لقاء مع الكاتبة والمترجمة ليلى الهاشمي
لقاء مع الكاتبة والمترجمة ليلى الهاشمي
وكتاب صليب الدمار
لقاء وحوار : فجر القلم
صراع الحضارات , مصطلح كثر فى الاونة الاخيرة تداوله بين أروقة الاعلام الغربي والعربي وقد يختلف البعض مع أبجديته المطروحة ويتفق البعض الاخر ,لكن هل فعلا هناك صراع ؟!
اكتسحت اخبار التهجم على الاسلام وسائل الاعلام , فالغرب ما فتئت تطل من خلف أفكاره اتهامات تريد ان تجعل الاسلام ونبي الاسلام فى قفص الاتهام
لكن هيهات فالله سبحانه وتعالى حفظ دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وانما هو زوبعة فى فنجان يقيمها الغرب ما تبرح ان تهدأ وقد اشرأبت الاعناق الى نهر الاسلام الصافى ليتم الشرب منه والارتواء والحصول والوصول الى الطمأنينة الروحية التى تكفل سعادة الدنيا والاخرة من بين الاقلام التى حاولت ان تقف وترد على التهم التى كثرت فى الاونةالاخيرة على نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم , قلم جريئ فى طرح فكرة الدفاع استطاع ان يوصل فكرته الى اهم قلاع الغرب انه قلم الاستاذة الكاتبة ليلى الهاشمي ...
يسعدنى ويشرفنى ان اقدم لكم أعزائى الاعضاء الافاضل لقاء حوارى مع الكاتبة والمترجمة ليلى الهاشمي صاحبة كتاب صليب الدمار
ليلى الهاشمى كاتبة سعودية فبالاضافة الى اللغات درست الفن التشكيلى والادب الانجليزى وقد جاء تنوعها بسبب تجولها بين الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ودول اوروبية اخرى
تقول عن القراءة
"فأنا أومن بأنها فرض ديني قبل كل شيء "
وهي الان تلتقى بكم فى لقاء ودى عبر اسئلة واجوبة نتعرف من خلالها على كاتبة
كتاب صليب الدمار
فأهلا وسهلا بك عزيزتى ليلى الهاشمى
أهلا بك غاليتي وبكل الأعضاء الأفاضل وأتمنى ألا أكون ضيفة ثقيلة وأن أستطيع
الوصول لقلوبكم قبل عقولكم
جزاك الله خيرا وحفظك لمن تحبين.
- ان احتراف الكتابة من الاشياء التى تستهوى أي محب للقلم الى اي حد ساهمت دراسة الفاضلة ليلى الهاشمي فى انعراجها لتحترف الكتابة ؟
ساعدت دراسة الأدب والفن بلا ريب إلى حد كبير في تهذيب قلمي وأيضا نفسي فدراسةالأدب تخلق للدارس المحب لهذا المجال روحا وإحساسابالحرف وتكسبه قدرة في التعمق داخل كل جملة، والبحث عن البديع والجماليات فيها. وأستطيع أن أقول أن دراسة الأدب الإنجليزي مع ميلي الجارف للأدب العربي كونا وبلا أدنى شك تفهما أوسع لثقافة الفريقين، لكنهما أيضا كونا انشقاقا من نوع ما، فرؤيتي للعمل الأدبي باللغة العربية تصب دوما في البحث عن مكنونات معينة تعلمتها في الأدب الغربي، وأيضا رؤيتي للعمل الأدبي الغربي تجعلني أتهمه بشكل ما بالقصور لضحالة اللغات اللاتينية للمفردات والبديع العربي المتفرد بشكله الخاص بالجمال. أما المشكلة الحقيقية فهي في تركيبي للجمل باللغتين، حيث يظهر تأثري بالفرنسية والإنجليزية عند كتابتي للعربية، وكذلك الأمر عند كتابتي للإنجليزية، حيث يبدو التأثير أيضا واضحا وربما مستهجنا
- مسؤولية الكلمة ومسؤولية القلم من الاشياء التى ربما نراها قد انطفأ وهجها مع سحابة العولمة التى تغطى سماء الصدق
