شعر في الاستسقاء
(وأثر الصالحين)
د.عثمان قدري مكانسي
أصيبت الارض بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ، فخرج الناس للاستسقاء وأمّهم ابن عمر الضمدي، وكان رجلاً مسنّاً صالحاً على ما يُعرف، ثم وقف خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وارتجل قصيدة طويلة، ما كاد ينتهي من دعائه وإلقاء قصيدته حتى انهمر المطر غزيراً وحمله الرجال إلى بيته مهللين مكبّرين. يقول في بعض قصيدته:
إن مسَّنا الضُرُّ، أو ضاقت بنا الحِيَلُ
فلنْ يخَيبَ لنا في ربِّنا أملُ
وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا
ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ
اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى
إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ
من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا
ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ
فافزع إلى الله واقرع بابَ رحمتهِ
فهو الرجاءُ لمن أعيت بهِ السُبلُ
وإن أصابكَ عُسْرٌ فانتظرْ فرجًا
فالعسرُ باليسرِ مقرونٌ ومتصلٌ
رحم الله شيخنا العالم الرباني محمد الحامد إذ جمع الناس في قلعة حماة وصلى بهم صلاة الاستسقاء ثم دعا اللهَ تعالى فاستجاب المولى سبحانه ، وكان دعاؤه قد سُجّل على شريط ، بعد وفاته رحمه الله عام 1969 للميلاد انحبس الغيث ، فصلى الناسُ صلاة الاستسقاء وسمع الناس دعاءَ الشيخ الحامد رحمه الله في قلعة حماة آنفاً.
ما إن انتهى الدعاء الذي سمعه الناس من المسجلة حتى انهمر الغيث مستمراً عشر ساعات متواصلة.... فسبحان الله العظيم الكريم.