عند الحاجز
26كانون12019
حماد صبح
قبض الجنود على غلام في الثانية عشرة مع عدد من الرجال
عند حاجز يتوسط شارعا تخضب بدماء الجناة والأبرياء
التي جرى غسلها .
سئل الغلام : أأنت من هؤلاء الرجال ؟!
فأجاب : نحن جماعة واحدة .
قال الضابط : حسن ! سنقتلك بالرصاص !
انتظر دورك !
رأى الغلام أنوارا تبرق ، تساقط معها كل رفاقه تحت السور .
قال الضابط : تريد أن تهرب ؟! هؤلاء السوقة جبناء .
أين تقيم ؟!
قال : هناك ! عند النبع . سأعود لكم يا سيدي القائد .
قال الضابط : اذهب أيها المضحك !
فذهب . يا للفخ الذي وقع فيه !
راح الجنود يتضاحكون مع قائدهم .
كانت حشرجة المحتضرين تخالط ضحكهم .
بغتة توقف ذلك الضحك !
أطل الغلام الشاحب الوجه مزهوا ،
وأسند ظهره للسور ، وقال : أنا جاهز !
انتابت المهانة والمذلة الموت الأبله !
عفا الضابط عن الغلام !
*للشاعر الفرنسي فيكتور هوجو ( 1802 _ 1885) .
وسوم: العدد 856