أميمة يوسف: أحب التنوع وأرفض القيود والإطارات المنمقة وأتمرد عليها
تقول يوسف: الكتابة العصرية تبني رهانها على فن الحذف لا فن الإضافة
الموهبة تأتي كالقدر دون الاستئذان، وما علينا إلا صقلها وتنميتها بالعلوم والمعارف .... وهكذا اكتشفت ضيفتنا الموقرة هي الأخرى موهبتها في السن المبكرة، قرأت الكثير من القصص في طفولتها، وقصائد لكبار الشعراء، وروايات مميزة، شاركت في مسابقة الكتابة الإبداعية للأطفال وفازت بها!
حب الشعر ... والأدب دفعها لتزرع شتلات الأمل في كل بقعة أصابها جفاف أدبي لأسباب ما، تنور الأمكنة والأمسيات بجزالة وبلاغة لغتها الأدبية، لا تحب القيود، كالفراشة تنتقل من زهرة إلى أخرى، ولا تضع رحالها إلا على مواطن الجمال، وتصنع من مساحة الفيافي التي اجتاحت ساحات أدبية حدائق من الشعر والنثر فتبتسم لها تلك الورود المعبقة، والعيون الظامئة! أنها تنتزع الجمال الخافي من خلف تلال المنسيات، الجمال الذي احتجبته يد الإهمال واليأس ...
عاشقة اللغة والجمال ... ترطب بأدواتها اللغوية والأدبية الإبداعية أزهار نصوصها الثرية، لتثير الاهتمام القراء، وتقول: لا يحتاج دارس اللغة كي يدخل عالم الكتابة إلا أن يحقن الحروف ببعض الخيال ويمنحها غيمة وارفة الظل!
نشأت في بيت متواضع صغير، ربه وعماده يحمل شهادة الدكتوراه في تفسير القرآن، ويقف كشجرة الكافور على أطراف أحلامها، وما زال يصنع من غمام السماء سنابل لقلبها!
أما ربة المنزل(والدتها) تمتهن الأمومة وتجيد فنونها، عجنت طفولتها (طفولة الابنة) بالندى فكبرت ندية كزهرة تجيد امتصاص الضوء وتركيب الأحلام على حافة نوافذها العجيبة ...هي البنت البكر بين أبناء خمسة: قمرين مضيئين وثلاث وردات نمين على ذات ساق ثم حملت الريح رحيق كل واحدة منهن في اتجاه ...
أم لأربعة أطفال رائعين تعلق آمالها على أغصانهم الندية وتنتظر دومًا أن تمطرهم السماء فرحًا لتزهر الثمار شهية تسر الناظرين!
حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها وشهادة الدبلوم العالي في التربية. معلمة في مدارس وكالة الغوث الدولية حيث العلم حنطة الفقراء ... زادهم الذي يواصلون به الطريق ... وتذكرتهم للوصول إلى محطات الحلم الجميل ...
أنها أميمة وليد رشاد يوسف... مواليد العاصمة الأردنية عمان، الزهرة الغافية في حضن جبال سبعة!
إلى نص الحوار ....
ذاكرة الطفولة ...
بدأ اهتمام "أميمة يوسف" بالقراءة منذ الصغر، عنه تقول:
في طفولتي المبكرة، قرأت الكثير من القصص المخصصة للأطفال، وبعض القصائد لشعراء كبار، وكنا نحفظ في المدرسة تلك القصائد عن ظهر قلب ...
أما أول كتاب أدبي قرأتها: كان رواية للدكتور عماد زكي بعنوان (دموع على سفوح المجد) وكنت حينها طالبة في المرحلة الإعدادية، وقد كان لهذه الرواية أعظم الأثر في توجهي إلى الكتابة ...
وأول نص كتبته وحظي بالنشر: خربشاتي على جدران الطفولة كثيرة ... غير أن النص المحفور بذاكرتي هو قصيدة عن القدس شاركت بها وفزت في مسابقة الكتابة الإبداعية للأطفال والتي ترعاها مؤسسة عبد الحميد شومان، وقد تكون أول نص لي جدير بالنشر.
اللغة والكتابة ...
