حوار مع القاص الكوردي ماهين شيخاني
(لو خلقني الله قبل قاسم أمين لسبقته بالدعوة والوقوف مع حقوق المرأة)
حسين أحمد
لقد برز كتاب القصة في الجزيرة السورية منذ الثمانينات , باقلام مختلفة ,
ورؤى مختلفة , كالقصة الواقعية والرمزية ... الخ بعضهم لامس الواقع
بحذافيره وبعضهم الاخر لامس الواقع بلغة مستعارة رمزية بحتة , ومن خلالها
اكدوا على اللغة وإعطائها افقاً واسعاً , احد كتاب القصة الجزراوية الذي
كتب بواقعية وطرح كتابته على المشهد الثقافي هو القاص الكوردي ماهين
شيخاني , من هنا كان لنا معه هذا اللقاء السريع .
س1- كيف بدأت علاقتك مع الكتابة .؟.
ج1- لا أعلم كيف توطدت العلاقة بيننا او كيف بدأت تماما ...كل ما أتذكره
عندما كنت طفلا وتحديدا في مرحلة الإعدادية ولعي الشديد بالمطالعة وجمع
الكتب من روايات ومجلات وقراءتها بنهم وقتها كنت أحس بان هوايتي تختلف عن
هوايات مجاييلي كنت دائما بتوق كبير الى قراءة المزيد وأصبحت استعير
الكتب وأقرؤها من يكبرني او من أحس ان لديهم كتب او مجلات وأصبحت أتعرف
على الكتاب والأدباء من خلال أعمالهم فالمطالعة زادت معرفتي بهم
...الأجانب العرب وفيما بعد الكورد..؟. لكن مجازا اعتبر علاقتي مع
الكتابة حين نشر لي أول قصة قصيرة في مجلة مه تين الصادرة عن الفرع الأول
للديمقراطي الكوردستاني أتوقع عام1995 العدد 39, والحق يقال فقد جاء أسمي
من هناك .من خلال قصصي في خبات وكولان اللتان كانت تصدران حينها باللغة
العربية
.. س2- ما الذي يستلهمك في كتابة القصة تحديداً...؟.
ج2- الإلهام كتعريف سمو بالذهن والروح يسبق التأليف الخلاق , يحس الشاعر
أو الكاتب انه يتلقى عونا ومساعدة من مصدر علوي / فوقي / أو من طاقة
هائلة غير طاقته ..؟. وهنا لابد أن أشير إلى أن الإلهام أو الوحي أو
شيطان الشعر كما يسمونه البعض أو ربما ملائكته فالتعابير كثيرة بهذا
الخصوص ..ربما هو ذاك الإلهام الذي ادعوه صديق أنا الذي يحضرني في أوقات
الحاجة له لأسلمه عصارة فكري او رأي على تلك الصفحة البيضاء لتصل الى
محيطي او مجتمعي بأسلوب قصصي شيق وجذاب ..
س3- كيف يقرأ ماهين شيخاني نفسه من خلال القصة التي يكتبها ..؟.
ج3- اعتقد عندما يبدأ الكاتب بعمل ما ...؟. لابد أن يضع شيئا من ذاته او
نفحات من روحه وخلاصة تجربة ما سمع بها أو عايشها ..فالكتابة وبالأخص
القصة القصيرة هي حسب أقوال بعض طفاحلة القصة القصيرة هو مزيج من الواقع
والخيال والكذب حيث يصغها القاص في قالب قصصي بأسلوب شيق . إذاً قد يضع
الكاتب بعض واقعه أو رؤيته في منجزه ..
س4- من كتبك القصصية التي لم تر النور حتى الآن كـ على ضفاف الخابور و
الرائحة ..؟. ما الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء عدم ظهورها الى النور
حتى الان ..
ج4- كانت هناك عدة أسباب تكمن وراء ذلك ’ طبعا هذه الأسباب معروفة لدينا
نحن الكورد فالحصول على موافقة والترخيص من أهم المشاكل الصعبة لدينا ,
وفي حال اللجوء إلى الطباعة بشكل غير قانوني أيضا كان هناك أمور مادية
ونقل وتوزيع ... وفي الفترة الأخيرة جرت بعض المحاولات الفردية والحزبية
لبعض المهتمين كمساعدة للكتاب , لكن هذه المحاولات أيضا وضعت هذه الخدمة
لمصالحها فالشللية والتبعية كانت العائق لطباعة أعمال الكتاب ومنها
أعمالي ... ولدي أمثلة عديدة لعدة محاولات
.. س5- متى تفكر بتدوين قصة جديدة ..؟. وكيف تفرش أفكارك عمليا وتشرع
بإملاء المفردات ..؟
. ج5- النتاج الأدبي حسب قناعتي هي تلك اللحظة التي لم تتوقعها أو
تتفاجىء بها هي كصدمة كهربائية أو كلمعة برق..فتغير كيانك وتفكيرك ويدفعك
للإسراع نحو صفحتك البيضاء . يعني بالنسبة لي هو تأثري بمشهد ما أو بحدث
ما ..؟. أو ربما بخبر ما ..؟. يدفعني إلى التفكير
6 – س ما رايك بالقصة التي تكتب بالكردية وتحديدا في الحسكة .
