رحيمة بلقاس الشاعرة المغربية
أولا:التعريف بالشاعرة
من خلال هذا الحوار الجميل الذي أجراه معها الإعلامي زهير إبراهيم مراسل لمجلة عشتار العراقية:
1 ــ من هي رحيمة بلقاس الأستاذة المبدعة والإنسانة؟
هي زفرة حرى من رحم الأنات، من أرض التعب تحكي قصة الهروب من غطرسة الوجع، روح تسائل الأمل عن مسكن الحقيقة، عن سبب هذا التوهان في مجرة تتفوضى بالزيف والصخب، أحنو لأفق بنكهة الشمس، تضفي على القلوب المعذبة بهجة بكل لغات الأرض.
رحيمة بلقاس مولدها وحياتها إلى أن حصلت على البكالوريا بالدار البيضاء، وبعدها عاشت بين الرباط وسلا، أستاذة اللغة العربية، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، وفاعلة جمعوية. تعشق الأدب والطبيعة والإنسان، تميل إلى المسالمة وتسعى إلى أن يعيد العالم العربي ازدهاره الفكري والحضاري.
لي منشورات متعددة في الشعر والقصة القصيرة جدا والقصة الومضة والقصيدة الومضة بالشبكة العنكبوتية، ولي حوارات أدبية. وبعض قصائدي نشر بجرائد ورقية عربية، كما نشرت لي جرائد مغربية بعض المقالات.
لها إصداران شعريَّان” عناق سحر الحياة” و ” أحلام باكية”.
لي إصدار في ق ق ج مشترك مع أدباء من مختلف الأقطار العربية بعنوان:” قصص بلا حدود”
ولها إصداران قيد الطبع ” حين يتكلم الغبار” مجموعة قصص قصيرة. و ” للزوابع أصابع تنحتني” شعر.
2 ــ متى وجدت المحترمة رحيمة بلقاس في نفسها القدرة على خوض غمار الكتابة أولا ثم متى بدأت تشعرين بأنك تقفين على عتبة الموهبة الشعرية خاصة وعندها شعرت بأنك تلمسين مفاتيح أبواب الخفقات واللحظات الشاعرية ؟
علاقتي باللغة العربية بدأت منذ نعومة أظافري، كان لي ارتباط قوي مع والدي تغمده الله برحمته، كان أميا وكنت يده اليمنى التي تكتب له رسائله وتترجم أفكاره، وبهذا وجدتني يوما بعد يوم أتعلم معه المزيد، ونما بروحي حب القراءة والمطالعة، فاكتشفت ميولي للكتابة، وكانت لي محاولات ولكن خجولة ولم تعرف طريقها للظهور نظرا لطبيعة التربية المحافظة، وللرقابة المجتمعية التي كبرنا على احترامها حتى في التعبير بالقلم.
وعرفت موهبتي الظهور بعد سن متأخر وبعد أن حركتني مواقف وغيرتي على وطني المغرب وقوميتي العربية، لتستيقظ بي الرغبة بمصالحة القلم ومصالحة نفسي والعزم على التحدي، وكلما توغلت في أعماقي أكتشف ذاتي أكثر.
3 ــ الأستاذة الطيبة رحيمة بلقاس أين تجدين نفسك أقدر بالتعبير عما يدور في خاطرك هل بالسرد النثري أكثر، أم بالقصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز وماذا يمكن أن تقولي عن الشعر الحديث في المقارنة بالشعر القديم؟
استهوتني الكتابة السردية والنثرية بكل أشكالها، أقضي وقتا ليس بالقليل في قراءتها ومسايرة مستجداتها، ولي كتابات وافرة في الق ق ج وفي القصة الومضة وفي الخواطر والقصيدة النثرية. وأعشق القصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز ولي محاولات في هذا المضمار.
أما عن رأيي في شعر الحداثة مقارنة مع الشعر القديم أو بالتحديد الدقيق”قصيدة النثر والقصيدة العربية بنظمها العمودي” بكل صدق لست ناقدة لأخوض في هذا المجال ولكن هذا لا يمنع، كقارئة ومتفاعلة في الساحة الأدبية، أن يكون لي رأي: القصيدة العربية كما عرفناها قبل الإسلام ومنذ العصر الجاهلي، كانت تلقائية ولا تخضع لأي قيود أو أوزان، فاللغة العربية لغة شاعرة كما قال عباس محمود العقاد “فإذا كان الشعر روحا يكمن في سليقة الشاعر حتى يتجلى قصيدا قائم البناء، فهذا الروح في الشعر العربي يبدأ عمله الأصيل مع لبنات البناء، قبل أن تنتظم منها أركان القصيد” وهنا يقصد عباس محمود العقاد أن اللغة العربية لغة شاعرة في حروفها قبل أن تتألف منها الكلمات، وقبل أن تكون تفاعيل وبيوتا وبحورا.
وأقول أن الشعر كان قبل العروض وقبل الوزن وليس العكس، نظم الشعراء بالسليقة ليكتشف الخليل بن أحمد الفراهيدي العروض في القرن الثاني الهجري، ومن هنا يمكن يوما ما أن يجد النقاد أوزانا وإيقاعات وبنيات لما يسمى اليوم بقصيدة النثر.
4 ــ مدينة الميلاد لديكم كما عرفت من جدارك أنه من مدينة الدار البيضاء“، أي ذكريات تحفظها مخيلة الأستاذة رحيمة بلقاس عن هذا المكان الذي نشأت وترعرعت فيه ؟
مدينة البيضاء هي ياسمين يعطر ليالي الغربة التي أقضيها بعيدا عنها، صدقا لا تغمرني نسمات الهواء إلا منها، أستنشقها انطلاقا وبياضا، محبة وصفاء.
بين أزقتها تحبو ذكرياتي الجميلة، لازلت أذكرني طفلة بأرقى المدارس بنظري، وأنا بضفيرتي المنمقة بشريط موحد بيني وزميلاتي ووزرتي البيضاء التي كانت تغطي الفوارق الطبقية، فيشعر الجميع بوحدة الروح الطفولية.
ولا أنسى أروع أيام قضيتها بالمكتبة البلدية التي كنت أنهل منها ما طاب لي من الشعر القديم والحديث ومن دراسات حوله، وكان لها الأثر الكبير في تعميق الحب الذي أحمله للشعر والأدب العربي.
البيضاء هي القلب النابض للمغرب ولي.
5ــ إن سمحت لي الشاعرة الكريمة بسؤال خارج عن مجال حوارنا هذا ألا وهو ماذا تشكل لك القرية عن المدينة. أهي فعلا تلك الطبيعة الخلابة والماء والهدوء والراحة أم أن هاته الأشياء فقط أفكار تقطن بالأذهان منذ درستها في المدرسة وذهبت مع الأمس تحوم في هيئة أحلام الطفولة..أم ماذا ؟وكيف ترى العيش بالقرى وخصوصا بالنسبة للمدرسين أمثالك و خصوصا حديثي التخرج على سبيل الحصر ؟كيف مرت لديك مرحلة التدريس وما هي الأشياء التي مازالت لصيقة في مخيلتك في هذه المهنة التي لا تخلو من متاعب ؟
بمدينة كبيرة ترعرعت وقضيت طفولتي وشبابي، وبأخرى كذلك تستمر حياتي، ضجيج وصخب وخوف، الجريمة تكثر وتتكاثر يوما بعد يوم، وطعم الألفة والاطمئنان والجوار والتآزر يكاد ينعدم، كل من الساكنة يطارد خيط سراب، يعدو ويعدو إلى أن يتوقف محركه فيغادر في صمت الإهمال والنسيان، حتى نعمة التفاف الأهل وحضور جميع الأحبة قد لا يتوفر في بعض الأحيان.
وربما هذا ما جعل للبادية سحر في عيني، في القرية البيوت الجميلة والمتواضعة والمتقاربة، المزارع والمواشي وصياح الديك وأصوات العصافير وخرير المياه، التسامح والتعاون والإحساس بالأمان، وراحة البال والاستمتاع بالوقت قدر الإمكان.
والجميل أن عملي كمدرسة جعلني أعيش سنة بالبادية، كان لها أثر عظيم على نفسيتي، شعرت بروح الكرم والصفاء والقناعة والتحلي بقيم التعاون والتآزر بين الناس، رغم الفقر والحاجة.
6ــ شاعرتي الكريمة رحيمة بلقاس كما تعلمين فلكلِّ مبدع عربي أو أوربي أو غيره قلمه و أدواته وبالتالي أسلوبه الخاص في التعبير، ماذا عن أسلوبك أنت وأدواتك في الكتابة الإبداعية؟ولمن تبدعين وما هي رسالتك في الكتابة عموما ؟
المبدع يرافق اليراع ويبث الورقة مكنونه من أفراح وأوجاع. ويبقى للنقاد دور تصنيف هذا الإبداع، وأي كتابة إلا وتحمل رسالة في هذه الحياة، وأجد حرفي يميل لمشاركة الوطن الحبيب المغرب والعالم العربي كوطني الكبير، فيعبر عما تتوالى عليه من صراعات وتدني الأوضاع.
7ــ سيدتي الفاضلة رحيمة بلقاس لا شك أن لبعض المدرسين الذين قاموا بتدرسيك أثراً على حياتك سواء كانت إيجابا أو سلبا إن كان ممكن لك أن تذكري لنا بعضا من هاته الأثر عليك وكيف كانت علاقتك معهم ومع تلاميذك أثناء ممارسة عملك في الصف المدرسي ؟وما هو الدرس الذي ترين أنه يجب أن تقدميه للأجيال التي ستدرس الأجيال الناشئة معك في المؤسسة أو في مؤسسات أخر و في علاقتهم بالمدير ثم أصدقائهم في العمل التربوي ثم التلاميذ ؟
المدرسة لها أثر كبير على نفسية الطفل، ومهمة المدرس مركبة وصعبة، فهو أولا يتعامل مع مشروع جيل لمجتمع الغد، وهو إنسان هش وشديد الإحساس. وثانيا فهذا الإنسان صفحة بيضاء ويمكن تلويثها بمداد أسود قاتم كما يمكن تجميلها بلوحة تبهج الألوان بصفاء أفق تطل منه زرقة الحياة.
وقد عشت التجربتين، كان لبعض المدرسين أثرهم السلبي علي، ولبعض الآخر دورهم الايجابي جزاهم الله، ولن أنسى أبويَّ فهما بحنانهما مدرستي الأولي.
والنصيحة التي أقدمها حسب تجربتي في التدريس، للمدرس أن يقرب تلاميذه منه، وأن يكسب ثقتهم أولا، وأن يكون بمثابة الأب الرءوف أو الأم الرءوم، إن أحبك تلميذك سيأخذ منك ما تقدمه له من زاد، وإن كرهك سيرفضك ويرفض كل شيء منك ولو كنت مقتدرا ومتمكنا من مادتك.
8ــ أستاذة رحيمة فلنعد إلى مجال الإبداع واسمحي لي أن أطرح عليك هذا السؤال هل لديك وقت معين في الكتابة أم كل الأوقات مواتية ؟
الكتابة مخاض، لا يمكن تحديد لحظتها ولا ملامح المولود القادم بعد وضع الإبداع. على المبدع أن يستغل ساعة الدفق الشعوري الذي تنتابنا في بعض الأحيان.
9ــ كما تعلمين أيتها الطيبة الشاعرة النبيلة رحيمة بلقاس أنه إلى يومنا هذا ليس هناك تعريف محدد للشعر فهل من الممكن أن تعرفي الشعر من خلال إبداعاتك المتنوعة من ديوان” عناق سحر الحياة” ثم إلى “أحلام باكية” والبقية إن شاء الله ستأتي ؟وهل الإبداع يمنح من الخيال أم من المحيط أم لابد من تواجدهما معا أم ماذا في نظرك ؟
الشعر موهبة وإحساس، يتميز بالقدرة على دمج الواقع بالمتخيل، تترجمه النصوص بصور شعرية إبداعية تميز شاعرا عن الآخر، النص الشعري يحتاج لوحدة الموضوع وهذا ليس سوى دفقة مشاعر وانفعالات تتربص بالشاعر ذات لحظة، فتتدفق الكلمات منه في سربال مزركش بألوان وحده ينفرد بها، إن النص كلما انسجم مع صاحبه تكتمل معالم الجمال فيه، وكلما ارتبط بالكونية يقترب من الآخر أكثر، بحيث يغدو البوح بوحا جماعيا يعبر عن الكاتب والقارئ في ذات اللحظة، الشعر يرتقي بصاحبه حين يستطيع أن يشارك القراء انفعالاتهم واهتماماتهم ومشاكلهم، وحين يجد القارئ نفسه في كل نص، كما أنَّ عقد صلة وثيقة مع تراثنا الشعري ترتقي بقصائدنا، وكلما أكثر الموهوب من القراءة وممارسة الكتابة وبإصرار، ارتقى واكتسب آليات التعبير السليم والجميل.
