الشعوب العربية مدعوة للدفاع عن القضية الفلسطينية
الشعوب العربية مدعوة للدفاع عن القضية الفلسطينية أمام ما أصبح يعرف بصفقة القرن وهي عبارة عن مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني
يدور في الآونة الأخيرة حديث عما بات يعرف بصفقة القرن وهي عبارة عن مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني دبرت بين واشنطن وتل أبيب وعواصم عربية من أجل إنهاء القضية الفلسطينية نهاية تكرس الاحتلال الصهيوني وتهويد فلسطين بما فيها مدينة القدس ، وتشرد الشعب الفلسطيني وتمنع المهجرين في الشتات من العودة إلى أرضهم . ولقد بدأت معالم هذه الصفقة تتضح بشكل جلي شيئا فشيئا، ويدور حديث عن غزو صهيوني عربي محتمل لقطاع غزة من أجل القضاء على حركة المقاومة خصوصا الإسلامية التي باتت تنعت بأنها حركة إرهابية، وبعد هذا الغزو مباشرة سيتم الإعلان عن دولة فلسطينية على أجزاء من صحراء سيناء يجمع فيها فلسطينيو الشتات ، وتبقى الأراضي الفلسطينية تحت الوصاية الصهيونية . ولقد بدأ الحديث عن هذه الصفقة مباشرة بعد مؤتمر الرياض وإدراج الرئيس الأمريكي حركة حماس ضمن لائحة الحركات والجماعات والدول المتهمة بالإرهاب . ومباشرة بعد هذا المؤتمر اندلعت الأزمة الخليجية بين دولة قطر وما بات يسمى بدول الحصار وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر . وانبثقت عن هذه الأزمة مطالب هذه الدول التي اشترطتها لرفع الحصار والمقاطعة عن قطر ، وكان مطلب عدم تمويل ودعم حركة حماس على رأس قائمة المطالب، الشيء الذي اعتمده المحللون والمراقبون للحديث عن صفقة القرن المتعلقة بالقضية الفلسطينية . ومما يؤكد أن الأزمة الخليجية لها علاقة بصفقة القرن هو ما تمخض يوم أمس عن لقاء القاهرة الذي انعقد للبث في رد قطر على شروط دول المقاطعة ، ذلك أن المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد هذا اللقاء دار في معظمه حول قضية الإرهاب التي تمس تحديدا حركة المقاومة الإسلامية حماس ، ولم يتناول باقي الشروط مما يعني أن شرط التخلي عن المقاومة الفلسطينية هو المطلب الرئيس . ولقد كشفت قضية القرن وهي مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني عن كل ما حصل من أحداث في الساحة العربية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي . ولقد كانت أول لبنة في صفقة العصر هي مواجهة ثورات الربيع العربي بثورات مضادة من شأنها الحد من تداعي وسقوط الأنظمة الفاسدة . وعن طريق الثورات المضادة تم تبرير الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر ، وقد تم اختيار مصر نظرا لدورها الريادي للحيلولة دون اقتداء ثورات الربيع العربي بها. ولقد كشف النقاب عن تورط دول الخليج في تمويل الانقلاب العسكري في مصر وتمويل الثورات المضادة لثورات الربيع العربي . ومعلوم أن الرئاسة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا في مصر اتهمت بعد الإطاحة بها بما سمي بالتخابر مع حركة حماس ومع دولة قطر ، وهو ما يؤكد بداية حبك صفقة القرن . ومع مرور الأيام صارت حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية وفق التصنيف الإسرائيلي لها ، وصارت حركة الإخوان المسلمين الفائزة في الانتخابات الديمقراطية والداعمة لحركة حماس بدورها حركة إرهابية ، كما صارت دولة قطر دولة داعمة للإرهاب لدعمها حركة حماس ولإيوائها بعض قيادات حركة الإخوان المسلمين الفارين من اضطهاد متزعم الانقلاب في مصر . وهكذا انكشفت كل خيوط صفقة القرن أو المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني الذي قدم أعظم التضحيات من أجل استقلال وطنه المحتل من طرف دولة إسرائيل العنصرية والإرهابية بالمعنى الدقيق للكلمة . ومعلوم أن المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها تحتضنها الشعوب العربية بعدما تخلت عنها الأنظمة العربية التي باتت تتهافت على التطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب قضية الأمة الكبرى , ولقد أصبح من الواجب على الشعوب العربية أن تتحرك من المحيط إلى الخليج من أجل إحباط مؤامرة صفقة القرن المشئومة . وعلى الشعب الفلسطيني البطل أن يلتف حول مقاومته وألا ينساق وراء الذين يتاجرون بقضيته ويهرولون في اتجاه التطبيع مع العدو الصهيوني . ولا شك أن انتفاضة مباركة كبرى من شأنها أن توحد الشعوب العربية ، وتعيد جذوة ثورات الربيع العربي من جديد والتي حاولت الثورات المضادة وهي ثورات مضادة تقف وراءها أنظمة فاسدة إخمادها خدمة للمشروع الصهيوني الاستيطاني والتوسعي في الوطن العربي . وإن كل تأخر أو تخلف أو تراخ للشعوب العربية عن نصرة القضية الفلسطينية يعتبر خيانة عظمى لقضية الأمة وخيانة لمقدساتها وخيانة لدينها وعروبتها .
وسوم: العدد 728