مع أستاذي الغالي الدكتور جابر قميحة

أشرف إبراهيم حجاج

حوار عن الأحداث الدامية على الساحة السياسية بمصر مع:

أستاذي الغالي الدكتور جابر قميحة

رحمه الله

أ.د/ جابر قميحة

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

الحمد لله وكفى ، وسلاما على عباده الذين اصطفى ، وصلى اللهم على الحبيب المصطفى ، خير البرية والأنام ، وعلى آله وصحبه الكرام وبعد .

أكتب اليوم بعد ما زاد بي الاشتياق إلى أستاذي الدكتور جابر قميحة ، فما وجدت إلا ما ترك لي وهو القلم الذي تعلم منه أن يكتب ليخرج ما بداخلي دون أمر مني ، فكم اشتقت إليك فأنت تسكن قلبي وعقلي ، وعندما تراجعني ذكرياتي كنت أراك متعبا منهكا ومع ذلك تعُد كتاباتك لتواجه بقلمك الظالمين بكلمة حق دوما ما قلت لي : " والله ما قصدت بها إلا وجه الله تعالى " .

رأيت كلماتك في أيامنا هذه رنانة حية بيننا تنادي على الظالمين وأداء الإعلاميين وكثيرا منهم على الساحة الآن يخرجون علينا بكلماتهم الغير مرضية ففيها يتطاولون على الدين وعلى المسلمين .

وتخيلت أنني بين يديك أكتب ما تمليه علي في هذه الظروف ردا على هذه السخافات .

وتداعيات الأمر تحتاج إلى الكثير والكثير من كلمات حق في وجه هؤلاء وتقول لي :

فما نراه الان على الساحة السياسية أمران :

الأمر الأول : أمر صريح بالهدم والتخريب والعودة إلى سابق عهد الظالمين مرة أخرى كل هذا من اتباع النظام البائد وهم يضعون كل امكانياتهم المادية والمعنوية من أجل الهدم والحرق والخراب ويصنعون هذا بإعدادات النظام المباركي نفسه فقد تمكن هذا النظام من صنع ما نسميهم بالبلطجية واللصوص ممن كانوا يدا خفية للشرطة وغير ذلك ، فيستخدمون هؤلاء في السرقات بالإكراه والتدبير لحرق المنشآت الحكومية وذلك لإظهار مصر في صورة سيئة وهذا بمساعدة بعض سياسين ممن يتحدثون على الساحة السياسية فهم مأجورون بالمال المنهوب من الشعب على يد مبارك وأعوانه هم ينفقون بكل طاقة لإعادة هذا النظام وبأي شكل وثمن وتحت أي ظرف فسيقتلون ويحرقون ويخربون كما يشاءون وكل ذلك كما علمهم الفرعون المخلوع ورجاله ليجعلوا مصالحهم فوق كل شيء حتى لو كان على حساب الأبرياء من أبناء الوطن .

وغير ذلك انشاء جماعات مسلحة للتخريب الحقيقي وقتل الأبرياء " جماعة البلاك بلوك " وهذه الجماعة بما تتلقاه من تعليمات تحس على القتل والتخريب العلني ، فمن الذي يقوم بتسليح هذه الجماعة والانفاق عليها وتدريبها على كل هذه الأعمال ؟

واعلموا أن الله تعالى غير راض عن هذه الأفعال التي تضر بالبشرية وأبناء الوطن الأبرياء . فهم يريدون تغير الواقع على حسب أهوائهم وكما يريدون حتى لو كان هذا على حساب الأبرياء فهذا شيء لا يغير من وضعهم وأفكارهم المشينة شيئا .

الأمر الثاني :

اليد التي تبني دوما ما تضع الحجر على الحجر دون صوت للتشهير أو الشو الإعلامي ، وتقوم بالتأسيس والبناء طلبا في العزة والكرامة لأهل هذا البلد الأمين فهم يضحون بالغالي والنفيس من أجل أن تكون مصرنا الغالية عالية مرفوعة الرأس والهامة وايضا العزة والكرامة للمواطن وعودة الحقوق لأهلها كاملة لا تنقص منه شيئا . ومن هنا انطلق الإخوان المسلمون بحملة " معا نبني مصر " وهذه هي الحقيقة فتجد كل أعمال هذه الجماعة في العلن ولا حديث عنها من أبواق الإثم والعدوان ومع ذلك فقد وقع أجر الجميع على الله تعالى .

ومن تداعيات الأحداث نستخلص الأتي :

فقد اتفق كل من لا يريدون البناء والعزة والكرامة لمصر وأظهروا يد التخريب والهدم صريحة رنانة في أبواق الإعلاميين الذين يساندونهم بكل ما أوتو من قوة وإمكانات بين أيديهم ليساعدوا في الخراب والهدم وأيضا على الساحة السياسية .

فالإسلوب المتبع واحد منذ ثلاثين عاما رأيناه ليل نهار ينادي ويشيد بإنجازات كانت هي الدمار بداية من ضياع الجنيه المصري وغير ذلك الكثير والكثير ، حتى الخصخصة وهي بيع كل منشأت الدولة والتي يمتلكها الشعب ويكون من خلالها الدعم للفقراء وغيرهم ، حتى زيادة حجم الديون حتى وصلت بمصر إلى أسفل وضع على يد ولسان هذه الأبواق التى لا تأتي بخير .

والاستعانة بالبلطجية وأتباع جهاز أمن الدولة قديما ليكونوا سندا وعونا لهم في هذه الأونه ومعظم الشعب يعي ويعلم هذا جيدا فكل منطقة بها بلطجيتها وهم معروفون جيدا لكل الناس حتى طريقة تحدثهم وأشكالهم لا تبشر بخير .

كل هذا من أجل بقاء هذه البلد المطمئن داخل صراعات من أجل المصلحة الشخصية لمن يقومون بالتخريب والانفاق على كل من يقدم يد الطاعة والولاء للنظام السابق ويناصره .

فقد صدق الحديث الكريم :

" عن أبي عبد السلام ، عن ثوبان ، قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : -
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .

ومن هذه الكلمات نجد أن التداعي بدأ به بعض المسلمون بتحريض من غير المسلمون الآن ولكنهم سيظهرون بعد ذلك صراحة فمن هؤلاء شخص يدعى محمد أبو حامد وأنا منذ بداية ظهوره على الساحة وانتمائه لحزب نجيب ساويرس لم استبشر خيرا به تماما ، فكل يوم يتحدث فيه تكون كلماته المؤسفة خير دليل على عمالته لغير المسلمين والتعدي على الإسلام والمسلمين بطريقة ملحوظة جدا ، وأقول لهذا لمن ، ومن أجل من ، أو لكسب قليل من الجنيهات حتى لو كانت الملايين تبيع دينك ودنياك فلماذا ؟

وأكتفي في حق هذا بهذا القدر فهو لا يستحق أن نتحدث فيه من البداية ولكني نوهت عنه ليعلم المسلمون أن التداعي على الأمة بدأ من أبنائها الغير حريصين على سلامتها وغير ذلك باعوا دينهم الذي أكرمهم الله تعالى به فرفضوه وتعاملوا على تشويهه وإظهاره في صورة غير صورته الأصلية والتي نعلمها جميعا .

وأقول لهذا آيات من القرآن الكريم عله يتوب ويعتدل قبل فوات الأوان فقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) . " النساء 97 ، 99 " .

وغير هذه الكثير والكثير من الوقائع والأحداث ولم يتسع الوقت لاستكاملها الأن ولكن فيما بعد سنتناول الكثير منها .