حوار مع سعيد أحباط
حوار مع القاص المغربي سعيد أحباط
"الإبداع الحقيقي هو الذي يترك أثرا في النفس.."
سعيد أحباط |
محمد سعيد الريحاني |
سؤال: حين نقدم غيرنا لغيرنا، ننصب لا شعوريا مرآة بضمير المخاطب أو الغائب نقدم من خلاله أنفسنا. ما رأيك في تكسير هذه المرآة بضمائرها (المخاطب منها والغائب) والحديث مباشرة عن مشوارك الشخصي والأدبي؟
جواب: لا أعرف بالضبط ما هو هامش الحرية التي قادتني لاختيار التجربة الأدبية، أعتقد دائما أن فعل الإبداع هو رهين بعوامل تكمل في عمق شخصية الإنسان ويشكل هذا العمق الجانب الأولي الذي يتداخل مع جوانب أخرى ترتبط بمسارات الإنسان الخارجية انسجاما مع ذلك أعتبر أن العملية الإبداعية إعادة إنتاج هذا الكل التيس تقودها تجربة المبدع ووعيه.
سؤال: تجربتك مع النشر، كيف تقيمها؟
جواب: في بعض الأحيان يقع التهميش على بعض المبدعين الذين ليست لهم علاقات خاصة مع بعض المنابر، لذلك أعتقد أن قوة المبدع تكمن في نصوصه.
سؤال: من خلال تجربتك مع القراء، ما هي أقوى ملاحظة اخترقت مسامعك ووجدانك من قارئ من القراء؟ وما هي أطرف ملاحظة تلقيتها من جمهور قراء تكتب له؟
جواب: البعض يكررون مساءلتي ونوع الأسئلة التي يعيدون طرحها تجعلني أقول أنني أرى فلان أو فلانا من شخصية قصصية أو أحيانا أتساءل هل ما أثرته في أذهان هؤلاء السائلين كان لصالحهم..أعتقد أن الإبداع الحقيقي هو الذي يترك شيئا ما في النفس..
سؤال: من هو قارئك المفترض؟ كيف تتصوره؟ كيف تتوقع تفاعله مع إنتاجاتك؟
جواب: الكاتب بما هو إنسان حقيقي كذلك يخبأ في ذاته قارئا ما يكتبه وأن بداخله قارئا حيا وملزما وكل كاتب يكتب بحضور قارئ ما أو يكتب لكي يقرأ..
سؤال: تختلي بنفسك، تسهر، تكتب، تنشر وتواكب ردود الأفعال القارئة وغير القارئة. لماذا كل هذا الإصرار على الكتابة في مجتمعات عربية ضعيفة الإقبال على القراءة ولا مبالية لكل الأشكال الثقافية المكتوبة؟
جواب: إن الكتابة وإن كانت تحقق لك أشياء كثيرة مما كنت تحلم به وتسعى لتحقيقه فإنها في المقابل تمنحك حب الناس وتكسبك مزيدا من الأصدقاء وهذا هو الجميل فيها..
سؤال: الكتابة الإبداعية في زمن القرية الكوكبية، زمن العولمة، كيف تراها؟
جواب: ينبغي التذكير بأن وضع التكنولوجيا الجديدة للتواصل فيها بعض السلبيات كما لها بعض الإيجابيات إنها مرهونة بمنطق الصناعي والتجاري وإن استخدام التكنولوجيا الجديدة للتواصل لأغراض أدبية يرتبط بشكل واسع بالنظرة المستقبلية..
سؤال: " مطرب الحي لا يطرب" شعار عامي لكنه يلقى صدى لدى النخبة أيضا. فالمبدع العربي والمبدعة العربية محصنان ضد القراءة للمبدع الجار والمبدع ابن البلد. فأغلب المبدعين العرب حين يتعلق والأمر بإبداء رأي حول الكتاب الذين يقرؤون لهم، يقفزون مباشرة للضفة الأخرى والأسماء الأخرى. لمن تقرأ حاليا؟
جواب: دائما أكرر أن قوة المبدع تكمن في نصوصه كما على المبدع الحقيقي أن يخلق عالمه الخاص ولا يمكن لأي كاتب أن ينسخ كاتبا آخر حتى ولو حاول ذلك إن الكاتب الحقيقي لا يكون سوى نفسه في عصره
سؤال: أيهما أهم في الإبداع الأدبي: الخلفية النظرية أم النص الإبداع؟ هل تمتلك مشروعا جماليا يكسب نصوصك خصوصية وتفردا؟
جواب: على الكاتب أن يشرع نوافذه ليمتلك كل هذا الأفق الشاسع عوض الاكتفاء بالنظرة من نافذة واحدة إذا امتلك القدرة والكفاءة شخصيا أبحث باستمرار أجد نفسي ميالا لبعض الأجناس لكني أميل الى القصة ربما أعتقد أنها الشكل الإبداعي المناسب لتأمل العالم..
سؤال: الثقافة والسلطة، الإبداع والرقابة، والأفق اللامحدود والخطوط الحمراء... ما هو موقفك من هذه الثنائيات؟ وكيف تموقع كتاباتك بينها؟
جواب: المبدع يجب أن نحاسبه على فنه وإبداعه فقط، لا نخلط بين مواقفه الشخصية أو السياسية
سؤال: كيف تقيم هذا اللقاء الحواري؟
جواب: فكرة ممتازة وبادرة طيبة لأنها تكسر عزلة المبدع المغربي لتخلق بينه وبين المتلقي العربي تواصلا وفي الأخير أشكرك جزيل الشكر أتمنى لك المزيد من التوفيق في مسارك الإبداعي.