إن النص الذي يتملكني هو ذاك الذي تتكامل فيه اللغة بفصاحتها والصور بجماليتها والموسيقى بإيقاعاتها الداخلية والحرف الهادف، بتعبيره عن الإنسانية، وحسن السبك والحبكة في اقتناص اللفظ.
و الكتابة بصفة عامة والشعر خاصة ،مثل النبتة التي قد تبقى كامنة لسنوات أو عقود ، لا تنبت وتزهر وتثمر إلا إذا توافرت المناخات الملائمة ، وهو يمنح من المحيط ومن الأعماق، فينسكب حبرا من انزياحات واستعارات وصور شعرية وجمالية لفظا وبيانا وفصاحة لغة، وترميزا وتخييلا، فيأتي بحلة تميز شاعرا عن الآخر.
10ــ هل للأستاذة المتميزة الخلوقة رحيمة بلقاس أن تتحف أسماعنا وكذا القراء بشيء مما تكتب وخصوصا عن غزة التي هي جمرة في قلوبنا لما تكابده من محنة مع الأعداء الغاشمين الصهاينة لعنهم الله ؟
سعف غزة
يا موت انتشر
كابد على ركام الأجساد، الوقوف
وامتلئ…
أزهر والتف على كومة النور
تشابك على ليل استثنائي
ارم سدوف الوجوم
فوق الحتوف… وابتهج
معين الدمع نضب
من رحم العصيان انْبَثِقْ
لا تنأ نزوحا
إلى قيظ الحزن
رفيف العبور يغري … فاقترب
الفلك تدور
على وقع الحبور، تتهجى السير
لتطهر وجه صبح
من آثار رجس الغزاة… وتثور
من صمت الحليف تتبرأ، تمور
يتخلّقُ في عيون
تخرج من تحت أقدامهم
يبْرُؤهم من هون
عمَّدَ خيامهم
فلا فداء لهم
يأوي من الهزيع الأخير
من أبناء الجواري
من ديجور تلبد وجه الأديم
سواك يا موت …فانتشر
على قاب احتراق
سعف غزة
تطاول السماء
تشق صهد العتمة
تدبُّ على حين غرة
فوق كهولة وقت
في لجِّ اللهب
تصعد الجبل
أعيروها رمق الريح
تروض بروق الوجع …إلى مراتع الشمس
من قبضة الغيم تنفلت
من تعاقب كسوفات ليت…تنتقم
على هام الرزايا
طفولة في قماط حرية
ترثي شيوخ الفتاوى
والجبابرة في ذروة التمادي
على غير المجد
تأبى غزة…الذل
أيا موت انتشر
هذه الزهور تنتثر
من فيحاء الثرى
ستنمو…
نعود…
للحظات نشتهيها…تشتهينا
11ــ لكل إنسان منذ أن خرج إلى هاته الحياة الدنيا أشياء تميزه عن الآخرين فهل لك هوايات في الحياة ؟ .ما هي ؟وهل لك أن تقربينا أكثر من رحيمة بلقاس الطفلة ثم الأم والإنسانة والأستاذة والشاعرة في علاقتك مع أبنائك والزوج وفي علاقتك مع المدرسة وفي علاقتك مع تلاميذك والإخوة والأصدقاء ؟
هوايتي منذ الصغر قراءة القصص والروايات وأجد متعة ساحرة في قراءة لشعر بكل تصنيفاته، وأهوى السفر إلى المناطق الخضراء والغابات والبحر، أرتاح بالخلوة مع الطبيعة وموسيقاها الخلابة، من هدير وخرير وزقزقات وتغريد وحفيف ونقيق… لا أروع من لحظات الهدوء والصفاء بعيدا عن الضوضاء والصخب.
الطفلة لا تزال تعيش بي، تشاركني صفاء روح ونقاء سريرة، لا أعرف الحقد، ولا أستطيع العيش في المستنقعات.
وقد شاءت الأقدار، ألا تختلف حياتي داخل المنزل عن الأخرى التي أمارسها خارجه في عملي، أنا الأم بالبيت وأنا هي بالفصل، هذا الإحساس بالطفل وبما يحتاجه من حنان جعلني قريبة من تلامذتي، وحملني إلى التفاني في بيتي بتكريس كل وقتي لأسرتي وبيتي.
12ــ كما لا يخفى علينا جميعا أننا عندما نمنح أنفسنا لشيء معين نلتزم له حتى نتمه ونهيئه على أحسن وجه وأظن أن هذا الالتزام فإلى أي مدى تجدين نفسك ملتزمة كشاعرة ومبدعة ومدرسة بقضايا الوطن؟
قضايا الوطن تربينا عليها، ومن آبائنا تشبعنا بروح الوفاء والمسؤولية نحو كل ما يمس معتقداتنا، وتعتبر حرمة من الوطن من أقدس المقدسات التي لا نسمح بمسها، والوطن كما أراه وكما ورثته من آبائي هو العالم العربي برمته، ولهذا تجد القضية الفلسطينية تأسر اهتمامنا ونحملها وجعا، ونحمل ما أصاب هذا الوطن من انتهاكات وشتات وجور واغتصاب.
13ــ كيف يمكننا أن نحث فلذات أكبدنا على حب الوطن وما هي المنهجية المتبعة لنغرس فيهم القيم الصالحة ونبذ الطالحة علما أن الإعلام الدخيل اليوم أضحى أشكالا غريبة تخترق بيوتنا من حيث ندري أو لا ندري ؟وكيف ندعو الوزارة المعنية بالتعليم أو المكلفة بالإعلام إلى نهج سياسة جديدة تساير العصر في غرس الروح الوطنية وخصوصا في إدماجها بشكل جلي في المناهج التعليمية وكذا احترام أولي أمورنا وتوقير كبارنا حتى نقضي على ما يسمى الآن “التشرميل”أو الإرهاب أو الفكر التكفيري “داعش”؟
كيف نجعل ناشئتنا يحبون وطنهم؟ سؤال عصي، ومهمة صعبة في زحمة إعلام مضاد وزيف ونفاق واهتمام الأغلبية المسؤولة بصالحها الخاص.
حب الوطن فطرة في الإنسان، لا اختيار له، الوطن والهوية والدين نفرض على المولود مع صرخته الأولى لمعانقة الحياة، وهو صفحة بيضاء، عيونه تبتسم للكل ببراءة وصفاء. إذاً ليس ذنبه إن كره أبويه أو إن تمرد على وطنه ودينه، فذاك تقصير منهم أكيد.
الطفل هو رجل الغد، وعلينا أن نُنْشئه في بيئة سليمة ليكون نعم المواطن الصالح والإنسان المسؤول.
ولا يمكن هذا في ظل ما تتعرض له أوطاننا من نهب واللامبالاة في توزيع الثروات والالتفات للأمان الاجتماعي، بحيث نشعر المواطن بالأمان، وأقصد هنا توفير التعليم الهادف والناجح بالمجان، والعناية بصحته خصوصا الأمراض المزمنة بالمجان، وأن تعفى الفئات الصغيرة والشباب الذي يكون في بداية التأسيس لحياته من الضرائب والإحباطات التي لا تزيد إلا إنهاكهم وإفشالهم. الإرهاب والفكر السلبي غالبا ما يكون ضحاياه الفاشلون والمتمردون على أنفسهم أولا، فلنصنع ناشئة ناجحة ، هذه مسؤوليتنا جميعا.
14ـ هناك عبارة تقول أن الشعر لا يموت إذا استجاب لحاجات ضرورية جوهرية لدى الإنسان، والتي هي ليست في الأصل سوى مزيج من ذاكرة وواقع واستحضار لأشياء متأصلة في روح هذا الإنسان نفسه ..والملاحظ في قصائدك المنشورة هنا وهناك والمنشورة في دواوينك المعلومة وغير المنشورة هذا النفس الحزين فيها وكذا التعبير في بعض الأحيان بكلمات تحمل حمولات قوية من التفاصيل التي تتكئ بالعام إلى ذاكرة تأبى النسيان .نسيان الجذور كما أيضا واقع الحال المتغير والمتحرك بشكل سريع . ماذا يمكن أن تقولي في هذا؟
القلم يترجم فكرا ووجدانا، فيولد النص كما شاء له الكاتب أن يكون، نسخة منه في دفقة شعور، ويولد ذات النص بتعدد قرائه، فمع كل قارئ تكتشف الكثير من الجوانب التي غابت عمن قبله، وعلى العموم فالإبداع لا يخلد إلا إن لامس القلوب وعبر عن الإنسان بكينونته وكونيته.
15ــ أثناء قراءتي للكتب والمجلات وتفحصي لعالم الانترنيت وقعت أمامي مقولة تقول بأن “الكتابة” تموت عندما يموت ضمير الإنسان ويكون الكاتب عبدا مطيعا للسلطة ومسؤوليها.. فما رأي الشاعرة الكريمة رحيمة بلقاس في هذه المقولة وهل تنتفي هنا حرية الكاتب ؟
الكتابة نابعة من الذات، وإذا لم تصدقها القول تأتي لقيطة لا تشبهك، واللقيط لا أب له، هذا قولي في هذا المضمار، علينا ألا ننافق وعلى كل المثقفين أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا الوطن، إن كانوا يحبونه حقا، وأن تكون كلمة الحق أسبق وأصدق من أجله وليس من أجل غرض في نفس يعقوب.
16ــ اليوم صار العمل الجمعوي شيئا ضروريا وملحا للنهوض بالإنسان والوطن معا فما نظرتك للعمل الجمعوي هل ترين أنه يساهم في إيقاظ الهمم لدى الناشئة أم أنه مازال لم يرق بعد إلى تلك المهمة الصعبة..؟
في المجتمعات الحديثة، بات العمل الجمعوي الذي من المفترض أن يضطلع به ما يصطلح عليه بالمجتمع المدني، ضروريا وحيويا. لأنه يقوم مقام الدولة بوظائف لا حصر لها: اجتماعية واقتصادية وثقافية وفنية وحقوقية …وفيه يجد المواطن، من مختلف الشرائح والمهن والاهتمامات، ضالته. ويحقق ذاته ومعنى لهويته وإشباعا لروحه وتحقيقا لمصلحته. والأفراد المتلاحمون في التنظيمات الجمعوية ، المتلاحمة بدورها فيما بينها نوعا ما من التلاحم، تحقق في آخر المطاف مصلحة الجماعة، مصلحة الأمة. فكلما كان المجتمع المدني أكثر تطورا، انعكس ذلك اطراديا على أنماط المجتمع والدولة. أي طبيعة النظام السياسي ومستوى تطور الديمقراطية فيه، وأيضا النظام الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، علما أن مكونات كثيرة من المجتمع المدني تشكل مراكز قوة وضغط لتصحيح الاختلالات التي ترتكبها الحكومات.
17ــ الأستاذة المحترمة رحيمة بلقاس الانترنيت باعتباره من اكتشافات العصر الحديث وثورة في عالم التواصل ونقل الخبر بسرعة مذهلة فهل ساهم الإنترنت في بزوغ مواهبك المدفونة خاصة بعالم الكلمة الصادقة.. أم أنه مجرد حلقة تواصل بين مُختلف البشر ؟وما نظرتك إلى الإبداع في العالم الافتراضي.؟
للانترنيت الفضل في عودتي للقلم، والشبكة العنكبوتية حققت تواصلا ثقافيا جميلا لمن استطاع أن يستغلها إيجابا، فالإبداع بكل أشكاله عرف غزارة وتلاقحا على المستوى الوطني والعربي والعالمي، والإبداع يحتفظ بدوره في خدمة التراث والإنسان سواء كان ورقيا أو رقميا، إلا ان الإبداع الرقمي حقق لنا تساوي الفرص في النشر والانتشار، لا فرق بين مبتدئ وخبير، كما أعطانا فرصة كبيرة للاطلاع والقراءة لكل ما جد واستجد في الساحة الأدبية تشكل كبير وسريع.
18ــ ماذا تمثل لك هاته الكلمات: الإبداع، الطفولة، الموسيقى’الزواج’الحب’الكتابة الحرب ‘السلام؟
الإبداع: نعمة.
الطفولة: براءة.
الموسيقى: صفاء.
الزواج: وفاء.
الحب: أمان.
الكتابة: رسالة.
الحرب: خراب.
السلام: أمنية.
19ــ الكلمة الأخيرة للأستاذة الكريمة رحيمة بلقاس.؟
باقة ورد إلى كل عاشق للحرف وللكلمة الراقية والهادفة،وتحية إلى أولئك الذين يشجعونني من خلال متابعتهم المستمرة وقراءتهم لخربشاتي، وتحية خاصة مع كل التقدير للشاعر والإعلامي زهير إبراهيم الذي منحني فرصة للأقرب للقارئ الكريم، وأتمنى أن تكون خربشاتي في مساوى ذائقتكم الراقية وشكرا للجميع.