"أميمة يوسف" حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وهي عاشقة للغة، مؤمنة بالحروف التي تنسجها بين يديها ـ عن توظيف اللغة في الكتابة ومدى العلاقة بينهما، تبين ما يلي:
على الصعيد العام: دراسة اللغة لا تعني بالضرورة أن يكون الدارس أديبًا أو كاتبًا، تمنحك اللغة أدواتها، مخزونًا ثريًا من المفردات، غير أنها صحراء لا تعبر بغير الحبر ... والشاعر الموهوب ليغدو مبدعًا، يحتاج أن يبحر في اللغة ويسبر غورها وأعماقها وينتقي الدر من صدفها المكنون ...لا نستطيع بحال أن نفصل الأدب عن اللغة ... اللغة هي مفتاح الإبداع ... نتسلق سلالم حروفها بالكتابة، ولكل فن أدبي عوالمه ... أما اللغة فهي العالم الأكبر الذي يتسع لهذه العوالم جميعها!
وعلى الصعيد الشخصي: فأنا عاشقة للغة ... مؤمنة بأن الحروف التي بين يدي أنسج بها بساط اللوز في وعر الحياة ...
ولا يحتاج دارس اللغة كي يدخل عالم الكتابة إلا أن يحقن الحروف ببعض الخيال ويمنحها غيمة وارفة الظل، لا تمطر ماءً أو وردًا، بل نصًا أدبيّا، تهتز له الروح وتربو وتغدو كجنة أتت أكلها ضعفين.
الكتابة في زحمة ضغوطات الحياة ...
في زحمة الأشغال ... ومسؤوليات كبيرة ... لا تتوانى أميمة يوسف في سكب الحبر على الورق كلما سنحت لها الفرصة لتصنع لوحة كتابية جذابة، إنها تكتب لتتنفس شعرًا ونثرًا:
الأعباء كثيرة، ويداي لا تكفان عن محاولة انتزاع الشوكة من قلب الحياة لتتراءى الخيالات وطنًا خصبًا أرقد على ضفافه، وأنغرس في أرضه زيتونة تنزف دمعها حرفًا مباركًا يكاد يضيء، يطارد ذيول الليل كخيط نور يبدد العتمة ...
الكتابة بالنسبة لها: أنا أكتب لأتنفس ... فالكتابة رئة ثانية، تغذي روحي بأوكسجين الفرح ... أكتب كلما وجدت متسعًا للكتابة ... مع كل شهقة دهشة، وكل رجفة حزن، وارتعاشة فرح ... مع كل نبضة قلب واهتزاز شعور وتضوع عبق ...
وحينما أشعر بالتعب ... أغفو على ذراع فكرة، وعندما يداهمني البرد ... تدثرني بدفئها الحروف، وكثيرًا ما تتراقص على سلم أوجاعي الكلمات، ولا أكف عن اقتراف العطر وسكبه على جسد القصيدة!
الفيديوهات الشعرية ...
تعمل "أميمة يوسف" على مونتاج وأداء وتنفيذ الفيديوهات الشعرية سواء أكانت لها أو لغيرها
ـ في مقارنة بين هذه الفيديوهات وبين وسائل أخرى للنشر، توضح قائلةً:
نحن يا صديقي نسابق الريح في عصر السوشيال ميديا، ونحاول أن نتبع الأثير، أني ارتحل في هذا العالم المترامي الأطراف ...
المرئي أكثر جذبًا وحياًة، والصورة الناطقة أعظم أثرًا ... الحرف والصورة والصوت مثلث الإبداع، وعلى الزوايا أن تكتمل وتتكامل ليشرق النص الأدبي ...
لها موهبة في الإلقاء، لأن، الله سبحانه تعالى منحني صوتًا يحبه الآخرون ويرتاحون لسماعه، وموهبة في الإلقاء، ولا أخفيك سرًا ... أنا أترنم بكل نص يعجبني شعرًا كان أم نثرًا ... لي أو لسواي، أحب أن أقرأ بصوت مسموع!
تتابع: بعض النصوص لا ندرك جمالها إذا قرأناها حروفًا مجردًة، أحاول دومًا أن أمنح النص عمرًا يضاف لعمره، وحياًة تفوقه حياة فأضيف إليه الموسيقى وتلك اللوحات من الصور المتحركة المتوائمة مع معانيه وإيحاءاته ...
