من مفكرة عاشق دمشقي
25تشرين12008
نزار قباني
نزار قباني
فـرشـت فوق ثراك الطاهر حـبـيبتي أنت... فاستلقي كأغنيةٍ أنـت الـنساء جميعاً.. ما من امرأةٍ يـا شام، إن جراحي لا ضفاف لها وأرجـعـيـني إلى أسوار مدرستي تـلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها وكـم رسـمت على جدرانها صوراً أتيت من رحم الأحزان... يا وطني حـبـي هـنا.. وحبيباتي ولدن هنا أنـا قـبـيـلـة عـشـاقٍ بكاملها فـكـل صـفـصافةٍ حولتها امرأةً هـذي الـبساتين كانت بين أمتعتي فـلا قـمـيص من القمصان ألبسه كـم مـبـحرٍ.. وهموم البر تسكنه يـا شـام، أيـن هـما عينا معاويةٍ فـلا خـيـول بني حمدان راقصةٌ وقـبـر خـالـد في حمصٍ نلامسه يـا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنه يـا ابـن الوليد.. ألا سيفٌ تؤجره؟ دمـشق، يا كنز أحلامي ومروحتي أدمـت سـيـاط حزيران ظهورهم وطـالـعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا سـقـوا فـلـسـطين أحلاماً ملونةً وخـلـفوا القدس فوق الوحل عاريةً هـل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني وعـن بـسـاتين ليمونٍ، وعن حلمٍ أيـا فـلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ شـردت فـوق رصيف الدمع باحثةً تـلـفـتـي... تجدينا في مباذلنا.. فـواحـدٌ أعـمت النعمى بصيرته وواحـدٌ بـبـحـار الـنفط مغتسلٌ وواحـدٌ نـرجـسـيٌ في سريرته إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ مـاذا سأقرأ من شعري ومن أدبي؟ وحـاصـرتـنـا.. وآذتنا.. فلا قلمٌ يـا مـن يـعاتب مذبوحاً على دمه مـن جـرب الكي لا ينسى مواجعه حـبـل الـفجيعة ملتفٌ على عنقي الـشـعـر لـيس حماماتٍ نطيرها لـكـنـه غـضـبٌ طالت أظافره | الهدبافـيـا دمـشق... لماذا نبدأ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا أحـبـبـت بـعدك.. إلا خلتها كذبا فـمسحي عن جبيني الحزن والتعبا وأرجـعي الحبر والطبشور والكتبا وكـم تـركـت عليها ذكريات صبا وكـم كـسـرت على أدراجها لعبا أقـبـل الأرض والأبـواب والشهبا فـمـن يـعيد لي العمر الذي ذهبا؟ ومـن دموعي سقيت البحر والسحبا و كـل مـئـذنـةٍ رصـعتها ذهبا لـمـا ارتحلت عن الفيحاء مغتربا إلا وجـدت عـلـى خـيطانه عنبا وهـاربٍ من قضاء الحب ما هربا وأيـن مـن زحموا بالمنكب الشهبا زهـواً... ولا الـمـتنبي مالئٌ حلبا فـيـرجف القبر من زواره غضبا ورب مـيـتٍ.. على أقدامه انتصبا فـكـل أسـيافنا قد أصبحت خشبا أشـكو العروبة أم أشكو لك العربا؟ فـأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا مـتـى البنادق كانت تسكن الكتبا؟ وأطـعـموها سخيف القول والخطبا تـبـيـح عـزة نهديها لمن رغبا.. عـمـن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟ يـزداد عـنـي ابتعاداً.. كلما اقتربا ومـن يـعيد لك البيت الذي خربا؟ عـن الحنان، ولكن ما وجدت أبا.. مـن يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا فانحنى وأعطى الغواني كل ما كسبا قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا وواحـدٌ مـن دم الأحـرار قد شربا عـلى العصور.. فإني أرفض النسبا أسـتغفر الشعر أن يستجدي الطربا حـوافـر الخيل داست عندنا الأدبا قـال الـحـقيقة إلا اغتيل أو صلبا ونـزف شـريـانه، ما أسهل العتبا ومـن رأى السم لا يشقى كمن شربا مـن ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟ نـحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا | العتبا؟