رحيمة بلقاس الشاعرة المغربية
أغازل حرفي عله ينصفني و يرسمني ذاتا لا طالما حلمت بها....... سعيدة جدا بمرور أحبة الأدب و الاطلاع على كل ما أنشره
ثانيا{النصوص}
{1}كَفَانَا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
كَفَانَا
طَرَقْتُ بَابَ الشِّعْرِ عَلَّهُ يُنْسِينِي
أَطْلاَلَ حَبِيبٍ نَسِيَنِي
أَلْفَيْتُنِي نَسِيتُ أَنَّ الْفُؤَادَ
نَسِيَ أَنْ يَنْسَاهُ
فَأَنْسَانِي الْوَلَهُ نِسْيَانِي
وَعُدْتُ أَحْمِلُهُ مَعِي
بَعْدَ أَنْ نَسِيَنِي
فَاضَ الدَّمْعُ بِالْوِجْدَانِ
يَشْكُو حُرْقَةَ لَظَى الْهُجْرَانِ
صَمْتُ الْحَبيبِ والْغُدْرَانُ
نَضَبَـتْ سَوَاقِيهَا بِالْعَيْنَيْنِ
أذْبَلَتْ مِنِّي الْوَجْنَتَيْنِ
رَجَعَتُ أَحْمِلُ قَلْبِي الْوَلْهَان
كَفَانَا أَلَماً يَا زَمَانا
سَئِمْنَا الْجِرَاحَ وَ الْأَشْجَانَا
مَزَّقَتْنَا الدُّمُوعُ وَ ضَنَانَا
أَحْرَقَ الْمُقَلَ وَ دِمَانَا
أَيَا حَبِيباً بِهِ قَلْبِي مُلْتَاعَا
جُدْ بِوِصَالٍ وَ لِقَانَا
عَلَى شَطِّ الْأَمَانِي هَوَانَا
اِمْتَطَيْنَاهُ نُوراً وَ أَمَانَا
مِنْ نَبْعِ الصَّبَابَةِ سَقَانَا
ألاَ يَا بَدْراً أَغْدِقْنَا بالحنان
وَلاَ تَقْسُ عَلَى الْفُؤَادِ ..كَفَانَا
هَجْراً وَ صَدّاً شَقَانَا
وَ أَسْرِجْ الْأَنْوَارَ فَيَضَانَا
تُنِيرُ بِضِيَائِهَا طُرُقَاتِنَا
تَعْزِفُ عَلَى الْأَغْصَانِ طُيُورَنَا
أَنْغَاماً وَ أَلْحَانا
نَنْسَى آلاَماً وَ أَحْزَانَا
تَعِبْنَا نَزَفاً فَكَفَانَا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
1/12/2011
سلا المغرب
{2}تكريم أستاذ
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أَشرقت النجوم لقدومه
نهلت الأجيال من منابعه
أنار ظلام القرون بعطائه
نمت العقول برحابه
زرع الشتائل بمساراته
أينعت وصارت أشجارا
بظلاله
أغصانها تمايلت بكرومه
يا طيب الروح...والأشواك تغالبه
حاملا مشعل العلم ينشره
نورا عبر الأجيال تنشده
أستاذ ..مسك الأوطان تمجده
نقوم اليوم نكرمه
فيه تكريم لكل حامل نبراسه
أهل المعارف ممجدون بتمجيده
فلن يقوم له سوى أهل ميدانه
ومن خاضوا المعارك لجانبه
يا وفقي ..يا موفق بدروباته
ستبقى بصماتك المبتلة بالإشراق
أغاني ترتلها الآفاق
تغازل صفحات الأجيال
أضواء شاكست وجوه المرايا
لتمحو الرماد
أتت تلوح للقادمين من التيه
بوصلة وفنار..منارة تهديهم
للسداد
تومئ لك الشمس بانحناءة
لطيف المروءات شهامة
أستاذي إن تك راحلا
فما رحل عنا إشعاعك
أنت للفريق كنت مشورة
وإرشادا
وللتاريخ فخرا ومجدا
أستاذنا وموجه مساراتنا
فإن ترحل فلن يرحل
ضوؤك
هؤلاء إخوتك يكرمون
مسارك العلمي
يرفعون المشعل عنك بالمجد
إنهم وإن تغب
فهم ما غابوا
بل لا زالوا على العهد
وعزاؤهم أنك
راحل عن العين
لكن ضياءك
مخلد عبر الدهر
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
1/1/2012
{3} عَلَّمُونَا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
عَلَّمُونَا
عَلَّمُونَا فِي الْمَدْرَسَةِ كَيْفَ نَنْحَنِي
وَنَرْضَخُ
عَلَّمُونَا أَنَّ الاحْتِرَامَ فِي الْخَرَسِ
عَلَّمُونَا أَنَّ الْعُنْفَ لُغَةُ مَنْ لَمْ
يَرْكَع
عَلَّمُونَا أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّه
تَعَالَى
حَلاَلٌ بِهِ نَفْخَر
عَلَّمُونَا أَنَّ حُبَّ الوَطَنِ لَيْسَ
رَمْزا فِي عَلَم
عَلَّمُونَا أنْ نَرَى وَ نَسْمَع
نَضَعَ لِجَاماً عَلَى الْأَفْوَاهِ وَ نَسْكَت
عَلَّمُونَا أَنَّ حَقَّنَا هِبَات
مِنْ نُبَلاَء بِهَا يَجُودُونَ
إِنْ أَطَعْنَا الْأَمْر
رَهْبَةً وَذُعْرا
عَلَّمُونَا أَنْ نَمْشِي وَ نَمْشِي
رُؤُوسُنَا فِي الثَّرَى
تَرْفَل
عَلَّمُونَا أَنْ تُدَاسَ كَرَامَتُنَا
فِي الْوَحْل
عَلَّمُونَا أَنْ نَقُولَ دَائِما نَعَم
عَلَّمُونَا أَنْ نَنْزَعَ الرَّفْضَ مِنْ
وِجْدَانِنَا
وَلاَ نَصْرُخ
لَكِنْ آبَاؤُنَا عَلَّمُونَا
أنَّ الْكِبْرِيَاءُ وَ الشُّمُوخ
لاَ يُقْهَر
أَنَّ الْكَرَامَةَ عِفَّة ٌ وَقَنَاعَة
لاَ تَنْضَب
عَلَّمُونَا أَنْ نَدْوسَ عَلَى كُلِّ
مَنْ أَرَادَ هَوَانَنَا
وَلاَ نَرْكَع
أَنْ نَرْفَعَ صَيْحَاتَنَا بِالْحَقِّ
نُنْذْر
نَاقُوسُ الْخَطَر
نَقْرَع
عَلَّمُونَا أَلَّا نَخَاف
وَ بِالتَّحَدِّي لَهُم
نَقْهَر
فَلْتَكُنْ لُغَتُنَا
لُغَةَ أُسُود
لاَ تَرَاجُعَ إِلَى الْخَلْف
هُوَ عَيْشٌ كَرِيم
أَوْ مَوْتٌ شَرِيف
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
10/11/2011
سلا ..المغرب
{4}عَلَى أَوْتَارِ الْحُلْمِ
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
عَلَى أَوْتَارِ الْوَهْمِ
مِنْ عَالَمِ الشُّرُودِ
مِنْ تِيَهَانِ الْخَيَالِ
أَتَيْتُ أَنْسُجُ الْأحْلاَمَ
مَبْهُورَةٌ عَيْنَايَ
فِي بَحْرِ كَوْنِهِ سِحْرٌ
يَسْتَهْوِينِي
أُلْقِي عَلَى شَطِّهِ أَيَّامِي
أَمْتَطِي أَجْنِحَةَ رِيَاحِي
أَتَجَاوَزُ الْحَوَاجِزَ وَالْحُدُودَ
أَدْمَنْتُ هَمْسَكَ وَ السُّكُون
أَعْشَقْ الْإِبْحَارَ فِي صُمُود
بَيْنَ الْأَزْهَارِ وَ الْوُرُود
أُسَامْرُ عِطْرَكَ الْمَمْدُود
بِلاَ مَاضٍ...بِلاَ عُنْوَان
أَرْكَبُ أَجْنِحَةَ الْبُرَاق
أَسْبَحُ فِي كَوْنٍ لاَ فَنَاء
أُعَانِقُ جَمَالَ الْوُجُود
مَسْحُورَةً بِسَمَاءِ الْخُلُود
قَبْلَ الشُّرُوٌق
أُسَابِقُ الشَّمْسَ فِي الظُّهُور
أَتَرَبَّصُ بِصَوْتِكَ يُنَادِيني
يَتَآمَرُ عَلَيَّ وَ قَلْبِي
مَجْنُونَةً لَحَظَاتِي
أُسْطُورَةٌ بِعِطْرِ الزَّهْرِ
تَنْقُشُ صُورَةَ الْحُلْمِ
بِأَعْمَاقِي
كَيْفَ تَمَّ احْتِلاَلُ فُؤَادِي؟
كَيْفَ أَسَرْتَ وِجْدَانِي؟
كُلُّ قَطْرَةِ دَمٍ تَنَادِيك!
كَلُّ خَلِيَّةٍ مِنْ جِسْمِي تُقَاوِمُكَ!
عَبَثاً أُحَاوِلُ الْهُرُوبََ!
أَبْحَثُ عَنْ جَنَّةِ الْشُّرُوق
خَلْفَ السَّرَابِ نَجْمٌ يَسْتَحِيلُ
الْحُضُورُ
أَنْتَظِرُ وَرْدَ الصَّبَاحِ
أَهْفُو لِرُوحٍ بِالْحُلْمِ
طَيْفٌ لا مَرْئِي يَصْحُو
سِيمْفُونِيَّةُ آمَالِي يَشْدُو
صَوْتٌ بِخَيَالِي نَمَا وَ يَنْمُو
مَجْنُونَةٌ أَنَا بِسِحْرِ
الْعَزْفِ عَلَى أَوْتَارِ
الْوَهْمِ
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
30/12/2011
{5}هات !ا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
هَاتْ
أَغْرَقُ فِي التَّيْهِ صُرَاخاً وَ نُوَاحا
أُرَاقِبُ ابْتِهَالَ الْأشْوَاق
أَنْتَظِرُ مُسْتَحِيلاً مِنَ الْوَهْمِ
لاَح
بَنَادِيقُ الرِّيَّاحِ وَ رِمَاح
تُسَدَّدُ مِنُ فُلُولِ الْأَشْبَاح
حَكَايَا وَ مَزَامِير
وَعِطْرٌ فَاح
مِنْ فَدَاحَةِ مَا يَجْرِي
نَاح
حُقُولُنَا بَرَاكِينٌ تَفُور
اَلْأَرْضُ بِأَدِيمِهَا تَمُور
رَصَاصَات ٌ سُيُولٌ تَمُوج
أَتَيْتُ مِنْ أَكْوَامِ وَرُفُوف
مَاضِ خَنَاجِرٍ وَ سُيُوفٍ
تَصُول
دَحْرَجَةُ الْأَزْمَان
وَ تَلاَعُبِ الْأَقْدَار
بَيْعٌ وَ شِرَاء
مَنَاجِلٌ حَصَدَتِ النَّابِلَ وَالْحَابِل
دَسَّتْ سُمُوماً
بِسَاحَاتِنَا رُعُودا
أَرْثِي فَجْراً مَشْحُونا
بِأَرِيجِ الْغَدْرِ وَ الزَّيْفِ
مَلْفُوفا
هَدْرٌ لِكَرَامَةِ الْإِنْسَانِ
وَجَنَائِز الْمَوْتِ
مَصْرُوع
أَعْلاَمٌ مُنَكَّسَةٌ بِدِيَارِنَا
خَوْفٌ مَنْزُوع
هَاتِ لِي كِسْرَةَ خِبْز
وَ رَغِيف
وَبَلْسَماً وَ شِفَاء نَظيفا
هَاتِ عِلْماََ عَدْلا
حُرِّيَّةً و سِلْماً
هَاتِ يَداً بِالنَّزَاهَةِ
وَ الشَّهَامِةِ كُنُوز
قُلُوبُنَا تُنَاجِي
ضَوْءاً مَعْدُوما
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
22/11/2011
سلا .. المغرب
{6}صحوة الحلم
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
صَحْوَةُ الْحُلْمِ
طَارَ الشَّجَنُ بَيْنَ الْجَوَانِح
صَدَحَ الْهَمْسُ وَ صَاحَ الْبَوْح
بَيْنَ أَضْلُعِي رُطُوبِةً تَنْضَح
يَمُوجُ الْبَحْرُ إِنْ هَاجَ يَنْزَحْ
اَلْعَطَشُ المُتَحَشِّدُ يَفْضَح
وَ الرُّوحُ تَتَوَارَى وَ تَجْنَح
أُلَمْلِمْ صَحْوَةَ الْحُلُم
بِالْهَمْسِ وَ الرُّوحُ تَنْصَح
تُنَاجِي الصَّمْتَ وتَفْصَح
عَنْ هَلْوَسَاتٍ فِي الْأَلَمِ تَسْبَح
يَخْتَفِي السُّكُونُ خَلْفَ الْأَحْرُف
يَتَمَدَّدُ بَحْراً بََيْنَهَا يَرْحَل
يَنْتَشِرُ صَخَباَ يَلُفُّ
رَجْعَ الِكَلاَمِ يُتْلِف
يُدَثِّرُهُ بِوِشَاحِ الْعَدَمِ يَعْقُف
وَالضَّجَرُ يَزْرَع الْحِنْطَةَ
بِالحُقُولِ رَصَاصَةَ النِّخَاسَةِ
تَحْرِقُ عُيُونَ الصَّفَاءِ تَفْقَأ
تَعْزِفُ الرَّبَابَةُ عَلَى أَوْتَارِ النُّوَّاح
وَالْبَوْحُ عَلَى الْمِقْصَلَةِ يُكْبَح
قُرْبَاناً لِشَرَفٍ يُذْبَح
اَلْقَبِيلَةُ تَخْتَفِي خَلْفَ مَلاَمِحِ
التِّرْحَالِ بَيْنَ الضِّفَتَيْنِ تَتَأَرْجَح
اَلْعَيْنُ تَدْمَعُ وَ مِلْحُهَا لاَ يَبْرَح
مُكَدَّسٌ ..صَدَأٌ بِالْقَلْبِ يَجْرَح
جُنُونٌ..بِذَاتِي يَسْرَح
أَأَظَلُّ بِالصَّمْتِ أَنُوحُ
وَ أَتَأَلَّم؟؟
أَم بِخُصُوبَةِ الِهَمْسِ أَصِيحُ
وَأَنْعَم؟؟
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
3/12/2011
سلا .. المغرب
{7}أنغام على شفة الضوء
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أَنْغَامٌ عَلَى شَفَةِ الضَّوْءِ
أَذْرِفُ رُوحِي فِي عَسْعَسَةِ اللَّيْلِ
عَسَمَتْ عَيْنِي دُمُوعا
أَشْعَلْتُ فِي النَّوْمِ شُمُوعا
تَاهَتْ حَدَقَاتِي ذُهُولا
يُولَدُ الدُّجَى فِي مُقْلَتَيَّ كُرُوما
أَسْمَعُ نَبَرَات أَعْمَاقِي تَعْدُو
وَرُشْدِي يُسَابقُهَا يَغْدُو
زَنَابِقَ تَتَمَايَلُ وَتَشْدُو
خُرَافِيَّةٌ أَثْدَاءُ دِمَاغِي
تَنَاسَلَتْ بِأَبْعَادِي
اِنْبَثَقَتْ تَعْزِفُ أَلْحَانِي
تَتَخَاطَفُنِي خَيَالاَتِي
وَأَطْيَافِي تَعْبَقُ بِأَنْفَاسِي
لَبِسْتُ رَغْوَةَ آمَالِي
أُرَاقِصُ أَوْتَارَ مُوسِيقَى
السِّحْرِ بِسَمَائِي
أَتِيهُ وَسَطَ الْعَوْسَجِ
أطْرَبُ لِأَلَقِي
ضِعْتُ بَيْنَ مَتَاهَاتِ اللَّيْلَكَيْنِ
عِنْدَ حُدُودِ الْأَرْضِ
أَسْدِيَّةُ الرَّوَابِي تَنْمُو
عَسَالِجُ الْأَغْصَانِ تَعْلُو
لَتُعَانِقَ الْعَلْيَاءَ وَ تَمْحُو
غُبَارَ الْعَتَاهَةِ
الْقَابِعَةَ فِي النَّوْمِ
أَجْمَعُ تُوَيْجَاتِ النَّدَى الْمُورِقِ
بِأَزْهَارِي
دَنْدَنَةٌ تُغَرِّدُ بِجِوَارِي
كَلِمَاتٌ تُعَرْبِدُ عَلَى أَوْرَاقْي
تَبْرُقُ بِوَمِيضِ أَحْلاَمِي
مَنْ يَزْرَعُ عَنَاقِيدَ الشَّمْسِ
بِمُرُوجِ الصَّمْتِ؟؟
مَنْ يَبْثُرُ الْخَرَسَ
مِنْ أَلْسِنَةِ الصَّوْتِ؟؟
أَنْغَامٌ عَلَى شَفَةِ الضَّوْءِ
تُرْسِلُ نُوراً
يُجْلِي عَتَمَةَ طُقُوسِ
أَرْضِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
30/12/2011
{8}ثعبان الضلال
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
ثُعْبَانُ الضَّلاَلِ
بِفَوَرانِ بُرْكَانٍ ثَائِرٍ
أُرَوِّضُ أَصَابِعِي لِقَطْفِ
الْكَرَزِ الْأَحْمَرِ
تَحْتَضِنُ سَعَفَاتُ النُّورِ
يَتُوهُ النِّسْيَانْ
فِي ذَاكِرَةِ الإِدْمَانْ
عَلَى الصَّمْتِ والْهَذَيَانْ
أُعَوِّدُ اللِّسَانُ
لِاسْتِرْجَاعِ حَاسَّةِ الْكَلاَمِ
أَفُكُّ عُقْدَةَ الْخَرَسِ وَ الْكِتْمَانْ
كَيْفَ للِصَّيَّادِ؟
أَنْ تَخُونَهُ الْقَصَبَةَ عَنْ
صَيْدِ الْأَسْمَاكِ؟
كَيْفَ لِغَوَّاصِ الْبَحْرِ؟
أَنْ يَتِيهَ عَنْ حَدَائِقِ
اللُّؤْلُؤِ وَالْمُرْجَانِ؟
كَيْفَ لِحَدَقَاتِ النُّورِ ؟
أَنْ تُحْجَبَ عَنْهَا حَقَائِقُ
اللَّفِّ وَ الدَّوَرَانْ؟
اَللَّحَظَاتُ الشَّارِدَةَ
تَعْلَمُ أَنِّي أَرَاهَا مِنْ
وَرَاءِ الْجُدْرَانِ
تَدْرِي أَنَّ الْمَوْتَ الْمَارِدَ
الْمُتَرَنِّحُ دَاخِلَ الْأَجْسَامِ
كَسِّرِ! السَّلاَسِلَ وَ الْأَغْلاَلَ!
غَادِرِ! الْقُضْبَانْ!
اِنْتَظِرْنِي أَيُّهَا الظِّلُّ الْمُخْتَبِئُ
وَرَاءَ الْأَجْسَادُ!
سَأَهْرُبُ مِنَ الْإِنْزِوَاءِ
لِأَفْتَحَ النَّوَافِذَ الْمُطِلَّةَ
عَلَى انْعِتَاقِ الْأَرْوَاحِ
أيَا رُوحِي !
أَعِيرِينِي الْأَيَادِي لِأُصَافِحَ
الضَّوْءَ السَّاطِعَ فِي الْآفَاقِ
يُنِيرُ ضَبَابَ الْغَمَامِ
الْجَاثِمِ عَلَى الْأَنْفَاسِ
يُدَثِّرُ الظَّلاَمَ
ثُعْبَانٌ مُلْتَفٌّ حَوْلَ
ذَيْلِهِ
يَنْفُثُ سُمَّهُ الْقّاتِلُ
عَلَى نَفْسِهِ
آخِرُ ذُيُولِ اللَّيْلِ
تَنْسَحِبُ خَلْفَ أَتْرِبَةِ
الضَّلاَلِ
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
21/12/2011
سلا .. المغرب
{9}نوارس شاردة
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
نَوَارِسٌ شَارِدَةٌ
فِي مُسْتَنْقَعِ الْعُمْيَانْ
نَتَجَرَّعْ أَقْدَاحَ الْآهَاتِ
أَجْسَادٌ مَمْتَدَّةُ بِذَاكِرَةِ
النِّسْيَانْ
أَثْدَاءُ أَفْكَارِي طُيُورٌ
هَاجَرَتْ أَعْشَاشَهَا
إِلَى الْغُدْرَانْ
لِتَنْطَفِئَ شُعْلَتُهَا
فِي طَيِّ النُّكْرَانِ
إِيقَاعَاتُ مَزَامِيرِهِمْ تَعْزِفُ
الْإِنْهِزَام
جُثَتٌ مُنْسَابَةٌ بَيْنَ ضِفَافِهَا
ضَفَادِعٌ تَنُطُّ بِغَبَاءِ حَكِيمِ
الُأَزْمَانْ
غَيُمَاتٌ سَوْدَاءَ أَدْمَنَتْ
الْأَجْوَاءَ
خَفَافِيشٌ خَائِفَةٌ تَهْمِسُ
بِالْأَوْهَام
غُرْفَةُ الزَّيْفْ خَشَبَاتٌ
تَسْتَعْرِضُ مَسْرَحِيَّات
السَّلاَمِ الْأَجْوَفِ فِي حَدَائِقِ
الْفَيَافِي الجَرْدَاء
تَنَاسَلَتْ مَكَائِدٌ بِتِمَارٍ
الْخَوَاء
تَذُوبُ الْأَيَّامُ فِي زِئْبَقِ
اللَّحَظَاتِ
تَتَدَحْرَجُ الْعَجَلاَتُ
لِتَلُوكَ أَضْوَاءَ السَّاعَاتِ
تَمْحُو وَمَضَات
الصًّحْوِ
وَتُفَتِّتُ أَيْقُونَات
السَّاحَاتِ
جِبَالٌ أَشَدُّ صَلاَبَةً
تَنْهَدُّ الْجِبَالُ
وَلاَ تَنْهَدُّ قُوَاهَا
فِي الْمَيَادِينِ صَرَخَاتٌ
تَنْثُرُ لَسَعَات
ذُعْْرٌ فِي مِقْصَلَةِ الشَّهَقَاتِ
فُهُودٌ تُسَابِقُ ضَوْءَ النَّيَازِكِ
الْمُحْرِقَةِ بِالْآهَاتِ
تَدْعَكُ اللَّيْلَكَ فِي أَجْنِحَةِ
الْغِرْبَانِ
لِتَطْرُدَ الشَّظَايَا الْمُتَطَايِرَةِ
تَائِهَات
نَوَارِسٌ تَسْبَحُ فِي خَرِيفٍ
شَارِدَات
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
12/12/2011
{10}هام الفؤاد واحتار
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
هام الفؤاد واحتار
مِنْ شُرْفِةِ الْحُلْمِ أُطِلُّ بِجُنُونِي
عَلَى بُسْتَانِكَ أُرَصِّفُ أَجْنِحَةَ الوَرْدِ
تَنَاثَرَ النَّدَى بِأَرِيجِ الْعِطْرِ
أُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ الْجُرْحَ
غَادَرْتُ آلاَمِي
هَدْهَدْتُهَا لِأَنَام
لاَ أَدْرِي أَكَانَ الْجُرْحُ أَعْمَقُ؟
أَمْ أَنَّ حُبَّكَ كَانَ هُوَ الْجُرْحُ؟
ظَنَنْتُ أَنَّنِي صَحَوْتُ
وَ طَابَ الْجُرْحُ
فِي غِيَابِكَ اسْتَحْضَرْتُ الزَّهْر
