"لا إله إلا الله" منهج حياة
[مقتبس من كتاب: الإسلام كبديل عن الأفكار والعقائد المستوردة. لـِ: محمد قطب]
كان المسلم يفهم من "لا إله إلا الله" أنها منهج الحياة الكامل، لأنه كان يفهم منها أنها التزام بالإسلام كله بحذافيره، ومن أجل ذلك لَقِيَتْ "لا إله إلا الله" ما لقيتْه من معارضة من الجاهلية، ولو كانت مجرّد كلمة تُنطق باللسان فيضمن بها الإنسان صفة الإسلام الدائمة... يضمن بها فوق ذلك الجنة، لو فهمت قريش أنها مجرد كلمة تُقال فلِمَ كانت تُعارضها؟!. ولمَ وقفتْ في سبيل الدعوة بهذه الضراوة؟ ولمَ أنكرها الناس؟ ولمَ قال القائل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين سأله إلى أي شيء تدعو الناس؟ قال: أدعوهم لـِ "لا إله إلا الله". قال: هذا أمر لا تتركه لك العرب؟ لماذا إن كانت مجرد كلمة ينطقها الإنسان بطرف لسانه فيدخل بها الجنة؟!... لو كانت هكذا ما وقف في سبيلها مَن وقف في الجاهلية، وما احتاجت إلى هذا الجهاد الضخم الطويل من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن أصحابه وأتباعه من بعده، إنما هي احتاجت إلى كل هذا الجهد والجهاد لأن لها مقتضىً، لأن لها مدلولاً، لأنها كلمة ذات ثقل، كلمة ضخمة يصفها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنها تملأ ما بين السماوات والأرض، تملؤها بالصياح؟ كلا! تملؤها بالعمل، بالعمل على منهج معين، بالعمل بمقتضى الإسلام.
وسوم: العدد 917