من روائع تاريخنا الإسلامي
ألا لا إسراف في العقوبة... ولا تعتدوا...
روي أن رجلاً جاء إلى عمر فبكى أمامه وقال: إني شربتُ الخمرَ، وأنا أحدُ بني تَيْم، وإنَّ واليك أبا موسى جلدَني، وحلَق شَعْري، وسَوَّد وجهي، وطافَ بي الناسَ، وقال: لا تجالسوه ولا تؤاكلوه.
فحدَّثتُ نفسي، إمَّا أن أضربَ أبا موسى بالسيف، وإمَّا أن أتحوَّل الى الشام فإنَّ الناس لا يعرفونني، وإمَّا أن ألْحقَ بالعدو فآكل معهم وأشرب.
فبكى عمر وقال: إن عقوبة شرب الخمر ليست كالزنا، وما يسرني أنك فعلتَ وأنَّ لِعُمرَ كذا وكذا.
وكتب إلى أبي موسى: إن فلاناً التَّيْمي أخبرني بكذا وكذا، وأيْم الله لئن عُدْتَ لأُسوِّدَنَّ وجْهَك، ولأطُوفنَّ بك في الناس.
ثم أْمُرْ الناسَ أن يجالسوه ويؤاكلوه، وإن تاب فاقْبَلوا شهادتَه، وكسا الرجلَ حُلَّة، وحَمَلَه على دابة، وأعطاه مائتي درهم.
السنن الكبرى للبيهقي وأخبار المدينة لابن شبة
وسوم: العدد 708