تَنَاسَلَ كَلِمَات
مِنْ لُجَيْنِ الْقَمَرِ
شَكَّلْتُ وَجْهَكَ
مِنْ تَغْرِيدِ الْعَصَافِيرِ
سَمِعْتُ صَوْتَكَ
مِنْ دَقَاتِ السّاعاتِ
كَانَ نَبْضُكَ
مِنْ خُيُوطِ الشَّمْسِ
نُورُ طَيْفِكَ
أَفْتَحُ نَافِذَتِي
لِأَرَاكَ بِصَفْحَةِ الْبَدْرِ
تَعْكِسُ الْمَرَايَا ضَوْءَهُ
سِحْر
أُسَامِرُهُ وَ اللَّيْلُ سَحَر
وَ سُهَادِي سَمَر
أُنَاجِيكَ عِنْدَ شُرُوقِ شَمْسِي
نُورُهَا عِبَر
تَنْسَابُ عَلَى خَذِّي كَدَر
يَنَامُ الدُّجَى وَ عَيْنِي لاَ تَنَام
يَنْتَهِي الْإِنْتِظَارُ مَهْمَا طَال
وَ انْتِظَارِي طَال
أَغْفُو عَلَى سَرِيرِ أَمْطَارِي
أُنُاظِرُ أَحْلاَمِي
تَأْتِينِي فِي مَنَامِي
حُبُّكَ يَسْكُنُنِي
نَسَمَاتٌ مُزَرْكَشَةُ تَلْبَسُنِي
أُغَادِرُ نَحْوَ مِسَاحَاتِكَ
مَقَامِي
أَبْحَثُ عَنْ وَجْهِ الْقَمَرِ
فِي الْأمَاسِي
أُمْزِجُهَا بِرَحيقِ شَوْقِي
وَأُمْسِي
حَاضِنَةً حَنِينِي
بَيْنَ أَمْسِي وَ يَوْمِي
أَمْشِي
مُلْتَحِفَةً حُزْنِي
تَرَى هَلْ ظَلَمْتُكَ
بِحُبِّي ؟
أَمْ أَنْتَ ظَالِمٌ لِي
لَمَّا سَكَنْتَ حُبِّي ؟
فَعُذْراً ..إِنْ كُنْتُ ظَلَمْتُكَ
عُذْرِي ..أَنِّي عَاشِقَةٌ
لِطَيْفٍ لاَ أَدْرِي
أَكَانَ لِلْقَلْبِ اخْتِيَار؟
أَوْ لِشَوْقِي قَرَار؟
عَفْواً..هَامَ الْفُؤَادُ وَ احْتَار
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
25/12/2011
سلا .. المغرب
{11}طيف بفؤادي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
طيف بفؤادي
لبست من خيوط الشمس
فستانا بضيائها أُمْسِي
على ضفاف بحار الأمان أمشي
أمضي صوب سحر عينيك أُنْسِي
أخْتَبِئ من لظى أمسي
لَكَمْ أتمنى أن أكون عطرا
أتسلل عبر مسامك أريجا
أسكنك فلا تنسى همسي
أكون هواءً تستنشقني لتحيى
وبه تنتعش نفسي
لكم أتمنى أن أكون نبضا
لقلبك ترنيمات جنون
لا تجس إلا باسمي
حبرا تخطه سطورا وشعرا
تروي روحي سحرا
قيثارة الملائكة تهطل قطرا
تعزف فيروزيات عمري لحنا
تحكي حكايات لحظاتي
تنهمر بشراييني دماء
تروي
أهرول مسرعة من ساعاتي
من شتاء تساقط صقيعا بأثوابي
من بحر سعير أضنى دهري
من نوافذ تَخْطِفُنِي
أَتَنَقَّلُ بمدارات كوني
أنْثُرُ ورودَ النقاءِ زهْرا
أُبَدِّدُ غِيَابَكَ
لِأَجِدَكَ بَرْقاً وومْضَةً
خلف ريش الغمام بُشْرى
أُغْمِضُ عينيَّ لأَراك بأحداقي
تُضاحِكُ أهدابي
أسبح بها فوق الغيوم
بلا جسورٍ أسري
أعبر مجرات أزماني
أجوبها أبحث عن صدقٍ
بأقماري
عن حب طهر..أتيه بأحلامي
حب يدوم أكثر من تضاريس
الأعمار
أستقيل من كون فاني
لأحلق معك في فضاء سرمدي
أناجي الحواري
أعتذر من وجودي
لأبقى حروفا على صفحاتك
خلودي
حبرا لا يجف انساب لجينا
لامعاً
يُجْلي عتمة سحابي
لوحة على أجنحة الفراش
بآمالي
من روحي تَسْتَمِدُّ ألواني
من صورتك بوجداني اكتمالي
فأيُّ حُسْنٍ في الوجود أسمى
وأبهى من طيف هو
بفؤادي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
15/12/2011
{12}دموع حد التماهي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
دُمُوعٌ حَدَّ التَّمَاهِي
غُدْرَانُ الدَّمْعِ تَتَمَاهَى
عَلَى مِسَاحَاتِ الْوَجْهِ تَتَهَادَى
تَنْشُرُ لَسَعَات وَفُقَاعَاتُهَا
تَخْفُقُ بِنَدَبَاتِ الْأَحْدَاقِ
هَلْ حَقًّا نَدَاهَا
يَغْسِلُ كُهُوفَ الْأَرْوَاح؟
أَمْ أَنَّهُ هُرُوبٌ مِنَهَا لِيَرْتَاح؟
سَئِمَ انْصِهَارَهُ بِخَوَابٍ
مَوَالِح
لَنْ أُشَاطِرَكَ إِيَّاهَا أَبَداً
لَنْ أُقَاسِمَكَ نِعْمَتَهَا
فَهِيَ سِرِّي السَّرْمَدِي
لاَ أُرِيدُ أن أَهْدِرَ عُمْرِي
فِي أَلَمٍ مَائِي
اِنْهَالَ حَدَّ التَّمَاهِي
أَتَعْلَمُ أَنَّ شَجَنَي حُرِّيَّتِي!
أَهْوَاكَ كَمَا أَشَاءُ
أُسْطْورَةٌ أَبْعَدُ مِنَ الْمَدَى!
أَقْوَى مِنَ الْبَحْرِ مَدَّا!
كَسَّرْتُ أَصْفَادَ الْهَوَاءِ
مُحَلِّقَةً فِي الفَضَاءِ
أُغَرِّدُ أُنْشُودَةَ الصَّفَاءِ
أَحْفْرُ عَلَى أَغْصَانِ الشَّمْسِ
أَعْشَاشَ النَّقَاءِ
أَرْسُمُ أَبَجْدِيَّةً فِي الْحَبِّ
عَكْسَ الْحَبِيبِ فِي بَهَاءٍ
اَلْحُزْنُ أَيْقُونَةَ أَضْوَاءٍ
تُلَمِّعُ بِالْآهَاتِ الْأَعْمَاقَ
لِيُغَادِرَهَا سَابِحَةً بِمَدَارَاتِ
الْآفَاقِ
نَحْلَةٌ تَتَنَقَّلُ بَيْنَ
خُيُوطِ النُّورِ الْبَيْضَاء
تَرْتَشِفُ رَحِيقِ الْوَرْدِ
الزَّاهِيَّةِ
تَرْشَحُ عَسَلاً
تُوَزِّعُهُ بِنَصَاعَةِ
الْعَلْيَاءِ
ضِيَاء
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
9//12/2011
سلا .. المغرب
{13}أيقونات الأمل
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أيقونات الأمل
وَعَدَ شُرْيَاني بالهمس نبضا
وجفوني تشي دمعا
تصنع من طقوسها ألما
أبحث عن النجوم دِفْئا
في عيون العصافير لحنا
شاخت مراكب الليل سهدا
ومجاديفها ترتجف خوفا
الدمعة في بحر الجسد
تعبث مخنوقة جمرا
على شرفة الأمل التقينا
وكانت البسمة تترقرق بأعيننا
فساتيني تعكس ضياء البدر فرحا
حتى ماء النهر شاركنا
انسابت مياهه تعبر سواقينا
بضفافه أينعت الأزهار بفرحنا
والخمائل تمايلت من خضرتها
في روابينا
كُنْتَ سراج زيت لا ينوس
تهدي التائهين
لمرافئ الأمان مشينا
حسبتك نجم ليلي لا أفول
لا تغيب ولا تختفي خلف الغيوم
في غياهب الدجى تتوارى هروب
كيف سرنا طريقنا؟
كيف كان حلمنا وَنيسا؟
كيف ذبُلَتْ زهرة آمالنا
في الحقول سكونا؟
الصمت نام بشمس النهر
وصدى الضوء تردد نزوحا
ولى متقهقرا رجوعا
أتنفس بخار الماء شحوبا
عَلِّي أُبْعِدُ عن أغصاني الذُّبول
أزْرَعُ سنابل القَناديل بصدري
وأمشي أُنير لحظات الغَسَقِ
والليالي الحالكة نورا
آهات شمعة ثكلى
توقد الضوء بميلاد منامة
أَبَتِ الظهور
سأفتح كتاب الحلم
وأشعل أيقونات الأمل
أمزق الجسور
أتحدى اللفافات الحمقاء
التي أحرقت صوامع بدايتنا
لأبعث في نهايتنا
بداية جديدة تختال
حبورا
أنثر الزنابق على سفوح
الجبال سرورا
أنطلق بحلمي ليجلي
عتمة حرفي
وتشع ببوحها الأماني
سطورا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
13/12/2011
{14}وجودي بمقلتيك
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
وُجُودِي بِمُقْلَتَيْهِ
أَيُّهَا الْبَدْرُ فِي عُمْقِ اللَّيَالِي
اُغْمُرْنِي بِضِيَائِكِ كَمَ الْبَحْر
اُغْمُرْنِي بِمَدِّكَ..بِحُبِّكَ
فَأَنَا رِمَالٌ عَطْشَى لِمَوْجِكَ
هَرَبْتُ طَوِيلاً مِنْ لَظَى
ظَمَئِكَ
مِنْ سُوقِ رُعُودٍ
حَنَّطَتْ قَلْبِي شُجُون
عَلَى مَتَاهَاتِ اللَّيَالِي
رَحَلْتُ فِي سُكُون
اِبْتَعَدْتُ بِحُبِّكَ
عَنْ مَدَارِكَ
لَفَفْتُ غُرْبَتِي صَقِيعاً
عَزَفْتُ صَدََّكَ شَفِيعاً
وَقَفْتُ فِي وَجْهِ الْهَجْرِ
سَدًّا مَنِيعاً
أَتَرَاشَقُ وَ الدُّجَى وَ الْآلاَمُ
زَفِيراً
طَالَ بِي السَّيْرُ إِلَى
نِسْيَانِكَ
فَارْتَأَيْتُ أَنْ أَحْمِلَ
شَوْقِي إِلَيْكَ
اِنْبَثَقَتْ لِي أَجْنِحَةٌ
فَطِرْتُ إِلَيْكَ
أَبْنِي عُشَّ حُلْمِي
وَأَمَلِي بِيَدَيْكَ
أَتَسَلَّقُ خُيُوطَ الْهَوَى
أَرْكَبُ سُفُنَ الْمَدَى
لِأَتِيكَ وَ نَبَضَات قَلْبِي
تَتَرَدَّدُ صَدَى
أُسَابِقُ سَبَائِكَ الشَّمْسِ
إِلَى قَلْبِكَ
لِأَكُونَ شَمْساً بِهِ سَنَا
حَصَدْتُ عُمْرِي
أَسْرَجْتُهُ قَنَادِيلَ الضَّوْء
سَكَبْتُهَا عِطْراً فِي عَيْنَيْكَ
اِبْتَسَمَ الْفَجْرُ وَحُلْمِي
بِنَوْمِكَ
هَا قَدْ رَحَلْتُ إِلَيْكَ
أُصَاحِبُ الضَّوْءَ
وَ الضَّوْءُ يُضاحِكُنِي
بظِلِّكَ
اَلْفَرَحُ يَتَسَرَّبُ مِنْ نَوَافِذِي
يَخْتَرِقُ جُدْرَانَ قَلْبِي
نُوراً أَهْدَاهُ لِي
فَأَيُّ نُورٍ أَحْسَنُ
مِنْ وُجُودِي بِمُقْلَتَيْهِ؟؟؟
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
26/12/2011
سلا .. المغرب
{15}آه يا بحر!!ا
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
آه يَا بَحْر!!
شِتَاءٌ امْتَشَقَ صَقِيع
مَسَاءَات ذَات نَجِيع
أَهْدَيْتَهُ شَوْقَ قَلِبِي
وَأَهْدَانِي فُقَاعَاتٍ
مِنَ السُّمُومِ نَقِيع
يَا بَحْرَ وَلَعِي!
تَسْكُنُهُ جُنُونِي!
كُلّ مَوْجَةٍ مِنْكَ
تَحْكِي تِرْحَالِي
بِاللَّهِ عَلَيْكَ!
أَيْنَ خَبَّأْتَ دْمُوعِي؟
أَمْ تَرَاكَ صَاخِباٍ
تَضُجُّ بِأَشْجَانِي؟
كَمْ أَشْتَاقُ أَنْ أََرْكَبَ
مَرَاكِبَكَ وَ أَتِيه؟
عَلَّنِي أَغْرَقُ بِكَ وَ أَضِيع
أَعْزِفُ سِيمْفُونِيَّةَ مَوْجٍ
يَتَهَدَّجُ
أَنْغَامَ الْمَاءِ بِالْمَاء
أمْتَطِي جَنَاحَ الْأَسْمَاكِ
أَطِيرُ إِلَى قَلْبِكَ
أَبْنِي عُشَّ رُوحِي
لاَ يَعْرِفُ حُدُودَ الْمَدى
أَتَسَلَّقُ أَهْدَابَكَ
أَنْسُجُ مِنْهَا خَمَائِلَ
الْهُدَى
أُسَابِقُ الشَّمْسَ
إِلَى قَعْرِ بَحْرِكَ
قَبْلَ أَنْ يُبَاغِتَنِي
سُهَادُ شَمْسِي
أَتَدَثَّرْ بِمَوْجِكَ
يُدْفِئ جِسْمِي
مِنْ لَفَحَاتِ رِيَاحِي
آه يَا بَحْر!!!
