وقفة على طلل
21آذار2009
محمود غنيم
محمود غنيم
مـالـي ولـلـنجم يرعاني لـي فـيـكَ يـا ليلُ آهاتٍ أُرددها لا تـحـسـبنّي مُحباً يشتكي وصَبّا إنـي تـذكـرتُ –والذكرى مؤرّقةٌ أنّـى اتّـجهتَ إلى الإسلامِ في بلدٍ ويـحَ العروبةِ كانَ الكونُ مسرحَها كـم صَـرّفـتـنـا يدٌ كنّا نُصرّفها كـم بـالعراق وكم بالهندِ ذو شَجَنٍ بَـنـي الـعمومةِ إنَّ القرحَ مسَّكمو يـا أهـلَ يـثربَ أدمت مقلتيَّ يدٌ الـديـنُ والـضّادُ من مَغناكُمُ انبعثا لـسـنـا نـمـدُّ لكم أيماننا صِلةٌ هـل كان دِينٌ ابنِ عدنانٍ سوى فَلَقٍ سَـلِ الحضارةَ ماضيها وحاضرها هـي الـحـنـيفةُ عينُ الله تكلؤها هـل تـطلبونَ من المختارِ معجزةً مـن وحَّدَ العُربَ حتى كان واتِرهم وكـيف كانوا يداً في الحربِ واحدةً وكـيـفَ سـاسَ رُعاةُ الإبلِ مملكةً وكـيـفَ كـانَ لـهم عِلمٌ وفلسفةٌ سـنُّـوا المساواةَ لا عُربٌ ولا عَجَمٌ وقـررتْ مـبدأ الشورى حكومتهم ورحَّـبَ الناسٌ بالإسلامِ حينَ رأوا يـا مـن رأى عُـمراً تكسوهُ بُردتُهُ يـهـتـزُّ كسرى على كرسيّه فَرَقاً سَـلِ الـمَـعـالي عنّا إننا عَرَبٌ هـيَ الـعـروبةُ لفظٌ إنْ نطقتْ بهِ اسـتـرشدَ الغربُ بالماضي فأرشدَهُ بالله سَلْ خلفَ بحرِ الرومِ عن عَرَبٍ فـإن تراءتْ لكَ الحمراءُ عن كَثَبٍ وانزلْ دمشقَ وسائلِ صخرَ مسجدها وطُـفْ ببغدادَ وابحثْ في مقابرها هـذي مـعـالـمُ خُرسٌ كلُّ واحدةٍ إنـي لأشـعُـرُ إذ أغشى معالمهم اللهُ يـعـلـمُ مـا قـلبتُ سيرتَهُم أيـنَ الـرشيدُ وقد طافَ الغمامَ بهِ مٌـلـكٌ كمُلكِ بني التاميز ما غَرَبت مـاضٍ نـعـيشُ على أنقاضِهِ أُمماً لا درَّ درُّ امـرئٍ يـطـري أوائلَهُ ما بالُ شَملِ بني قحطانَ مُنصدعاً؟ عهدُ الخِلافةِ في البسفورِ قد دَرَسَت عـرشٌ عتيدٌ على الأتراكِ نَعرضُهُ ألـم يَـروا كـيـفَ فـدّاهُ معاويةٌ غـالَ ابنَ بنتِ رسول الله، ثم عدا لـمّـا ابـتغى يدَها السفّاحُ أمْهَرَها مـا لـلـخـلافةِ ذنبٌ عندَ شانئها الـحُـكمُ تَسلَسُ باسم الدينِ جامحُهُ يـا رُبَّ مولّى لهُ الأعناقُ خاضعةٌ إنـي لأعـتـبـرُ الإسـلامَ جامعةٌ أرواحُـنـا تـتـلاقـى فيه خافقةٌ دُسـتـورُه الوَحيُ، والمختارُ عاهِلُهُ لا هُـمَّ قـد أصبحتْ أهواؤنا شِيَعاً راعٍ يُـعـيـدُ إلـى الإسلامِ سيرتَهُ | وأرعاهُأمـسـى كِلانا يَعَافُ الغَمْضَ أوّاهُ لـو أَجْـدَتِ الـمَـحزونَ أوّاهُ أهـون بـمـا في سبيل الحبِّ ألقاهُ مَـجـداً تـلـيـداً بأيدينا أضعناهُ تَـجِـدهُ كـالطيرِ مقصوصاً جَناحاهُ فـأصـبـحـتْ تتوارى في زَواياهُ وبـاتَ يـمـلـكـنا شعبٌ ملكناهُ شـكـا فـردَدَتِ الأهـرامُ شَكواهُ ومـسَّـنـا، نـحنُ في الآلام أشباهُ بـدريّـةٌ تسألُ المِصريَّ جَدواهُ(1) فـطـبَّـقـا الـشرقَ أقصاهُ وأدناهُ لـكـنّـمـا هـو دَيْـنٌ ما قضيناهُ شـقَّ الـوجـودَ وليلُ الجهلِ يَغشاهُ هـل كـانَ يـتصلُ العَهدانِ لولاهُ فـكـلـمـا حاولوا تشويهَها شاهوا يـكـفـيه شعبٌ من الأجداثِ أحياهُ إذا رأى وَلَـدَ الـمـوتـورِ آخـاهُ مـن خـاضَـهـا باعَ دنياهُ بأُخراهُ مـا سـاسَها قيصرٌ من قبلُ أو شاهُ وكـيـفَ كـانت لهم سفنٌ وأمواهُ مـا لامـرئٍ شـرفٌ إلا بـتـقواهُ فـلـيـسَ لـلـفـردِ فيها ما تمنّاهُ أنَّ الـسـلامَ وأن الـعـدلَ مغزاهُ والـزيـتُ أدمٌ لـهُ والـكوخُ مأواهُ مـن بـأسـه، وملوكُ الرومِ تخشاهُ شِـعـارُنـا الـمجدُ يَهوانا ونَهواهُ فـالـشرقُ والضادُ والإسلامُ مَعناهُ ونـحـنُ كـانَ لـنا ماضٍ نسيناهُ بـالأمسِ كانوا هُنا ما بالُهُم تاهوا؟ فـسائِلِ الصَّرحَ: أينَ المجدُ والجاهُ؟ عـمَّـن بَـنـاهُ، لعلَّ الصخرَ يَنعاهُ عـلَّ امـرأً مـن بني العباس تلقاهُ مـنـهـنَّ قـامتْ خطيباً فاغِراً فاهُ كـأنـنـي راهـبٌ يغشى مُصلاهُ يـومـاً، وأخـطأ دمعُ العينِ مَجراهُ فـحـيـنَ جـاوزَ بـغداداً تحرّاهُ شـمـسٌ عـليه، ولا بَرْقٌ تخطّاهُ ونـسـتـمدُّ القُوى من وَحي ذكراهُ فـخراً، ويُطرقُ إن ساءَلتَهُ ما هو؟ ربّـاهُ أدرك بـنـي قـحطانَ ربّاهُ آثـارُهُ، طَـيَّـبَ الـرحمنُ مَثواهُ مـا بـالُـنـا نَـجِدُ الأتراكَ تأباهُ وكـيـفَ راحَ عـليٌّ من ضَحاياهُ عـلـى ابـنِ بنتِ أبي بكرٍ فأرداهُ نـهراً من الدم فوقَ الأرض أجراهُ قـد يـظـلمُ السيفَ مَن خانته كفّاهُ ومَـنْ يَـرُمْـهُ بـحدِّ السيفِ أعياهُ وراهِـبُ الـديرِ باسمِ الدينِ مَولاهُ لـلـشرق، لا محضَ دينٍ سنَّهُ اللهُ كـالـنّـحـلِ إذ يتلاقى في خَلاياهُ والـمـسلمونَ –وإن شَتّوا- رعَاياهُ فـامـنُـنْ علينا براعٍ أنتَ ترضاهُ يَـرعـى بَـنـيهِ وعينُ اللهِ تَرعاهُ | جَفناهُ