حوار غير صحفي مع الدكتور جابر قميحة 7
حوار غير صحفي مع الدكتور جابر قميحة
الحلقة السابعة
مع الاحتفالية وفضيلة مرشد الإخوان
أ.د/ جابر قميحة |
حوار: أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة |
في مشهد من مشاهد الوفاء النادر احتفل المئات من تلامذة وقرَّاء الأديب والمفكر الإسلامي الدكتور جابر قميحة بثمانينيته، منتقدين إهمال الدولة لرموز الفكر والأدب الحقيقيين.
وأكد المشاركون في احتفالية "جابر قميحة.. نجم في سماء الفكر والأدب والإبداع" التي نظَّمها المركز العربي للإعلام، مساء أمس، بنقابة الصحفيين؛ أن الدكتور جابر قميحة لعب دورًا كبيرًا في تجديد الأدب الإسلامي، وأحد أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلامي على مستوى العالم.
وقال صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين: إن د. قميحة لعب دورًا كبيرًا على الساحة الأدبية في العالم الإسلامي، وأنه أديب قضية ورسالة، حمل هموم أمته على كتفيه، وسخَّر أدبه لينير طريق أمته، مشيرًا إلى أن د. قميحة آمن بالكلمة فعاش لها، وكان حارسًا أمينًا يذود بكل ما يملك عن حياض لغة القرآن، فغرس جيلاً من تلامذته، يدافع عن لغته، ويؤمن بفكرته.
وما رأيته بنفسي ، وانطلاقا من مشاعر الحب والتقدير كان هذا الحوار :
دكتور جابر لقد عشنا معك ليلة تكريمك حيث اكتظت القاعة الكبرى في نقابة الصحفيين بمئات من الإخوان ، وأساتذة الجامعات ، والأخوات المسلمات ، وشخصيات حضرت خصيصا من السودان وليبيا وسوريا ، كما حضر مندوبون من كل محافظات مصر :
س : دكتور جابر ما شعورك وأنت تعيش على مدى ست ساعات في عيد حقيقي ؟
ج : ابتداء أشكر الأخ الأستاذ الكبير صلاح عبد المقصود رئيس المركز العربي للإعلام الذي أقام هذه الاحتفالية وجند كل العاملين والعاملات بمركز الإعلام حتى خرجت الاحتفالية في صورة مثالية بكل المقاييس .
أما شعوري فقد كان إحساسا بالسعادة الغامرة إذ كنت بين إخواني وأخواتي وزملائي ... لقد جمعنا الحب في الله ، والاعتزاز بالكلمة البناءة الحرة .
س : أنت رجل لك قيمتك وآثارك في الفكر والأدب والشعر فلماذا لم تقم وزارة الثقافة بإعطائك حقك من التقدير ؟
ج : يا أخي الفاضل إننا نعيش تحت وطأة نظام تـُسأل فيه : من تعرف ؟ لا ماذا تعرف ؟ والأضواء مسلطة على التابعين والحواريين وحملة القماقم الذين يطبلون ويزمرون للنظام الحاكم . وكلنا يتذكر أن جائزة الدولة التقديرية مُنـِحت " للدكتور السيد القمني " وقد ثبت أنه يحمل دكتوراة مزيفة ، وكتاباته ــ كما هو معروف ــ تعد طعنا في التاريخ الإسلامي الوثيق ، وإزراء بالقيم الإسلامية .
على أية حال أنا لا أتطلع لجوائز هؤلاء الناس وتقديرهم ، وأرى أن التقدير الذي عشته في حفل مركز الإعلام العربي أحب إلى نفسي من كل جوائزهم وتقديرهم ، بل من الدنيا وما فيها .
س : قلت سيادتك في كلمتك الختامية إنني هذه الليلة أكون قد ولدت مرتين : المرة الأولى كان يوم 12 من إبريل ، والمرة الثانية كان في 13 من إبريل . فماذا تعني بهذه العبارة ؟ وما حظها من الواقع ؟
ج : العبارة كلها تعبير عن واقع لا خيال فيه : فقد ولدتني أمي في 12 من إبريل 1934 ، وهو الميلاد الحسي . وجاء احتفال مركز الإعلام العربي في 13 من إبريل 2010 ، وأنا أسميه الميلاد المعنوي ، فقد شعرت فيه أنني ولدت من جديد ، أي جاء الميلاد الحسي والمعنوي في يومين متتاليين ، واستطاع مركز الإعلام العربي أن يلخص مدى الــ " 76 عاما " في ليلة واحدة ، وهذه كرامة من كرامات هذا المركز الفائق .