لَيْتَكَ قَطَرَات دَمِي
تَتَنَقَّلُ بِنَسَخِي
أَمْدُدُكَ بِكُلِّ شَرَايِينِي
إِنْ غَادَرْتَنِي
غَادَرَتْنِي رُوحِي
تَسْكُنُنِي ضِيَاءً بِمُدُنِي
أَتَسَلَّلُ إِلَيْكَ أَحْلاَماً
بِمَنَامِي
تَارِكَةً كُلَّ أَيَّامِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
25/12/2011
سلا .. المغرب
{ الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
{16} جَنَّاتُ مَنَامِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
جَنَّاتُ مَنَامِي
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ زَخَّاتِ سَعَادَتِي
بِعَيْنَيْهِ مُعَبَّأةٌ أَفْرَاحِي
وَأَنَّ حَيَاتِي مُعَلَّقَةٌ بِأَهْدَابِهِ
نَجَاتِي
يَرْشُقُنِي بِنَظَرَاتِهِ
أَفْتَحُ بَابَ مِرْآتِي
يُهَدْهِدُنِي بِوَرْدَةٍ خَيَالِي
فَأَغْدُو شَتِيلَةً بِصَفَائِي
تَحْمِلُ الْمَرَايَا أَطْيَافِي
حِينَ الْتَقَيْنَا بَيْنَ الظِّلاَلِ
كُنْتَ الْبَحْرَ بِمَدِّهِ حَنَانٌ
مِينَاءُ النُّورِ فِي الظَّلاَمِ
رَصَّفْتَ بِاليَاسَمِينِ دُرُوبِي
أَسْكَنْتَنِي غُيُومَ أَمْطَارِي
فَانْهَمَرْتُ أَرِيجاً بِعِطْرِي
أَسْقِي مَوَاتَهَا بَعْدَ ذُبُولِي
صَحَوْتُ عَلَى دَقَّاتِهِ بِنَبْضِي
أَجْرَاسٌ تَدُقُّ بَابَ وِجْدَانِي
اِمْتَطَيْتُ أَجْنِحَةَ عَصَافِيرِي
لِأَطِيرَ إِلَى جِنَانِهِ فَوْقَ سَحابِي
عَلَى وَقْعِ خُطَاه بِرُوحِي
اِسْتَفَقْتُ لِأَسْتَحِمَّ بِمَنَمَاتِي
أَغُوصُ دُونَ طَوْقِ نَجَاتِي
نَسِيتُ السِّبَاحَةَ وَامْتَهَنْتُ غَرَقِي
بَنَيْتَ لِي مَمْلَكَتَي
غَرَسْتَهَا آمَالاً بِأحْلاَمِي
كُنْتَ صَيْفَ أَشْوَاقِي
بَدْرَ رَبِيعِي بِآفَاقِي
كُنْتَ أَمْطَارَ شِتَائِي
تَحْمِلُ أَنْهَارِ أعْرَاسِي
كُنْتَ جِنَانَ الْوُرُودِ بِأَنْوَاعِهَا
بِالرَّوَابِي
زَرَعْتَ الْأُمْنِيَّات بِأَوْرِدَتِي
نَشَطَتْ دِمَائِي
وَتَدَفَّقَتْ بِهَنَائِي
أَيَا حُلْماً بِأَيَّامِي
لاَ تُغْلِقْ كُلَّ أَبْوَابِي
كُنْ نُورَ شَمْسِي
تَخْتَرِقُ نَوَافِذِي
لِتَشِعَّ الْبَهْجَةُ بِخَافِقِي
تَنْبُتُ شَتَائِلَ الْقُرُنْفُلِ
بِعَيْنِي
تُغَرِّدُ الْبَلاَبِلُ بِثَغْرِي
أَنْسَى آلاَمِي وأَشْجَانِي
أَخْلُدُ فِي جَنَّاتِ مَنَامِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
24/12/2011
سلا ..المغرب
{17}ذَابَتْ الأَعْمَاق
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
ذَابَتْ الْأَعْمَاقُ
فَاضَ الدَّمْعُ بِشَوْقِي
وَتَآمَرَ مَعَ النِّسْيَانِ
حَرْفِي
سَقَانِي مِلْحَ عَلْقَمِي
وَمُرَّ سُهْدِي
اِنْسَكَبَ شَلاَّلاً
بِطَيْفِكَ أَهْدِي
عَبَثاً أُخَدِّرُهُ حَرْفِي
لِأَجِدَنِي أَدْمَنْتُ
خَيَالَهُ فِي صَحْوِي
وَنَوْمِي
قَطَفْتُ نُجِوماً مِنْ
نُورِ عَيْنَيْهِ
عَقَدْتُهُ ضَفِيرَةَ جَفْنَيْهِ
شَكَّلْتُهَا بَرِيقَ مُقْلَتَيْهِ
رَسَمْتُهَا خَيَالاً لِوَجْنَتَيْهِ
لَوْحَةَ جَمَالٍ وَ كَمَالٍ
بِلَوْنَيْهِ
صُورَةً عَلَى صَدْرِي
وَضَعْتُهَا
لِأَحْضُنَهَا بِذِرَاعَيَّ
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَصْلُكَ
لِلْقَلْبِ شَافِي
فَلْيَكُنْ وَعْدُكَ بِهَمْسٍ
كَافِي
تُعَانِقُنِي ذّاكِرَتِي
يَوْمَ زَرَعْتَ الْبَسْمَةَ
بِثَغْرِي
وَهَادَيْتَنِي وَرْدَ الْأَمَلِ
بِيَدِي
رَذَاذٌ ضَوْءٍ الشَّمْسِ
اِنْسَابَ مِنْ بَسْمَتِكَ
بِقَلْبِي
أُسْطُورَةَ حُبِّ طُهْرٍ
بِخَافِقِي
تَحْكِي
تُنَاجِي الرُّوحَ
بِمَعْزُوفَةَ وَفَائِي
هَدِيلُ الْحَمَامِ
بِرَوْعَةِ الْأَلْحَانِ
تَتَمايَلُ الْأَغْصَان
لِتُعَانِقَ الْبَدْرََ بِالْأَفَاق
مُهَلِّلَةً بِحُضُورِهِ
لِجَنَّةِ الْوِفَاقِ
يَحْضُنُ شَوْقاً واشْتِيَاقاً
طَال
ذَابَتْ لَهُمَا
الْأَعْمَاق
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
{18}قايضني الزمان
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
قايضني الزمان
وامتص مني فرحتي
وعاكسني القدر في
نفسه أن أنعم ببسمتي
حتى المكان قام ولسعادتي
رفض وحجب عني أملي
حمل بعضي لبعضه وهاجر
عبر مشيئتي
أبحث عن بدر سمائي
أخطف نظرة من
بين حطام نزف
قضائي
أحتضن الصمت وأجر
أذيال مهجتي
أرمم موات زهرتي
أزور حدائقي وأسقي ورودي
علي بها أتسلى وأنسى
غياب نجمي
وبعده عن فضائي
أيا بدرا في العلا يضيء
آفاقي
تراك يوما ستنسى
أني بدونك أنعم في
ظلامي
أراقص أشلائي
في جنة كسادي
كتبت اسمك فوق جدار
عمري
ووشمته ضياء على صفحات
فؤادي
أجالس طيفك وأحكي
ما بالفؤاد له أشكي
لوعة شوقي واحتراقي
يا خل روحي
أراك في نسمات الهواء
تداعب رموشي
أراك في نور الشمس
تسطع وتنير أبراجي
أراك في ضوء القمر
يلمع بلمعان روحي
أراك في موج البحر
تلاطم خدي
وترسم البسمة على
ثغري
أراك في أوراق الأشجار
تتمايل اخضرارا
وتضفي خضرتها
نورا على أوراقي
تنساب لتختال بينها
زهورا وورودا تعطر وجداني
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
1/10/2011
سلا .. المغرب
{19}ضباب الانتظار
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
حبيبي لو تعلم كم أصدقك
لو تعلم كم تجيد الهمس
وأتيه به في صمتك
أتعلم أن كلماتك تعني الكثير
لو تعلم أن بين طياتها سم دفين
لو تعلم أنها قيلت لغيري كثير
أترنم حين سماعها
وقلبي يشدو ويقول
هي لك أنت لا مثيل
***
في قلبي مودة ومحبة
هي أجمل كالأثير
حبي لملاك ...في خيالي
يرسم البسمة على ثغري الأسير
ريشتك رسمت حزنا بقلي كسير
وخطت خطوط الأسى بالجبين حسير
***
وقفت على شرفة غرفتي
أناظرك وتساؤلاتي دون تفسير
غرقت في تأملات صفحاتك والدمع يسيل
تلاشى كل أمل وعدت أسير
على أبواب قدري أناشد الأثير
لينعم علي بنسمات تطفئ الحريق
بوجداني المشتعل نار سعير
***
ذبت في ضباب الإنتظار
أريج الرياحين تعبق بعذاب القدر
أضحك من الكدر
والألم في قلبي دفين
لبست رداء الخوف والشجن
عزف أوتار الرحيل
مضى في صمت رهيب
***
مرايايا انكسرت في ظلام الصبر الطويل
كنت كمطر في مهب الريح
في صحراء رمال يسيح
ضباب الحزن يتوهج بجرحي
قرابين على أعتابه ذبيح
***
راحلة إلى القصر السحري
مملكة الشجن أسير
هناك في مكان ضيق سري
غناء اللظى يشدو في طرقاتي
تضيق ........وتضيق
معابر أرضي ما عادت تسعني
ونجوم الليل في الغسق
أقضي معها ساعات السمر
أناجيها وتحتضنني للسحر
***
طوفان الظلال عارية
الناس ألوان
أفكاري مكشوفة
مفتوحة تدق بها النواقيس
مخمورة أنا بصدمات حظي
النار من احتراقي تبكي
مشتعلة في موقد هشيم اليابس
بدمي يكوي
أهرب بدمعي يشع بجفوني
وتسقط على صدري جداولي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
{20}عالم السلام
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
قد أملأ الكون ببسماتي
أتهادى وتتعالى ضحكاتي
قد أنسى أحزاني وأشجاني
قد أنعم بلحظات سعادتي
أتيه وأناجي أشجاري
قد أجلس على الصخرة الصماء
غلى ضفاف شواطئ بحري
أناجي طيوري ونواريسي
بآمالي
أفتح بوابة الأمل من ثاني
***
ضوء الشمس يعبر نوافذي
يداعب وجنتي بحناني
دفء ترعرع بوجداني
يزف إلي بانجلاء أحزاني
منهمرة أنا بين رجفة حلمي
وتيهاني وراء أملي
براكين خامدة بكياني
أعود إلى ذكرياتي
همسات حريق أشواقي
تجذبني لأتيه في عالمي
بعيدة عن دنيا نفاق
وخداع سذاجتي
أنزوي منغلقة روحي
على روحها تنادي
تعالى يا صفائي
دثرني بوشاح النقاء
+++++
أيتها العلياء إليك أتسلق
الفضاء
أركب خيوط الشمس
وأعتلي نجوم الضياء
أرنو إلى شهقة الصباح
إلى صفاء ضوء الضياء
أرنو إلى انتشار الشفاء
عالم يسقط عنه البلاء
خداع ونفاق كذب وإخفاء
أقنعة تحجب وجوه زيف
في الظلماء
يتوه بينهم أبرياء
أقبل أيها الأمل وكن أنت
الدواء
ليعم السلام...أمان...ووئام
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
28/9/2011
{21}الحياة
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
الحياة
