************************
************************
يرى القاضي شريح رجالا يضربون نساءهم بالسياط؛ فيتألم؛ ويذكر زوجته المطيعة فيرق قلبه لها ويقول:
إنَّ الحياةَ مَواقفٌ وَدُروسُ=والناسُ فيها ضاحكٌ وَعَبوسُ
هذا يُؤَمِّلُ بالنجاةِ بِسعيهِ=وأخوهُ مِنْ نَكدِ الحياةِ يَؤوسُ
فَالزمْ طَريقَ السائرين إلى العُلا=صَلباً على كُلِّ الهمومِ تَدوسُ
إيّاكَ تَقبلُ بالمَذلةِ عِيشةً=فالصَّبرُ كأسٌ والخُنوعُ كُؤوسُ
قاسيتُ أوجاعَ الحياةِ وطالما=ساءَلتُ عنْ دائي وعنْ تِرياقي
فَذرفتُ دَمعي وابتهلتُ لخالقي=فأغاثني بِسَكينةِ الأعماقِ
فعلمتُ أنَّ عِلاجَ أوجاعِ الأسى=كَفّانِ تَرتَفعانِ لِلخَلّاقِ
رأيت رجالاً يضربونَ نساءَهم=فشُلَّتْ يميني حينَ أضربُ زينبا
أأضربُهامن غيرِ ذنبٍ أتتْ بهِ =وما العدلُ مني ضربُ مَن ليس مذنبا
فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكبٌ =إذا طلعتْ لم تُبدِ منهنَّ كوكبا
وكلُّ محبٍّ يمنحُ الودَّ إلفَهُ=ويعذرُه يوماً إذا هو أذنبا