ومن جرّب المجرّب..
عبد الرحيم عبد الرحمن منصور
مسرحية من مشهد واحد
المكان : بيت في إحدى قرى الوطن
الزمان : زمن الثورة
الأشخاص : وليد, مسرور , حمدي , عدنان , ( طلاب في المرحلة الثانوية )
ترفع الستارة ... بيت ريفي متواضع ..إضاءة خفيفة ..موسيقا هادئة
وليد : يا سلام صار الموبايل ممتع في هذه الأوقات
مسرور : خير .. ما هو الممتع فيه ؟ طول عمرك تنتقده وتنتقد مستخدميه !!
وليد : اسمع يا حبيب , جاءتني هذه الرسالة النصية على الموبايل " من جرّب المجرّب عقله مخرّب " وبعدها مكتوب : افهمها على طريقتك
حمدي : شو يعني ..هذا شيء معروف كل الناس بتعرف هذا الأمر : من جرب المجرب عقله مخرب
عدنان : إي .. صح.. لكن عندما تعرف المناسبة تدرك قيمة الكلام
مسرور: ما هي المناسبة سيدي ؟
وليد: لو أن الغباء يباع ويشترى كنا اشترينا لك حمل غباء هدية لعلك تتخلص مما انت فيه
حمدي : ما فيها شيء أخي " من جرّب المجرّب عقله مخرّب " يعني يا فهيم هذا الكلام موجه لأولئك الذين يريدون انتخاب ـ بشار ـ رئيسا من جديد ويقولون سوف يغير من سيرته ويحسن سلوكه وسوف يكون رجلا ( بحق وحقيق )
الكل يضحكون
عدنان: رجل ! وكيف يكون الرجل رجلا ؟ بالدجل .. وإلا بالكذب ..وإلا بالإجرام .. أو بالسرقة ..كيف ؟ قل كيف ؟
سرور : أخي أنا سأبعث هذه الرسالة النصية إلى كل من أستطيع وهي: ( من يصدّق الكذاب أكيد أمله خاب )
وليد: حلو .. كلام سليم.. صادق وكذاب في وقت واحد لايمكن
حمدي : إي أخي اكتب هذه الرسالة اكتبها وانشرها
عدنان : ماذا تقول الرسالة لم أنتبه بشكل جيد ؟
مسرور : تقول الرسالة (من يصدق الكذاب أكيد أمله خاب )
حمدي : وأنا سأكتب رسالة نصية وأنشرها أيضا
وليد : ماهي رسالتك سيدو ؟
حمدي : رسالتي يا حبيب قلبي ( من يهادن الجبان أعمى من العميان )
عدنان : بل ( من يهادن الجبان أكيد من الجدبان )
وليد: أنا لا أتصور أن أحدامن العقلاء الذين هجّرهم النظام بعد أن قتل اولادهم واعتدى على أعراضهم وسرق ممتلكاتهم وهدم بيوتهم لا أتصور أن أحدا منهم يقدم على انتخاب هذا السافل رئيسا من جديد
عدنان : هذا أمر لا يصدقه العقل هل أنا مجنون لأنتخبه من جديد !!؟
مسرور : فعلا هذا لايمكن تحت أي ذريعة من الذرائع
حمدي : أخي بغض النظر عن كل الاعتبارات لا يجوز شرعا ولا دينا ولا أخلاقا أن ننتخب حاكما لبلدنا لا يعرف دين ولا خلق ولا أي شيءإنساني كيف يحكم هذا الشخص بعد أن بانت هويته ونواياه المعادية للدين والعقيدة بلدا مثل سورية الشام ظئر العروبة والإسلام
سرور :صحيح كيف يمكن هذا معناها نحن رضينا أن نسير بإرادتنا في درب الظلم والعهر والفساد والإجرام ونبارك كل من يقتلنا وينهبنا ويعتدي على أعراضنا وعلى ديننا بل ونصفق له
وليد: والشيءالمحيريا جماعة أن الفرصة سنحت وما تزال سانحه لكل مواطن شريف أن يرفع صوته ويقول بأعلى صوته : لا لهذا السافل لا لهذا المجرم ..
