للقصة بقية.. ما لم تقله فيروز زياني
برسم الحثالة التي تقعي اليوم عند قدمي الكيمائي البراميلي
تصادفَ بالأمس موعد برنامج قناة الجزيرة ، عن قصة اليسار العربي ، والذي قدمته البارعة فيروز زياني ، مع ما أعلنت عنه وكالة سانا عن انعقاد ( الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي – الصهيوني – الرجعي – العربي ..) في دمشق ، صباح اليوم التالي لبث البرنامج ، وتحت رعاية خاصة من القاتل الكيمائي البراميلي .
وقد يعجب أي مواطن عربي حين يسمع أو يرى ، شخصيات تلبس الثياب ، وتحمل عناوين قومية ويسارية وديمقراطية عراضا تقعي عند أقدام مثل هذا القاتل وتظل تتلمس وتتحسس .
لقد أجمل برنامج السيدة زياني ، بل اختصر مخلا ، كثيرا من تاريخ اليسار العربي ، وربما يعتذر لمعد البرنامج بضيق الوقت ، ولكن هذا لا يعني أن يظل أبناء الجيل الجديد من المشاهدين العرب في انتظار أول القصة ، التي ربما لن يحكيها لهم أحد ..
في هذا المقام نعيد على الحثالات القومية واليسارية التي تحضر اليوم في دمشق بزعم دعم الصمود والمقاومة الفلسطينية ، قصةَ ( قرعة أبيهم ) التي مهما كذبوا وزوروا وزيفوا لن يستروها ؛ بل ستظل تلمع ، وسط قتام المعارك مع الصهاينة ونسلهم المريب في المنطقة ..حتى يعود الحق إلى أهله
كانت البداية من فلسطين ، وأمر طبيعي أن تكون البداية من فلسطين فكل اللعبة على فلسطين، حيث أرض الميعاد ، ليس لليهود ، وإنما لكل جوقة اليسار المزيف ، الذي لم يعرف من الفكر اليساري إلا الخيانة والعمالة والإقعاء تحت أقدام المستبدين ، تحت أقدام المستبدين عايشناهم قرن من الزمان ، يصفقون للطغاة ، ويتعشون على موائدهم ، ويتهمون ( الجماهير ) الذين كانوا يقولون عنهم ( أداة الثورة وهدفها ) ، فاتهمها أحدهم بالأمس بالرجعية والغباء !!
نقطة بداية هؤلاء كانت من فلسطين 1919 ، حيث تشكلت أول خلية شيوعية يسارية في المنطقة . الخلية اليهودية الأولى في فلسطين ، كانت الخلية المركزية في العالم العربي التي رعت كل التنظيمات الشيوعية العربية ودعمتها وغذتها . وضمت إلى بنيتها بعض الغثاء في كل قطر ومنها فلسطين ، فلسطيني شيوعي يساري يتنازل عن حقوقه الوطنية مقابل الانخراط في معركة النضال العربي ضد ( الامبريالية ) المشهد المكرور في دمشق نفسه اليوم . شعراء فلسطينيون عرب ينشدون تحت العلم الصهيوني ، ويصفقون للراية الصهيونية ، كما يفعل المصفقون في دمشق اليوم .
وتمتد الذراع الشيوعية اليهودية إلى مصر ، وما لم تحكيه حكاية فيروز زياني ، أن مؤسسي الحزب الشيوعي المصري كانوا كلهم من اليهود أيضا !! مصادفة عجيبة ( جوزيف رونتال وابنته شارلوت وزوجها وأبرام كاتي وهليل زنبرج وزاسلافسكي وستوكاندر وافيجيدور الذي نزل مصر تحت اسم قسطنطين فاسس ..
يجب أن ننبه أن دارس تاريخ تلك الحقبة بكل تداعياتها سيصطدم بالعديد من الأسماء المستعارة التي لا يعرف أحد قرعة أبيها ..
وعلى مذهب المصادفة العجيبة نفسه ننتقل من مصر إلى العراق ليحكي لنا التاريخ أن رئيس المكتب السياسي الأول للحزب الشيوعي العراقي هو ( يهودا صدّيق ) ، وأن المسؤول الأول عن أعماله في بغداد هو اليهودي ( يوسف زلّوف ) وأن من فريق التأسيس في العراق ( حزقيل صديق – وموشي مراد كوهين – ويوسف زلخة – وساسون دلال – وموشي مختار – وإبراهيم شاؤول ..)
نحكي الحكاية للدعي الذي كان يدعي بالأمس على قناة الجزيرة أن الشيوعيين العراقيين كانوا مليونا يوم كان عدد سكان العراق سبعة ملايين . صحيح أن اليهود كانوا يلقون بيننا الأمن والأمان ولكن لم يقل أحد أن عدد اليهود في العراق بلغ يوما مليون إنسان ..
ونستمر مع مسيرة المصادفات العجيبة فنذهب إلى سورية ولبنان حيث يفاجئنا اليهوديان السوفيتيان البولندي ( جوزيف بيرجر ) واليهودي الليتواني ( الياهو تيبر) يكرمان الشعب السوري بتأسيس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان معا . ومع أول خلطة لمواطنين سوريين من النوع الفلسطيني والمصري إياه سنكتشف أن اللبناني ( فرج الله الحلو ) ، الذي تعاطفنا جميعا مع طريقة تصفيته في عهد عبد الناصر ، قد أرسل موفدا خاصا للحزب إلى ( إسرائيل ) ليتدرب على أساليب الغواية وطرق الضحك على الشعوب ، وفي الوقت نفسه سنجد أن الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي السوري ( خالد بكداش ) يستقدم اليهودي الشيوعي ( نخمان ليفنسكي ) كمستشار للحزب .
قبل أن نغلق ملف القصة التي لا يمكن أن تغلق بهذه العجالة ، سنقدم للسادة القراء فقرات من برامج الخلية اليهودية في مصر المسماة الحزب الشيوعي المصري ليقرنوا الحاضر بالماضي ، عساه يستضيء مستضيئ :
* إلغاء الملكية في مصر والتحول إلى الجمهورية الديموقراطية على الطريقة التي نسمع ونرى ...
* إلغاء النص على دين الدولة في الدستور المصري والتأكيد على علمانية الدولة ، كان هذا مطلبا يهوديا صارخا منذ عشرينات القرن الماضي ، وما يزال مطلبا يهوديا حتى اليوم ..
* تأييد انفصال السودان عن مصر ، كما أيدوا منذ عقد انفصال الجنوب عن السودان ، وانفصال شمال العراق عن العراق ..
قبل أن نختم يجب أن نؤكد أنه كان في اليسار العربي بعض المضللين والبسطاء والمساكين ، كما في صفوف الدواعش اليوم الكثير من هؤلاء..
لنقول لأبناء الأفاعي المجتمعين اليوم في دمشق إن كل أوراق التوت على أشجار العالم لن تستر سوأة تمتد على مدى مائة عام كل ما فيها خيانة وإثم وغدر وانحطاط ..
وسوم: العدد 746