الحلم الموءود
مسرح الطفل
الحلم الموءود
محمد أبو الكرام
اللوحة الأولى
( حمامة بيضاء على الجهة اليمنى من الركح و الغراب على الجهة اليسرى من الركح . بقعة ضوء على يمين الخشبة .. تظهر أم بصحبة وليدها )
المشهد الاول
الأم : هل ترى تلك البقعة من الأرض يا و لدي ؟
الابن : نعم يا أمي !..
الأم : ( حزينة ) كنا نملك على ظهرها بيتا ذات يوم يا ولدي ..!
الابن : حقا يا أمي ..!
الأم : أين هو يا أمي ؟
الأم : محي من الخريطة يا ولدي ..
الابن : من الذي محاه يا أمي ؟!..
الأم : الحرب يا ولدي..
الابن لماذا الحرب يا أمي ؟
الام : لا ادري يا ولدي..!
المشهد الثاني
( صوت الصواريخ و المدافع .. تتحرك الحمامة و الغراب في اتجاهين مختلفين ..)
الحمامة البيضاء : السلم الموعود..!
الغراب : الدمار.. الدمار..
الحمامة البيضاء : الحلم المولود !
الغراب : الحلم الموهوم..
الحمامة البيضاء : الحلم الموءود..
الغراب : تحيى أمم القوة..الموت لأمم الجبن و الخمول..
الحمامة البيضاء : النصر قادم !..
الغراب : هذا غير وارد..
الحمامة البيضاء : بعد موت الخائن !..
المشهد الثالث
( تعود الحمامة و الغراب إلى مكانهما.. بقعة ضوء على يسار الخشبة ، تظهر الأم و ابنها من جديد...)
الابن : أماه أين أبي ؟!
الأم : مسافر يا ولدي..!
الابن : إلى أين يا أمي ؟
الأم :(متحسرة) آه ..لا ادري يا ولدي ..
الابن : متى سيعود يا أمي ؟!
الأم : لا ادري يا ولدي..!
( الحمامة البيضاء واقفة في الجهة الخلفية الوسطى للركح ، بينما الغراب يرفرف باستهزاء في أرجاء المكان..القنابل تغمر الميدان..تمسك الأم بولدها ..تهرب..يسقط الطفل..يغمى عليه...) إظلام
اللوحة الثانية
المشهد الأول
( فصل دراسي جدرانه مشققة و بعضها مهدمة..غبار في كل مكان )
المعلم : حصة اليوم ..التعبير الحر..جاهزون يا أولاد ؟
التلاميذ : أجل يا أستاذ..!
المعلم : ماذا أنجزتم اليوم ؟ (يتوجه نحو تلميذ ) ماذا تعني بهذه الحمرة يا ولدي؟
التلميذ 1 : الدم يا معلمي..!
المعلم : و هذا المربع ؟!..
التلميذ 1: و طننا ..لماذا الموت في كل مكان يا معلمي..
المعلم : هذا عصر العلم و القوة يا ولدي !
التلميذ 1 : لماذا لا نكون نحن الأقوياء يا معلمي ؟!
المعلم :هذه قسمتنا و نصيبنا من هذه الدنيا يا ولدي..
التلميذ 1 : لماذا لا نعيش نحن و يموت هؤلاء ؟
المعلم : لأننا نريد السلام يا ولدي ؟!
التلميذ 1 : و متى يولد هذا السلام إذا؟!
المعلم : حتى يشاء الله يا ولدي ..!
التلميذ 2 : اسمح لي بالخروج يا معلمي ..
المعلم :(مستغربا ) لماذا يا ولدي ؟!
التلميذ 2 : ( يخرج بندقية من محفظته ) لأحارب يا معلمي !
المعلم : القتال للكبار فقط..
التلميذ 2 : إذا سكت الكبار فللصغار كلام..
المعلم : كلامك..علمك وسلاحك..التحصيل..
التلميذ 2: سأصعد الجبل و أقطع البحار و الوديان ، لا يهمني ثقل السلاح و لا خطر العدو..
المعلم : هزمك العدو لا يكفي بالبندقية و لا باللسان ..
التلميذ 2: سأسجل اسمي في سجل الشهداء..