عدنان : أما علمتم أن علماء سورية الأحرار قد أصدروا فتوى منذ أيام تحرم انتخاب هذا الكافر أو أي شخص من أمثاله واعتبروا أن كل من يقدم على هذا العمل هو شريك له في كل جرائمه وهو مثله في القتل والنهب والسلب وهتك الأعراض وهدم البيوت ونشر الفساد في الأرض
سرور : أمر واضح سيدي وإذا لم نستمع إلى علمائنا وإذا لم نأخذ بنصائحهم وإذا لم ننفذ فتاويهم فأين أسلامنا إذن وأين ديننا
حمدي : إذن فليضع كل منا يده على قلبه وعلى ضميره وليتفكر في أمره هل هو مسلم ..هل هو مؤمن ..وما حقيقة إسلامه وإيمانه إذا كان يخالف رأي الشرع ويضرب بعرض الحائط فتاوى وأقوال العلماء وخاصة في مثل هذه الظروف
وليد : بات الأمر يا شباب واضحا والله سبحانه وتعالى بين لنا في القرآن الكريم الطريق قال جل جلاله : (الله ولي الذين آمنوا ...) ثم قال : (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ... )
سرور : أمر واضح وضوح الشمس فالعاقل يرضى أن يكون الله مولاه بل يحرص أشد الحرص على ذلك والثوار الأبطال منذ البداية رفعوا هـذا الشعار ( الله مولانا ولا مولى لهم ) أما الذي لا يرضى بذلك أو يتهاون في هذا الأمر فإن مولاه الطاغوت ممثلا ببشار والنصرية ومن معهم فيكونوا أولياءه من دون الله وليتحمل عاقبة أمره
عدنان:الحقيقة يا شباب بالنسبة لي فأنا أنتخبه في حالة واحدة
سرور: كيف يا فهلوي ؟
أنتخبه إذا أكمل حرق البلد بالبراميل , بالصواريخ , بالطائرات , بالكيماوي .. ولم يترك فيها واحد يوحد الله , ولا بيت يسكنه عبد من عباد الله ... عندها فقط أنتخبه وأرضى به رئيسا لأنه بطل .. بطل على الأطفال والنساء والبيوت والحجارة !!
وليد : إي سيدي اطمئن بطل .. بطل من زمان ( وخلص كازو وفضت بطاريتو)
حمدي: معناها صار بدها إنشاد رددوا معي :
يا للعجب يا للعجب +++ هذا الرئيس المنتخب
ليــس لـه منـافــس +++ فخصمه الشعب رسب
قد فاز فوزا ساحقا +++ محققا أعلى النسب
من كان في السجن أتى ++ والميت الفاني انتخب
والزيف في انتخابه +++ والقرد فيه قد كذب
كأن شعبي غافل +++ عما جنى وما اكتسب
في الفترة الأولى قضى ++ وباع أرضي بالرتب
وبعدها أتى إلى +++ تدمير حمص وحلب
وذبح شعب مؤمن +++ من غير جرم وسبب
يا للعجب يا للعجب
يا تافهون أسرعوا +++ فقد تفجر الغضب
فصفقوا وزمروا +++ ولتهتفوا كما طلب
ففترة جديدة +++ تأتي لكم بالمكتسب
والمشترون أرضنا +++ منه بمال ورتب
قد هللوا لفوزه +++ وهم بنشوة الطرب
لعله قد باعها +++ من السويدا لكسب
يا للعجب يا للعجب
يا للعجب يا للعجب +++ يصوم حتى في رجب
وبيته صومعة +++ وماؤه بنت العنب
ودينه من فارس +++ وذكره شتم وسب
اعداؤنا أحبة له +++ فبئس ما أحب
فهو عدو للهدى +++ للمسلمين والعرب
(فالقرد ) ابن أمه +++ لابن سبا قد انتسب
يــا ااا للعجب يا للعجب