يا عجبا من قلبي
كيف انجرف بتيهي
يقرع أجراس سجني
رميت حجرا في النبع
فانساب نهرا بحزني
طيوري تعزف غيبي
طرقات تضيق ...وتضيق
بحلمي
لأجد نفسي طريحة
همي
لغز الحياة حيرني
ترى العين الجمال من حولي
بجمال روحي تغمرني
وإذا الحزن كفن صفوي
يذرف الدمع عيني
وسواد الكون بها يسري
الغيوم والسحاب يحجب
عني
شروق شمسي
وجمال كوني
نجوم متلألئة بها بعيدة
عني
كأني وإياها غرباء في
عالم سري
تتدفق المياه وخريرها
يترقرق بشراييني
نقاء وطهر العلياء بها
يجري
عصافير وبلابل تغرد
بجمال خلق ربي
الأشجار بأوراقها
الخضراء وأغصانها
الوارفة بظلالها
تغطي
وبثمارها ونعمها
في سخاء تعطي
بحارها ومحيطاتها في
أغوارها
مرجان وماس ولؤلؤ في
قعرها
معجزة خالق كوني
أسماك بشتى أنواعها
جمال سبحانك ربي
في مده سخاء
بخيراته يدلي
وفي جزره طاعة وانصياع
لأمرك يا مالك سري
براكين خامدة في جوف
أرضي
بإرادته تثور
وتجرف الكل من حولي
هي الحياة لغز
لا يفكه إلا أنت سبحانك
ربي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
18/10/2011
سلا المغرب
{22}شعاع منير
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
شعاع منير
أمني النفس بالأمل
أهتز كريشة في وجل
تهمسني المشاعر وأتأمل
على ضفاف الليل
أسدل الظلام الجدائل
رافقته والدجى متهاطل
أينني من خيوطه الجحافل؟
أين النجوم من حلكته
وضوؤها أساطيل؟
مشيته وهي عني تبخل
بشعاع ينير ظلمة المقل
أيتها الريشة العائمة في
بحر العويل
تتجرع نقيع الحنظل
غبار وغموض لا يشفي الغليل
كل يوم يهز شوارع مدينتي
والظلم أبى الرحيل
بلادي جرة بركان الصهيل
تضاريس الحكايات تتوالى
لا بديل
موائد اللؤم ترمي
الأيتام بالفتات وأطنان الذل
تجود بها عليهم في دلال
إن كنوز مدينتي والحقول
جنائز محنطة للئيم
والذئاب تعوي في أحشاء الأجيال
الوله يصدح رغم أنوف الأوغاد
براءة تبحر في عيوننا كالأطفال
وزفيرنا يتصاعد ويهبط فظيع
من عبء الأثقال
نصارع موجات الضلال
ونتحمل الأعباء نسابق الآجال
التوهج يتطاير بالأوصال
المسك يفوح من رئة الأبطال
الليوث في عرين الأشبال
تموج في مد كالأهوال
لاجزر لمدهم الهطال
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
23/10/2011
سلا المغرب
{23}نور هل
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
نور هل
ما سر الإحتراق؟
الذي دنا من القلب الملتاع
سرى في نصل ذكائي يبتاع
أحلق عبر الخريف في سرايا الريح
وحزن القرون جاثم في عرين العيون
سال دم أوتاري قربانا في الصدور
في غابات الآهات والزفرات
يتضرع خجلا من عثراتي
مالي أرى شحوب نظراتي
مرآتي تعكس رعشة فؤادي
أشتهي أن أعود طفلة
بين الربى والأزهار أجرى
جدائلي تتطاير خلفي
نسمات الصبح تلاعب وجهي
أهدابي تبتسم من فرحتي
وجفوني ببريق قلبي تحكي
كم أنا متعبة في أسفاري
عويل يهز أعذاري
يأخذني إلى منفى أضناني
من قسوة قوانين زماني
تتيه بي الطرقات عبر متاهاتي
أبحث عن مخرج لأسرابي
أرتشف اللظى من رحيق أشجاني
أطوي زحام السنين في ظلالي
أراك في وجودي الأبدي
تنير لي طرقاتي
شتاء يتهاطل بصحوتي
مصابيح من النور هلت
برحابي
فوانيس تهدي خلجاتي
نجم يبث نوره بوجداني
لأستقر في نعيم شرفاتي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
10/10/2011
سلا المغرب
{24}رسالة
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
هات الحبر والقلم
أكتب لمن بالشوق
أصاب الفؤاد وألم
أن في هجره ظلم
جفني من السهد تورم
وطيفه حين أنام
يراودني حلما على الدوام
يا من جافني ونام
ليتك حبيبي تعلم
أنني إن أنت نمت
مقلتي لن تنام
تسهر الليالي تناجيك
بألحان الشجن والألم
كنت بالأمس أملا
واليوم صرت وهما
في المنام حلما
ذاب الفؤاد في هواه
وبات يشكو السقم
من فرط هجره تألم
هدت صبابته الهيام
أرسلت مراسيلي والحمام
أوصلها ومنه لم يصلني جواب
لهواه قلبي أسلم
أمره واستسلم للأحزان
يقضي ليله قياما
والناس من حوله نيام
بين النجوم وجد المقام
يسامرها وتبادله الإنسجام
بنظرات وزفرات تفهم
سر الفؤاد المستهام
وقلبي ملكه واستسلم
لهواه رغم تعب الأجسام
روحي فداه وجرحي إيلام
بذكراه أحيى أعزي النفس
بأمل لقائه وتشفى السقام
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
24/10/2011
سلا المغرب
{25}حسرة
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
لكم كان يكفيني
أن أراك في أحلامي
تركب صهوة خيوط الفجر
تلوح بهمساتك بطهر
ترميني بإكليل من الورد
يعطر رحابي بأريج الزهر
لكم كان يكفيني
أن أرافقك بين خمائل الصبر
تتهادى بين سنابلها بفخر
نمشي ونمشي والبدر
يرعانا بعيونه من الشر
وعصافير روحي بالصدر
تغرد أناشيد السحر
تسمو بأثداء الفكر
لكم كان بودي
أن أمتطي خيول البحر
أغوص معك إلى الدر
ننهل من ماسات الجوهر
وصفاء أغوار السر
بعيدا عن أشواك الشر
وعثرات أسلاك الصخر
لكم كان بودي
أن أكون نجمة قرب البدر
بضيائي ينتشر العطر
وتتهاطل زخات المطر
على الأرض بالمسك والعنبر
تمحو آثار الخداع والمكر
أمشي في طرقاتي وأتحسر
على أحلام كانت بالفكر
يزهو بها ويتباهى ويفخر
أجول بنظراتي وتتعثر
في تضاريس الأرض تتكسر
لما بين طياتها تتنكر
وسيول من ضيائها يتفجر
لأرقى إلى العلياء وأتصدر
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
25/10/2011
{26}يا ريح الهوى
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
يَا رِيحَ الْهَوَى
يَا رِيحَ الْهَوَى
اِحْمِلِينِي نَسِيماً إِلَيْهِ
أَنْسَكِبُ هَوَاءً بِرِئَتَيْهِ
أَوْ أَحْمِلْهُ عِطْراً إِلَيَّ
أُنْزِلُهُ بَسْمَةً بِوَرِيدِي
يَا رِيحَ الْهَوَى
خُذِيهِ إِلَيَّ
أُخْفِيهِ فِي مُقْلَتَيَّ
لاََ تَرَاهُ سِوَى عَيْنَيَّ
اِحْمِلِيهِ شَذًى إِلَيَّ
تَمْلَأُ أنْغَامَهُ أُذُنَيَّ
لِتَعُودَ نَعْشَةُ دُنْيَايَ
نَسَمَاتٌ عَلِيلَةُ
مِنْ رَحِيقِ الْأُقْحُوَانِ
أَرِيجُهُ نَدَى الْأَلْحَانِ
يَعْزِفُ أَوْتَارَ الْحُبِّ
أَنْغَام
يَا رِيحٌ أَذْرِيهِ بُذُوراً
بِتُرْبَتِي
يَنْبُثُ وُرُوداً وَزُهُورا
بِمُهْجِتِي
أَسْقِيهَا قَطَرَاتٍ مِنْ دَمِي
أَلُفُّهَا ضَفَائِرَ بَهْجَتِي
أجْذِبُ كُلَّ الْغَمَام
لِيَهْطِلَ غَيْثاً بِأَرْوِقَتِي
يَا خُيُوطَ الشَّمْسِ
أذِيبِيهِ وَ اصْهَرِيهِ
لُجَيْناً بِأَحْدَاقِي
أُطْبِقُ عَلَيْهِ أَهْدَابِي
وَ أَنْسَى عَذَابِي
أُرِيدُهُ مَاءاً زُلاَلاً
مِنْ بَيْنِ الصُّخُورِ
يَنْهَمِرُ شَلاَّلاً
بِحنانه وَحُبِّهِ
يَحْضُنُنِي كَمَالاً
يا مَوْجَاتُ بَحْرِي
اِحْمِلِي لَهُ سَلاَم
أَهْدِيهُ لَهَ دُونَ كَلاَم
يَا نَوَارِيسِي
قُولِي لَهُ طَالَ
الْغِيَاب
فَإِنْ تَكُ نَسِيتَ
فَقَلْبُهَا نَسِيَ
كُلَّ عِتَااااااااااااب
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
20/12/2011
{27}أحلام
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أَحْلاَمٌ
مِنْ خُيُوطِ الشَّمْسِ
شَكَّلْتُ مَلاَمِحَكَ
لِتَكُونَ ضَوْءَ فَضَائِي
مِنْ لُجَيْنِ الْقَمْرِ
سَكَبْتُ رُوحاً بِجَسَدِكَ
لِأَرَاكَ أَطْهَرَ مِنْ وَجْهِهِ
بِسَمَائِي
تَبَسَّمْتَ وَ كُنْتَ أَجْمَلَ مِن النَّجْمِ
بِأَرْجَائِي
غَارَ مِنْكَ وَ تَوَارَى عَنِ
الْعِيَانِ
وَ الْقّمَرُ حِينَ أَشْرَقْتَ
أَبَى الظُّهُورَ بَعْدَ
سُطُوعِكَ بالْكِيَانِ
أُحَاكِي النُّجُومَ فِي الضِّيَاءِ
تَلْمَعُ جَمِيلَةً بِالصَّفَاءِ
تَتَرَاقَصُ حَوْلَهَا كَوَاكِبٌ
دَائِمَةُ الدَّوَارَانِ
نَجْمٌ تَابِتٌٌ بِمَكَانِهِ لَهِيبٌ
مُضْرَمٌ بِجَوْفِهِ
وَ الضِّيَاءُ مَُنْبَعِثُ مِنْ
حَوْلِهِ
تَلاَقَيْنَا وَ غَنَّيْنَا أُنْشُودَةً
عَزَفَتْ أَوْتَارَهَا نّوَارِيسِي
بِضِفَافِ الْبَحْرِ شَدَتْ
أَلْحَانِي
هَمَسَاتُ الْأَمَاسِي
عَلَى الْأَنْهَارِ فِي صَمْتِ
التَّنَاسِي
سُكُونٌ خَيَّمَ بِالْأَفْئِدَةِ
وَانْمَحَتْ مَآس
أَيَا قَلْبِي!
