المتشابهات (من فقه اللغة للثعالبي)
المتشابهات (من فقه اللغة للثعالبي)
نسقها: د.عثمان قدري مكانسي
كتب العلماء الأقدمون كنوزاً تنتظر من يحوزها ، ومنازه لمن يرودها ، ومتعة الناظرين ، وسعادة النابهين ...
كان كتاب فقه اللغة للثالبي – رحمه الله تعالى – أمس سميري الوحيد وجليسي الأنيس ، رغبت أول الأمر أن أبحث فيه عن معنى خامرني وأحببت التوثق منه ، فلما فتحت الكتاب أمسك بيدي برفق قائلاً : لا تكن زيارتك غِباً ، هلمّ إلى رياضي الماتعة وخمائلي البارعة وثماري اليانعة وحقولي الواسعة ، اقطف من هنا طاقة ، وتزود من هناك باقة ...
لم أستطع منه فكاكاً لأنني لم أرد ذلك حين نسّم عليّ أريجُه وأسرني بهيجُه ، ثم ذقت لذيذّه ، فواكهَهُ وحنيذَه . واستضافني ساعات الليل أنتقل من روض إلى روض ، وأعبّ من فيض ، وأنهل من غيض .
وأحببت – كعادتي – أن أحمل لكم بعض ثمره وقطافه ، وقليلاً من نشره وألطافه ، وقد حملت بيديّ هديتين لكم ، هذه الثانية ، وقد سبقتها الأولى بعنوان " " أوائل الشيء وأواخره " ، ولعلّكم حين تقرؤون إحداهما تكون حافزاً لكم ، فتسرعون إلى الأصل ، ليتم بينكم الوصل ... لكم تحياتي وجميل تمنياتي .
المتشابهات :
الدَسَمُ مِن كلِّ ذي دُهْنٍ كالوَدَكِ من كلِّ ذِي شَحْم . تقول :" ديكٌ وديك "
الدَّرَجُ إلى فوْقُ كالدَرَكِ إلى اسْفَلُ ، فالجَنَةَ دَرَجَات والنَّارَ دَرَكات
الهَالَةُ للقَمَرِ كالدَّارَةِ للشَمْسِ
الغَلَتُ في الحسابِ كالغَلَطِ في الكلام
البَشَمُ مِنَ الطَعَام كالبَغَرِ منَ الشَّرَابِ والماء
الوَهْنُ في العظمِ والأمرِ كالوَهْي في الثّوْب والحبْلِ
حَلاَ في فَمِي مثلُ حَلِيَ في صَدْري
البصيرَةُ في القلْبِ كالبَصَرِ في العَين.
الوُعورَةً في الجبَلِ كالوُعُوثَةِ في الرَمْلِ
العَمَى في العَينِ مثلُ الْعَمَهِ في الرَّأي
لا يُقالُ كأسٌ إلاّ إذا كان فيها شَرَاب ، وإلا فهي زُجَاجة
ولا يُقَالُ مائدةٌ إلاّ إذا كان عليها طَعَامٌ ، و إلاّ فهي خِوَان
لا يُقالُ كُوزٌ إلا إذا كانَتْ له عُرْوَة ، وإلا فهو كُوب
لا يُقالُ قلَمٌ إلاّ إذا كانَ مبريًّا، وإلاّ فهو أُنْبوبَة
ولا يُقالُ خاتَمٌ إلاّ إذا كانَ فيه فَصّ ، وإلاّ فَهُوَ فَتْخَةٌ
ولا يُقالُ فَرْوٌ إلاّ إذا كانَ عَلَيْهِ صُوف ، وإلاّ فَهُوَ جِلْد
ولا يُقال أَرِيكة إلاّ إذا كانَ عليها حَجَلَةٌ، وإلاّ فهيَ سَرِير
ولا يُقالُ لَطِيمة إلاّ إذا كان فيها طِيب ، وإلا ّفهي عِير
ولا يُقال رُمْح إلاّ إذا كانَ عَلَيهِ سِنَانٌ ، وإلا فهو قناة.