المعلم : كفاكم غما ..كفاكم ..أخرجونا من دائرة الموت ، و أدخلونا من باب الحياة.(ينصرف من الفصل ).
المشهد الثاني
التلميذ 3 : كل منا يتألم صغارا ..و كبارا، كل الأحرار ينبذون الحرب و الاستعباد..
التلميذ 4: هذا لا شك فيه.
التلميذ 3: إذا.. دعونا نجسد آلامنا بمشاهد مسرحية ، نعبر بها عما يخالجنا من آلام الظلم و الهوان.
التلاميذ : (جميعا) متفقون..
التلميذ 2: (صعد فوق كرسي متمثلا إياه جبلا عاليا ثم يصرخ )يا أهل العروبة أفيكم رجلا شجاعا ..شديدا ينقذنا من الحرب؟!
التلاميذ : يبكون بشدة..
التلميذ 2: يا أهل الكلام متى توقفوا الكلام وتهبوا لإخراج الموت من أرضنا؟!
التلاميذ : (يبكون بشدة) من يجلس على الكرسي ؟!..هي..هي..من الذي يحكم ..هي ..هي ؟!!..
التلميذ 2: يا أهل العروبة ، إنني المح دبابات و طائرات تزحف نحونا ..افرحوا ..افرحوا ستمطرنا موتا..
المشهد الثالث
( يلبس التلاميذ أزياء حربية، ينقسمون إلى مجموعتين ، مجموعة أمام الغراب تمثل جيش العدو و مجموعة أمام الحمامة البيضاء تمثل جيش الدفاع )
بقعة ضوء على جيش الغراب من الجهة اليسرى للركح ) (
الجنرال : هل عدتنا كافية لتحويل كل البلاد إلى رماد ؟
الضابط : اجل سيدي ..إذا لم يكفي لدينا و لله الحمد حلفاؤنا سيمدوننا بما لذ و طاب من الذخيرة ، سيدي.
الجنرال : اجتاحت دباباتنا كل مكان.
الضابط : اجل سيدي .
الجنرال : (بثقة ) يطبق الجنود الخطة بإحكام ؟
الضابط : بكل إتقان سيدي.
الجنرال : كيف حال الفوج الجديد من المتخرجين .
الضابط : لقد تكونوا أحسن تكوين ..و تدربوا على احدث التكنولوجيا.
الجنرال :(ضاحكا باستهزاء) كيف لا ..و نحن أصحابها؟..وكيف أحوال حلفائنا في العالم؟
الضابط : بخير سيدي ، منهم من يريد تجديد الولاء لكم سيدي.
الجنرال :(يقهقه ) جميل..ها..ها..جميل..
( تتحول البقعة الضوئية إلى جيش الحمامة البيضاء بالجهة اليمنى من الركح)
الجنرال : يبدو أن دبابات جيش العدو اجتاحت كل البلاد..لكن ليس لدينا حل لتفادي الهجوم..
الضابط : بلى ..لدينا الحل..!!.
الجنرال : (مستغربا ) كيف ذلك؟!!..
الضابط: لدينا فائض من الكلام ..لماذا لا نستعمله ضدهم؟!
الجنرال : (غاضبا) أيها الجنود ، خذوه و احبسوه سيحاكم محاكمة عسكرية بتهمة السخرية و التمرد..
الجندي : سيدي الجنرال ..يعني السيد الضابط بالكلام تقديم القليل من التنازلات..القليل ..القليل فقط.
الجنرال:. فكرة جيدة..أيها الجندي ..أطلق سراحه..(للضابط) معذرة..معذرة أيها الضابط...
الضابط : إن جنديك أخطا المقصد..
الجنرال : ماذا تقصد ؟!..
الضابط : في الوقت الذي كان العدو يبحث و يتكون في صنع و تطوير لغة الحرب ، كنا نحرس على إجتماعات الشاي و الحلوى ، نتكلم و نتمنى و ننتظر .. يحاربوننا بما لديهم .. فعلينا الرد عليهم بما صنعنا.. (عم السكون .. لم يبرح أحد عن الكلام )
المشهد الرابع
( داخل الفصل الدراسي )
التلميذ 5 : عندما نريد التدخل للدفاع عن أنفسنا يمنعنا الآخرون ، و عند تدخل الآخر في شؤوننا لا نستطيع منعه ..!