س : تحدثت في خطابك عن مضمون رسالتك مفكرا وأديبا . هل يمكن أن تعيد علينا هذه الكلمات في إيجاز ؟
ج : لقد قلت إن " موقع منزلاوي " قد رصد لي ركنا كاملا صدَّرْته بالكلمات الآتية : " أنا لا أبالي أن يكون على رأسي تاج ، ما دام في قلبي عقيدة ، وفي يدي قلم ، وفي فمي لسان " . وقلت :
ولقد عشت شريفا
ونظيفا
ملكا يحتقر التاجْ
مملكتي
قلب نبويُّ
وسلاحي
قلم نوويُّ
لم ينبض إلا بالحق
ينشق الصخر ولا ينشقْ .
س : وأخيرا أسأل سيادتكم : بماذا تنصح الأدباء الشبان ؟
ج : أعتقد أنني أجبت على مثل هذا السؤال . وفي إيجاز مكثف أقول لكل أديب أو متأدب : اعتز بنفسك دون غرور ، وتواضع دون ضعة .
**********
ونقف في السطور الآتية مع كلمات فضيلة مرشد الإخوان مع المذيعة منى الشاذلي في " برنامج العاشرة مساء " 14 / 4 / 2010 .
س : دكتور جابر : لقد شدنا فضيلة المرشد بكلماته التى استغرقت ما يزيد على ساعة ونصف ساعة . فما أهم الملامح التى رأيتها في حديثه قبل أن ندخل في التفصيلات ؟
ج : أهم هذه الملامح :
1 - التعبير السديد بلغة عربية سليمة ، وبيان متدفق .
2 - حسن العرض في انتظام فكري متماسك .
3 – قوة الحجة في عرض القضايا المختلفة مؤيدا فكره بأمثلة من واقع
المجتمع والحكم والسياسة .
س : هل من الممكن أن تحدثنا عن بعض ما نقض به فضيلة المرشد ما أثير حول الجماعة من لغط وأكاذيب ؟
ج : من ذلك رفضه كلمة " المحظورة " ؛ إذ ليس هناك حكم قضائي حاسم بحل جماعة الإخوان ، وكيف تكون محظورة وهي تعتبر القوة التى لها وجود منتشر في كل أنحاء العالم ؟ والجماعة بحمد الله في انتشار وزيادة لا تتوقف .
ومن ذلك أيضا دفاعاته الواعية عن شعار الإخوان ( المصحف والسيفين ) والكلمة القرآنية " وأعدوا " .
س : وماذا عن نظره إلى طبيعة الجماعة من الداخل ؟
ج : يرفض فضيلة المرشد ما يردده الإعلام الساقط من تقسيم الإخوان إلى قطبيين وإلى إصلاحيين ... هذه التقسيمات لا يعترف بها الإخوان ولا يقرونها ، فكلنا إخوان مسلمون .
س : وماذا عن النظرة السياسية ؟
ج : يرى فضيلة المرشد أن الحزب الوطني والنظام القائم لا يصلح لحكم هذا الشعب فلا بد من إلغاء حالة الطوارئ ، وإعادة الحرية للشعب ، ومنع التزييف والتزوير ، وإلغاء المواد المعوقة لحرية الشعب ، وبعدها يكون لكل مواطن الحق أن يخوض انتخابات الرياسة ولو كان جمال مبارك إذا تقدم للترشيح كمواطن من أفراد الشعب ببرنامج واضح .
س : وغير ذلك ؟
ج : إن حديث فضيلة المرشد مع منى الشاذلي دخل كل البيوت ، وطلب إعادته عشرات الألوف من الشعب ، وعلى أية حال هو معروض على مواقع الانترنت .
وأقول في النهاية ــ دون مجاملة ــ إن هذا الرجل كسب كبير جدا لدعوة الإخوان ، والعروبة ، والقيم الإنسانية .