وتنهي حديثها عن موضوع الفيديوهات ... بالقول: أرجو أن يكون فيما أقدمه ما يستميل القارئ ويحثه على التحليق على جناح الحرف في عوالم الإبداع اللا سقف لها أو حد!
الشعر في عدسة التكنولوجيا والمواقع التواصل الاجتماعي ....
الشعر يحتل مكانة كبيرة في قلبها وتصفه على الشكل التالي:
الشعر لحن منساب عبر أوردة الكون، حنين يشدنا إلى أنفسنا، أفق تلتقي عنده الحروف فتورق الكلمات وتزهر ياسمينًة...إنه رحاب تهيم فيه القلوب، وتنساب بين ألوان تحاكي روعة الحضور في ظل الغياب ... الشعر نشيد نورسة يغازلها البحر، فيتناثر عقد جمالها يناجي زرقته ويسبي صدفاته ... والقصيدة ياسمينة شذية تنبت في حقل الحرف زهرة بيضاء، ترتدي إكليل الشمس، وتشاكس الفراشة في رقصة ربيعية على أطراف الليل!
كيف هي الحياة بلا شعر؟! حياة بلا طعم أو لون... الشعر هو الشعور، وأنى لنا أن نحيا بمنأى عن مشاعرنا؟!
تؤكد بأن الشعر باق، وله أثر كبير في نفوس وقلوب:
سيظل للشعر وقعه الخاص في نفوس سامعيه وقرائه، وسيبقى ما بقيت اللغة خالدًة في الذاكرة الإنسانية وفي التراث الأممي ... عنوانًا مميزًا لتطور الحضارات ورقيها...
ترى بأن المواقع التواصل الاجتماعي خدمت الحركة الأدبية، ومنها مواهب شابة:
وفي واقع الأمر، مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل فاعل في ازدهار الحركة الأدبية والشعرية وبزوغ مواهب شابة وفتية ... وكما الحال في كل شيء فهناك الغث وهناك السمين، ولك أن تتخير وتتذوق.
القصة ...
قصة الومضة أكثر رواجًا لأن،
التكثيف سيد الموقف هنا، القراء في عصر السرعة يميلون للومضة أكثر من النص الطويل وإن كان مسماه قصة قصيرة...الومضة القصصية كقطرة العطر الفواحة، قطرة واحدة فقط تخترق القلب وتضمخ الأوردة ...الكتابة العصرية تبني رهانها على فن الحذف لا فن الإضافة، والإيحاء يعتمد على الإيجاز
كما أن للخاتمة المدهشة (القفلة) دومًا أثرها في نفس المتلقي، فهي ليست وليدة السرد وإنما قفزة من داخل النص إلى خارجه الإدهاشي والاستفزازي!
تعتقد يوسف ... لا تزال للقصة جمهور! في ظل هيمنة الرواية على الساحة الأدبية
طبعا ...! للقصة القصيرة حضورها وجمهورها، ولها كتابها ومبدعوها، خصوصًا مع ظهور القصة الومضة ورواجها بين الكتاب المبدعين والجمهور المثقف.
أما سبب اعتلاء الرواية على عرش الأدب حاليًا، كانت لها هذا الرأي: لا شك أن الرواية المسبوكة بعناية فن غاية في الروعة والإتقان، من فئة الفنون المثقفة التي تعنى بالعقل كما تخاطب المشاعر، يمتاز السرد فيها بأنه قوي يلازم الفكرة ولا يلتفت عنها ولا يهملها، وتطرح القضايا بعمق وفلسفة ... تشبه إلى حد بعيد تأملات حكيم ... والنصوص الغائرة والفلسفية كهذه دائمًا ما يكون فيها الغموض والدهشة جناحي النص ... وهذا ما يزيد الإقبال عليها عند جمهور القراء.
التعدد في منابر الحرف....
تكتب القصة والخاطرة وقصيدة النثر والشعر الموزون، ولا تحب التخصص، وتقول:
ربما يعود ذلك إلى طبيعتي الشخصية، فأنا أحب التنوع وأرفض القيود والإطارات المنمقة وأتمرد عليها، وربما لأني عاشقة للجمال أيًا كان مصدره ... شعر / نثر/ لون/ نغم ...