التلميذ 4 : ألا تعلم أن جاسوسيهم في كل مكان..!!
التلميذ 3 :حتى دقات قلبك محسوبة لدى الجهات الإستخباراتية ..
التلميذ 5 : متى نغادر هذا المكان ؟
التلميذ 2 :أي مكان ؟!..
التلميذ 5 : مكان الحرب ..
التلميذ 2 : إلى أين ؟!!.
التلميذ 5 : إلى الضفة الآمنة..
المشهد الخامس
( يدخل المعلم من جديد ..كل التلاميذ في أماكنهم...)
المعلم : أنت ..ماذا تفضل .. الحرب أم اللعب ؟!
التلميذ 1 : اللعب ..!.
المعلم : و أنت يا عزيزي ؟..
التلميذ 2 : ( متحسرا ) اللعب يا معلمي ..!
المعلم : الرصاص يمطر علينا عند مقتل عزيز علك ، ماذا تفضل ..الحرب أم اللعب ؟!.
التلميذ 3:الحرب يا معلمي..
المعلم : إذا ..ماذا تعني الحرب لكم ؟
التلميذ 4 : الدمار ..
المعلم : و أنت ؟
التلميذ 5 : الهدم من اجل البناء ، و البناء من اجل الهدم ..
المعلم : و أنت ؟!
التلميذ 1 : غنى امة على حساب فقر أمم أخرى ..
المعلم : و أنت؟
التلميذ 2 :هي الديمقراطية المزيفة..
التلميذ 1 : الأمم القوية تسعى إلى بلع الأمم الضعيفة..
التلميذ 3 : و تكسر جناح كل من تعلم الطيران..
التلميذ 2: يعني.. لا وجود للضعيف ، و لا مكان للجبان..
التلميذ 4 :اختلال موازين القوى في مصلحة الأقوياء..
التلميذ 2 : تقطف رؤوس كل من تخول له نفسه التجرؤ على الكبار..
المعلم : الكل يمقت الحرب .. إذا لماذا نحارب ؟!
التلميذ 1 : الشعوب مرغمة على الحرب ..
المعلم : (توجه نحو تلميذ ) لماذا هذا الصمت يا ولدي ؟!.
التلميذ 5 : ( يبكي .. يخرج صورة ) هذا أبي ..مبتور الرجل ، يتحرك بصعوبة ..أصبحنا بدون معيل ..مصدر رزقنا أضحى عاجزا عن العمل ، ذات يوم سألته عن السبب ، فأجابني : في سبيل توشيح صدر قائدي بثرت رجلي..كنا نعتقد أننا ندافع عن وطننا ، لكننا اكتشفنا أننا نضحي من اجل قادتنا ..
المعلم : هناك أشراف يضحون بأنفسهم و أموالهم في سبيل نصرة الحق..
التلميذ 5 : ( يبكي ) الحرب هي المأساة ..هي الشقاء الإنساني ..
المعلم : اعلموا أبنائي أن الحرب ضريبة يدفعها الضعيف ..وسيأتي اليوم الذي ينتصر فيه الحق على الباطل.
التلميذ 5 : نحن شعوب كتب على جبينها الصبر
التلميذ 1 : و لدنا أحرارا و سنموت أحرارا.
التلميذ 3 : لعنة الأطماع قسمت العالم إلى طبقات ..!
المعلم : كيف ذلك ؟!.
التلميذ 3 : هناك دول التكتيك..
التلميذ 2 : دول التمويل و الدعم ..
التلميذ 4 : دول الهجوم ..
التلميذ 5: دول عدم الانحياز..
التلميذ 1 :و دول لا حق لها في الوجود ..
المعلم :( منبهرا ) و ما تصنيفنا من هؤلاء..؟!.
التلميذ 2 : الأخير يا معلمي ..!.
التلميذ 3 : لماذا توجد الحدود بين الدول ؟!
المعلم : للقسمة العادلة ..و حفظ استقلاليتها و أمنها ..
التلميذ 2 : كيف تقسم حدودنا؟!..
المعلم : بالأسلاك الشائكة .
التلميذ 4 : و لماذا الأسلاك ؟
المعلم : لأنها توفر دخلا يوميا للساكنة يا ولدي ..