هل نعتبر ان ذلك قد اصبح ظاهرة تميز الكتاب العرب للتعبير عن قضايا الامة ؟
لا يمكن أن ينطفئ وهج القلمم أبدا، كل شيء في الحياة يحتاج إلى قلم ليبرزه؛ هذا إذا أخذنا المسألة بشكل شامل يضم العلوم كلها، لكن لو ركزنا فقط على النصف اللآخر وهو الأدبي فهذا وخاصة مع بروز عالم الشبكة العنكبوتية قد أصبح أكثر تطورا، بل وأعطى مجالا أوسع لكل الناس للكتابة. حتى الأفراد البسطاء ممن لم يدرسوا أبسط قواعد الإملاء يكتبون الآن ويوصلون أفكارهم لكل العالم الذي تحول لقرية صغيرة تضم الشرق والغرب والشمال والجنوب، بتميز لم يسبق له مثيل في عالم التواصل. أما على صعيد الكتب فمجال الكتاب الألكتروني وسع نطاق إنتشار الكلمة وبالتالي عدد الكتاب والقراء. ربما مشكلتنا الوحيدةهنا في العالم العربي هي قلة الرغبة في القراءة من قبل الغالبية، حتى وللأسف ما ينتشر بقوة لا يجد من يستوعبه بشكل جيد كما هو الحال في الغرب الذي يتمسك بالقراءة منذ نعومة الأظافر وحتى الوفاة.
أما مسألة التعبير عن قضايا الأمة -وأنا أقصد الإسلامية بالتأكيد- فبلادة العرب لم توقف سيل الثقافة الإسلامية التي يقوم بالدفاع عنها وترويجها عدد عظيم من المسلمين وبكل لغات العالم، تترجم منها أعداد كبيرة للغة الإنجليزية وأيضا الفرنسية وتذخر بها مكتبات العال وأيضا صحفهم..
- تنقلك بين أمريكا وأوروبا وبالطبع بين البلدان العربية الى اي حد ترين ان تواصل
الحضارات من اجل السلام فكرة اصابتها الهشاشة واندثرت بريح العولمة ؟
السلام ذلك السيف الذي يسلطه الغرب دوما على أعناقق المسلمين هو سمة موجودة فقط في الشرق بكافة دياناته ومذاهبه، أما الغرب فلا يعرف السلام ولا يتحدث عنه إلا لاستعباد البشر، حتى المدنية التي ولابد أنها تعبر عن السلام، لم تعط المواطن أو المقيم في أوروبا وأمريكا أي إحساس بالسلام كالذي نعرفه داخل مجتمعاتنا ودولنا الشرقية. حتى ولو سلمنا بأن الإرهاب القائم في أي دولة في الشرق هو من صنع شرقي وهو ليس كذلك، فيكفينا فخرا أننا لا نشخى خروج مسلح علينا في السوبرماركت يزهق أرواحنا بلا سبب كما يحدث في أي دولة أوروبية أو ولاية أمريكية. أما تواصل الحضارات، فالغرب المغموس حتى أذنيه في العنصرية يريد دوما فرض الثقافة الغربية الخاوية في نظري من التحضر الحقيقي الذي يتواصل فيه البشر من أجل المحبة فقط دون البحث عن الفائدة. وهذا ما نجده بقوة في كل ما حولنا ومثال عليه تحول الأفلام المصرية التي كانت سمتها وحتى وقت قريب الرومنسية إلى سينما فارغة تحتوي على بعض المشاهد العنيفة والهدم والحرق وإراقة الدماء. وقد تأثر الشارع العربي بآثار العولمة المدمرة بالتأكيد فحتى زمن قريب كانت مقاهي
العالم العربي على سبيل المثال عبارة عن تجمعات ثقافية يجتمع فيها الناس على اختلاف قدراتهم العلمية ليتناقشوا في كل أمور الحياة وخاصة السياسية منها، اما مع ظهور ستاربكس وغيرها، فقد تحولت تلك التجمعات الثقافية على بساطتها إلى أماكن فخمة باردة تمتص فقط أموال المسلمين في كل مكان لتقدمها لأعدائهم ليشتروا ويصنا بها أسلحة تدمر عالمهم الإسلامي..
