اختراقا للقاعدة في التأريخ
الكاتب فيصل:
كتبت عن الأحياء لأنني أشعر انه من الذنب أن تنتظر موت الإنسان لتكريمه
نعمان فيصل
إيمان أبو جبة /غزة
[email protected]
بعد
ثلاث سنوات من البحث والعمل المضني خرج كتابه أعلام من جيل الرواد ليرى النور ويروى
قصص شخصيات
أثرت في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية دون
استثناء، منذ أواخر العهد العثماني وحتى القرن العشرين مؤرخا أعمالهم وسيرة حياتهم
التي أحاطتها الكثير من الظروف القاسية والتي لم تثنيهم للحظة عن العمل الوطني.
كتاب أعلام والذي يعد سجل ووثيقة لحياة أبناء فلسطين، جاء بسبب حاجتنا الماسة
لمعرفة هؤلاء الأعلام، الذين هم بمثابة تجسيد حي ومشرِّف لتاريخ هذه البقعة ومعرفة
هؤلاء الأعلام، وسيتم من خلال هذا التقرير التعرف إلى الكاتب وتفاصيل كثيرة تأتي من
خلف كواليس صفحات الكتاب:
*** توثيق وتحفظ تاريخ
وخلال حديث لنا مع مؤلف الكتاب أ. نعمان فيصل مفتش هيئة الرقابة العامة حول فكرة
الكتاب وسبب تبنيه الكِتابة حول هذه الشخصيات قال" نبعت فكرة الكتاب لدي من عدم
وجود كتاب يشتمل لجميع أعلام مدينة غزة " ، مضيفا وجدت إحجام من المؤرخين عن هذا
الموضوع بسبب الحزبية الموجودة والتي جعلت هناك ندرة في المكتبة العربية عن كتابة
تاريخ هذه المدينة.
وأوضح فيصل أن هدف من هذا الكتاب أن يجعل هناك مادة محسوسة توثق وتحفظ تاريخ هذه
المدينة عبر قرنين من الزمن حتى لا ينسينا إياها الزمان وتذهب هباء مع من عاصروها،
وتابع هذه المدينة قدمت وما زالت تقدم، إلى جانب ذلك لها اثر مدوي في العالم بأسره
فكان من الواجب أن أقوم بهذه المهمة وان أسجل واحفظ هؤلاء الرجال حيث كان لهم بصمات
مهمة في مجال الأدب والشعر والثقافة والسياسية وفي وجميع مناحي الحياة التي خاضوا
غمارها وقمنا بهذا العمل والحمد لله على حد قوله.
شخصيات أثرت في المجتمع على كافة الأصعدة خلال قرنين من الزمان جديرة بالتأثير على
كاتب تعمق وسرح في حياتها وعاشها بالقلم في هذا السياق روى لنا فيصل قصته مع
حكاياهم ومدى تأثره بهم قائلا" ان هناك شخصيات كثرة تأثرت بها وبتاريخها النضالي
ومن أمثلتهم اذكر لكم الشيخ إسماعيل جنينة، والشاعر الكبير هارون هاشم رشيد ،
والشيخ عبد العزيز عودة، وعبد الباري عطوان ،و قصة عمي رجل الأعمال أنور فيصل وهو
صاحب قصة عصامية تتجلي في أنها قصة كفاح، والحج موسى الصوراني إلى جانب ذلك فهناك
شخصيات كثيرة مثل زهير العلمي وهو من الذين قدموا لهذه البلد الكثير ونموذج للتضحية
**** قاعدة جديدة
وحول الآلية التي اتبع فيها فيصل كِتابة الكتاب حدثنا انه كان يجهز لنفسه آلية يسير
عليها إلى أن ينتهي من الكتاب وكانت أولها البحث عن أسماء الشخصيات الذين يستحقوا
أن يكونوا من جيل الرواد حيث قال: كنت ابحث عن الحقيقة استفدت من بعض المؤرخين
أمثال المرحوم الأستاذ عصام سيسالم والأستاذ عبد اللطيف أبو هاشم والى جانب ذلك
اتبعت منهج المقابلات فكنت اذهب إلى الموجود على قيد الحياة لأسمع منهم سيرة حياتهم
.