التلميذ 4 : و لماذا لا تستعمل الجدران الإسمنتية ؟!!.
المعلم :لأنها تحجب الشمس ..
التلميذ 5 : و لماذا الشمس ؟!
المعلم : لأنها الحياة يا ولدي ..!.
التلميذ 5 : (متأثرا ) و أي حياة و الحرب في كل مكان..
المعلم : الحرب تحيي و تميت.
التلميذ 5 : كيف ذلك ؟!
المعلم : كما تدمر فهي توفر فرص الشغل..
التلميذ 2 : الحرب تُغني أمم و تُفقر أمم..!
التلميذ 1: حتى الموت ..إستثمار..!!.
المعلم : الحرب تروج السلاح..
التلميذ 5 : الانسان يصنع الموت بنفسه ..
التلميذ 4 : بلا سلاح يتخاصم الانسان كالاخوة ، و يتصالحون ..!
التلميذ 5 : السلاح بلا انسان ..كالسيارة بلا سائق ..
التلميذ 1 : بأصبع يضغط على زر ..يصيب الهدف اينما كان ..!
المعلم : العلم ..العلم ..يأبنائي ..!
التلميذ 2 : وما فائدة العلم ، إذا كان هو الموت بعينيه ؟!
المعلم : لا حياة بلا علم ، الجهل هو الذي اوصل اممنا الى هذا الحال ، صدق من قال :العلم نور و الجهل عار..
( انصرف المعلم من الفصل ..)
المشهد السادس
التلميذ 1 : لنستأنف المسرحية بمشهد الحاكم .
التلميذ 2 : حسنا ..الجميع عل استعداد ؟..1..2..3..
الحاكم : كيف نتحكم في الوضع ؟..و كيف نردع هذه القوى المتمردة ، أيها المستشار ؟!..
المستشار : بلى ..يمكننا ذلك..
الحاحك : كيف ؟!!.
المستشار بالسلطة ..الحكمة .. و السيف سيدي الحاكم !
الحاكم : أيكفي أحدهم فقط ؟!
المستشار : لا يكفي ..سيدي !
الحاكم : لماذا ؟!
المستشار : فالسلطة لقمع الطامعين في كرسيكم سيدي ..
المستشار : و الحكمة ؟!..
المستشار : لمحو آثار عُقلائهم ..
الحاكم : و السيف ؟!.
المستشار : للترهيب و التخويف ..
الحاكم : و إذا جمعناهم ؟!
المستشار : دام العز و طول العمر لكرسي معاليكم ..سيدي .!
الحاكم :( للحاجب ) و أنت ما رأيك في الحرب؟
الحاجب : جارَّة لا مجرورة..
الحاكم : ماذا تعني ؟ّّ!
الحاجب : تجر الدمار على الضعيف و تجر النفوذ و الهيمنة للقوي..
المستشار : و هي جامعة للسلطة و الحكمة و السيف ..سيدي .
الحاكم : كيف ذلك ؟!
المستشار : تقتل كل عاص متمرد..
المستشار : يأمر الحاكم بسلطته المطلقة للجهات المختصة إقامة حد السيف ..
الحاكم : طيب ..(للحاجب) السجن و المنفى ،ماذا تقول عنهما؟!
الحاجب : تقصير المسافات..أمام كل خائن مرتد..
الحاكم : و إن احتج ؟!
الحاجب : بلاط السجن أولى بجسده سيدي ..
الحاكم : و إن زاد تمردا ؟!
الحاجب : حبل المشنقة يسكته إلى الأبد...
الحاكم : وان خرج الشعب ،متظاهرا ، فما مصير كرسيي الذهبي؟!
المستشار : تذكر سيدي ، السلطة..الحكمة .. السيف ..
الحاكم : (متوثرا) آه..معك حق ، السيف .. السيف..
إظلام
المشهد السابع
( بقعة ضوء على يسار الخشبة..يظهر ظابط و جلاد و مسجون يُصلَب )
المسجون : (يصرخ) آه..آه..الموت..الموت..للظلم ، و يحيى الحق..
الضابط : عن أي حق تتكلم ؟!
المسجون : الوطن ..الوطن..
الضابط : حتى نحن لنا الحق في هذه الأرض ..!
