مع جابر قميحة

مع جابر قميحة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

طارق بوحبل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا أقدم نفسي فأنا طارق بوحبل من الجزائر متعاون مع بعض المواقع الالكترونية، بودي إجراء حوار معكم في قضايا الفكر و الثقافة و التغيير.
في انتظار ردكم
تقبلوا مني فائق التقدير و الاحترام
طارق بوحبل

 الأسئلة الموجهة::

1-    تعيش تونس وقائع التغيير، ما هي قراءتكم لما حدث؟

جـ : ما حدث يعد تصحيحا كليا أمينا لأوضاع كانت ساقطة وظالمة ، ومستهينة بكرامة الإنسان ، فهي ضربة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ، وتنضم إلى تاريخ تونس العظيم على مدى التاريخ . 

2-    ما هي التحديات التي تقف في وجه إحداث تغيير حقيقي؟

جـ : تتلخص هذه التحديات فيما يأتي :

أ ـ الخلاف المحتمل بين القائمين على الثورة ، وهذا الاحتمال ـ وإن كان ضعيفا ـ يجب أن يكون في أذهان القائمين بالثورة .

ب ـ استعانة الرئيس المطرود بقوى أجنبية لإجهاض الثورة .

ج ـ عدم التزام العدل في محاكمة ذيول النظام السابق ، فيجب ألا يجور غضب الثورة على قواعد العدل المطلوبة في المحاكمة   

3-    كيف السبيل لمنع محاولات سرقة نتائج ما حصل في تونس و تحريف المسار؟

جـ ـ ليس هناك سبيل إلا اليقظة ، والإحاطة الواعية بكل ما يدور في المنطقة من فكر وتيارات . 

4-    عودة إلى الأمة الإسلامية ككل ، ما هي طبيعة الأزمة التي تعيشها بمختلف تياراتها و توجهاتها؟

جـ ـ تعيش الأمة الإسلامية " أزمة فكرية " وذلك بتعدد الاتجاهات الفرعية مثل ذلك الذي يدعي أنه إمام أهل السنة في البحيرة ( وهي محافظة من محافظات مصر ) فمن أقواله : إن الإسلام يأمرنا بطاعة الحاكم طاعة مطلقة ، وعدم مقاومته حتى لو كان ظالما .

وهناك تيار صوفي يتجه اتجاها سلبيا فيحصر جهده في قراءة الوِرْد ، وأداء ما تتطلبه صوفيتهم ، ولا علاقة لهم بالسياسات التي تدور في الوطن .

وهناك التشكيك في التيار الإسلامي الأم الذي يأخذ الإخوان المسلمون أنفسهم به ، وينظرون للإسلام على أنه دين شمولي ، ففيه السياسة والحكم والعبادة ، ومن عباراتهم : الإسلام دين ودولة ، ومصحف وسيف ، وعبادة ، وحكمة وعلم ، وجهاد ، وعدل .... الخ .     

5-    ما السبب في تباين وجهات نظر المفكرين في ذلك، و كذا هذا التخبط و عدم القدرة إما على التزام خط النهوض أو عدم وضوح الرؤية أصلا؟

جـ ـ يرجع هذا التباين إلى ضعف الوعي ، أو محدودية الثقافة ومن ثم ، نرى كل فصيل يقدم عطاءه على أنه العطاء الوحيد الجدير بالاعتناق . من هنا يأتي التخبط وعدم وضوح الرؤية . والخطورة تظهر إذا ما اعتنق العامة هذه التوجيهات الشاذة .

6-    كيف لإنسان الأزمة أن يتحول الى إنسان النهضة،وما عوامل و شروط التحول؟

جـ ـ تتلخص هذه العوامل فيما يأتي :

أ ـ التوعية الصحيحة الرشيدة الدائمة .

ب ـ ربط هذه التوجيهات وهذه التوعية بالقيم الإنسانية الإسلامية .

ج ـ أن يكون الثوار ـ وخصوصا قادتهم ـ قدوة حسنة ، نموذجا طيبا يحتذى قولا وعملا .  

7-    فشلت محاولات التغيير باستخدام العنف على امتداد الزمان و المكان في العالم الإسلامي، غير أن هذا الخيار يعاود الظهور في كل مرة، ما هو سبب عدم تخلي الجماعات عن العنف؟

جـ ـ أحب أن أشير أنني أخالف الأخ طارق في هذا التعميم ، فليست كل جماعة من الجماعات الناهضة بالثورة والتجديد تستعمل العنف ؛ لأن هناك جماعات لا تستعمل العنف ، بل تدعو إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة . أما الجماعات التي تميل إلى استخدام العنف في تصرفاتها فهي ناقصة الوعي ، وتأخذها حدة الغضب التي تغلب على الاتجاه النفسي الرشيد ، وآمل أن تقلع أنت هذه المجموعات عن استعمال العنف ، واستخدام الحكمة والموعظة الحسنة ، وإعمال العقل في كل التصرفات .   

8-    ما هي أسباب عدم تمكن المسلمين من إيجاد أو التزام طريق النهوض؟ فهم إما انخرطوا فيما هو موجود أو لجئوا إلى الحلول العنيفة ، لماذا يفتقد المسلمون للصبر و النفس الطويل، رغم أن الأدبيات الإسلامية تعج بالدعوة لعدم التعجل و الصبر و البناء على المدى البعيد؟

جـ ـ إنها ظاهرة أو تهمة أو خطأ قد يتحول إلى خطيئة والمسئول عنها :

أ ـ القادة والقائمون على أمر الأمة ، فكل راع مسئول عن رعيته . وكثيرا ما نلاحظ تقصيرا يصمهم في توعية الرعية وتوجيهها التوجيه السديد . 

ب ـ الجمهور بمفهومه العام ، فيجب أن يجعل من الدين مرجعه بما فيه من قرآن وسنة وسيرة نبوية ، وعمل السلف الصالح .

فهي مسئولية تضامنية بين الحاكم والمحكوم ، والراعي والرعية .

ويجب ألا ننسى في هذا المقام رواسب الاستعمار ، فليس هناك وطن إسلامي إلا وأصيب بنكبة الاستعمار لأمد طويل .

وآمل أن يكون مصيبا فيما ذكرت آنفا ، فأنا مجرد مجتهد ، والمجتهد إذا أصاب فله أجران ، وإذا أخطأ فله أجر واحد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .