يا شاعرَ العشق
يا شاعرَ العشق
( إلى شاعر الإسلام الكبير : محمّد إقبال رحمه الله )
شعر :أنس إبراهيم الدغيم
أأموتُ أم أبقى أسيرَ قراري
أم أنحني لمشيئة الفجّارِ ؟
أنا بين ذاك و ذاك شيئٌ ضائعٌ
وهنت قواي و حوربت أفكاري
أنا إن أمُتْ ستموت روحُ قضيتي
وحكايتي و ستنتهي أشعاري
و إن انحنيتُ أمامَ عزّاهم فقد
ضيّعتُ قرآني و خنتُ شعاري
أنا بين ذاك و ذاك شيئٌ ضائعٌ
يا سيّدي إني صنعتُ سفينتي
و صنعتُ مجدافي فأين بحاري ؟
و الشمسُ تبعثُ كلَّ يومٍ نورها
في لجّة الدنيا فأين نهاري ؟
سافرتُ أضربُ في البلادِ و ها أنا
طفتُ البلادَ و ما انتهتْ أسفاري
سافرتُ أبحثُ عن قوافيك التي
ملأتْ دمي بنبوّة المختارِ
و بحثتُ عنك فما وجدتُك في رؤى
قيسٍ و لا في لافتاتِ نزارِ
فعلمتُ أنّك فوق ما قالوا وما
نظموا و فوق النّظم و الأشعارِ
ماذا تخبّر عنك قرطبةُ التي
تبكيك في الآصال و الإبكارِ ؟
و بما يبوح نسيم مكةَ و الهوى
مرٌّ و إنك صاحب التذكارِ ؟
يا صوتكَ النبويَّ كم عرجتْ بهِ
فوقَ السماءِ حناجرُ الأطيارِ ؟
أشواقكَ الحمراءُ كم سارتْ بها
فوق الترابِ سرائرُ الأسحارِ ؟
يا أعجميَّ الدّنّ أسعفني فقد
يبستْ على شفةِ الهوى أوتاري
يا سيدي هبني شعاعاً خالداً
من ذاتكم فقد انطوتْ أنواري
و ابعثْ بنورك في حياتي مثلما
يسري النّدى في برعم النُّوّارِ
إنّي أضعتُ الدربَ في ليل النوى
فامنحْ سراجي شعلةً من نارِ
يا سيدي و امنحْ فؤادي قوةً
علويّةَ الأركان و الأسرارِ
حتّى إذا زرع الفؤادُ ورودَه
وقفتْ أمام قوادمِ الإعصارِ
ِ
·
- هذه القصيدة من ديوان :
حروفٌ أمامَ النّار