المسجون : أنتم من صنعتم الارهاب ..نهبتم ..دمَّرت ..استعمرتم ..حسبي الله ونعم الوكيل..!
الضابط : هذه الارض ملك لنا ، لقد باعها لنا التاريخ !.
المسجون : لا تاريخ و لا وجود لكم في الخريطة ، انكم عصابة متشردة في الأرض..!
الضابط : (غاضبا بشدة ) رطبوا جلده حتى يخرس عن الكلام ..إنه متمرد عنيد..!.
المسجون : (يصرخ)لا وطن لكم في هذه الأرض..
الجلاد : يالك من متمرد..مسكين..!
المسجون : (يتألم )الموت لكم ..الخنازير ..الخونة..
الجنرال : (يمسك السوط) دعوه ..سأتولاه بنفسي..لماذا تنفجرون فينا ؟!
المسجون : لأننا نعشق الشهادة !
الجنرال : (باستهزاء) يقول الشهادة..أنتم إرهابيون..
المسجون : لنا رب كريم و عدنا بالنصر ..و سننتصر..
الجنرال : لماذا ترفضون السلام ؟
المسجون : نحن ربانا ديننا على احترام الآخر مهما اختلف لونه أو عرقه أو عقيدته..التاريخ يشهد انكم تخرقون معاهدات السلم الدولية..
الجنرال : ماذا نفعل لكم لقد سمحنا لكم ببقعة تعيشون فيها ..
المسجون : أرضنا ليست كعكة عيد ميلاد، تقسمونها على هواكم..
الجنرال : إذا، تفضلون الحرب .!
المسجون : سنقاوم..!
الجنرال : (للضابط ) حرر المحضر و أضفه إلى ملفه حتى ننظر في أمره؟
الضابط : حاضر سيدي.
الجنرال : أكتب ؟..من خلال ما سبق التحري عنه تبت تبوتا قطعيا أنه خطر على الإنسانية..
المسجون : انتم تُتْبِتون التهم ، وتصدرون الأحكام على هواكم..
الجنرال : (للجنود)خذوه سيعرض إذا على المحكمة العليا للبلاد.. إظلام
اللوحة الثالثة
(بقعة ضوء على يمين الركح.. تظهر الأم بصحبة ولدها.)
الابن : متى أكبر يا أمي ؟!..
الأم : غذا يا ولدي ..!
الإبن : و الحرب ..هل ستكبر معي يا أمي !..
الأم : لا أدري يا ولدي..!
الإبن : الرصاص وافر في كل مكان ، و الخبز مفقود..لماذا يا أمي؟!
الأم :لأنهم يحبوننا جائعين..!
الإبن : تلك الدبابة، إذا حولناها إلى خبز ، فكم رغيف تساوي؟!
الأم : الملاين يا ولدي ..!
الإبن : لماذا نحن فقراء يا أمي ؟!
الأم : لأنهم أغنياء يا ولدي !.
الإبن : و لماذا هم أغنياء يا أمي ؟!
الأم : لأننا فقراء يا ولدي !.
الإبن : لماذا يموت الفقراء في الحرب يا أمي؟!
الأم : لأنهم كبش فداء يا ولدي !
الإبن : و متى تنتهي الحرب يا أمي ؟!
الأم : لا أدري يا ولدي!
الإبن : كم عدد من قضى نحبه يا أمي ؟!
الأم : جيل كامل من الأشراف يا ولدي..!
الإبن : و متى تنقضي الحرب يا أمي ؟
الأم : لا أدري يا و لدي ..!
الإبن : و لماذا يا أمي ؟!
الأم : ( تبكي ) لأننا أصبنا بعلة الصم و البكم يا ولدي..
الإبن : لماذا تبكي يا أمي ؟!
الأم : لا أدري يا ولدي !
اإبن : و لماذا يا أمي ؟!
الأم : لأن الرماد في كل مكان..
الإبن : و لماذا يا أمي ؟!
الأم : لأن العالم ،دمار في دمار يا ولدي!
الإبن : و لماذا الدمار يزداد و لا ينقص يا أمي ؟!
الأم : لأننا نتكلم..نندد..نصرخ ..نقرر و لا ننفذ يا ولدي..!!.
ستار