حمى البحر
10أيلول2015
حماد صبح
أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،
البحر الخالي والسماء المترامية .
ولا أريد سوى زورق عالٍ ونجمة تهدي خطاه ،
ودفعة لعجلة قيادتها ، وترنيمة للريح ،
وهزة للشراع الأبيض ،
وغمام رمادي فوق وجه البحر ،
وسفرة فجر رمادي أغبش .
أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،
فنداء مده السريع عالٍ ،
وجلي لا سبيل إلى تجاهله ونكرانه .
ولا أريد سوى يوم عاصف الريح
في سمائه سحائب بيض شاردة .
أريد الرشاش المتطاير ، والزبد المتناثر ،
وأصوات نوارس البحر .
أزف ذهابي إلى البحر ثانية ،
إلى حياة التسكع الغجرية ،
إلى درب النوارس ، ودرب الحيتان
حيث تشبه الريح في حدتها حدة سكين سنين .
ولا أريد سوى حكاية خفيفة مرحة
من رفيق ضحوك يعشق التسكع مثلي ،
وغفوة هادئة ، وحلم عذب جميل
بعد أن ينتهي أدائي البارع في البحر .
*جون ماسفيلد .
وسوم: العدد 632