-هل كتاب صليب الدمار هو الكتاب الاول لليلى الهاشمى ؟
هو كذلك فعلا، كنت أعمل على تنقيح وايتى الأولى "فتيات من فرمونت" وطرأ هذا الحدث المهم الذي أفقدني أي رغبة في أي عمل حتى أنتهي من الرد على البابا، وشاء الله أن يصدر قبل روايتي التي انتهيت منها لكن علي أن أسافرر للقاهرة لأنشرها.
-فى حديثك عن المواقع والشبكة العنكبوتية تطرقتى الى الحديث عن الاستعداد لاخراج عمل
الى النور وانت تبحثين عن معلومات عن التوراة والانجيل .
هل عمل آخر فى طور المخاض يشبه كتاب صليب الدمار ؟
يوجد بحول الله عمل لكنه قد يحتاج لأكثر من عام وربما عامين حتى أنهيه فهو عمل يفتقد إلى المراجع العربية، وكما تعلمين الكتب الدينية بالإنجليزية شبه معدومة في عالمنا العربي. العمل عن المذهب البروستنتي أو دين الشيطان الذي يسخر العالم الجديد لخدمته. هذا الكتاب أجرأ كثيرا من الأول فهو يضع النقاط على الحروف حول الضباب الذي يغلف هذا المذهب.
ليلى الهاشمى تكتب الشعر ايضا ...
مارأي الشاعرة ليلى الهاشمى فى منظومة الشعر الحر والى اي حد يمكن ان يساهم الشعر فى الدفاع عن قضايا الامة ؟
ليلى ليست بشاعرة يـُظلم الشعر أن يقال عن ليلى أنها شاعرة، أنا أحب الشعر، قضيت سنوات من عمري لا شيء يسيطر علي سوى الشعر وبلغتين. الشعر بالتأكيد أسلوب رائع قمة في التحضر للدفاع عن قضايا الأمة، والدكتور عبد الرحمن العشماوي خير دليل، لكن الشعر الذي لا يترجم وينشر بلغاتهم سيفتقد لتلك السطوة
والسلاح، فهم وبمنتهى الخبث يترجمون فقط ما يدافع عن قضاياهم وأفكارهم، لذلك
فالشعر + الترجمة يمكن أن يكونا سلاحا جبارا في وجه هذا العدو الذي يحاربنا حاليا
بسلاح الفكر والقلم. أما الشعر الحر فلا أعرفه ولا أستسيغه ولم أدرسه.
من بين الاسئلة التى اثيرت عندما اعلنت عن اللقاء فى احد المنتديات سؤالين أرجو
ان يتسع صدرك للاجابة عليهما عزيزتى
-ما هو سبب عدم إجادتها اللغة العربية مع إنها تجيد لغات كثيرة ؟
من قال أنني أجيد لغات كثيرة؟
لا أجيد العربية مثل المنفلوطي وسيباويه لكن لو قارنتها بالغالبية العظمى ممن قرأت لهم في المنتديات والصحف فأنا ولله الحمد أجيدها خيرا منهم، حيث لا تزال الغالبية الساحقة لا تفرق بين تاء التأنيث المربوطة وهاء الضمير وتكتب وردة وشارقة بالهاء رغم أنها أسماء مؤنثة، وتكتب أفعالا ترتبط بتاء الفاعل المفتوحة بتاء مربوطة.
-ولماذا لم تسعى وتحرص على أن يكون إهتمامها بلغتها العربية أن يكون من ضمن أولوياتها ؟
لا أدري لماذا أحسست بأنني في قفص اتهام وكأنني مجرمة.
لماذا لم يسع من تربوا ودرسوا في مدارس عربية وداخل أوطانهم العربية على ذلك؟
الحمد لله أنا أجيد اللغة العربية خيرا من غالبية العرب، لكن أمانتي وصدقي دائما ما يضعونني في مواقف كهذا.