وبعيدًا عن التكهنات فموضوع الكتابة يفرض شكل الجنس الأدبي ونوعه، فما يستفز قريحة الشاعر غير الذي يوحي للروائي بالحدث الأساسي في روايته، وما يسكبه كاتب الخاطرة من مشاعر في بوتقة الحرف، قد لا يصمد أمام عقلانية من يطرح أفكاره في مقالة ... وهكذا.
لكل فن أدبي ما يميزه، لكننا نتفق جميعًا أن الأجمل هو ذاك الذي يشبع حاجتنا الإنسانية لقيم العدل والخير والجمال.
التأثر بالشعراء والأدباء ....
تأثرت بمجموعة من الأدباء العرب والأجانب، ومنهم:
تأثرت كثيرًا في بداياتي بشعراء الأندلس وأدباء المهجر، وتتبعت آثارهم واقتفيت هدي نجومهم، قرأت سونيتات شكسبير ومسرحياته، وقصائد وليم ووردز وورث، وروائع هيمنجواي، وفيكتور هيجو...
أسرتني قدرة المنفلوطي على الترجمة وقرأت الأعمال التي ترجمها إلى العربية بشغف، وكمعظم المثقفين والأدباء العرب أكبرت المتنبي وعشقت نزار قباني ومحمود درويش ... وغيرهم.
ثم تستطرد قائلة: القراءة تثري الروح وتفتح الآفاق وتشكل الرؤى، لا بد للكاتب أن يقرأ كثيرًا وجدًا قبل أن يصبح مبدعًا، وبعد أن يصبح حاجتنا للقراءة لا تقل أهمية عن حاجتنا للطعام والماء والهواء، والأدب عالم مواز للعالم الذي نعيش فيه بل هو أكثر دفقًا وحياًة. أقرأ لكل من يكتب حرفًا جميلًا ويطرح فكرًا نيرًا دون أن يتجاوز حدود الدين والإنسانية، وأصفق للجمال بكفي روحي ...!
منتدى البيت العربي الثقافي بِعمان ـ الأردن ....
تتحدث عن منتدى البيت العربي الثقافي بشغف وتفصيل:
منتدى البيت العربي الثقافي بِعمان ـ الأردن هو بيتي الثاني، عالمي الذي أنتمي إليه بكل حواسي، والمكان الذي أشعر بأن الحياة شاسعة فيه، وما زال يمنحني دهشة الاكتشاف، ويهبني من المدى الأبيض في جوانبه التي أحب، وتلك التفصيلات الصغيرة التي أعيشها فيه أحلامًا أزرعها على ضفاف العمر، وأقطف ثمارها في الآتي المشرق من الأيام!
وقد كان لعميديه: شاعر المحكي الأستاذ صالح الجعافرة والناشطة الثقافية الرائعة ميرنا حتقوة أعمق الأثر في تثبيت جذوري في المكان ...
ثم سيتم اختيارها كَمقدمة للأمسيات والبرامج في هذا المنتدى:
أما البوصلة التي وجهت قلبي إلى منتدى البيت العربي ... فصديقي الشاعر المبدع أحمد الدقس، حيث كان أول من قدمته على تلك المنصة بدعوة كريمة منه. ثم توالت رغبات الشعراء في أن أقدمهم أو أسهم في إشهار نتاجاتهم الأدبية داخل البيت العربي وخارجه. علامة فارقة أفتخر بها ولا شك أنها وثقت علاقتي بكثير من الأدباء والأديبات اللذين/اللواتي أعتز بهم / بهن في الوسط الثقافي، ودفعتني للمزيد من التدريب على فنون الإلقاء والتقديم ... والكتابة والتحضير.
وتشير الأستاذة أميمة يوسف إلى أهمية هذا المكان (منتدى البيت العربي الثقافي) في دعم الأدب والأدباء ومنحهم مساحة زمكانية مناسبة ولائقة لتقديم أنفسهم ونتاجاتهم إلى جمهور نخبوي، وكذلك دوره في النهوض بالمشهد الثقافي العربي، مثمنة كافة الجهود المبذولة فيه.
