تقارير: القوات التي تقودها الولايات المتحدة استخدمت الفسفور الأبيض في سوريا
نيويورك تايمز
بيروت، لبنان- تشير صور وتقارير من شهود عيان في مدينة الرقة شمال سوريا بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي تقاتل الدولة الإسلامية هناك استخدمت ذخائر محملة بالفسفور الأبيض، الذي يعتبر استخدامه في المناطق المأهولة محرما بموجب القانون الدولي.
تظهر صورا ومقاطع بثت على الإنترنت بقعا من الضوء منتشرة مساء يوم الخميس فوق ما قال سكان محليون إنها منطقة تقع شرق الرقة. في ذلك اليوم، أظهرت الصور أشعة بيضاء مضيئة يخرج منها دخان أبيض. وكلا المظهرين يدلان على استخدام الفسفور الأبيض، الذي يمكن أن يتم تحميله في القذائف المدفعية.
عدد من السكان الذين تم التواصل معهم عبر الرسائل النصية أكدوا وقوع نفس هذا النوع من القصف يوم الجمعة.
تم نشر الصور عبر وكالة أعماق الإعلامية التابعة لداعش، إضافة إلى منظمة رقابية تطلق على نفسها "الرقة تذبح بصمت". ادعت داعش أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة استخدمت الفسفور الأبيض من قبل كجزء من الجهود التي تبذلها لتشويه سمعة أعدائها.
الفسفور الأبيض، إضافة إلى مواد حارقة أخرى، استخدمت من قبل الحكومة السورية في قتالها ضد التمرد في حلب وفي أماكن أخرى.
لا يعتبر استخدام أو امتلاك الفسفور الأبيض حسب القانون الدولي محظورا بالنسبة للجيوش، وتقول الولايات المتحدة وجيوش غربية أخرى إنه يستخدم بصورة رئيسة من أجل خلق سحابة من الدخان للتغطية على تحركات القوات. ولكن في الإمكان استخدامه أيضا كسلاح حارق، ويمكن أن يؤدي إلى إشعال حرائق كبيرة. ومثل النابالم والثيرمايت، فإن استخدامه محظور في المناطق المأهولة بموجب القانون الدولي.
اعترف مسئول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته بأن القوات الأمريكية التي تقاتل الدولة الإسلامية، في العراق وسوريا لديها القدرة على استخدام الفسفور الأبيض ولكنها لم تستخدمه ضد الأشخاص.
قال المتحدث باسم قوات التحالف التي تحارب المسلحين الكولونيل ريان ديلون، بأنه ولأسباب سياسية فإنه ليس في وسعه الحديث حول استخدام ذخائر بعينها. ولكن أضاف إنه "وعلى اتساق مع قانون الصراع المسلح، فإن الفوسفور الأبيض يستخدم كغطاء وللتعتيم بطريقة لا تحدث تأثيرات على المدنيين أو البنية المدنية".
لم يتم تحديد ما إذا كانت القذائف التي تحوي الفسفور الأبيض سقطت في مناطق مأهولة، ولكن يعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين لا زالوا عالقين في الرقة، حتى مع هروب الكثير من قادة داعش إلى الجنوب نحو مدينة الميدانيين في دير الزور. اليونسف، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ، حذروا من أن هناك حوالي 40000 طفل لا زالوا داخل المدينة.
قال عدد من السكان إن الكثير من مقاتلي داعش الذين بقوا في الرقة هم من المجندين محليا، إضافة إلى بعض المقاتلين الأجانب، وأن معظم القادة والمقاتلين الأكثر خبرة قد رحلوا.
قال عبدالله وهو أحد أبناء الرقة يعيش في بيروت حاليا، إن أقرباءه رؤوا ما يعتقدون أنه فسفور أبيض تم استخدامه في المدينة. كما قال إن مقهى للإنترنت تعرض للقصف، مما أدى إلى مقتل 20 شخصا كانوا يحاولون التواصل مع أقربائهم ربما للمرة الأخيرة قبل أن تنفذ داعش تهديدها بإغلاق كل مزودي الإنترنت.
أحد الذين قتلوا في المقهى كان ناشطا يقوم بإرسال التقارير إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفقا لرامي عبدالرحمن مؤسس المرصد.
أصبحت داعش أكثر حزما حيال تبادل المعلومات مع العالم الخارجي، وهكذا فقد أصبح السكان يتحدثون بشرط عدم الكشف عن هوياتهم خشية من الانتقام.
تم الهجوم على الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي تتشكل من مقاتلين أكراد وعرب يتلقون السلاح والتدريب والدعم الجوي من الولايات المتحدة والتحالف المناوئ لداعش.
يقول السكان إنهم تلقوا تعليمات متناقضة يلقيها التحالف من الجو، وذلك مع مطالبة التحالف للسكان بالاحتماء في أماكن آمنة وذلك بعد تلقي تحذيرات بترك المدينة.
أصدرت منظمة أصدقاء بلا حدود بيانا تحذر فيه بأن المدنيين يواجهون الخطر سواء بقوا أم رحلوا.
قال منسق الطوارئ في المجموعة بوك ليندرز في بيان صدر عنه:" على الآباء أن يقرروا قرارا مستحيلا سواء أبقوا في الرقة معرضين أبناءهم للعنف المتزايد والضربات الجوية، أو أنهم أخذوهم إلى خط المواجهة، وهم يعرفون تماما أن عليهم أن يعبروا حقول الألغام وربما يكونوا في مرمى النيران".
وسوم: العدد 724