يسألونك عن الأذناب !؟
( فقرات مختارة من مقالة لأستاذنا الأديب الشهيد إبراهيم عاصي ، بعنوان الأذناب ، من كتابه : همسة في أذن حواء ! الطبعة الرابعة ١٩٨٦ )
- ليست الذنبية صفة لازمة في جميع بني الإنسان ، وإنما هي خاصة ببعض منهم دون البعض الآخر ، وإنك إن أمعنت النظر في الناس تجد أن منهم لا يصلحون إلا أن يكونوا أذناباً !؟
- يكون الإ نسان ذنباً عندما يكون تابعاً لغيره ، يتحرك بين يديه كآلة ، يعيش على نفاياته ، يتحدث بأفكاره ، يقلده في حركاته ، ليس له رأي يرتئيه ، ولا قول يبديه ! كل مايصدر عنه أفعال انعكاسية ، وتصرفات غير إرادية ، كحال الذنب الحقيقي في جسد الحيوان !؟
- الأذناب على مر الأ يام واختلاف الأمم ، هم حثالة البشر ، ونفايات الشعوب !؟ والويل لأمة كثر فيها الأذناب ، الويل الأكبر لها إن غلب فيها الأذناب وسادوا !؟
- الذنب لا يأتي خصمه إلا التفافاً والتواءاً ! والذنب لاموضع فيه لمخ ولا عقل ، وهو بحكم منشئه ومنبته يظل بعيداً عن النقاوة والطهر ، قريباً من الخساسة والخبث !؟
- الذنب يعاني دائماً من عقدة نقص ، وهي ( كونه ذنباً ) لذلك فهو لا ينفك يحاكي الرأس ، ويصطنع لنفسه المواقف المزيفة في محاولة للتعويض عن عقدة الذنبية !
- الذنب يعرف حق المعرفة بأنه عنصر زائف دخيل متطفل انتهازي ، ولأنه يعرف من نفسه كل ذلك ، فإنه يسعى جاهداً للتضليل والتمويه على أسياده الرؤوس ، أو على الآخرين ، والذنب بعد ذلك كله وقبله يتلقى الأوامر ، ينفذ لا يفكر ، مملوك لا مالك ، وهو لا عهد له ولا وعد ، لا ذمة ولا ضمير ، لا مبدأ ولا قيم ، لاوجه ولا قفا !؟
** صدر الكتاب في طبعته الأولى في أوائل السبعينيات ، وقد تحدث عن الأ ذناب بهذا الازدراء ، فكيف لو رأى الأذناب والشبيحة في وقتنا ، وماذا كان سيقول عنهم ، وعن ذيل الكلب الذي ابتلينا به !؟
وسوم: العدد 677