير محطة ضخ الخفسة و من قبلها محطة سليمان الحلبي و النيرب ، فبعد ان استقرت المياه في مدينة حلب اثناء اخر شهر في فصل الشتاء ، دخل الصيف على المدينة ليظهر عطل مفاجئ بخط 1400 الزهراء و تحرم احياء مدينة حلب الغربية من المياه بشكل جزئي حيث اصبح ضخ المياه للأحياء عبارة عن جرعة دواء لمريض 6 ساعات ضخ مياه مقابل 8 ايام حرمان ومن المعروف ان الضخ ضعيف جداً فلن ترتوي معظم المنازل في الحي المراد الضخ له من المياه ، ومن ثم يظهر لنا خبر استبشرنا به الخير ان اعمال الصيانة باشرت العمل لخط ال 1400 الذي لايزال حتى اللحظة خارج الخدمة ، لنتفاجئ بأخبار متضاربة بين قطع الاكراد للمياه عن محطة الخفسة و عطل كهربائي طارئ بسد تشرين ، لتتفشى ظاهرة حرمان المياه لجميع احياء حلب و تبدأ وعود المسؤولين و الاعلاميين و الصفحات الاخبارية بحسب ما يقال لهم من مؤسسة المياه و وزارة الموارد المائية ، فيحضر وزير المياه و تبدأ حملة التطبيل له انه المخلص لحال المياه في حلب ، وزير الموارد المائية الذي لم نسمع خبراً منه منذ قدومه لمدينة حلب وانما نسمع عن عجزه عبر بعض الصفحات الاخبارية التي تتحدث عن قطع المياه من قبل المسلحين .. نعم المسلحين من قطعوا المياه لكن باشارة من تجار الدم و النار ابطال الازمات دون وجود حلول بديلة من العجز في مدينة حلب ، اختفى صوت مشروع الابار التي كان من المفترض وصلها على الشبكة الرئيسية للمياه في حلب و اختفت صهاريج المياه التابعة للدوائر الخدمية في المدينة و اهالي حلب من منهل مياه الى جامع و كنيسة باحثين عن المياه بعد صد اصحاب السوتيرات الخاصة لهم بالارقام الفلكية لثمن المياه و المواعيد ، و تبقى مدينة حلب عطشانة وسط صمت اعلامي مخجل و حكومي جارح .
اما عن الكهرباء فقد اصبح المواطن الحلبي اسير لدى مولدات الامبير التي تقدم خدمة 8 ساعات او 10 ساعات باسعار تتراوح ما بين 1100 ليرة سورية الى 2000 ليرة سورية بحسب المنطقة و ساعات التشغيل و هذا الثمن الباهظ مقابل امبير يتيم للانارة فمن اراد اكثر عليه الجود بدفع المال ، فمنذ تحرير المحطة الحرارية و محطة الضاحية و اهالي حلب يسمعون ببوادر خير وهذا الخير هو دعم تجارة الامبيرات بعدم اصلاح المحطة الحرارية بالريف الشرقي و التباطئ بمد خطوط جديدة واصلاح هنا و هناك وتعدي هنا وهناك على المنظومة الكهربائية ، لتبقى مدينة حلب منورة بأهلها الذين يدفعون من لقمة عيشهم لانارة منازلهم .
اما عن المشتقات النفطية فلا يخلو شهر الا ونسمع به خبر سيئ عن احدى المشتقات النفطية ( غاز ، مازوت ، بينزين ) احدهم يجب ان يقنن والثاني يعود بكثرة ليختفي بعد فترة و تظهر معاناة جديدة دون ضوابط حكومية .
وعن المواد الغذائية و الخبز و المحروقات فعن ماذا نتحدث عن الاسعار الباهظة للفواكة و الخضراوات ام عن اللحمة و الفروج الذين اصبحوا حلم للمواطن الحلبي بشكل خاص و المواطن السوري بشكل عام او عن الخبز السيئ الذي ينتظره المواطن ساعات واقفاً على طابور وذلك لان اسياد الخبز هم تجار الازمات .
اما عن اعادة الاعمار فحدث ولا حرج حتى اللحظة لم يعمر 5% من الاضرار في المدينة بينما الاهالي يقومون بتعمير ما خربت الحرب من احجار مدينتهم متحدين الواقع المرير و الغلاء الفاحش ليظهروا لهم ابطال اللجان الشعبية الذين اهانو البشر و الحجر و استباحو احياء مدينة حلب لشهواتهم و غرائزهم الاجرامية الدفينة ومعظمهم من الذين كانوا من جبهة النصرة و جيش حر و خلافه من تسميات مقيته اتت على مدينتنا الدمار و الارهاب و القتل و التهجير فعادوا لحضن الوطن ليهتكوا حرماته باسم اللجان الشعبية .