-فى الاونة الاخيرة كثر الكلام عن التهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الى اي حد استطاع كتاب صليب الدمار ان يسد ثغرة فى الدفاع وتوصيل الاحتجاج للغرب
بحكمة تحت مظلة
" وجادلهم بالتى هي احسن "؟
أنا لم أجادلهم بالتي هي أحسن، بل اتخذت من آية أخرى هدفا وسبيلا، وهي الآية 194 من سورة البقرة ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُواأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) هم اعتدوا على نبينا وألبسوه كل جريمة على الأرض، وأنا أرد عليهم بأسلوبهم في الباس من يدعون أنه ربهم (يسوع) وليس المسيح ابن مريم عليه السلام عبد الله ورسوله. وهم لا يفرقون عند قولهم مسلمين أو جماعات إسلامية بين فرقناومذاهبنا ولا حتى مناظمات ليست مقياسا للمسلمين، وأنا فعلت المثل، فكل ما أتخذ من يسوع أو الصليب مثالا ورمزا أدخلته تحت جرائم الصليب.
وأظن أنني قمت بسد كثير من الثغرات لم يتطرق لها معظم الكتاب المسلمين، منها أن
المسيح لم يأت للناس كافة وهذا يحبط عمل المنصرين في كل مكان، ومنا التركيز على
الجملة الوحيدة الأكيدة في الإنجيل والتي جاءت كما هي في الأناجيل الأربعة وظلت بنفس
النطق في كل تراجم الإنجيل التي وصلت للألفي لغة. ومنها أيضا التأكيد على أن الحربين العالميتين تضاف بكل خسائرها المدمرة إلى الصليب والتركيز على أن هتلر كان يحمل
شعارا مكونا من صليب أيضا، وكذلك كل حروب الولايات المتحدة التي كان يستدل كل
رئيس لها بآيات من الكتاب المقدس بعهديه ليبدأ حربا ويقتل ملايين الأبرياء.
- هل تم الرد عليك حين ارسلتى الكتاب الى الجهات المعنية وماذا كانت ردة الفعل ؟
من المستحيل أن يرد علي البابا أو جورج بوش، فهؤلاء ليسوا أشخاصا يمثلون أنفسهم،
بل منابر تمثل أمما. هم يضعون عناوينهم ليتلقوا الرسائل ولكن ليس للرد عليها.
- لقد كثر الحديث عن صراع الحضارات وحتمية التعايش السلمى بين الاديان
هل كتاب صليب الدمار يعد خيطا من خيوط نسج فكرة واجب حرية الاعتقاد لكل أمة والسير
على جسر التحاور الحضارى للوصول الى السلام العقائدى والفكرى ؟
ركزت في الكتاب على أن المسلمين فقط هم من تفردوا بذلك خلال عمر طويل من التاريخ
وحتى الآن، فالإسلام قد حفظ لأهل الكتاب وأهل الذمة مكانتهم، وقدم لهم كل حقوقهم إضافة إلى الصرف على احتياجات الكنائس والمعابد من بيت مال المسلمين، لكن الأهم هو تركيزي على أن المسلمين في أوروبا كانوا مضطهدين إلى حد الإبادات كل فترة وأخرى. ورسمت
دلالات على أنهم لا يزالون كذلك حتى الآن.
- كيف ترى الاخت ليلى الهاشمى أفق التحاور الحضارى بين الغرب والعرب ؟
أرى بريق أمل يلوح من بعيد خاصة في تصريحات البابا وبعض الرؤساء في أوروبا، لكن المعضلة تكمن في بعض من يسمون مثقفي العرب ممن يرون في الغرب قدوة ومثالا وهم يفتقدون لأدنى حد من الثقافة، من هؤلاء الليبراليون الجدد، كم هم مغيبون هولاء، أو ربما
حجم الرشوة أكبر من أن يتغاضوا عنه ويقولوا الحق. عموما أنا لا أرى أي أمل يرجى من
قوم لا يعرفون عن الصلاة سوى أنها ربما خمس مرات في اليوم ولكن متى بالتحد لا يعلمون.
- فى الختام اشكرك اختى الفاضلة على تلبية دعوتى المتواضعة لاجراء هذا اللقاء الذى استمتعنا فيه بمعلومات رائعة
باسمى واسم كل قارئ لهذا الحوار اشكرك وجزاك الله خيرا
أنا والله التي أشكرك غاليتي على وقتك وجهدك جعله الله في موازين أعمالك وأفاد بك المسلمين. جزاك الله عني خيرا حبيبتي.
أشكر الجميع والى لقاء حواري آخر ان شاء الله