كانت ومازالت عادة الكتاب والمؤلفين أن يخلدوا حياة المشاهير والشخصيات التي كان
لها اثر في المجتمع في كافة الأصعدة بعد وفاتهم ولكن فيصل اخترق هذه القاعدة في
كتابه وحول هذه السابقة في الكِتابة يقول" أنا اخترقت قاعدة في ذلك أني أنا كتبت عن
الأحياء لأنني أشعر انه من الذنب أن تنتظر أن يموت الإنسان كي نكرمه ونخلد حياة
إنسان نتوسم فيه خير ويقدم للوطن إنسان ناجح بعمله وله بصمات جيد أن نكتب عنه بعد
وفاته و مثال على ذلك الأستاذ ناهض الريس فقد كتبت عنه وقابلته ثلاث أو أربع مرات
وتوفاه الله قبل أن يخرج الكتاب إلى النور، ويمكن الإشارة في الطبعة الثانية عن
وفاته على حد تعبيره .
***
عمل جديد في رمضان
كتاب أعلام من جيل الرواد والذي يحمل بين طياته قصص لحياة 251 شخصية فلسطينية
استغرق ما بين سنتين ونصف إلا ثلاث من العمل والبحث والتحري إلى جانب المقابلات مع
الأحياء ممن كتب عنهم الكاتب والذين يبلغ عددهم 130 شخصية هو بداية لمؤلفات فيصل
فقد صرح لنا : في رمضان المقبل سأبدأ عملي الجديد والذي سأتناول به أعلام فلسطين
السياسيين جميعهم من القدس وحتى أخر رفح على حد تصريحه.
لم
يقتصر فيصل في حديثه عن الشخصيات المتوفاة للحصول على معلومات عنهم على الكتب وما
ذكر عنهم فقط فذكر لنا أن معظم تلك الشخصيات أي ما نسبته 80 % قام بمقابلة أصدقائهم
أو أبنائهم أو احد إخوانهم والباقي عدد قليل جدا رجعت للمراجع لكن هؤلاء الذين لم
يتوفر لهم أقارب أو غير موجودين في البلاد أو ماتوا قبل 150 سنة لأن الكتاب يعرض
رواد غزة في قرينين من الزمان من 1800 وحتى 2000 ، منوها إلى أن الذين ماتوا قبل
150 سنة هؤلاء قلة لا يتجاوزوا 15 ل 20 % ممن كتبت عنهم فرجعت للمصادر وكنت أميل
لنقل وتوثيق المعلومة حسبما قال.
***
تجسيد للوحدة الوطنية
وليتم صناعة مثل هذا العمل وإخراجه بالصورة التي خرج عليها في غزة كان يجب أن يكون
هذا حدثا فريدا مع قلة الإمكانيات ولمعرفة الجهة الممولة لهذا العمل حتى وصوله إلى
غزة قال لنا فيصل وقد لمعت عيناه افتخارا :لولا عناية الله ثم رجل الأعمال أنور
فيصل وهو عمي الذي لم يبخل في تقديم العون لي في كل صغيرة وكبيرة منذ بدأت في
الكتاب وحتى نقل الكتاب من القاهر إلي غزة عبر الأنفاق.
وحدة وطنية جسدها الكتاب من خلال اشتماله على شخصيات من كافة الأطر السياسية في
المجتمع الفلسطيني فكان لنا سؤال للكاتب عن ما مدى الأثر الذي سيتركه الكتاب على
المصالحة الفلسطينية، فأجابنا: قال لي احد الذين كتبت عنهم وهو موجود في لندن وهو
شخصية مرموقة جدا ،وإعلامي قال لي أن الوحدة الوطنية لم تجسد على الأرض ولكن جسدت
في هذا الكتاب واني أراها في هذا الكتاب، يعني أنا أخذت من جمع الفصائل دون
تفريق،و اعتقد أنهم كلهم ثمرة شجرة واحدة وكلهم أبناء وطن واحد وان شاء الله يكون
هذا الكتاب فاتحة خير نحن جسدنا الوحدة الوطنية في الكتاب وان شاء الله تتجسد على
ارض الواقع.