شجيرة جلاء الهم
اتفقت يوما مع نجار على مساعدتي في ترميم مخزن غلالي ، وبعد ما قضي يوما شاقا في إصلاحه _ حيث كلفه أحد الصدوع وحده ساعة عمل _ أعاد إليه منشاره الإلكتروني روحه المعنوية . ولحظة أن هم بالعودة إلى بيته لم تتحرك سيارته العتيقة المخصصة للنقل ، فأخذته في سيارتي ، ومكث كل الطريق صامتا مستشعرا البرد . ولما وصلنا دعاني للقاء عائلته ، وأثناء مشينا في المجاز المفضي إلى البيت توقف لحظة وجيزة عند شجيرة ، ولمس بيديه أطراف غصونها . وحدث تبدل مذهل له عندما فتح باب بيته لدخولنا : أشرق وجهه فجأة ، ولاطف أولاده ، وعانق زوجته . وحين صحبني إلى سيارتي ، ولحظة مرونا بالشجيرة ، طغى علي الفضول ، واستفهمت منه عن علة لمسه أطراف غصونها منذ قليل ، فأجابني : هذه شجيرة همومي ! أعي تماما أنه لا مقدرة لي على تجنب المعضلات والهموم والمكائد التي تواجهني إلا أن هناك أمرا واحدا أنا على يقين منه ، هو أنه لا مكان للمعضلات والهموم في بيتي مع زوجتي وأولادي ؛ لذا أعلقها على هذه الشجيرة كل عشية لحظة عودتي إلى بيتي ، وأستردها في الصباح !
وتبسم مردفا : وهناك ما هو أغرب ! وهو أنني حين أفارق البيت في الصباح لاستردادها ألفيها أقل كثيرا مما علقته عشية أمس !
*عن موقع ل . جي . سي الفرنسي
وسوم: العدد 682