مهرجان الجاكرندا الشعري ...
تصف مشاركتها في مهرجان الجاكرندا الشعري الأول في عمان ـ الأردن بالتجربة الغنية:
الجاكرندا: هي شجرة جميلة ممتدة الأغصان تتوسط بيت الثقافة والفنون ويمتاز زهرها بلونه البنفسجي الآسر ...
الدعوة: تمت دعوتي للمشاركة في مهرجان الجاكرندا الأول مع نخبة من الشعراء العرب في اليوم الثاني من برنامج الفعاليات من قبل اللجنة المنظمة مشكورة وعميدة البيت الشاعرة د. هناء البواب
المشاركة: المشاركة في مهرجان ضخم كالجاكرندا تمنحك نافذة تقدم من خلالها نفسك كشاعر، وتطل على جمهور ضخم جله من الشعراء المبدعين والأدباء المثقفين. تجربة غنية ما زلت أغبط نفسي على خوضها بكل ما أوتيت من شعر.
الكتاب الورقي والإلكتروني ....
تفضل الأستاذة أميمة يوسف الكتاب الورقي على الإلكتروني:
رغم أن واقع الحال يشير إلى رجحان كفة الكتاب الإلكتروني إلا أنني ما زلت أشعر بتلك العلاقة الحميمية التي تربط القارئ بالكتاب الورقي، وأفضل أن أحتضن الكتاب بروحي عن طريق يدي وأن اصطحبه إلى سريري في الليالي الهادئة قبل أن أسلم نفسي إلى النوم، أحبه رفيقًا لفنجان قهوتي لحظة راحتي وسكوني وانكفائي على ذاتي بصحبة أشيائي الثمينة التي تملؤني رضا؟
وللحفاظ على الكتاب الورقي، لا بد من إقامة المعارض له: وربما علي أن أشير هنا إلى أهمية إقامة معارض الكتاب الورقي كجولة لا بد منها في معركة الحفاظ عليه وتعزيز وجوده، شاكرة كل القائمين على مثل هذه المعارض، ويحضرني هنا مبادرة منتدى الجياد الأخيرة ممثلًا برئيسه الصديق القاص سامر المعاني وإقامته معرضًا ضخمًا للكتاب، حيث تم تقديم كتب متنوعة في الآداب والعلوم مجانا لمرتادي المعرض ...
الخاص ...
تمنيات ... خلف حاجز الممكنات:
أيامي القديمة مع الراحلين إلى السماء، أتمنى لو أستطيع معانقتها والتشبث بها، فمذ ضمخوهم بطيب الكافور وتسلمتهم منا يد الغياب بيضاء كهيئة الملائكة، ورائحتهم عالقة في طيات أيامي، أعطر بها حاضري ...
هبوب ضوعهم من ثنايا الحنين فرح مباغت يشبه المطر .. يغسل قلبي ويندلق الفجر -من خلالهم-بهيا في عتمة الروح، يساقط من سنا طيفهم خضل من نور يضفي على ثغر أمسياتي حكايات تعتقت بدموعي... حين تسربلوا النور ومضوا ... تشبثت بعرى دروبهم ... خبأت هناك الحلم والأمنيات والحكايات. أحن إلى زمان اكتحل ببهائهم ودفئهم، وأتمنى لو يعود.
مولود أدبي ...
ستزف قريبًا الشاعرة والكاتبة أميمة يوسف بشرى مولودها الأدبي لقرائها:
ربما قريبً جدًا، سيرى النور مولودي الأدبي الأول، فأنا ما زلت أخبئه تحت جفن الشمس، أنتظر أن يعلن بياض الفجر ذات بزوغ مولده ... بهيا بعبق محبب كرائحة الطفولة!
الختام ...
وفي نهاية، لا أعرف حقيقة كيف يمكن للسنابل أن تشكر الرياح أكثر من أن تنثني لمرورها ...
ممتنة جدًا لكم، وأشكركم ملء القلب، وأقدم باقات الامتنان والياسمين للصديق الصحفي المتألق دومًا خالد ديريك.
وسوم: العدد 843