ج6- أرى القصة في محافظة الحسكة كمثيلاتها من المحافظات السورية , بالرغم
من الصعوبات والإمكانيات, فقد تطورت وأبدع كتابها في مجال نتاجاتهم وظهر
أسماء أدبية لامعة ..وكان لنا نحن الكورد نصيب من ذلك لايستهان به
..فالأنامل الكوردية أبدعت في مجالات عديدة بالريشة والقلم والعزف ,,
س7- ما تأثير مدينتك " الدرباسية " في تطوير واغناء تجربتك القصصية وأنت
ابن بيئة كوردية بامتياز لها خصوصيتها المستفزة عندك ..؟.
ج7- بكل تأكيد البيئة والمحيط اقصد المجتمع له دور واضح في قصصي فانا ابن
هذه البيئة التي اجتمع فيها كل ما يحرك الانفعالات من فرح وترح ومن خير
وشر.. درباسية هذه المدينة الصغيرة التي قبلت القسمة وبغير رضاها على
دولتين فكانت نقطة الصفر من الحدود , فالأسلاك الشائكة , المخافر , وأيام
الغورشمة – حيث يتكرم الحكومتان السورية والتركية بالسماح لنا بالاقتراب
من الحدود على بعد أمتار نلوح بأيادينا من كلا الطرفين لبعضنا ..؟.يعني
مجرد رؤية ظلالنا , لا نرى الوجوه الأهل والأقارب إلا من خلال حسنا
وعاطفتنا , ترعرعت في هذه المدينة وكانت ولادة قصة الحدود التي كتبتها
بالتسعينات ونشرت في مجلة مه تين / كوردستان العراق / وتحت اسم مستعار
..؟.
س8- هل يتلازم الرسم والقصة وكيف ..؟.بما انك ترسم أيضا ..؟.
ج8- للعلم أخ حسين ..لدي محاولات شعرية أيضا ...؟. يعني ثالوث حسي
..يلازم روحي ووجداني ... بدأت بكتابة القصة عندما حرمت من الرسم لفترة
إجبارية ولأسباب لا مجال لذكرها ألان , من يرجع لقصصي سيحس بوجعي و ألمي
ولماذا حرمت من الرسم ولمدة سنوات مع العلم كان الرسم ولدي البكر ..؟.
س9- ماهين شيخاني يكتب القصة القصيرة بأسلوب واقعي تماماً..؟. لكن سؤالي
هل تكتبها بعفوية أم بدراية وتخطيط مدروس ..؟
. ج9- الواقعية هي مدرسة حيث أنتجت أدبا زاخراً بأعمال متميزة وموسوعة
ضخمة تتمثل في قصص جي دي موباسان وفلوبير وتوماس هاردير ..والأدب العربي
الحديث لم يكن بمنأى عن تيار الواقعية والتي تصور مشاكل المجتمع وتقاليده
وعاداته وإبرازها في صورة أدبية ومن الكتاب المعروفين في هذه المدرسة
نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين وغيرهم . أما سؤالك عن كتابتي لهذا
الأسلوب بعفوية أم بدراية ...صراحة لا أضع شروط مسبقة او قيود ولا اعرف
متى أبدأ أو متى أنهي العمل ...القصة على الأغلب هي التي تكتب نفسها
وهكذا حال الرسم لدي .. س10- لقد تناولت المراة في اكثر من قصة برأيكم
هل تحرير المرأة مشروط بتحرير الرجل ولماذا .؟
ج10- في إحدى الحوارات معي عن المرأة قديماً , قلت حينها لو خلقني الله
قبل قاسم أمين لسبقته بالدعوة والوقوف مع حقوق المرأة , خلق الله البشر
من ذكر وأنثى متساويين في الكرامة والقيمة لا فرق بينهما سوى الجنس
.الناعم والخشن وقد سلب حقوق المرأة منها تحت شرعية القوانين المدنية
والدينية وأصبح للأسف مجتمع ذكوري بامتياز ..