أَرَاكَ فِي زَمَنٍِ
اَلْأَشْجَارُ تَََتَكَلَّمُ
اَلرَّوَابِي تَعْزِفُ أنْغَامَ
الْأَزْهَار أَمَل
بَلاَبِلٌ وَ عَصَافِيرٌ تَنْثُرُ الْأَحْلاَمَ
دُعَاةُ حُبٍّ وَ دُسْتُورُ الْأَزْمَان
أَضَأْتُ شُمُوعِي بِوَفَائِي
وَهَجُهَا أَطْفَأَ الشُّمُوسَ بِنَقَائِي
صَنَعْتُ تَاجاً نَاصِعَ الْبَيَاضِ
عَلَى رُمُوشِ أطْيَافِي
سَابَقْتُهَا
أَسْرِقُ الْإِبْتِسَامَ
أُجْلِي الْغَمَامَ
لِتَتَبَدَّدَ عَتَمَةَ اللَّيَالِي
الْقِتَام
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
17/12/2011
سلا .. المغرب
{28}ألم الفراق
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أَلَمُ الْفِرَاقِ
مَزِيجٌ بَيْنَ الدُّمُوعِ وَ الْحُزْنُ
قَدْ بَكَى
حِينَ اسْتَفَاقَ الْحَنِينُ
فِي أَضْلُعِي شَكَا
مِنْ نَوْحِ الْآهِ الْمُدْرَجَةِ
بِجُرْحٍ أَوَى
شَقِيَ الْقَلْبُ بِلَوْعَةِ
مَنْ لِلْفُؤَادِ احْتَوَى
أَسَاطِيلُ الْهَمَزَاتِ فِي رَأْسِي
صَدَى
أهِيَ الْحَيَاةُ لُعْبَةُ الْهَوَى؟
أَمْ تَرَاهُ لِهَوَايَ قَدْ نَسَى؟
تَنَاسَى وُعُودَهُ وَ رَاحَ
مَا لَوَى
وَ لاَ لِعَهْدِهِ وَ فَى
أَكُنْتُ أَغْزِلُ أُهْزُوجَةَ
حُلْمٍ نَسَجْناهُ مَعاً
حِكَايَةَ فُصُولٍ عِشْنَاهَا
سَوَى
نُرَاقِصُ الْأَحْلاَمَ
طِفلَيْنِ بِجَمَالِ الزَّهْرِ
شَذَى
لِمَاذَا دَوْماًً تُظْهِر
حَنَاناً وَ شَوْقا
لِتَخْتَفِي خَلْفَ الظِّلاَلِ
شَبَحا
يُسَدِّدُ طِعَاناً لِلْقَلْبِ
وَهَنا
وَ الشَّجَنُ مِنِّي دَنَا
بَرِيقُ الْحُبِّ وَ الْحَنِينَ
تَقْلِبُهُ لَهِيبا وَهَجَا
وَ الُأَلَمُ لِخَافِقِي
اهْتَدَى
مُتَعَجْرِفٌ..مُتَكَبِّرٌ
تَتَعَالَى
سَئِمْتُ ذَهَابَكَ وَ إِيَّابَكَ
وَ قَلْبُكَ قَدْ قَسَى
وَ الْحُزْنُ لِلْوِجْدانِ طَوَى
أُعَزِّي نَفْسِي عَنْ هَوَاكَ
وَ أَحْضُنُ ذِكْرَى
رَسَمْنَاهَا وَشَما
عَلَى الْفُؤَادِ مَعَا
أَفَكُلَّمَا أمْسَحُ دَمْعِي
تُذَكِّرُنِي الْأَقْدَارُ
وَالْأَ سَى
يَعْزِفُ سِيمْفُونِيَّةَ درَامَا
وَالْوُجْدُ شَكَا
هُمُوماً تَعْصِفُ بِكِيَانِي
ضَنَى
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
18/12/2011
سلا .. المغرب
{29}أضنانا الصمت
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أَضْنَانَا الصَّمْتُ
سَأُلَمْلِمُ أَحْرُفِي مِنْ بُحَيْرَةِ الْعَنْبَر
مِنْ تَارِيخِ الْأَمْجَادِ تِبْرَا
سَأَعُودُ لِيَوْمٍ كَانَتْ الْأَقْلاَمُ تَنْثُر
كُرُوماً وَ زَعْتَر
عَلَى الدَّفَاتِرِ حِبْرَا
تَزْرَعُ الْحُقُولَ سِهَاماً وَ خِنْجَر
فِي قَلْبِ الْأَعْدَاءِ مِدْفَعاً يَكِسِر
شَوْكَتَهُمْ فِي نَحْرِهِمْ تَنْخُر
يَوْمَ حَمَلَ الْأَجْدَادُ رَايَةَ الْخَوْخِ الِأَحْمَر
وَسَيْفاً مِنْ أَجْنِحَةِ النَّخِيلِ الْأَخْضَر
غَرَزُوهُ فِي قَلْبِ الْعَدُوِّ الْأَشْقَر
بِلاَ أَمَلٍ وَ لاَ غَايَةٍ وَ لاَ أَمْرٍ يُصْدَر
زَرَعُوا أَشْجَارَ الْأُلْغَامِ بِالْبَيْدَر
وَرَاءَ الْقُضْبَانِ رَفَعُوا الشِّعَار
بِالْوَفَاءِ لِعَرْشٍ مَا ظَنُّوهُ يَغْدِر
نَشَرُوا الرُّعْبَ فِي الرِّيفِ جَمْرا
مِنْ وَسَطِ الْمُدُنِ تَعَالَى النَّايُ قَهْرا
حَرِيقاً أَشْعَلَ بِقَلْبِ الْمُحْتَلِّ نَارا
وَخَفَافِيشُ الظَّلاَمِ تَحِيكُ الْمَكِيدَةَ سِرّا
عَوْدَةُ الرَّمْزِ شَمْساً وَ نَصْرا
عَقَاريبُ السَّاعَاتِ ثُعْبَانٌ أَسْمَر
سَالَتْ وِدْيَانُ دَمٍ أَحْمَر
أَيُّهَا الْوَقْتُ الْمَفْجُوعُ مُرًّا
ذِئَابُ بَعْدَ الشُّرُوقِ عَوَتْ مَكْرا
شَمْساً أَشْرَقَتْ لَهِيباً وَ غَدْرا
وَشَّحَتْ صَدْرا
كَانَ يَوْماً بِالْخِيَانَةِ يَحْكِي جَهْرا
كَيْفَ نُصَبِّرُ قَلْباً مَفْطُور؟
عَنْ ضَيَاعِ أُسُودٍ..وَهَجُهُمْ انْتَهَى
ظُلْما
كَانَ لَنَا بِهِمْ فَخْرا
لَبِسْنَا بَعْدَ فَقْدِهِمْ ذُلاًّ وَ عَارا
أَقْزَامٌ يَرْتَدُونَ مَلاَيِينَ الْأَقْنِعَةِ
وَراءَهَا قِطَطٌ مَذْعُورَةُ تَمُوءُ رُعْبا
نَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ
لَفُّونَا بِهَا وَ خَيَّمَ السُّكُوت
اَلشَّعْبُ أَفَاقَ غَادَرَ التَّابُوت
بَاتَ نَجْمَهُمْ فِي أُفُول
جَنَّدُوا كُلَّ الطَّاقَات
بَلْطَجِيَّة سَلَّحُوهُمْ هَلْوَسَات
عَاصِفَاتٌ عَوَاتِي
فِي لُهَاثِ الْآه مَا عَادَتْ
تَخْشَى الْمَتَاهَات
وَ لاَ دَمْعُهَا يَشْكِي لَظَى التَّهْتَهَات
صَوْتٌ تَدَحْرَجَ عَبَرَ الْآهَات
صُرَاخاً يُرَدِّدُ صَدَى مَا
فَات
أَضْنَانَا طُولُ الصَّمْت
وَ رُقُودٌ فِي أَوْجِ الِإِنْكِسَارَات
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
17/12/2011
{30} لاَ تَنْسَنِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
لاَ تَنْسَنِي
ارْتَعَشَ صَوْتِي بِحَلْقِي
انْكَسَرَ غُصَّةً بِجَوْفِي
لاَتَخُنِّي يَا نَبْعَ إحْسَاسِي
يَا حَرْفِي وَ كَلِمَاتِي
اِنْسَابِي عَلَى صَفَحَاتِي
خُطِّي مَا عَجَزَ عَنْهُ لِسَانِي
وَحِيدَةً وَ دَمْعِي رَوَى أَجْفَانِي
أُلاَطِفُ أَبَجْدِيَّتِي وَ ضَادِي
عَلَّهَا عَنِّي تَكْتُبُ
وَ تَشْفِي سَقَمَ أَعْمَاقِي
غَرِيبَةٌ بَيْنَ أَهْلِي وَ نَاسِي
اُذْكُرْنِي يَا لُؤْلُؤَةٌ تَوَرَّقَتْ
بِكِيَانِي
حِينَ يَتَهَاوَى ضِيَاءُ الشَّمْسِ
بِأَوْرَاقِي
فَأَنَا لآخِرُ قَطْرَةِ حِبْرٍ
بِأَقْلاَمِي
تَتَوَهَّجُ شَوْقاً وَ حَنِيناً
لِأَحْلاَمِي
أَبُثُّكَ لَوْعَةَ وَ قَسْوَةَ
أَزْمَانِي
أَهْمِسُ بِمَا يُهَدْهِدُ خَلَجَاتِي
وَحْدِي وَ الْقَمَرُ نَسْهَرُ
اللَّيَالِي
طَيْفُكَ بِلُجَيْنِ الْبَدْرِ
رَسَمَتْهُ أَلْوَانِي
يَتَضَاحَكُ إِشْرَاقاً بِوِجْدَانِي
تَخَيَّلْتُكَ نَائِماً
فَانْكَتَمْتُ لِكَيْ لاَ تُوقِظَكَ
أَنْفَاسِي
تَرَاءى لِي أَنَّكَ لُؤْلُؤٌ
اِخْتَبَأَ بِمَحَارِي
قَطْرَةَ دَمٍ وَحِيدَةٍ بِشُرْيَانِي
بِهَا يَنْبِضُ وَرِيدِي
سَمِعْتُ صَدَى مِنْ بَعِيدٍ
يُحَاكِي رُوحِي
وَحْدَهُ وَجْهُكَ يُحَفِّفُ
أَحْزَانِي
فَاذْكُرْنِي
ذَكِّرْنِي بِهَمْسِكَ
لاَ تَنْسَنِي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
17/12/2011
{31}طيف بفؤادي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
طيف بفؤادي
لبست من خيوط الشمس
فستانا بضيائها أُمْسِي
على ضفاف بحار الأمان أمشي
أمضي صوب سحر عينيك أُنْسِي
أخْتَبِئ من لظى أمسي
لَكَمْ أتمنى أن أكون عطرا
أتسلل عبر مسامك أريجا
أسكنك فلا تنسى همسي
أكون هواءً تستنشقني لتحيى
وبه تنتعش نفسي
لكم أتمنى أن أكون نبضا
لقلبك ترنيمات جنون
لاتجس إلا باسمي
حبرا تخطه سطورا وشعرا
تروي روحي سحرا
قيثارة الملائكة تهطل قطرا
تعزف فيروزيات عمري لحنا
تحكي حكايات لحظاتي
تنهمر بشراييني دماءا
تروي
أهرول مسرعة من ساعاتي
من شتاء تساقط صقيعا بأثوابي
من بحر سعير أضنى دهري
من نوافذ تَخْطِفُنِي
أَتَنَقَّلُ بمدارات كوني
أنْثُرُ ورودَ النقاءِ زهْرا
أُبَدِّدُ غِيَابَكَ
لِأَجِدَكَ بَرْقاً وومْضَةً
خلف ريش الغمام بُشْرى
أُغْمِضُ عينيَّ لأَراك بأحداقي
تُضاحِكُ أهدابي
أسبح بها فوق الغيوم
بلا جسورٍ أسري
أعبر مجرات أزماني
أجوبها أبحث عن صدقٍ
بأقماري
عن حب طهر..أتيه بأحلامي
حب يدوم أكثر من تضاريس
الأعمار
أستقيل من كون فاني
لأحلق معك في فضاء سرمدي
أناجي الحواري
أعتذر من وجودي
لأبقى حروفا على صفحاتك
خلودي
حبرا لا يجف انساب لجينا
لامعاً
يُجْلي عتمة سحابي
لوحة على أجنحة الفراش
بآمالي
من روحي تَسْتَمِدُّ ألواني
من صورتك بوجداني اكتمالي
فأيُّ حُسْنٍ في الوجود أسمى
وأبهى من طيف هو
بفؤادي
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
15/12/2011
سلا .. المغرب
{32}لا حياة لي بعيدا عنك
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
أجلس على شط عينيك
أمتطي بريقها
أتأملك بين لمعانها
رأيتها بلون صوتك
برناته يهمس أجراسك
يجذبني لخوض غيبك
ها أنا أنمو بساحل حبك
أرتشف كؤوس سعادتك
أتذوق ثمار رطبك
على شط بحرك
تمددت فوق رمالك
غصت بخيالي سابحة
بموجك
أقلب لؤلؤ وجمال محارك
سأظل أحيى عمرا آخر معك
أشاركك نخب ميلاده
أشعل شموع بهجته
غريبة انا بعيدا عن سمائك
بضيائك تتلألأ نجومها
بإشراقك هلت أقمارها
رصفت الساحات بأحرفك
بنيت قصورا منها
واندسست بين طياتها
أغرد أنشودة عطرك
يعزف ألحان أريجك
بحجم عينيك شداه
جمعته في قوارير صفائك
سكبته ضياء بأنهارك
امتزج ونبعت ببهائك
سأبقى بحبك
قلبي ينبض بنبضك
أتوضأ من ضوئك
فكم كنت تائهة بعيدا
عن بحرك
فعذرا..لست سوى سمكة
بجوفك
أيقنت أن لا حياة لي
بدونك
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
13/12/2011
{33}موائد تقتسم
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
موائد تقتسم
يا ساهرا يداعب بالليل
من داعبك
سهاد وأرق في العين
عانقك
تتذوق لذة وجع
آلمك
لم أر من قد تَنَغَّمَ بالشجن؟
ولا جرحا ..نزف نَغَم؟
حضنت العبر حِمَم
ما قاسمتك ندم
أحتسي لسعات الفراق
وقلبي انهدم
أمشي بين أطلال ذكراك
والدمع انذرف
تماهى الوجد بالبين
انكسر
كيف انتهى وصال
وانهزم
وجداني صَرْحُ سخاء
اندفق
أسرج مصابيح النجوم
ضياءًً
ما انطفأ
ثمة ماء زلال
انسكب
بهواك دما في الشُّريان
انهمر
لا تسألني عن لقياك
فهو بروحي توحُّدُ
اندمج
لبِسْتُ رداء الغيم
نشيجا
انسجم
بحنينٍ وشوقٍ لحبيب
ظلم
وقلبي بطعان غدر
انظلم
أرتشف الأسى كؤوسا
وأَحْتَرِقُ
كيف كُنْتَ إِشْرَاقَ صُبْحِي؟
والآن منك رماح ليلي
تخترق
دسَسْتها بالفؤاد
فانهدم
ما بكياني من هوى
اشتعل
بنار قسوتك انكوى
إن خيروني في الهوى
ما تُبْتُ عن هواك
ولا عنه القلب
انزاح
ولا الوجد ينساه ولو
انزهق
ما أظنك شربت فنجان الهجر؟
ما أظنك جَرَّبْت الصََّبابة؟
أدعوك الآن لتشاطرني
فاحتسِ معي نخْبها
على موائدي نَقْتَسِم
الشاعرة المغربية المبدعة رحيمة بلقاس
وسوم: العدد 767