لا يُقالُ نَفَقٌ إلاّ إذا كان له مَنْفَذ ، وإلاّ فهو سَرَبٌ
و لا يُقَالُ عِهْن إلاّ إذا كان مَصْبُوُغاً وإلا فهو صُوفٌ
و لا يُقالُ لحم قديدٌ إلاّ إذا كان مُعالجاً بتوابِلَ ، وإلاّ فهو طَبِيخٌ
و لا يُقالُ خِدْرٌ إلاّ إذا كانَ مُشَتَمِلاً على جارِيَةٍ، و إلاّ فهو سِتْر
ولا يُقالُ رَكِيَّةٌ إلاّ إذا كانَ فيها ماء، قَلَّ أوْ كَثُرَ، وإلاّ فهي بئرٌ
ولا يُقالُ وَقُودٌ إلاّ إذا اتَّقدَتْ فيهِ النارُ، وإلاّ فهو حَطَب
ولا يُقالُ عَوِيلٌ إلاّ إذا كانَ مَعَهُ رَفع صَوْتٍ ، وإلاّ فهو بُكَاء
و لا يُقالُ ثَرًى إلاّ إذا كان نَدِيًّا ، وإلاّ فهو تُراب
لا يُقالُ لِلْعبْدِ ابِق إلاّ إذا كانَ ذهَابُهُ مِن غَيْرِ خَوْفٍ ولا كَدِّ عَمَل ، وإلاّ فهو هارِب
لا يُقالُ لِماءِ الفَمِ رُضابٌ إلاّ ما دامَ في الْفَمِ ، فإذا فارقَهُ فهو بُزَاق
لا يُقالُ للّشجاع كَمِيّ إلا إذا كان شاكيَ السِّلاحِ ، وإلاّ فهو بَطَل.
لا يقالُ للطَّبَقِ مِهْدىً إلاّ ما دامَتْ عليه الهَدِيَّةُ
ولا يُقالُ للبعيرِ رَاويةٌ إلاّ ما دامَ عليهِ الماءُ
لا يُقالُ للمرأةِ ظَعينةٌ إلاّ ما دامَتْ راكِبةً في الهَوْدَج
لا يقالِ لِلدَّلْوِ سَجْلٌ إلاّ ما دامَ فيها ماء قلَّ أو كَثُرَ
ولا يُقالُ لها ذَنوبٌ إلاَ إذا كانتْ مَلأَى
ولا يُقالُ للسَّرِيرِ نَعْشٌ إلاّ ما دامَ عليهِ الميَتُ
لا يُقالُ للعَظْمِ عَرْقٌ إلا ما دامَ عليهِ لَحم
لا يُقالُ للْخَيْطِ سِمْطٌ إلاّ ما دَامَ فيهِ الخَرَزُ
لا يُقالُ للثًوبِ حُلَّة إلاّ إذا كانَ ثَوبَيْنِ اثنينِ منْ جِنْس واحدٍ
لا يُقالُ للحَبْلِ قَرَنٌ إلاّ أنْ يُقْرَنَ فيهِ بَعِيرَانِ
لا يُقالُ لِلقَوم رُفْقةٌ إلاّ ما دَامُوا مُنْضَمِّينَ في مَجْلِس واحدٍ أو في مَسِيرٍ واحدٍ، فإذا تَفَرَّقوا ذَهَبَ عَنهُمً اسمُ الرُفقَة . ولم يَذْهَبْ عنهُم اسمُ الرّفيق
لا يُقالُ للبِطِّيخ حَدَج إلاّ ما دامَتْ صِغاراً خُضْراً
لا يُقَالُ للذَهب تِبْرٌ إلاَّ ما دامَ غَيْرَ مَصُوغ
لا يُقالُ للشَّمسِ الغَزَالةُ إلاّعِنْد ارْتِفاعِ النَهارِ
لا يُقالُ للمرأَةِ عَاتِقٌ إلاّ ما دامتْ في بَيْتِ أَبويْها.
لا يُقالُ للبَخِيلِ شَحِيحٌ إلاّ إذا كانَ مَعَ بُخْلِهِ حَرِيصاً
لا يُقالُ للماءِ المِلْحُ أُجاج إلاّ إذا كانَ مَعَ مُلوحَتِهِ مُرًّا
لا يُقالُ للإسْرَاعِ في السَّيْرِ إهطَاعٌ إلاّ إذا كانَ معَهُ خَوف
ولا إِهْرَاعٌ إلاَ إذا كانَ مَعَهُ رِعْدَة ، وقد نَطَقَ القرآن بِهِمَا
لا يقال للجَبَانِ كَعُّ إلاّ إذا كانَ مَعَ جُبْنِهِ ضعيفاً
لا يُقالُ للفَرَسِ مُحَجَلٌ إلا إذا كانَ البَيَاضُ في قوائِمِهِ الأرْبَعِ أو في ثلاثٍ منها.